هنا المداهل والمناهل (11) موضوع تفضل

السلام عهليكم ورحمة الله وبركاته

المداهل والمناهل (1)

هذه الموضوع، هو في الأصل الباب السادس، من كتابنا ( دليل مناهج بعض المجاهل في الأدب والمداهل والمناهل )، وسأجعل منه هنا موضوعاً مرتباً ومقسماً إلى أعدادٍ يومية، أو نحو ذلك من الوقت الذي تأتي صادرة فيه، وذلك لطول هذا الموضوع على أن يكون بحجم موضوع واحدٍ 0

المداهل(1) والمناهل(2) هي المراب أي الأماكن التي يكثر المقام فيها والتردد إليها،دون غيرها من الأماكن الأخرى،مفضلةً على غيرها أما لمرأ رعيها ووفرة وعذوبة مائها،أو لغير ذلك0و غالباً ما يقصد بالمداهل الأماكن التي يدهلها الصيد،أو الإبل،لجودة رعيها،واعتياد الحيوانات على البقاء في أرضها طويلاً،فلو فُقِدتْ إبلٌ مثلاً لقيل:"تذهب إلى مداهلها العادة"ويجوز أن يقصد بها مدهلاً لشيءٍ من الجمادات،يقول الشاعر:

عسى الوسم لا بكّر مداهيله السَبْعـان=حيث أنه لمقرون الحجاجين مدهالي (3)

وربما أُطلق المدهل على المكان الذي يقام فيه،أو يكثر التردد إليه فيقال في المدح:" بيت فلان مدهلاً للرجال
"ويطلق على الشخص فيقال:" فلان مدهلاً للرجال"أو" فلان مدهلاً لربعه"أو"فلان مدهلاً للنشامى أوللمسايير"،يقول الشيخ جهز بن شرار في مدح أهل العوالي من بني عليمن حرب:

ياليتني سجيـت يـم العوالـي=اللي ترحّب بالمساييـر أهلهـا

شرايةٍ للكيف لو كـان غالـي=ولا صكو البيبان عن من دهلها

فذكر المداهل في أشعار أهلها لا ينحصر في مائها ومرعاها فحسب،بل وعن أيامهم المشهورة والتي تنسب
إلى تلك المداهل إذا جاز التعبير،فتعرف وقعات العرب باسم المكان الذي وقعت فيه أي وقعة من تلك الوقعات
فيقولون:"يوم أود"(4)و"يوم ذي طلوح"(5)أو الوقعات الحديثة مثل"وقعة الصريف"(6)و"وقعة روضة مهنا"(7) ونحو ذلك،وربما وقعت بعض تلك الوقعات لأجل هذه الأماكن،فنلاحظ في الأشعار الكثير
من ذكر بعض هذا المداهل في شتى أغراض الشعر،فمن ذلك أننا نرى أن الشعراء يشيدون بالمواقف البطولية لبعض الفرسان الذين برزوا مثلاً في دفاعهم عن مواطنهم ومراتع حلالهم،ويذكرون أيامهم التي انتصروا فيها على غيرهم0
من القصائد الوطنية
فإذا اعتبرنا الوطن شيئاً من المداهل ففي الوطن الكثير من القصائد الوطنية والحماسية ، التي تتغنى بمآثر الوطن
وتمجّده ، وتحاكي التعصّب القبلي ، والانتماء الوطني ، وتفخر وتعتز بذلك ، يقول الأمام فيصل بن عبد
الله بن سعود من قصيدة طويلة:

مفهوم قلبي للرعابيب ما اشتـاق=أيضاٍ ولا همّـه لجمـع الدنانيـر

لكن من ربعٍ عليها الرداء سـاق=عقب الجمايل أنكروا نيـة الخيـر

مأكولهم عندي عناقيـد واشنـاق=ومشروبهم در البكـار الخواويـر

وملبوسهم من طيب الجوخ ما لاق=ونقلتهـم بمصـقـلات بواتـيـر

مركوبهم عندي طويلات الأعنـاق=من الخيل هي والعمليات الغناديـر

قصري لهم عن لافح البرد مشراق=وبالقيظ ظلٍ عن سموم الهواجيـر

إلى أن قال:

حنا حمينا نجد من كـل فسـاق=ومن حمر مصر والوجيه المناكير

أول نراسلهـم بتسجيـل وأوراق=واليوم في حد السيوف البواتيـر

الحاشية:
1-
1- المَدَاهل:كلمة عامية،مفردها المَدْهَل،ومن أوزانها المداهيل ومفردها المِدْهَال،وهي الأماكن التي تدهل أي يؤتى إليها ويقام فيها كثيراً عادةً 0وفعلها دَهَلَ يَدْهَلُ دَهْلاً ومَدْهَلاًومِدْهَالاً:ويعني رَبَّ المكان وإخْتَلَفَ إليه0
2- المَنَاهِل:ومفردها المَنْهَل،وتعني المَوَارِد ومواضع الشُرْب على الطريق0وفعلها نَهِلَ يَنْهَلُ نَهَلاً مَنْهَلاً:ويعني شرِبَ أول الشرب0يقال:" نَهَلَ وعَلَّ "و" عَلَلٌ بعد نَهَل "و" النَهْلَة والعَلّة "أي الشربة الأولى والشربة الثانية0
3- السَبْعان:مكان فيه الآن قرية تسمّى قرية السبعان:جنوب حائل على بعد 75 كيلاً وأكثر سكانها من بني تميم0
4- يوم أود:اليوم الذي وقعت فيه معركة مشهورة وقعت بين بني وائل وبين بني يربوع في أود وهو ما يسمى اليوم بالعود،ويطلق عليه البشك الجنوبي0
5- يوم ذي طلوح : يوم وقعت فيه معركة أيضاً قديماٌ، ويقال إن ذي طلوح هو ما يعرف حالياً بالطليحي0
6- وقعة الصريف : معركة وقعت سنة 1318هـ بين ابن صباح حاكم الكويت ومن معه من أهل القصيم، وبين عبد العزيز بن متعب بن رشيد في الصريف ، وهو مورد شرقي بريدة بحوالي 27 كم0
7- وقعت سنة1324هـ قتل فيها عبد العزيز بن متعب بن رشيد، عندما ضل الطريق ، ووقع بجيش ابن سعود فقتلوه0 روضة مهنا:روضة تقع شرق بريدة ، وهي منسوبة إلى مهنا الصالح أبا الخيل أمير القصيم0

مدهال رقم (2)

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

المداهل والمناهل (2)

الحزن والصمان والتيسية

ويغلب اسم المدهل على المكان المريء المرغوب المألوف ، ومن أهم المداهل المشهورة بالذكر في أشعار العرب
القدماء، والأشعار النبطية، فيما أعرف في شمال المملكة العربية السعودية؛ الحجرة(الحزن قديماً ) (3) والصمان (1) والتيسية (2)، إلا أن الدهناء هي أفضل الأماكن في فصل الشتاء 0 تقع الحجرة(الحزن ) شرق الدهناء وتشمل أرض ذات تلال، وقفاقيف وأودية، ورياض ومناهل متعددة، تقع جهتها الجنوبية شمال أعلى وادي الباطن، وتمتد من حجرة سامودة والبشوك وهذاليلها، إلى الحزول، وأوديتها، والتي تحدها من الجنوب اللبة لبة الدهناء، ومن الشمال مشارف العراق 0 يقول الشيخ ابن رمال في ذم الجلد في الشتاء، والتوجّد على مشتاء النفود:

الله على دورٍ لنا لو يـردي=مشتاء النفود ولذته وانبطاحه

طرفة:

يروى أن الشيخ راكان بن حثلين ، طلبت منه الحكومة العثمانية أن يتمنّى عليها لتلبي طلبه ، عندماهزم عدوهم المسقوف بأسر عبدٍ للمسقوف عملاق ، فقال أتمنّى الصمان و الدهناء0

حكاية نادرة:

نازع رجل من بني يربوع رجلاً من بني مالك في الحزن ( الحجر أو الحجرة ) والصّمان فقال اليربوعي: الحزن أمرأ ،وقال المالكي : بل الصّمان فتراهنا على ذلك عند الحجاج ،فأمرهما أن يرعيا حتى يصيفا ، وخرجا فأيمنا وأشملاواحتشدا حتى جاء الوقت،فإذا إبل الصّمان كأنّ عليها الخدور ،وقد ملأت أسنمتها ما بين أكتافها وأعجازها ،وإذا الحزنيّة قد كاد يستوي طولها وعرضها من عظم بطونها،فلما نظر الحجاج إليها تحير وجعل يردد بصره بين هذه وهذه ،ثم أمر بناقتين من خيارها فنحرتا ،فإذا شحمهما كثير فأشكل أمرهما عليه، فأمر فأذيب شحمهما فإذا شحم الصّمّانيّة عرزال لايذوب، وأما الحزنية فانهمر شحمها فزادت على الصّمانية ودكاً بفضل الحزن0

كان الشعراء يشببون قصائدهم بالغزل

وللمداهل ذكرٌ لايُعدّ ولا يحصى،في الشعر القديم والحديث، ولكن الشعر القديم أكثر أهمية من عدةنواحي، أولها أنه قد تولّد عن معاناة واردة، كمعاناة الحبِّ العذري الشريف في العصور القديمة، والتي يرون الحبَّ فيها صفة من صفات المروءة والكمال، ودافعاً من أهم دوافع الشجاعة، والتضحية دون القبيلة، ودليلاً قاطعاً على الشرف والعفة، واحترام العادات والقيم الإنسانية المتعارف عليها، والتي تضمن للإنسان أن يعيش حياةً هادئةً محترمة، دون المساس بما يخ ل بالمبادئ والأخلاق، ويتمرّدعلى القوانين ويهتك حرمة التقاليد ، ويخدش كرامة الآخرين ، مما ينغص عليه حياته ، ويجلب عليه نقمة الناقمين، ونكال الساخطين، ودليل ذلك أنهم كانوا يشببون قصائدهم بالغزل حتى وأن كانت القصيدة مدحاً لصاحب شأنٍ كبير ، فالشاعر كعب بن زهير بن ابي سلمى من مزينة ، عند ما هجاء الرسول صلى الله عليه وسلّم، وهدر الرسول دمه، فتعذرته جميع القبائل من أن تجيره عن الرسول صلى الله عليه وسلّم، ، فعلم أنه على خطأ وأنه لابد له من أن يعتذر عما سلف منه ، فتاب وقال في الرسول(ص) قصيدةً يعتذر له بها عن خطأه ، ويلتمس عفوه عنه ، فبدأ قصيدته بما جرت عليه العادة في عصره، وهو استهلال الشاعر قصائده بذكر عشيقته ، فمن بداية قصيدته قوله:

أمستْ سعادُ بأرضٍ لا يبلّغها=إلا العتاق النجيبات المراسيلُ

إلى أن قال:

نبئـتُ أن رسـولَ الله أوعدنـي=والوعد عند رسـولِ الله مأمـولُ
مهلاً هداك الذي أعطـاك نافلـة=القرآن فيها مواعيـظٌ وتفصيـلُ
لا تأخذني بأقوال الوشـاة ولـم=أُذنب ولو كثـرت فـي الأقاويـلُ
إن رسول الله لنورٌ يستضاء بـه=مهنّدٌ من سيـوف الله مسلـولُ
في عصبةٍ من قريشٍ قال قائلهم=ببطن مكة لما أسلموا زولوا (4)
شمّ العرانيـن أبطـالٌ لبوسهـم=من نسج داوود في الهيجا سرابيلُ
ليس مفاريح إن نالت رماحهـم=قوماً وليسوا مجازيعاً إذا نيلـوا

