الدولة : تاريخ التسجيل : 24/07/2010عدد المساهمات : 1693
موضوع: هنا قصة تاريخية لسبب مسمى جبلي أجا وسلمى بحائل !! الأربعاء مارس 16, 2011 2:29 am
جبال أَجا ويقال جبل أجأ، وهو سلسلة جبال تمتد من الجنوب الغربي إلى الشمال الشرقي بما يقارب 100كم طولاً وبين 25 و35كم عرضًا. وهو أحد جبلي طيء المشهورين في نجد (أجا وسلمى). وتتخلل هذا الجبل شعاب كثيرة وداخلها بعض القرى الصغيرة والعيون والنخيل، وله قمم شامخة يصل ارتفاع بعضها إلى 1350 مترًا. وأهم المدن المجاورة له في الوقت الحاضر مدينة حائل قاعدة منطقة حائل في المملكة العربية السعودية. وقال حمد الجاسر في كتابه شمال المملكة: ¸ وأورد المتقدمون خبرًا في سبب إطلاق اسم أجا على هذا الجبل وأسماء أخرى على مواضع بقربه؛
روى صاحب المناسك بسنده إلى هشام بن محمد الكلبي عن أبيه قال: سمي جبلا طيئٍ أن سلمى بنت حام بن حي من عمليق علقها أجا بن عبدالحي من بني عمليق، وكان الرسول بينهما حاضنة يقال لها العوجاء فهرب بها وبحاضنتها إلى موضع جبل طيء وبالجبلين قوم من عاد، وكان لسلمى أخوة يقال لهم الغميم والمُضِلّ وفدك وفائد والحدثان، فخرجوا في طلبهما فلحقوهما بموضع الجبل، فأخذوا سلمى وانتزعوا عينيها فوضعوها على الجبل وكتف أجا فوضع على الجبل الآخر. وكان أجا أول من كتف، وقطعت يد ألعوجا ورجلاها فوضعت على جبل آخر، فكان كل من مر من العرب يعجب من ذلك، فقالت العرب في أشعارها سلمى، فهي أول من سُمِّي من العرب سلمى فقال إخوتها: والله لا نرجع إلى قومنا أبدًا. فمضى الغميم إلى ناحية الحجاز فنزلها، وأقبل المضل إلى موضع القاع واستنبط به بئرًا وأقام به حتى مات، ولحق فدك بموضع فدك فسمي به، ولحق فائد بالجبل الذي سمي فائد بطريق مكة، ولحق الحدثان بموضع حرة الحدثان فسميت هذه المواضع بهم وهي منازل طيء بين الجبلين وربما نازلتهم فزارة من حيال جنب الطريق ويساره إلى منقطع جبلي طيء. ويكفي في البحث عن حقيقة هذا الخبر أنه عن ابن الكلبي الذي لم يكتف بتأليف المؤلفات عن أنساب العرب حتى ألّف كتابًا عن أنساب البلدان هذا نموذج منه، وعلى كل حال فهو طريف•.
وقد تناول الشعراء أجا وقالوا فيه أشعارًا كثيرة منها قول أمرئ القيس :
أبت أجأ أن تسلم العام جارها=فمن شاء فلينهض لها من مقاتل
وقال لبيد يصف كتيبة النعمان:
أوت للشباح واهتدت بصليلها = كتائب خضر ليس فيهن ناكِل
كأركان سلمى إذ بدت أو كأنها= ذرى أجأ إذ لاح فيه مواسل
وقال العجاج:
فإن تصر ليلى بسلمى أو أجا=أو باللوى أو ذي حُسأ ويأججَا أجا وسلمى ما أن يذكر هذان الجبلان إلا وترتسم صورة حائل تلك المدينة التي تحتضنها صحراء النفود الكبرى شمالاً وجبل أجا غربا وسلمى شرقاً، إنها المدينة التي يصفها أهلها بأنها «بنت الجبال وأخت القصيد» الأمر الذي يخالفهم فيه المؤرخون فيرونها مهد الحضارات البابلية والآشورية ودولـة المناذرة. ويحيط بحائل، وهي في الجزء الشمالي الغربي من المملكة جبلا أجا وسلمى، حيث تستقبل القادم من منطقة القصيم باتجاه مدينة حائل سلسلة جبال سلمى الممتدة إلى ما يقارب 100 كلم من الشمال إلى الجنوب، وتتناثر حولها ووسطها العديد من القرى والبلدات، وما أن يتجاوزها المار بها حتى تظهر له سلسلة جبال أجا الممتدة من الشمال الشرقي إلى الجنوب الشرقي بطول يقل عن سلمى قليلاً. قصة العاشقين
ويرجع أهالي حائل قصة تسمية الجبلين بهذين الاسمين إلى أة قديمة، تقول إن أجا كان رجلا من إحدى قبائل العماليق التي كانت تسكن تلك الناحية من الجزيرة العربية، وسلمى هو اسم فتاة كان يعشقها أجا، وهي تعشقه إلى حد الجنون، ولكن رفض أهلهما تزويجهما بسبب الأعراف القبلية، وفي يوم من الأيام هربت سلمى مع حبيبها أجا، ومعهما خادمتها العوجاء فطاردهما القوم حتى أمسكوا بهما في موقع مدينة حائل بين الجبلين، وهناك قتلوهما وصلبوا أجا على الجبل الغربي وسلمى على الجبل الشرقي، فحمل الجبلان هذا الاسم حتى الآن. فيما تشير مصادر تاريخية إلى أن سبب تسمية أجا نسبة إلى أجا بن عبد الحي وهو أبرز العماليق الذين نزلوا في حائل، وهو أخو وج الذي نزل بالطائف وعرفت قديماً به. أساطير شعبية
ورغم ارتباط أجا وسلمى بأحداث تاريخية كثيرة إلا أن الذاكرة الشعبية في حائل تحمل الكثير من الأساطير حولهما، فلا تزال تتردد هناك قصة «ظلما» تلك المرأة التي سكنت في غار في ريع السلف في جبل أجا، وعرف فيما بعد بغار ظلما، وكانت تلك المرأة تتربص بالمسافرين المارين قرب غارها وتقتلهم وتأكلهم بمشاركة ابنتها، وتحفظ الذاكرة الشعبية هناك أحاديث وقصصا غريبة حول اقتناص ظلما للمسافرين وتقطيعها لأجسادهم، حيث كانت تستدرجهم إلى الغار ليستريحوا من السفر، وما أن يستقروا حتى تهوي عليهم بصخرة كبيرة تسحقهم، ثم تبدأ وابنتها في أكل الضحية. منتزه طبيعي
وتشتهر جبال أجا وسلمى بسفوح تتشكل فيها أودية كبيرة وتغطيها أشجار الطلح الفطرية، مما يجعلها أماكن للنزهة لغالبية العوائل في حائل. ومن أشهر الأودية التي تنحدر من أجا وادي عقدة ووادي مشار ووادي عانقة ووادي الرعيلة وأودية توارن التي تلتقي مع السهال والصحاري الواقعة خارج سلسلة أجا في جزئها الجنوبي، ومن جبال سلمى تصب أودية عديدة اشهرها وادي المشط ووادي حميان ووادي أبو نمر ووادي أركان، وتتكون جبال أجا من الصخور النارية القاسية، وتكتسي غالبها باللون البني الارجواني. وتبعد جبال