هو مالك بن الريب بن حوط بن قرط بن حسيل بن ربيعه بن كابيه بن حرقوص من بني مازن بن مالك بن عمرو بن تميم رحمه الله
هو شاعر مقل لم يشتهر من شعره سوى هذه القصيده تقريبا وكان مالك شابا شجاعا لا ينام الليل الا متوشحا سيفه هجا الحجاج بن يوسف الثقفي
والي العراق فطلبه فهرب وتصعلك في الصحراء واستغل قوته في قطع الطريق وذات مره اقبل عليه سعيد بن عثمان بن عفان رضي الله عنهما
وكان سعيد يعد جيشا الى خراسان لتمرد اهلها فنصحه بالجهاد واغراه فذهب معه مالك و ابلا بلاءا حسنا وفي عودته الى وادي الغضا في نجد (مساكن اهله)
مرض مرضا شديدا بسبب لدغه فقال هذه القصيده الرائعه في رثاء نفسه وقد توفي بعد هذي القصيده في خلافة معاويه سنة 56 للهجره :
ألا ليت شعـري هـل أبيتـن ليلـةً
بجنب الغضا أزجي القلاص النواجيـا
فليت الغضا لم يقطع الركب عرضـه
و ليت الغضا ماشـى الركـاب لياليـا
لقد كان في اهل الغضا لو دنا الغضـا
مـزارٌ ولكـنّ الغضـا ليـس دانيـا
ألم تارني بعـت الضلالـة بالهـدى
و اصبحت في جيش ابن عفان غازيـا
دعاني الهوى من أهل ودي و صحبتي
بـذي الطابَسَيـنِ فإلتـفـت ورائـيـا
أجبت الهـوى لمّـا دعانـي بزفـرة
تقنـعـت منـهـا أن ألام ردائـيــا
أقول و قد حالت قرى الكـرد بيننـا
جزا الله عمرا خير مـا كـان جازيـا
إن الله يرجعني مـن الغـزو لا أرى
و إن قـلّ مالـي طالبـا مـا ورائيـا
تقول ابنتي لما رأت طـول رحلتـي
سفـارٌ كـهـذا تـاركـي لا أبالـيـا
لعمري لئن غالت خراسـان هامتـي
لقد كنت عـن بابـي خراسـان نائيـا
فلله دري يــوم أتــرك طائـعـا
بنيّـا بأعلـى الرقمتيـنـي و مالـيـا
و در الظبـاء السانحـات عشـيّـةً
يخبـرن أنـي هالـكٌ مـن ورائـيـا
و درُ كبيـري اللـذيـنٍ كلاهـمـا
علـيّ شفيـق ناصـح لـو نهانـيـا
ودر الهوا من حيث يدعـو صحابـه
و در لجـاجـتـي ودر انتـهـائـيـا
تذكرت من يبكـي علـي فلـم أجـد
سوى السيف والرمح الردينـي باكيـا
و أشقـر خنديـدٍ يـجّـر عنـانـه
الى الموت لم يترك له المـوت ساقيـا
و لكـن بأطـراف السمينـة نسـوةٌ
عزيـزٌ عليـهـن العشـيّـة مابـيـا
صريعٌ على أيـدي الرجـال بقفـرةٍ
يسوون قبري حيـث حمّـى قضائيـا
و لمّا تـراءت عنـد مـروٍ منيتـي
و حلّ بهـا جسمـي و حلّـت وفاتيـا
اقول لاصحابـي ارفعونـي لاننـي
يقـر بعينـي ان سهيـلٌ بــدا لـيـا
فيا صاحبي رحلي دنا الموت فانـزلا
برابـيـةٍ انــي مقـيـمٌ ليـالـيـا
أقيما علـيّ اليـوم او بعـض ليلـةٍ
و لا تعجلانـي قـد تبيّـن مـا بـيّـا
و قوما اذا ما استُّـل روحـي فهيّئـآ
ليّ القبـر و الاكفـان ثـمّ ابكيـا ليـا
و خطّا بأطراف الأسنّـةِ مضجعـي
و ردّا علـى عينـيّ فضـل ردائـيـا
ولا تحسدانـي بــارك الله فيكـمـا
من الارض ذات العرض ان توسعا ليا
خذانـي فجرّانـي ببـردي اليكـمـا
فقد كنت قبـل اليـوم صعبـاً قياديـا
فقد كنت عطّافـاً اذا الخيـل ادبـرت
سريعا لـدى الرجـال لا مـن دعانيـا
وقد كنت محمودا لدى الزاد والقـرى
و عن شتم ابن العـم والجـار وانيـا
وقد كنت صبارا على القن في الوغـا
ثقيلا على الاعـداء عضـب اللسانيـا
وطورا تراني فـي ظـلال ونعمـةٍ
و طـوراً ترانـي والعتـاق ركابـيـا
وطوراً تراني فـي رحـاً مستديـرةٍ
تخـرّقُ اطـراف الـرمـاح ثيـابـا
وقوما على بئـر الشُبيكِّـي فإسمعـا
بها الوحش و البيض الحسان الروانيـا
بأنآكـمـا خلّفتـمـانـي بـقـفـرةٍ
تُهيـل علـي الريـح فيهـا السوافيـا
ولا تنسيـا عهـدي خليلـي انـنـي
تقطّـعُ اوصالـي وتـبـلا عظامـيـا
ولن يعـدم الولـدان ممـا يصيبهـم
و لن يعـدم الميـراث منـي المواليـا
يقولـون لا تبعـد وهـم يدفنوننـي
و ايـن مكـان البـعـد الا مكانـيـا
غداة غدٍ يا لهف نفسـي علـى غـدٍ
اذا ادلجـوا عنـي و خلفّـت ثـاويـا
واصبح مالي مـن طريـفٍ و تالـدٍ
لغيري وكـان المـال بالامـس ماليـا
فياليت شعري هل تغيـرت الرحـى
رحى الحرب او اضحت بفلجٍ كما هيـا
وياليت شعري هـل بكـت ام مالـكٍ
كما كنـت لـو عـادوا بنعيّـك باكيـا
اذا مت فاعتـادي القبـورا و سلمـي
على الرمس اسقيت الغمـام الغواديـا
رهينـة احجـار وتـرب تضمنـت
قرارتهـا منـي العـظـام البوالـيـا
فيا صاحبـي ممـا عرضتـا فبلّغـا
بنـي مالـكٍ والريّـب ان لا تلاقـيـا
وبلّغ اخي عمران بُـردي ومئـزري
وبلّـغ عجـوزٍ يــوم ان لا تلاقـيـا
وسلّم علـى شيخَـيَّ منـي كليهمـا
وبلّـغ كثيـرا وابـن عمـي وغاليـا
وعطّـل قلوصـي بالركـاب فإنهـا
ستفلـق اكـبـادا وتبـكـي بواكـيـا
وابصـرت نـار المازنيـات موهنـاً
بعلياء يثنـي دونهـا الطـرف وانيـا
أُقلّب طرفي فوق رحلـي فـلا ارى
به مـن عيونـي المؤنسـات مراعيـا
وبالرّمل منـي نسـوةٌ لـو شهدننـي
بَكَيْـنَ و فدّيـن الطبيـب المـداويـا
فمنهـن امـي وابنتاهـا وخالـتـي
وباكيـةً اخــرى تثـيـر البواكـيـا
وما كان عهد الرمل عنـدي واهلـه
ذميمـا ولا بالرمـل ودعـت قالـيـا
منقول