الحاشية:
1- الحزن : مفرد الحزون، وهو ما غلظ من الأرض وقلما يكون إلا مرتفعاً0 وهو كالحزم ، ويقصد بالحزن الحجرة0وربما منه مايسمى حالياً الحزول، جمع الحزل، أبدلت النون لاماً0 وتقع الحزول شرق شمال الدهناء،وهي من الحجرة0
2- الصمان : مراعي مريئة شرق الدهناء ،وجنوب حفر الباطن0
3- التيسية:أرض واسعة ممتدة، ذات تلال جبال و أودية ومناهل، تتوسط الدهناء، تمتد من عرق المظهور ونفود السياريات جنوباً -شرق القصيم - ، إلى منهل الحيانية شمالاً غربياً –شمال النفود0
4- قال 000لمّا أسلموا زولوا: انتقلوا من مكة 0 هكذا يقولون المؤرخين، في تفسير هذا البيت، وهم بذلك ربما يعنون أن بعض أقارب الرسول صلى الله عليه وسلّم، لمّا رأى المشركين من قريش يهمون بقتل النبي (ص) قالوا له هو من معه كابي بكر الصديق، هاجروا إلى المدينة المنورة لتسلموا من كيد الكفّار 0 في حين أن لهذا البيت معنى آخر هو أنه يعني أن كفّار قريش لمّا أعلن الرسول(ص)، إسلامه قالوا له ولمن صدّقه برسالته زولوا أي أبعدوا من ديننا،أو من بلدنا، فما بالك بمن هو مثلي ليس من قريش، فلا يستغرب عليه أن ينكر ويعادي ما يجهله كأي إنسان، لأن موضوع القصيدة اعتذار يبحث الشاعر فيه عما يبرر موقفه 0 وفيه دليل على صحة ذلك هو قوله ببطن مكة أي ممن يعرفونك، بينما أنا مجاور لها والله أعلم 0

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

المداهل والمناهل (2)

الحزن والصمان والتيسية

ويغلب اسم المدهل على المكان المريء المرغوب المألوف ، ومن أهم المداهل المشهورة بالذكر في أشعار العرب
القدماء، والأشعار النبطية، فيما أعرف في شمال المملكة العربية السعودية؛ الحجرة(الحزن قديماً ) (3) والصمان (1) والتيسية (2)، إلا أن الدهناء هي أفضل الأماكن في فصل الشتاء 0 تقع الحجرة(الحزن ) شرق الدهناء وتشمل أرض ذات تلال، وقفاقيف وأودية، ورياض ومناهل متعددة، تقع جهتها الجنوبية شمال أعلى وادي الباطن، وتمتد من حجرة سامودة والبشوك وهذاليلها، إلى الحزول، وأوديتها، والتي تحدها من الجنوب اللبة لبة الدهناء، ومن الشمال مشارف العراق 0 يقول الشيخ ابن رمال في ذم الجلد في الشتاء، والتوجّد على مشتاء النفود:

الله على دورٍ لنا لو يـردي=مشتاء النفود ولذته وانبطاحه

طرفة:

يروى أن الشيخ راكان بن حثلين ، طلبت منه الحكومة العثمانية أن يتمنّى عليها لتلبي طلبه ، عندماهزم عدوهم المسقوف بأسر عبدٍ للمسقوف عملاق ، فقال أتمنّى الصمان و الدهناء0

حكاية نادرة:

نازع رجل من بني يربوع رجلاً من بني مالك في الحزن ( الحجر أو الحجرة ) والصّمان فقال اليربوعي: الحزن أمرأ ،وقال المالكي : بل الصّمان فتراهنا على ذلك عند الحجاج ،فأمرهما أن يرعيا حتى يصيفا ، وخرجا فأيمنا وأشملاواحتشدا حتى جاء الوقت،فإذا إبل الصّمان كأنّ عليها الخدور ،وقد ملأت أسنمتها ما بين أكتافها وأعجازها ،وإذا الحزنيّة قد كاد يستوي طولها وعرضها من عظم بطونها،فلما نظر الحجاج إليها تحير وجعل يردد بصره بين هذه وهذه ،ثم أمر بناقتين من خيارها فنحرتا ،فإذا شحمهما كثير فأشكل أمرهما عليه، فأمر فأذيب شحمهما فإذا شحم الصّمّانيّة عرزال لايذوب، وأما الحزنية فانهمر شحمها فزادت على الصّمانية ودكاً بفضل الحزن0

كان الشعراء يشببون قصائدهم بالغزل

وللمداهل ذكرٌ لايُعدّ ولا يحصى،في الشعر القديم والحديث، ولكن الشعر القديم أكثر أهمية من عدةنواحي، أولها أنه قد تولّد عن معاناة واردة، كمعاناة الحبِّ العذري الشريف في العصور القديمة، والتي يرون الحبَّ فيها صفة من صفات المروءة والكمال، ودافعاً من أهم دوافع الشجاعة، والتضحية دون القبيلة، ودليلاً قاطعاً على الشرف والعفة، واحترام العادات والقيم الإنسانية المتعارف عليها، والتي تضمن للإنسان أن يعيش حياةً هادئةً محترمة، دون المساس بما يخ ل بالمبادئ والأخلاق، ويتمرّدعلى القوانين ويهتك حرمة التقاليد ، ويخدش كرامة الآخرين ، مما ينغص عليه حياته ، ويجلب عليه نقمة الناقمين، ونكال الساخطين، ودليل ذلك أنهم كانوا يشببون قصائدهم بالغزل حتى وأن كانت القصيدة مدحاً لصاحب شأنٍ كبير ، فالشاعر كعب بن زهير بن ابي سلمى من مزينة ، عند ما هجاء الرسول صلى الله عليه وسلّم، وهدر الرسول دمه، فتعذرته جميع القبائل من أن تجيره عن الرسول صلى الله عليه وسلّم، ، فعلم أنه على خطأ وأنه لابد له من أن يعتذر عما سلف منه ، فتاب وقال في الرسول(ص) قصيدةً يعتذر له بها عن خطأه ، ويلتمس عفوه عنه ، فبدأ قصيدته بما جرت عليه العادة في عصره، وهو استهلال الشاعر قصائده بذكر عشيقته ، فمن بداية قصيدته قوله:

أمستْ سعادُ بأرضٍ لا يبلّغها=إلا العتاق النجيبات المراسيلُ

إلى أن قال:

نبئـتُ أن رسـولَ الله أوعدنـي=والوعد عند رسـولِ الله مأمـولُ
مهلاً هداك الذي أعطـاك نافلـة=القرآن فيها مواعيـظٌ وتفصيـلُ
لا تأخذني بأقوال الوشـاة ولـم=أُذنب ولو كثـرت فـي الأقاويـلُ
إن رسول الله لنورٌ يستضاء بـه=مهنّدٌ من سيـوف الله مسلـولُ
في عصبةٍ من قريشٍ قال قائلهم=ببطن مكة لما أسلموا زولوا (4)
شمّ العرانيـن أبطـالٌ لبوسهـم=من نسج داوود في الهيجا سرابيلُ
ليس مفاريح إن نالت رماحهـم=قوماً وليسوا مجازيعاً إذا نيلـوا

الحاشية:
1- الحزن : مفرد الحزون، وهو ما غلظ من الأرض وقلما يكون إلا مرتفعاً0 وهو كالحزم ، ويقصد بالحزن الحجرة0وربما منه مايسمى حالياً الحزول، جمع الحزل، أبدلت النون لاماً0 وتقع الحزول شرق شمال الدهناء،وهي من الحجرة0
2- الصمان : مراعي مريئة شرق الدهناء ،وجنوب حفر الباطن0
3- التيسية:أرض واسعة ممتدة، ذات تلال جبال و أودية ومناهل، تتوسط الدهناء، تمتد من عرق المظهور ونفود السياريات جنوباً -شرق القصيم - ، إلى منهل الحيانية شمالاً غربياً –شمال النفود0
4- قال 000لمّا أسلموا زولوا: انتقلوا من مكة 0 هكذا يقولون المؤرخين، في تفسير هذا البيت، وهم بذلك ربما يعنون أن بعض أقارب الرسول صلى الله عليه وسلّم، لمّا رأى المشركين من قريش يهمون بقتل النبي (ص) قالوا له هو من معه كابي بكر الصديق، هاجروا إلى المدينة المنورة لتسلموا من كيد الكفّار 0 في حين أن لهذا البيت معنى آخر هو أنه يعني أن كفّار قريش لمّا أعلن الرسول(ص)، إسلامه قالوا له ولمن صدّقه برسالته زولوا أي أبعدوا من ديننا،أو من بلدنا، فما بالك بمن هو مثلي ليس من قريش، فلا يستغرب عليه أن ينكر ويعادي ما يجهله كأي إنسان، لأن موضوع القصيدة اعتذار يبحث الشاعر فيه عما يبرر موقفه 0 وفيه دليل على صحة ذلك هو قوله ببطن مكة أي ممن يعرفونك، بينما أنا مجاور لها والله أعلم 0

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

المداهل والمناهل (3)

أ-مراتع الجَلَد

الجَلَد وهي الأرض الصلبة:وتنقسم الجلد إلى أقسامٍ منها:الحجرة، المريوة، الحتيفة، الصلب، الدبدبة، الحماد، 00الخ0وتسمّى المراتع التي تنتفع من رعيها الدواب مرئة، وهي الأماكن التي تسمن على رعيها الدواب، وهواؤها حسن، وعكسها وخيمة وهي الأرض التي لا ينجع كلأُها، وهواؤها متعفنٌ مورثٌ للأمراض الوبائية، وتسمّى الأرض التي تصاب الدواب فيها ببعض الأمراض وبئة أو وخيمة أيضاً أي جديرة بانتقال الأوبئة فيها، وهي التى هواؤها ناقلاً للأمراض الوبائية، وغير موافقة للسكن 0
1-الحجرة:
مراتعها: فياض، شعبان، سواريت(ساروت)(1)، سحاليل(سحلول)(2)، حِجّر (حاجِر)(3)، قرارات(قرارة)، هذاليل(هذلول)(4)، قفاقيف(قفة) 0
معالمها:رجوم ( رِجْم )، فياض(فيضة، أو تسمّى رياض وواحدتها روضة)، جيلان(جال)، خشوم جيلان 0
مصامدها: فياض، جراجيب(جرجوب)، عواقيل( عقلة، عاقول) 0
أشجارها: روث (روثة)(5)، رغْل ، عراد، ضمران، قيصوم، شيح (5)، جثجاث(جثجاثة)، جعدة ( 6) شِبْرم(شِبرمة)(7)، قتاد(قتادة)( Cool

، نِقْد(نقدة)، شفلح(شفلحة) 0
أعشابها: صمعاء(9)، قليقلان (في الحزوم )، مليّح، قريطاء، الشكاعاء (10)، حربث، رمرام ، البروق ( 11)، عهيّل، يهق، والبقول(12) التالية:خبيّز، قرّيص، حمّيض، رِجلة الغراب (13)، رشاد، كرش (14) وهذين العشبتان تنبتان في قيعان الفياض )، لحية التيس ، الحواء ( )، البساس ، الحوذان، الربحلاء (15)0
طالوعها : رقروق(16)، قرناء ، شتيل(17)، هَشْمة، مكر، أم سويقة (نوعٌ من الرقروق )، خطمي0
وقودها: سِدْر، عجرم، روثة 0

الحاشية:
1- السواريت:مفردها ساروت، وهوشعيب ضيقٌ ويسمى في الدكاك (الشعاف)، خور، مثل خور الخنبش وهو شعيبٌ ينحدر من شعاف سامودة غرب الحجرة، ويترك سامودة يساره، فإذا توسط من الحجرة سمّي ساورت الخنبش 0
2- السحلول: شبه شغية أو شعيب صغير وهو ما سحله السيل أي جرف حصاه وبقي قاع يتخلله أحياناً جرف 0
3- الحاجر: الأرض المرتفعة ووسطها منخفض فيه نباتات 0
4- الهذلول: شعيب ضيق، مسيل الماء الصغير0
5- الروثة: شُجيرة من شجر الحمض، وهي أحبّ الرعي لدى الإبل 0 يزعمون إن الناقة كانت تعرّف ولدها على كل شجرة يراها لأول مرّة، فلما بلغا الروثة ألتهت بأكلها، فقال ولدها: ماهذه الشجرة ؟ قالت أمّه (الناقة):" كِلْ وأصْ "، أي كل من الروثة وبدون كلام 0
6- الشيح: نبات طيّب الرائحة، وهو نوع من الأشجار الصغيرة، أي التي كالرمث والعرفج لا الكبيرة كالسدر والطلح، ينبت في قيعان فروع التلاع، وفي الحِجر، مرّ فلا تكثر من أكله الدواب، ووقوده ردئ، ولهذا يقول الشاعر حمدان الجنوبي الميسوي، يوصي إلى حامد أسمر صل وهو رجل من قومه، بأن لا وقود لديهم سواء شجر الشيح وروث الإبل، فلا يلحقون بهم:

يا للي تجي حامد اسمر صل=وقودنـا الشيـح والجلّـه

فيرد عليه الشاعر خليوي بن زبن، يذكره بأنهم انتجعوا الحجرة، لإعجابهم بخضرة شجر الشيح، مع أنه وحده ليس مرعى لأنه لا تأكله الدواب أكلاً ينفعها، إذ يقول:

الشيح من خلقته ما وكلْ=اللي ظعنكم محيـلٍ لـه

7- الجثجاث والقيصوم والجعدة: نباتات طيبة الرائحة 0 والمواشي لاترعاها إلا قليلاً 0
8- الشبرمة: شجرة لها شوك 0 ورعي المواشي لها قليل 0 ومثلها القتادة والشفلحة 0
9- القتاد:جمع القتادة وهي شجرة لها شوك 0 وترعاها المواشي أول نبتها رعياً قليلاً 0 وتنطقها العامة الكدادة 0 تشوى أي تحرق بالنار حتى تلين وتشلّخ وترمى للبعارين الثاوية (الرُزَّام)، أو الحيران المردودة عند البيوت 0 فتسمّى بعد التشويط شويطة جمع شويط 0
10- الصمعاء: عشب ربيعيّ، وهو أفضل الأعشاب الجلدية لأنه بارد، ويليه القليقلان وهو من أنفع الأعشاب 0
11- الشكاعاء: وتسمى رعي الضب، تستخدم بذورها في تجبين الحليب، وذلك بفركها في الإناء من الداخل، والحلب فيه فوراً، فيتحول الحليب إلى جبن في الإناء، وينثر الماء المتبقي 0 وتستعمل البذور لدباغة الجلود 0
12- البروق: نبت جلدي، له سيقان طويلة، يطبخ مع الإقط ليضيف إلى طعمه طعماً خاصاً 0 لا تأكله المواشي
وإذا أكلته لاتكثّر من أكله،ويصيبها بمغص وإسهال 0
13- البقول: الأعشاب التي يأكلهاالإٌنسان 0 وهي تؤكل بقدرٍ قليل،وليس في كل الأوقات 0 وهي لا تعتبر أكلاً حقيقياً وانما يأكلها الأطفال، ويأكلها الشخص الكبير إذا احس بجوع ليخفف جوعه، وهو لايكثر من أكل الأعشاب 0
وقد قرأت ببعض الكتب أن من النباتات التي يأكلها الانسان: شوك الجمل والقتاد (الكداد) والشكاعاء و حب العوسج والحمط ( القميص)، والشفلح وهذه الأنواع لا تؤكل أصلاً 0
14- رِجلة الغراب: عشبة ربيعية تسمّى الحمباز، وتسمّى البقلة الحمقاء لأنها تنبت على مجرى السيل 0
يقال في الأمثال العامية:" كلْ الحواء والحوذان وخل العيبة للمقطان " أي لوقت النزول على المياه، والإقامة بها مدة الصيف، أي مدة القيظ بالعامية 0 والعيبة: وعاء التمر 0
15- الربحلاء: عشبٌ ربيعي، له أوراق لاتؤكل، وإنما يؤكل جذره بعد حفره وتقشير لحائه 0 وينبت في جوانب بعض الحزوم 0 ويقال :" الربحلا والتمر أحلا " 0
16- الرقروق: نوع من الطالوع وهي النباتات التي أكبر من العشب وأصغر من الشجر 0
17- الشتيل: النصي أوّل نبته وهو جديد 0 ويكون طيب الرائحة، تحشى منه المجادل 0 مثله في ذلك مثل الجعدة والقيصوم والجثجاث 0 والشتيل ينبت في النفود وفي غيرها 0

يتبع

_________________ تــوقــيـع


*لاتحسبنًي بشتكـي مـن مساويـــــــــك= مـن دون حدًي بحكمك في حدودي* *ماني ونالعاصـي تضـن الرجـاء فيـك=رجــــاي بالله والـخـلايـق شـهــودي* *فيني طناخه يافتى الجــــود وطغيـك = أبــــك إقحطانـن كـلهـم لـي سنـودي*

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

المداهل والمناهل (4)

2- الأودية:
أرضها: مجاري لمياه السيول، تحيط بجوانبها بعض القيعان التي سحلتها السيول، فطارت ذرات النفود منهابعد جفافها وبقيت ذرات القيعان، وهى تربة إذا جفّ عنها الماء، أصبحت يابسة متماسكة، وإذا دقّت أصبحت غباراً ناعماً 0 فلا يبقى بعد الجفاف، من تراب الرمال غير الطينية سواء حصبة مسائل المياه، وهى تراب حبه كبير، وأتربة قليلة في ذرى بعض الأشجار 0
مراتعها: تلاع (تلعة )، شغايا (شغية)، شعاب(شعيب)، محائر( محير)، فياض (فيضة )، رِجَل (رِجْلة) 0
معالمها: فياض ، كسور (كَسْر)، جيلان (جال)، تلاع (تلعة)، خشوم جيلان 0
مصامدها : فياض ، ثغبان(ثَغَب)، كسور، قلات (قلتة)، محائر 0
أشجارها: رمث، فِرس، شنان، شعراء، سواد، خريط ، حاذ (1)، سِدْر، طلح، عشر (سام)(2) 0
أعشابها: رِبل، رشاد، هَراس (3) 0
وقودها: سِدر، طَلْح 0

3- الحتيفة:
الحتيفة جمع حتائف:
أرضها: أرض حجرية، واطئة، متسعة، حصاها أصغر من حصى الحجرة، وأرضه مستوية غالباً، تخللها بعض المنابت ، وهي سحاليل، وحِجّر، وفياض 0
مراتعها: فياض، حِجّر، سواريت، دعوب، خيران، وعبان، سحاليل 0
معالمها: لا يوجد فيها معالم 0
مصامدها : خباري، جراجيب، دعوب 0
أشجارها: سِدْر، رمث (4)، نقد 0
ويوجد فيها بعض الأماكن الصلع أو القرع، وهي الأرض الخالية من الأشجار، يقول الشاعر:
ترى الضيفَ بالصلعاء تغسِقَ عينهُ=من الجوع حتَى تَحْسبَ الضيفَ أرمدا

الحاشية:
1- جميع الأنواع السبعة السابقة حمض ورأسها الرمث 0
2- العشر: ومفردة العشرة وهي شجرة كبيرة سامّة، لاترعاها الدواب، ولا يأكلها الإنسان 0 ولها لبن إذا شطرت وهو ساءل أبيض كاللبن وهو سامّ 0
3-الهراس: نوع من الأعشاب يحفي الإبل 0 أي يؤلم أخفافها 0
يقول المتنبي، يخاطب ممدوحه وهو أبا الفضل جعفرابن الفرات:

أرأيتَ هَّمِةَ ناقتي فـي ناقَـةٍ=نقلتْ يداً سُرُحاً وخُفاًّ مُجَمَـرا
تركتْ دخانَ الرِمثِ في أوطانها=طلباً لقـومٍ يوقـدون عنبـرا
وتكرّمتْ ركباتها عـن مبـركٍ=تَقَعَانِ فيه وليس مسكاً أذْفَـرا

ويقول البحتري:

نزلوا بأرض الزعفران وجانبوا=أرضاً ترب الشيح والقيصومـا

جانبوا:أبعدوا عن 0 ترب: تربّي أي تغذي وتنمي 0 الشيح جمع الشيحة: شجر صغير طيب الرائحة، ينبت في قيعان التلاع في الجلد ، ترعاه الدواب، ولا تكثر منه لأنه مرّ، ماعدا الحمير فهي ترعى الأشجار المرّة بكثرة وتفضلها على كثيرٍ من النباتات الأخرى، مهما بلغت مرارتها مثل الشيح أو العلقم 0 القيصوم: نبات طيب الرائحة، ينبت في الرياض، رائحته أشدّ من رائحة الشيح، وتختلف عنها 0 ورعى الدواب له قليل، لأنه مرّ أيضاً 0

المدهال والمنهال رقم (5)

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

المداهل والمناهل (5)

مراتع الدكاك :

الدكاك وهي الأرض الرملية اللينة وتسمّى الدَمَث، وتنقسم إلى أقسام أهمها:

1-النفود:
النفود الكبرى صحراء واسعة، تمتد شمالي نجد حتى غرب طريف، تتصل في الجنوب بصحراء النفود الصغرى
أو الدهناء التي تمتد بين نجد والأحساء، حتى الربع الخالي 0 وهي كثبان متحركة، وحبال رملية ممتدة، تسمى الرمال الذهبية، لأنها تشبه لون الذهب 0 تتكون من عروق ومنخفضات تسمىفلوق جمع فَلْق وما عمق انخفاضه منها يسمى قعر جمع قعارة، ويطلق اعلى الدهناء والنفود نفود فيقال:" أرضنا نفود "، أي رمال ولايقال دهناء على معنى نوع الأرض 0 ويقال: دكاك على معنى لين الأرض 0 ويتخلل النفود عرضاً أحياناً منخفضات يسهل عبور النفود من خلالها تسمى الخلول، واحدها خِلّ(1) 0 وتفصل بين عروق النفود طولاً، منفخضات سهلة تسمى خبوب ( شقائق قديماً)، ملتحمة النبت، و تنخفض النفود في بعض الأماكن فتنفرش دون عروق، فتسمّى عيثاء، فالخبوب والعياثي مراتع جميلة للإبل والغنم 0
مراتعها: فلوق(فَلْق)، قعارة (قعر)، خبوب، عياثي(عيثاء)0
معالمها: نقيان (5)، عروق(عِرْق)، خبوب(خَب ، خِبّة)، بنايا(بنيّة) (6)
مصامدها: خبوب 0
أشجارها: أرطى، عاذر، علقى، سبط، ثنداء، الغَضَا (7)
مراتعها: فلوق ،قعارة، خبوب 0
أعشابها: رِبْلة، حمبصيص، سعدان، كرّاث، قفعاء 0
طالوعها : نصي ، حماط، رخاما، العلقى، هَشْمَة، رخاما، غريراْ ( حثراء ) 0
وقودها:غضا، أرطى( Cool

، عاذر( ) 0
2 - الشعاف ( الثَفَن) أو (اللِغْف) 0الشعاف ومفردها الشعفة 0
أرضها: رمال تخالطها أحجار، وهي مرتفاعات تسمى شعاف تشبيهاً لها بشعفة سنام البعير أي ذروته وأعلاه 0 ونوازي هي مرتفعات رملية تمتد خارجة من الدهناء متوغلة في الجلد 0 يتخلل هذه المرتفعات منخفضات تسمى الخيران، ودعوب 0
مراتعها: خيران(خور)، دعوب(دعب)، شعاف(شعفَة)، نوازي(نازية)، جِرع(جرعاء) 0
معالمها: رجوم( Cool

، نوازي(9)، جِرع(10)، شعاف 0
مصامدها: جباوة(جِبو) (11)، حوايا (حويّة) (12) 0
أشجارها: عرفج (13)، أرطى، عاذر (14) 0
أعشابها: رِبلة، نفل (14)، سعدان 0
طالوعها: حماط 0
وقودها: العرفج (16)، الأرطى 0

طرفة

العرفج وقود أهل الشعاف، كما أن الرمث وقود أهل الدبادب والحتائف، أما السدر والشيح فهو وقود أهل الحجرة (الحزن)، والأرطى وقود أهل النفود(الدهناء ونحوها من الرمال)، والغضا وقود أهل بعض الأماكن الرملية كالرمال التي في القصيم،والتي سمي القصيم باسمها وهي منابت الغضا ويسمى الوقود من العرفج والرمث شعواط أي سريع الاشتعال، وسريع الانتهاء، حيث يسمّد بعد أن تشتعل فيه النار قليلاً، لهذا يروى أن برد شباط وهوما تسمّى أيامه بالشبط،وذلك ما يعرف بشهر شباط من السنة الميلادية، وهوالشهر الثاني،وثاني أشهر الشتاء، أي أوسط أيام الشتاء؛ عند ما غزا العربان وقت الشتاء، وأرسل سبره إلى فريقٍ منهم، وقالوا له السبرعنهم إنهم وجدوهم :"يوقدون بسمر ومأكولهم تمر"، قال لهم:"عنهم وأنا أخو شبطاء شباط"، فلما وجد قوم آخرين واخبره السبر بقولهم إنهم وجدوهم :"يوقدون بشعواط ومأكولهم جراد"قال:"عليهم وأنا أخو شبطاء شباط" 0 أي باستطاعته هو وقومه أن يفعلوا بهم ما يريدون من تأثير البرد على الناس ومواشيهم 0 أما من يوقدون سمر ويأكلون تمر، فإنه لايستطيع البرد أن يؤثّر فيهم 0

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

المداهل والمناهل (6)

أمثال المراتع

شيطان الحماطة(1) 0 ذئب الغضَا(2) 0 أحر من نارالغضا 0 أحر من الجمر 0 أضعف من بَرْوَقَة (3) 0 يحسب الممطورأن كلاً مُطِر 0 أمر من العلقم 0 أمر من الحنظل 0 كل امرئ يحتطب بحبله 0 ضِغْثٌ على إبَّالة(4) 0 من الحبة تنشأ الشجرة(5) 0 أحمق من رِجلة(6) 0 من أجدبَ انتجع 0 وبعض الجدب أمرأ للهزيل(7) 0 كالمستجير من الرمضاء بالنار 0 الرائد لايكذّب أهله 0 رماه بثالثة الأثافي( Cool

0 إياكم وخضراء الدمن(9) 0أحُشُّكَ وتَرُوثُنِي(10) 0 اختلط المَرعِيُّ بالهَمَل (11) 0 دونه خرط القتاد (12) 0 أعلامُ أرضٍ جُعِلتْ بطائِحاً(13) 0 الظُّلْمُ مَرْتَعُهُ وَخِيمٌ 0 كمستبضع التمر من هجر 0 كالمشتري القصعاء باليربوع(14) 0 كلٌّ يَجُرُّ النارَ إلى قُرْصِه(15) 0 أجرد من صخرة(16) 0 جرعٌ وأوشال(17) 0 أطغى من السيل 0 تطلب أثراً بعد عين(18) 0 أطيب من نفس الربيع 0 أصلح غيثٌ ما أفسد البرد (19) 0 أكتم من الأرض 0

الحاشية:

1- الشيطان: من أسماء الحية، ويضرب بحية الحماط المثل في الغدر، لأنها تشبه لون الحماطة 0
2- يضرب مثلاً للخديعة لكثافة الغضَا وتقارب لونيهما 0
3- البروقة: واحدة البروق وهو عشب له عيدان رفيعة مجوفة ضعيفة 0
4- الضغث: قبضة من حطب، ويسمّى بالعاميّة غِمْر، ويقال :" غمّرتُ حطباً هناك " أي جمعته 0 الإبالة: الحزمة من الحطب 0 ومعنى المثل: مصيبة على أُخرى 0 ويضرب أيضاً للرجل يحمِّل صاحبَهُ المكروه ثم يزيده 0
5- أي من الأمور الصِغار تنتج الكبار 0
6- الرِجْلَة: ضرب من الحمض 0 يضرب بها المثل بالحماقة 0 لأنها لاتنبت إلاّ في مجاري السيل الذي لا يلبث أن يجترفها 0 تسمّى في العامية رِجل الغراب 0 يحفر جذرها ويؤكل 0
7- يضرب لمن لايُحسن احتمال الغنى بل يطغى فيه أي يُسرف في الظلم والمعاصي 0 والطعام المِرِيء هو طعامٌ طيِّبٌ هنيء حميدُ العاقبة 0
8- هي الصخرة من الجبل يوضع إلى جنبها حصاتان وتنصب عليها القِدْر 0 يضرب لمن رُمي بداهيةٍ عظيمة 0 ويضرب أيضاً لمن لا يبقى من الشرّ شيئاً لأن الأثافي ثلاثة احجار فإذا رماه بالثالثة فقد بلغ النهاية 0
9- الدمن: ما تدمنه الإبل والغنم من أبوالها وابعارها 0 ورُبما نبت فيها النبات الحسن فيكون منظره حسناً أنيقا ومنبته فاسداً 0 يضرب في حسن الظاهر وقبح الباطن وهو حديث شريف 0
10- أي اطعمك الحشيش وتروث عليَّ 0 يُضرب لمن يكفر إحسانك عليه 0 أي أنكره 0
11- الهَمَل: من الإبل المتروك بلا راع 0 المَرْعِيّ: منها ما يُرْعى 0 يضرب للقوم وقعوا في تخليط من أمرهم 0

12- الخرط: قشر الورق عن الشجر اجتذاباً بالكف 0 القتاد: شجرله شوك أمثال الإبر 0 يضرب للأمر دونه موانع 0
13- الأعْلاَم: العلامات، الجبال الطوال 0 البطائح : جمع البطيحة وهي الأرض المنخفضة 0 يُضرب لأشراف القوم صاروا وضعاء 0
14- يضرب للذي يدع العينَ ويتبع الأثرَ، ويؤثر مالا يبقى على ما يبقى 0
15- أي كلٌّ يريد الخيرَ لنفسه 0
16- لأنها تكون خالية من النبات ملساء ماعليها شيء البتة 0
17- الجَرْع: شُرْبُ الماء ريّاً 0 الوَشَل: الماء القليل 0 أي المال قليلٌ وأنت مُسرفٌ 0 يُضرب للمبذِّر ويعني:ترفّق وإلاّ أتيتَ على مالك 0
18- يضرب لمن ترك شيئاً يراه وتراخى عنه حتى يفوته ثم تبع أثره بعد فوت عينه وصاريسعى في طلبه 0 والعين هنا نفس الشيء 0
19- أي إذا أفسد البرد الكلأَ بتحطيمه إيّاه اصلحه المطرُ بإعادته له 0

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

المداهل والمناهل (7)

في جميع المشاتي

القصيدة الآتية للشاعر نافع بن ثامر بن فضلية الحربي(0000-1377هـ)، قالها في وصف ذكر البروق والتي ربما يعقبها وقوع أمطارٍ على مداهل طرش( رعايا إبل)، وخيل قومه،وبالذات في أول وقوع الأمطار، وبداية فصل الشتاء،والتمضي حتى ينجلي البرد، ويظهر العشب، ويدخل فصل الربيع، وهي أرض الدكاك، لأنها دافئة،وفيها أشجار للرعي، وللدفاء، فيفضلونها على الجلد، والدكاك هي أرض الدهناء أو ماكان من أطرافها، ويسمّى طرفها من جهة الجلد أي الأرض الصلبة اللغف، فيقول نافع بن فضلية:

جونا قنوصٍ يذكـرون المخاييـل=يقولون برقـه ساهـرٍ مايباتـي
جعله على الجرعاء يصب الهماليل=منها خبـاري عـون متملياتـي
ومنه الثمامي تمتلي نقرته سيـل=عد الأصيل اللي اسواة المهاتـي
الديره اللي تجمع البل مع الخيـل=ما صار مثله في جميع المشاتـي
مدهال قطعانٍ بها العقّـر الحيـل=ترعى من الفيوان إلى طويمناتي
نبرا لهن من فوق قبٍ مشاويـل=بنات عودٍ كـل أبوهـن خواتـي
عنها حدينا كل سمـو الرجاجيـل=قولٍ على فعـلٍ صحيـحٍ ثباتـي

شمال الزبيره

من الأماني التي يتمناها المرء ما تكون غالباً في قرب معشوقةٍ، أوالحصول على مطيةٍ نادرةٍ، أو إبلٍ تسد الحاجة وتسر النظر، أو سلاحٍ عملاق منيعٍ، أونزول مطرٍ طبقٍ سحٍ غدقٍ، أوكما وصفه رائدٌ لبني هلال عندما سأله سائلٌ منهم بقوله:

وش الذي عينت ياذاكر الحيـا=ترى الثرى من غب وقعه ماش

فرد الرائد قائلا:

عينت لي سهّاب نهّابٍ للوطـا=يودع على روس العدام قشاش

ولكن لاتقف الأماني عند هذا الحد بل تتكاثر بتكاثر المتطلبات التي تفرضها ظروف الزمان، فنرى أن للمداهل نصيبٌ من الأماني، كما لها نصيب وافرٌ من الحنين والشوق، فإلى هذه الأماني الشعرية للشاعر/ زيد بن نغيمش من الراشد من الفردة من حرب:

عزالله اني تقل للبيـت حجـاج=لوتنتقل ضيده شمال الزبيره (1)
وعيال راشد كنهم زور الأفـلاج=عقب الطنايا حودر للجزيره(2)
رد الخبر يا طارشٍ يـم هجـاج=بلّغ سلامي جعلـه لـك سفيـر

كابده له جسيره

ولما بلغت أبيات الشاعر/ زيد بن نغيمش سماع الشاعر/ حمود بن شلاح من الطرفاء من بني علي من حرب، والمتوفى سنة1368هـ،وكان وقتها مقيظاً، مع بعض قومه في العراق أيضا، أنشد قصيدةً مجاراةً لها،منها قوله:

حنـا بحلنـا مالنـا كـل منهـاج=يا الله يا المطلوب كيف البصيـره
حنا نحرنا السيف و العم محتـاج=والبشك يظمي والموارد عسيره(3)
في فيضة أم عشر نطلبـك هـداج=إلا وتنزل كابده لـه جسيـره(4)
ياما حلا من فوق كان السلف راج=كـن الظعايـن مزنـةٍ مستديـره
في مرتعٍ فيه الظباء تلعـج لعـاج=تطرب له الوضحاء على كل ديـره
حطن خباري عون للنيب مسهـاج=ترعى مع الصمان وضحاءٍ ظهيره
أولاد علـي كأنهـم زرع الأفـلاج=تشفق على عج الدخن و المغيـره
من فوق صفرٍ باللقاء يجنك أزراج=وسلاحهم خضر النمش والقصيره
مشو على الصابور والكل ما مـاج=بالدبدبه شبعـو اعداهـم كسيـره
أميرهـم جـلال للهوش ينـعـاج=لا ثوّر الدخان يضـرب عسيـره

الحاشية:
1- ضيدة: هجرة للفردة من حرب، في شمالي غربي القصيم 0 الزبيرة: قرية للوهوب من قبيلة حرب، تقع في الشمال الغربي من قبة بمسافة 100 كم، تابعة لمحافظة حائل 0
2- زور الأفلاج: صدور الجبال الموجودة في الأفلاج 0 الأفلاج: سهل واسعٌ بنجد قاعدته ليلى، من مدنه البديع والروض 0
3- السيف: الساحل 0 البشك: مفرد البشوك 0 وهي عدود الطوال في الحجرة، شمال غرب الدهناء 0
4- فيضة أم عشر: أم عشر 0 وتسمّى أم عشر الشرقية، لأنها شرق الدهناء في أعلى وادي الباطن غرباً والباطن هو القسم الشرقي من وادي الرّمة، وهي الآن قرية للحمادين من مطير 0
اما أم عشر الغربية فهي البريكة، وتسمّى البريكة أو بريكة الأجردي لوجود بركة فيها على طريق الحاج، في شعيب الأجردي، وهو القسم الأوسط من وادي الرّمة 0 وهي في أسفل شعيب الأجردي غرب الدهناء 0 هداج: بئرٌ كثيرة الماء في تيماء 0 كابدة: موردٌ كثير الماء جنوب العراق 0

_________________ تــوقــيـع


*لاتحسبنًي بشتكـي مـن مساويـــــــــك= مـن دون حدًي بحكمك في حدودي* *ماني ونالعاصـي تضـن الرجـاء فيـك=رجــــاي بالله والـخـلايـق شـهــودي* *فيني طناخه يافتى الجــــود وطغيـك = أبــــك إقحطانـن كـلهـم لـي سنـودي*

المداهل والمناهل ( Cool

الفياض وفقد عز القبيله

يقول الشاعر الشيخ/ راكان بن فلاح بن حثلين1230 ــ 1310هـ، شيخ قبيلة العجمان:

يا ابو هلا طير الهوى خبّـث البـال=الطير نـزرٍ والحبـاري قليلـه (1)
يا الله يا اللي طالبـه مـا بعـد فـال=يا اللي من الضيقات ينجـي دخيلـه
أفرج لمن قلبـه غـدا فيـه ولـوال=والنـوم مـا جـا عينـه إلا قليلـه
لا من ذكرت رموس عصرٍ لنـا زال=وشوف الفياض وفقد عـز القبيلـه
يا زيـن شدتهـم إلـى زَوَّع المـال=يتلـون بــرّاقٍ تــلألأ مخيـلـه
يتلون برّاقٍ سمَـر عقـب الامحـال=تلقى التريبي فايضٍ غب سيلـه (2)
يسقي خسيفا والثمان أرضهن سـال=مرتع معطرة السيوف الصقيلـه (3)
من جو ساقانٍ إلـى السِيـف همّـال=وينوش حسنا والرديفـه هميلـه (4)
فإن قادنا مـن يمـة القفـر خيـال=يصبح شديـد البـدو عجـلٍ رحيلـه
قاد السلف واستجنبـو كـل مشـوال=والعصر ياما احلا تخيبط نزيلـه (5)
فإن شرّف البادي على روس الأقذال=والمال كثر الـزول محمـيٍ جفيلـه
وتكافخت بطبولهـا شهـب الأذيـال=ومن ضيع المفتـاح وا عزتـي لـه
وصاح المصيح من وراء طارف المال=وغز اللواء في راس عيطـا طويلـه
وركبوا على طوعاتهـم كـل عيـال=كل أبلـج يحـري بكسـب النفيلـه
وتغازوا المفـزاع ذربيـن الأفعـال=من قبل سبّـق غارتـه تنثنـي لـه
يبغون طوعة روسهن قبـل الأمهـال=وتغانموا خلـفٍ كثيـر هجيلـه (6)
وحال الكمي من دون عطرات الأهجال=ومرو ولحقـو مقحميـن الدبيلـه(7)
واللـى تثنـو كلهـم يلبـس الشـال=ومرو ولحقـو مقحميـن الدبيلـه(7)
لـزم عليهـم علـةٍ عقـب الانهـال=ومـن غارتـه لـزمٍ يضيـع دليلـه
والدم من قحص الرمك يثعـل اثعـال=يزعج على أوراك السبايـا وشيلـه
هذيك راعيهـا مـن المعرقـه مـال=وهذي لكشها مطرّقٍ مـا تشيلـه( Cool

من وقع كل مقرنسٍ قـد لـه افعـال=وفـروخ صـادن الحبـاري فصيلـه
ومن عقب ذا ياما حلا شرب فنجـال=في مجلسٍ مـا فيـه نفـسٍ ثقيلـه
هـذا ولـد عـمٍ وهـذا ولـد خـال=وهـذا صديـقٍ مـا نـدور بديـلـه
وليا ركبنـا فـوق عجـلات الأزوال=وبأيماننا حـدب السيـوف الصقيلـه
ما حن نحسب لا اشتبك عج وقتـال=وترّك صبـيٍ يقتنـع بالفشيلـه (9)
وصلاة ربـي عـد مـا زايـلٍ زال=على نبـي الحـق راعـي الفضيلـه

والبحور الرويه !!

هذه القصيدة للشاعر/محمد بن حمود الجويدي الحربي(1336 – 0000هـ)،قالها رداً على قصيدةٍ وجهها إليه الشاعر/ حمود بن شلاح الحربي، انظر القصيدتين في ديواننا(( المجموعةالظريفة من نوادر الأشعار النبطية و الروايات الطريفة ))الطبعة الأولى 1416 هـ، صفحتي 227و229:

سميـت بسـم الله وآمنـت بالله=الوالـي المعبـود رب البـريـه
ومَن قدّم الله بأول القيـل وأتـلاه=أقداء من اللي يقتـدي بالخطيـه
جانـا قعودٍيابـسـاتٍ شفـايـاه=هف الموارد والبحور الرويه (10)
وقام يتقلّب مـا لقـا مَـن تلفـاه=وأن ساعف المولى شرابه عليـه
يشرب قراحٍ بـاردٍ حـدر ماطـاه=ساعة لفـا مـن مزنـةٍ هيدميـه
يقودها الباري على كيف مشهـاه=غـراء يقديهـا الملـك بالمشيـه
من سيلها الباطن تعـاوا شغايـاه=تحطمت فوق الشعيب ابرديه (11)
يشرب قعود حمود عطشان من ماه=وأن ما روي منها تجيـه محديـه
في مدهلٍ راع الغنـم مـا تمثنـاه=ما يدهلن مدهاله إلاّ الظبيـه (12)

الحاشية
1- ابو هلا: كنية الامام محمد بن فيصل السعود 0
2- التريبي: قاعٌ تحيط به الرمال من كل جانب، في الصمان0
3- خسيفا: فيضة في الصمان 0 الثمان: قور في الصمان جنوب غرب اللهابة 0
4- جوساقان: في جنوب الصمان من جهة الدهناء 0 السِيف: الساحل بين الكويت والمنطقة الشرقية 0 همّال: هطّال 0 وهي صفة لشدة نزول المطر 0 حسنا والرديفة: فيضتان 0
5- تغاوزوا المفزاع: استبقوا إلى نجدة المستصرخ 0 المفزاع: المركاض إلى الصائح فزعةً أي نجدة 0 استجنبوا: كانوا جنباً،وهم الفرسان الذين يحفظون الإبل من الأخيذ 0 مشوال: ناقة ترفع ذنبها إذا اقترب منها أي شخص، وذلك يحصل من الناقة، عند أول لقاحه 0
6- الهجيل : درير الخلفات على حيرانهن، وذلك بعد طرد الإبل من قبل الغزو، فإذا تركتْ وقفت تدر على حيرانها ترضعها 0 والهجل: الناقة الخلفة التي تُركت دون صرار أو شمالة، يرضعها ولدها متى شاء 0
7- الدبيلة: المعركة0
8- لكشها: طعنها طعنةً مايلةً غير نافذة 0 مطرّق: رمح 0
9- ما حن: ما نحن 0
10- قعود: جملٌ شاب 0 هف: شف 0
11- الباطن: شعيب الباطن ، وهو الوادي الذي يقع فيه بلد حفر الباطن، وهو كما سبق وإن قلنا إنه القسم الشرقي من وادي الرمّة 0
12- مدهل: مَرَب، وهومكان الاقامة 0
__________________

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

المداهل والمناهل (9)

أقاويل ومداهيل ( شعبي )

مداهيل وأقاويل ملحق تابعاً لباب المناهل والمداهل، يحتوي على بعض الأبيات الشعرية النبطية الجميلة، التي تدور
معانيها بصورةٍ خاصة تأسر السمع، ويستعذبـها الذوق، لمعانيها التي تدور بصورةٍ خاصة، حول مواقفٍ معينة في أماكنٍ معينة، كما يليه ملحقٌ آخر من الشعر الفصيح 0

بين اللوى و زرود

ومما ينسب إلى بني هلال من الشعر، قول أحدهم، يتأسف لتركهم جوّاً لهم، في نجد، عند ما تغرّبوا إلى تونس:

أقفينا ولا خلينـا بنجـدٍ حسوفـه=إلا عيهلٍ لنا بين اللوى و زرود(1)
الفين ورد الماء والفيـن صـدّره=والفيـن مـع روس العـدام ورود
حدري شعيب شري يـا تايهينـه=وعليـه العـدام السـود شـهـود

وغراب الحداري ولاهه

يقول الشيخ ابن رمال، في ذم الجلد في الشتاء، والتوجّد على مشتاء النفود:

يا عل خرجاء مالهـا مـن مقـدي=والتنف وغراب الحداري ولا هه(2)
البـرد يتحـدّى علينـا تـحـدّي=والثلـج فيهـا بانـيٍ لـه فلاحـه
الله علـى دورٍ لنـا لـو يــردي=مشتاء النفـود ولذتـه وانبطاحـه

وردٍ تجينا معه ساره

يقول شاعر شمري:

عيني تراعي لجـو حمـار=متى يجي ورد سنجاره (3)
لا يا بعد وردة اللي صـار=وردٍ تجينـا معـه سـاره

خرايم طميه

يقول الشيخ راكان ابن حثلين:

يجر الصوت بلحونه

مساءلة الديار عن أهلها،و الوقوف على رسوم الأصحاب والأحباب، وذكرى ماضيهم،كانت في العصور الماضية، قبل الاستقرار، وتوفر وسائل الاتصال، أمراً ملازماً لكل إنسان، وكثيراً ما عبر عنه الشعراء بقصائدهم، التي تعبر عن مشاعرهم تجاه هذا الموضوع، على مرِّ العصور، واختلاف الأساليب، والمفاهيم، والأبيات الآتية للشاعر بلاج بن مانع الربخ الحربي، يساءل بها بئراً مهجورةً، كانت في الماضي، تحتشد جميع الجهات المحيطة بها ببيوت القطين، حافلة بالوارد، والصادر، صاخبة بأصوات الوِرد،من دالجٍ (6)ينادي لراكب سانية، أو يحدو، ومن راعي إبلٍ يوده لها، ومن حنين الحيران بحثاً عن أمهاتهم، أوضوال الإبل بحثاً عن ولائفها، وها هو بلاج يحن شوقاً لسماع ذلك، والماً لفقده، فينشد قصيدةً مسندها للشاعر فائز بن فراج البسيس، منها قوله:

يا عد طوّل منامـك ليـه مـا تاعـي=ما غير ذيبك يجر الصـوت بلحونـه
وين أهل الخيل ووين الطرش والداعي=وظنتـي عقـب قفـو مـا يعودونـه
اهل بيوتٍ نبـت للضيـف شراعـي=ومضولـع النجـر للمقبـل يدنونـه
يا مَنْ يخبر أبو بادي عن أوضاعـي=بوقتٍ عليّـه طويـل وعامـرٍ كونـه

إلى أم نقي يرعونه

فيرد الشاعر فائز بن فرّاج البسيس، على الشاعر بلاج الربخ بقصيدةٍ منها قوله:

يا بو محمد وسيع البال ما يراعـي=دنياٍ علينـا تقلّـب تقـل مجنونـه
قبل الظعاين تباري شقح الأقطاعي=من الحوايا إلى أم نقي يرعونه (7)

شمال البساتيني

وللمداهل نصيبٌ من الذكر، عند ذكر الظباء للتشبيه بها أو لغيره، في أشعار شعراء البادية، ومن ذلك قول الشاعر فائز بن فراج البسيس أيضا، وهو يصف فتاةَ رآها:

ألا يا حلي اللي تمدرا على المضياح=ترب الرياشي في شمال البساتيني( Cool

الصمان والجندليه

ويقول الشاعر ناصر الزغيبي، في وصف رحيل القطين ذات عامٍ، من حفر الباطن:

واقلبي اللـي ملفيـاتٍ اريـوده=والكل منهم مـا يحاكـي خويـه
اللي يبي جردان وأدنـى نفـوده=واللي يبي الصمان والجندليه (9)
واللي صميله ما يشيلـه قعـوده=وده بلثتهم على الماء شويه(10)

الحاشية

1- العيهل: البئر الكثيرة الماء 0 اللوى: ما التوى من الرمل 0 زرود: مرتفعٌ من الرمل، يشرف على جوٍّ فيه آبار، وتسمّى الآبار باسمه وهي منهلٌ من مناهل العرب القديمة، والآن من مياه قبيلة شمر، شمال شرق حائل بمسافة 170 كم 0
2- ياعل: لعل 0 خرجاء، و التنف، وغراب الحداري، ولاهة: قورٌ شمال شرق طريف 0
3- جو حمار ويدعى خل حمار: موردٌ في ديار شمّر 0
4- خرايم: جمع خريمة، و هي الطريق في الأرض الوعرة 0 طمية: جبل في أقصى غرب القصيم 0
5- برزان: مضيف لابن رشيد بحائل 0
6- الدالج : الشخص الذي يأخذ الدلو ويفرغ مائها في الحوض 0 ويسمّى بالعامية اللقاي 0
7- شقح الأقطاعي: كناية عن رعايا الإبل 0 الحوايا: أماكن لحفظ ماء السيل، ببرقةٍ شمال غرب التيسية، غرب أم نقي 0 أم نقي: أرضٌ رملية فيها نقا صغير، تقع بين هجرة الزبيرة شرقاً وبين النفود غرباً 0
8- ترب الرياشي: تأتي إليها وتقيم فيها 0 الرياشي: زبائرٌ متجاورة منها الدخول، أم نقي، جبلة، والهامل 0 تقع في التيسية، بين الدهناء شرقاً ، والنفود غرباً، شمال قبة 0 البساتين: عدد من الشعاب المتجاورة، واحدها بسيتين، تصغير بستان، بين الرياشي شمالاً و بين بريكة الأجردي جنوباً 0
9- جردان: نقاء في الدهناء0
10- اللي: الذي 0 الصميل: مفرد الصملان، ويجوز إطلاق الصميل على الواحد والجمع لأنه مصدر، ويعنى أوعية الماء التي يحمل بها على الجمال، ويشمل الروي جمع راوية، والقرب جمع قربة، ونحو ذلك 0

_________________ تــوقــيـع


*لاتحسبنًي بشتكـي مـن مساويـــــــــك= مـن دون حدًي بحكمك في حدودي* *ماني ونالعاصـي تضـن الرجـاء فيـك=رجــــاي بالله والـخـلايـق شـهــودي* *فيني طناخه يافتى الجــــود وطغيـك = أبــــك إقحطانـن كـلهـم لـي سنـودي*

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

المداهل والمناهل (10)

ترجمة شاعر

الشاعر عسيلان بن جفين بن جعيدان من الطرفاء، من بني علي، من مسروح، من قبيلة حرب، ولد سنة 1319هـ في بادية قبة في شمال القصيم، وهو حالياً من سكان حفر الباطن 0 وهو شاعر مجيد، يجيد صياغة الأشعار النبطية، ويحفظها، مقل في إنتاجه الشعري، وجدنا له بعض الهجينيات التي قالها في مناسبات نادرة، والتي تتسم بعفوية الخاطر، وجزالة الألفاظ ،ينظمها على السليقة دون تصنّع 0 وهو الآن (1422هـ) وإن كان طاعناً في السنّ إلا أنه يتمتع بصحةٍ جيدة، وذاكرة سليمة، نتمنى له دوام ذلك، وأن يجزل له الله الأجر والمغفرة 0 أدرك الشاعر عسيلان بن جعيدان أيام الغزوات والأكوان الماضية على الخيل والجيش، وشهد منها معركتين، وعاصر بعضها، وبسؤالي إياه عن أنني سمعت إنه قد أشترك ببعض الغزوات فهل يذكر تلك الغزوات، فرد قائلاً:
من الأكوان اللي (1) وعيت عليها، السبلة(2) : بالصيف نقضة الجزو ( 3) 0
وكون أم رضمة بين عزيز الدويش وقومه وبين عبد العزيز بن مساعد وبعض شمّر(4) : في آخر القيظ عقب السبلة 0
وابن خشمان(كون ضبع)(5)وأنا معهم: في القيظ 0 ( في حوالي 15/11/1347 هـ ) 0
وكون الدبدبة بين الفرم و الدويش(6) : طيحة الوسم شاربين الغزو من أول سحابة من قيصومة فليج 0
للشاعر عسيلان بن جعيدان في هذا الديوان القصائد الآتية:

وراء الجوبه

ياللي تجي من نشـد عنـا=قلّه ترانا وراء الجوبـه (7)
وإن جـاك رد الخبـر منـا=بين الغرايس ونيصوبه ( Cool

نشـرب شـرابٍ بـلا منـا=حلوٍ على الكبد مشروبه (9)
عنـد السديـري ولا سلنـا=بالطيب يا كثر عذروبه (10)

مرير و الجوبه

يا فاطـري شمـي الغربـي=خليت أنا مرير والجوبه(11)
تنحـري يـم ابـو حربـي=0000000
صمل على رايـه الذربـي=مـا هيبـه كـل زاروبــه

ما ثنّا

يا رجم عينت دورٍ فـات=دورٍ لنا راح ما ثنّا (12)
ودي على أيامنا الزينـات=زينـات الأيـام فاتـنـا
عيال عم وغدينا افخـات=غدا بعضنا ماهو منا (13)

والقلب مرتاحي

من صد عنى عنه صديت=صديت والقلب مرتاحـي
والله لو هو قصير البيت=كنه وراء الشام مسراحي

تعديت لغباشه *
ويقول الشاعر/ مناور بن عبيد بن عجيان الدويعري العلوي الحربي، في زوجته التي طمحت عنه منذ عام، والتي كانت تقطعن ضمن أهلها على عد غبيشان، بينما هو يقطعن على عد غباشة، فلما مر بغبشان، فأشتدّ به تعذر وصاله بها، وتجاوزها رغم حبه الشديد لها، فهاضت قريحته، بقصيدةٍ منها:

لا وا عشيري على غبيشان=وأنا تعديت لغباشـه (14)
وجدي على وخية بهيشـان=اللي من العام منحاشه (15)

السرج مشبوبه

لا ضاق صدري نحرت السوق=سوقٍ بـه السـرج مشبوبـه

يالعنـز الرماحيه

كريم يا بارقٍ نوّه إلـى رفّـي=ياخذ على دارنا يـومٍ وليليّـه
ياخذ ثمان اجبةٍ والسيل ما لفي=يزّي مداهلك يالعنز الرماحيـه
ابو ثمانٍ على مثل البرد هفي=بيضٍ تلاعج بعود الراك مجليه

وأروح على بلادي

منزالنـا بأسفـل الريشـه=نرفع قرا البيت بسنادي(16)
عندي من الـرب كنديشـه=تضرب من الفـج للـوادي
عسا الكويـت وعواشيشـه=للعز وأنا على بعـادي(17)
اسكن لو أني حـدر خيشـه=أسرح وأروح على بـلادي

تاسعتهن كحيليله *

ويقول الشاعر/ زيد بن غيام المطيري:

قام المزن يزمي مثل لامن زما حـوران=ينز الرعَد و شليّل البرق يوضي له(18)
تعاوا الحتايف لين تضرب على الجيـان=على ضليع مارق ضافياتٍ هماليله(19)
تملن خباري الصلب وين أنت يالعطشان=ثمـان الخبـاري تاسعتهـن كحيليلـه

يصوع الذهب صوع

وللشاعر/ زيد بن غيام المطيري أيضاً:

والله يـا لـولا زرفلـة شقـح الأقـطـاع=مع قول أبا آخذ مـع البـدو قرطـوع(20)
لأجـي لـي بقصـرٍ لا كلافـه ولا مرتـاع=لا جايـنـي ظـمـا ولا مـيّـتٍ جــوع
لا شفت لـي جـولٍ يتـدارج مـع القـاع=والله ما اغبط اللي يصوع الذهب صوع(21)
ما أحـلا هديـد الطيـر والطـرش منتـاع=في ماقـف الجذمـاء شمـالٍ عـن الكـوع
فــي مـرتـعٍ لقليقـلانـه تـمـريـاع=والرمـث ينبـت فـي مثانـيـه طـالـوع

الحاشية
1- اللي: التي 0
2- السبلة: روضة شرق الزلفي وقعت فيها معركة مشهورة تعد عند العامة جزء من أجزاء التاريخ التي يعرفون بالقياس عليها حساب السنين 0 فيقولون مثلاً سنة سقوط حائل 00 وسنة السبلة 00 وسنة كسوف الشمس وهكذا 0 وقعت معركة السبلة في 19 / 11 / 1347هـ، (1929م) 0 في بداية صيف سنة 1929م أي في حوالي شهر 6 منها 0 والصيف: في فيما يتداوله العامة نهاية الربيع وبداية الصيف والذي يسميه العامة القيظ 0 بينما يعتبر فيما يروى في الفصحى أن القيظ أحر أيام الصيف، والصيف هو أحد فصول السنة الميلادية حيث يبدأ الصيف من 21/6حتى 21/9 ثم يبدأ الخريف من 21/9حتى 21/12 فيبدأ الشتاء من 21/12حتى 21/3 فيبدأ الربيع من 21/3حتى 21/6 فمن الملاحظ أن بداية السنة شتاء ونهايتها شتاء، وأن كلّ فصلٍ يتكوّن من 3 أشهر 0
3- بالصيف نقضة الجزو: في فصل الصيف، بداية نقض الجزء 0 نقضة الجزو ( نَقْضَة الجُزء ) : أي انتهاء فترة اكتفاء المواشي بالعشب، وبدء حاجتها إلى شرب الماء، وعدم وجود ما يغنيها عنه، وذلك خلال بدء فصل القيظ 0 الجزو: الجُزء، أي الاكتفاء والقناعة بشيئٍ عن آخر 0 ويقال: ( أجزأتْ الماشيةُ بالعشب ) أي اكتفت بالعشب عن شرب الماء 0 ومن هذا المعنى اُشتق اسم الجوازي، جمع الجازي، أو المجزئ، وهو اسم للحيوانات التي لا تشرب الماء حتى في فصل القيظ، بل تجزء عنه برعي الشجر الأخضر الرطب، ويغلب هذا الاسم على الظباء، فيسمى المفرد منها الجازي، والجمع الجوازي 0
4- وقعت هذه المعركة في شعيب المسعري قرب منهل أم رضمة شمال البشوك، وشرق لينة في 5 / 4 / 1348هـ، 9 / 1929 م 0 في بداية خريف سنة 1929م 0
5- ضبع: جبل شمال غرب قرية العلياء 0
6- وقعت هذه المعركة في قريعاء مديريس شمال وادي الباطن بحوالي 30 كم في 28 / 7 / 1348هـ 0 الموافق 30 / 12 / 1929 م 0 في بداية شتاء سنة 1930م 0
ونلاحظ أن الغزوات كانت موقوتة لأزمان يراعى فيها الحاجة إلى الشرب، فلا يتم الغزو في الحر إلا للاستغفال إذا وجدوا لذلك سبيل 0 فمما يروى عن بعض الغزوات التي تغزا في القيظ إنه يلحق الغزو فيها من الظماء لاحق 0
7- الجوبة: أرض واسعة تحيط بالجوف 0 فيها جبال وأودية ومياه 0
8- الغرايس: شعبان جنوب حرة طريف يفيضن من الحرة إلى ميقوع غرباً 0 ونيصوبة: نقرة كبيرة جنوب الغرايس وشمال الجوف 0
9- يقصد أنهم يشربون من قلمة سهلة الورد للحصول على الماء تسمّى مصيريعة 0 في سكاكا 0
10- السديري: أمير سكاكا 0 وهو من السدارا الأسرة المعروفة 0
11- مرير: من مراكز إمارة الجوف 0
12- الرجم: هو ما يسمى برجم عميشاء وهو رجم حدر من أم الكثاثين (فيضة) حدر من البشوك أي بشكي العود وسراب (عدود مياه) في الحجرة (الحزن) 0
13- غدا بعضنا ما هو منا: سألته عن معنى ذلك فقال: نعم بعضنا راح للكويت والبعض الآخر تفرق 0
14- غبيشان: مورد آبارٍ متاخماً للحجرة من الشرق، شرق سامودة، وشمال أم عشرالشرقية 0 غباشة: موردٌ آخر، مجاوراً لغبيشان من جهة الشمال 0
15- وخيّة: أُخية أي تصغير أخت 0 تصغير ترخيم لغرض المدح والتدليل والتودد 0 منحاشة: طامح 0
* رواية : سفاح بن حسن الحربي 0
16- الريشة: بلدة شمال الأجفور في الأردن 0 بسنادي: بإسنادِ 0
17- يقال: أن ابنالشاعر كان يعمل في الكويت، وقال لأبيه: أسكن عندنا في الكويت، ولكن الأب لم يستحسن ذلك فأنشد القصيدة التي منها هذه الأبيات0
* رواية: محمد بن عواد الحربي 0
18- لا من: إذا 0
19- الحتائف: واحدتها حتيفة وتسمى الجريباء، على التشبيه بشكل الجرب، وهي أرض صلبة خشنة ليست دبدبة ولا حجرة 0 والمقصود حتائف الصلب شرق الدهناء جنوب وادي الباطن0 الجيان: مفردها جَوّ، وهي المنخفضات الواسعة، ويقصد بها عدداً من الأجواء تقع في الصمان، مثل جو ساقان وجويات الهمّل، وغيرها 0 ضليع مارق: جبيل في الصمان 0
20- قرطوع: فترة قصيرة، على التشبيه بقرطوع الماء أو اللبن، وهو أن يشرب الشارب قليلاً ثم يترك الشرب 0
21- الجَوْل: الجماعة من طيور الحباري 0

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

المداهل والمناهل (11)

أقاويل ومداهيل ( فصيح )

روضةٌ بالحزن

ويعتبر الحزن من أطيب الأمكنة لرعي الإبل، كما ذكرنا سابقاً، ففيه أودية و قِفافٌ، و رياضٌ، ونباته يختلف باختلاف مواضعه، وتنوع النبات يجعل المرعى طيباً 0 ويضرب المثل بحسن أريج نباته، إلا أن الدكاك في فصل الشتاء أفضل، قال كثير عزة( توفى سنة 101هـ) :

وما روضةٌ بالحَزْن طيبـةُ الثـرى=يمجُّ الندى جثجاثهـا وعرارُهـا(1)
بأطيـبَ مِـنْ أَردانِ عَـزَّة موهِنـاً=وقد أ‘قِدتْ بالمَنْدَلِ الرَّطب نارُها (2)

فهو ينفي أن تكون رياض الحزن، على ما فيها من طيب رائحة الأعشاب أو الأشجار، أكثر حسناً من رائحة العود، في ثوب حبيبته ليلاً 0

بالحزن فالصمان فالمتثلمِ

ويقول عنترة بن شداد المتوفى سنة 7 قبل الهجرة أي 615م :

وتحـلُّ عبلـة بالجـواءِ وأهلنـا=بالحـزن فالصمـان فالمتثلـمِ(3)
كيف المزار وقـد تربّـع أهلهـا=بعنيزتيـن وأهلنـا بالغيـلـمِ(4)
مـا راعنـي إلاّ حمولـة أهلهـا=وسط الديار تسف حب َ الخمخمِ(5)

أودٌ فالمقراة فالجرعُ

كما ورد ذكر المراعي المرئية المرغوبة ، والتي تكون مدهلاَ و مرباَ لا يخلو من الإبل أو الصيد عادةَ، في الشعر النبطي، ورد في الشعر العربي الفصيح، كقول ابن مقبل :

للمازنيـة مصطـافٌ ومرتـبـعُ=مما رأت أودٌ فالمقراةُ فالجَرَعُ (6)

بين الدخول فحوملِ
ويقول امرؤ القيس:

قفا نبكي من ذكرى حبيبٍ ومنـزل=بسقط اللوى بين الدخول فحوملِ(7)
فتوضح فالمقراة لم يعف رسمهـا=لما نسجها من جنوبٍ وشمـألِ( Cool

ترى بعـر الأرام فـي عرصاتهـا=وقيعانها كأنهـا حـبّ‘ فلفـلِ(9)

تلعات الجوِّ أو أود

ويقول آخر:

كأنهـا ظبيـة بكـر أطـاع لـهـا=من حومل تلعات الجوِّ أو أ ودا (10)

خزامى حوملِ

وكما يعرفون مواقع المداهل، وما يدهلها و يربها، من الصيد والحلال، فهم يعرفون أيضا ما تنبت من نبات، وكما يصف شعراؤهم، على صيدها، يصفون على نبتها، كما في قول أحدهم:

كأنمـا ريـح القرنفـل نشـرهـا=أو حنوة خلطت خزامى حوملِ (11)

بأكثبة الدهناء

و يقال إن فتاة تدعى العيوف، تزوجت برجلٍ، فنقلها من الدهناء إلى نواحي المدينة المنورة، فقالت تصف شوقها إلى قومها، وأرضهم:

خليلي قوما فارفع الطرف وانظـرا=لصاحب شـوق ٍ منظـرا متراخيـا
عسى أن نرى والله ما شاء فاعـلٌ=بأكثبة الدهناء من الحي باديا (12)
وإن حال عرض الرمل والبعد دونهم=فقد يطلب الإنسان ما ليـس رائيـا
يرى الله أن القلب أضحى ضميـره=لما قابل الروحاء والعرج قاليا(13)

من قصرٍ منيفِ

ومن الشواهد على حنين الإنسان إلى أرضه التي شبَّ فيها، مهما كان يعاني فيها من القل، والحرمان من التمتع بالحصول على بعض الكماليات الجمالية، أو الترفيهية، ما آثرته ميسون بنت بحدل الكلبية وهو بيت الشعر، وحياة البادية على علاتها، رغم الترف والنعيم اللذين غمرها بهما زوجها معاوية بن أبي سفيان، في قصرها المشرف على غوطة دمشق، فقد دخل عليها فسمعها تترنم (14) في خدرها، فأنصت إليها، فإذا هي تقول:

لبيـتٌ تخفـق الأريــاحُ فـيـه=أحبُّ إليّ من قصـرٍ منيـفِ (15)
للبـس عبـاءَ ةٍ وتقـرَّ عيـنـي=أحبُّ إليّ من لبس الشفـوفِ (16)
وكلـبٌ ينبـح الطـرّاقَ دونــي=أحبُّ إليّ من من قـطٍ أليـفِ (17)
وأكـلُ كُسيـرةٍ فـي كِسـرِ بيتـي=أحبُّ إليّ من أكـلِ الرغيـفِ (18)
وأصـواتُ الريـاحِ بـكـلِّ فــجٍ=أحبُّ إليّ من نقـر الدفـوفِ (19)
وبكـرٌ يتبـع الأظعـان صـعـبٌ=أحبُّ إليّ من بغـلٍ زنـوفِ (20)
وخَرِقٌ مـن بنـي عمـي نحيـفٌ=أحبُّ إليّ من عِلْـجٍ عنيـفِ (21)
وحشوفةُ عيشتي في البدو أشهـى=إلي نفسي من العيش الظريفِ (22)

كأنّه معقورُ

ويقول آخر:

حَبَسَ الفِيل بالمُغَمِّسِ حتى=ظلَّ يَحْبو كأنّهُ معقورُ (23)

عصى أصحابه الفيلُ

ويقول طفيل الغنوي:

ترعـى مَنَابـتَ وَسْمِـيٍّ أطـاعَ لهـا=بالجِزْعِ حيثُ عَصَى أصحابَهُ الفِيلُ (24)

الحاشية

1- جثجاث: شجر بري، ينبت في الأودية والرياض، ذكي الرائحة 0 عرار: جمع عرارة، نبات طيب الرائحة يسمى ايضاً النرجس البري 0
2- أردان: جمع ردن، وهو طرف الكم الواسع 0 عزة: عشيقة الشاعر، ولذلك كان يسمى كثير عزة 0 كما كان عاشق ليلى يسمى بمجنون ليلى(قيس بن الملوح) 0
موهِن: الموهِن من الليل: منتصفه أو بعد ساعة منه 0 المندل: واحد المنادل: العود الطيِّب الرائحة 0
3- عبلة: عشيقة الشاعر عنترة 0 الجواء: منطقة في شمال غرب القصيم، تعرف الآن بـ (عيون الجواء) تمييزاً لها عن عيون الأسياح في شمال القصيم 0 والعيون هي
منابع الماء الجاري، ومن هذه العيون عينٌ تسمى ( عين عَبٌس) ربما تكون نسبة إلى عبس قبيلة الشاعر والفارس الشهير عنترة و عشيقته ابنة عمه عبلة 0 ومن معالم هذه المنطقة المعروفة الجبل الشاهق الارتفاع المعروف ساق والذي يسمّى بـ ( ساق الجواء) 0 المتثلم: مكان في جهة القصيم 0 الصمان: مراعي مريئة شرق الدهناء، و جنوب حفر الباطن 0
4- تربّع أهلها بالعنيزتين: يقضون وقت الربيع فيهما 0 العنيزتين: العنيزتان إذا كان اسماً مجرداً مرفوعاً بالألف لأنه مثنى، ولكنه أتى مجروراً بالياء لأنه مسبوقٌ بحرف الجر الباء 0 وهما مكانان في أرض القصيم أيضا، وأغلب الاحتمالات أنهما قويرتان، وربما يكون المقصود بهما جبلا عنـز وعنيزة وهما قارتان في القصيم 0 ومن ألغاز من يعرفون عن أماكن هذه المنطقة، قول: { أسألك عن عنـز بلا لبن وساقٍ بلا مخ }، ويعني عنـز( الجبل)، وساق ( الجبل)، والمميز بـ(ساق الجواء) 0 الغيلم: مكان في جهة الصمان والحجرة 0
5- حمولة: إبل 0 تسف: تلهم الحب يابساً 0 الخمخم: نبتٌ له شوك 0
وقد يكون المقصود بالحمولة الأسرة المعروفة بتوارث الشرف والمروءة من عهدٍ بعيد 0 بدليل قوله: ما راعني، فلو كان المقصود الإبل لما راعه ذلك، ولم يرعه حتى ولو سفه أهلها وهم ليس بحمولة أي أسرة محترمة يؤسف لها مما يسئ إليها 0 وهنا شاهدٌ آخر وهو قول طرفة بن العبد البكري:

فمالي أراني وابن عمـي مالكـاًمتى أدنُ منه ينأ عنـي ويبعـدِ
يلوم وما أدري على ما يلومنـي=كما لامني في الحي قرط بن معبد
على غير ذنبٍ قلته غير إننـي=نشدتُ فلم أغفل حمولـة معبـدِ

فهو يقول أن ابن عمه مالك يلومه، ويبعد عنه مهما تقرّب هو إليه، وهو لا يرى لذلك سبباً، وإنما الذنب الذي يؤاخذه على قوله، هو أنه سبق أن قصدت قصيدة مدح ولم أغفل عن حمولة معبد أي أن أسرة معبد ممن لا ينسى ذكرهم، فذكرتهم بالمدح، ولكن ابن عمي يغضب عليّ لمدح أسرةٍ غير أسرتنا 0 أما كون الإبل تسف حب ألخمكم فهذا لا أعرف عنه شيئاً، ولكن من الأخطاء الواردة بالقواميس قول: احظل البعيرُ، أي أكل الحنظل 0 والبعير لا يأكل الحنظل مطلقاً، فالمعنى هنا نقيض الصحيح، والنقيض لا يستدل به على الصحيح، وهو عكسه، فليس من الحسن نسبة أكل الحنظل إلى البعير، لأن النسبة إنما تكون صفة ثابتة في الموصوف، وأكل الحنظل ليست من صفات البعير المعهودة فيه، فلو قال قائلٌ: { رأيتُ بعيراً يأكلُ حنظلاً }، لكذبه من يعرف أن البعير لا يأكل الحنظل 0 والمعروف بأكل الحمار، والغنم 0 فربما نسب إلى الإبل سف الخمخم كما نسب إليها أكل الحنظل وهي لا تأكله 0 اما سف البشر أو أكلهم لشيءٍ من الأعشاب فهذا ممكناً لأنهم كانت تتابع عليهم أحيانا عدة سنين وهم في جدب حتى أنهم لو باعوا جميع حلالهم لما كفاهم لسد حاجتهم من الطعام، لهزل الحيوانات وعدم وجود من يشتريها 0 أ ما غضب القريب من مدح البعيد فهو متوقع، خصوصاً إذا كان المدح ينم عن شكوى من قريب، أو تقصير حاصلٍ منه، وهذا ما نلاحظه بشعر النساء، والذي عادةً ما يكون له آثارٌ سلبية على الممدوح، وذلك لأن مدحهن البعيد كالشكوى إليه عما تعانيه الفتاة من أهلها، من أنهم يجعلونها راعيةً لإبلهم التي تحصل لها من رعايتها أحياناً مواقفٌ تستدعي الحزن والبوح بالمعاناة، فتذكّر من قد غزا قومها فتخاطبه على معنى الشكوى والتمنّي بأنه يعود و يغزي
قومها فيأخذ إبلها التي ترعاها، ومن ذلك قول الشاعرة:

وراك ما تويق يا دبي=على المحينات لك نوبه
الزمل هييج وعذبـي=والقيد والهجر عيو به

فلمّا غزا دبي قومها، عزموا على قتله ليثبتوا لها أنهم قادرين على أن يدافعوا عن إبلهم فقتلوه، فلو لم تشكُ إليه بقصيدتها لما قتلوه، لأن العرب يوفرون الرجل الطيب، ويتحاشون وقوع ثأرات بين القبائل بسبب القتل، فيفضلون الكسب دون قتل، والدفاع
دونه إذا تسنى ذلك، وقال شاعرهم:

ما شفتي دبي غدا ضبي=يوم المحينات عاثو بـه

كذلك شاعرة أخرى أشارت بقصيدةٍ لها غزلية إلى غزو أحد العقداء على قومها، وربما كانت تتمنى أخذ إبلها من قبل هذا العقيد، كما وصفت شدة أخذه الإبل بشدة ولعها بصاحبها، في قولها :

الورع ابو سيف حبـه شعانـي=شعي القطيع اللي خذاهن شليويح
شعلٍ خذاهن من ديار قحطانـي=واقفا عليهن مرذي الفطّر الفيح

فلما غزا شليويح قومها كانوا قد أجمعوا على قتله، فهجم عليه اثنان من شيوخ قومها فقتلاه 0 كما نرى الشاعرة بخوت وهي تتمنى أن يهجم على إبل أبيها سربةٌ من الخيل فتأخذها، لتسريح هي من عناء رعايتها، مع قولها لأبيها " ولْ عودٍ " وهي كلمة قاسية بعض الشيء لو لم تكن شعراً إلا أن الشعر كما يقال أعذبه أكذبه، فمن قصيدتها قولها:

ول عودٍ لاش رحمه ولا قلبٍ يليـن=جعل ذودك تاخذه سربةٍ انت تشوفها
عيدو بي بالخلا والفريق معيديـن=كل عذرا خضبت بالخضاب كفوفهـا

إلى آخر القصيدة التي تصف بها معاناتها كما تعتبرها معاناة تستحق الشكوى، ولكنها لم تلبث أن تنقض ما فتلت وتقول:

وجودي على بيت الشعر عقب بيت الطين=وجودي على شـوف المجاهيـم منثـره

فإذا كان هذا مآل مدح البعيد فلماذا يستنكر الشاعر طرفة بن العبد غضب ابن عمه مالكٍ عليه لمدح حمولة معبد 0
6- مصطاف ومرتبع: مصيف و مربع 0 أي مكان تنزله لشرب الماء صيفاً 0 وآخر
تنزله لرعي الحلال ربيعاً 0 أود: موردٌ وهو الذي يقصده الشاعر بمصطافٍ، وهو جوٌّ
فيه عددٌ من للآبار المحفورة بالصخور على عمق نحو سبعين متراً، يقال إنها حفرت على سليمان بن داود عليه السلام 0 وهي لبني علي من حرب، في الوقت الحالي، ويسمى أود حالياً ( العود)، و يسمى البشك الجنوبي، حيث يقع شمالاً منه عددٌ من الأجواء ( عدود المياه) تسمى البشوك 0 أولها سراب ويقع شمال العود بنحو 20 كم، وهو لبني علي ايضاً 0 وطلحة للأسلم من شمر، ولبني علي من حرب 0 ومن مناهل البشوك لشمر أيضاً الأرطاوية، ووسيط، وعريفج، والشلالة 0 المقراة: مكان حول الجرع، ولا أعلم أهي مورد أم مرعى 0 الجرع: جمع جرعاء، ومنها حالياً جرعاء الثمامي، وجرعاء طويلع، وهي المقصودة بقول الشاعر مرتبعٌ 0
7- سقط اللوى: أسفل الحبل، وهو ما يسمى بالعامية بـ( مطيح العرق) 0 الدخول: نازية رملية، مرتفعة عما حولها، تمتد من الدهناء متوغلة في أرض الجلد غرباً،و يطلق عليها وعلى ما جاورها اسم الرياشي0وذلك حسب ما يشير إليه بعض المصادر التي تطرقت إلى تعريفها و تحديد موقعها 0 والدخول في التيسية 0 أما حومل: فلا يوجد حول الدخول التي ذكرتها موقعٌ بهذا الاسم، ولكن قد يكون ذلك تصحيفاً لـ ( الهامل أو الهمّل) ولأن الهمّل زبائرٌ مجاورة لزبارة الدخول، وهي من المواقع المرئية التي تدهل، أو تكون(الحنبلي) فهو من الأماكن التي تدهل والقريبة من الدخول أيضا، أو ربما يكون ذلك المكان المسمى حومل قد سمي سماً آخر 0
8- توضح والمقراة: موقعان قريبان من الدخول وحومل، غير معروفين حالياً 0 لم يعفُ رسمها: لم ينمحِ أثرها، أي آثار قوم حبيبته الذين يقف هو و أصحابه على
منازلهم التي رحلوا عنها باقية لم تهب عليها الرياح، فتنسج ترابها 0 نسجها: جعلتها ريح الشمال والجنوب نسائجاً، وهي العقد أو الطرائق التي تخلفها الريح في تراب النفود 0
9- بعر الآرام: رجيع الظباء 0 عرصاتها: ساحاتها، وسميت بذلك لاعتراص الصبيان فيها، أي لعبهم ومرحهم 0 حب فلفل: حب هندي، لاذع الطعم، يطيب به الطعام 0
10- أطاع: يقال ((أطاع أو طاوع المرتعُ للرعية)) أي اتسع وأمكنها رعيه متى شاءت 0 تلعات: جمع تلعة، وهي شعيب ضيق قعيراً، يحيط بجانبيه جبال وصخور وعرة، يفيض في وادي كبير، و من يحل فيه من البادية كأنه نزله ليختفي، عن من يبحث عنه، لهذا يقول الشاعر طرفة بن العبد البكري:

ولستُ بنزّال التـلاع مخافـةً=و لكن متى يسترفد القوم أرفدِ

فهو يقول عن نفسه أنه ليس ممن ينزولون في التلاع مخافة الغزو أو الضيوف، ولكنه متى طلب قومه رِفده أرفدهم 0 ومن الأمثال العامية التي تُقال فى التلعة، ويستصاغ إيرادها في الدلالة على حال من كان نازلاً فيها، نظراً لعدم قدرة الخروج منها بسهولة، وضيقها، خاصةً جانبيها اللذين يصعب صعودهما، فيكون الصعود من أعلاها، أو من أسفلها؛ هذا المثل: { بلشة أهل التلعة }، أي ورطة النازلين في التلعة، والمصوغ لهذا المثل كما قلت إن التعلة أحرج الأماكن منزلاً، ومسلكاً، ويُضرب هذا المثل في مَن وقع في مأزقٍ لا مخرج له منه 0
11- القرنفل: المسمار، من التوابل الحارة، المستعملة لتطييب الطعام 0 الحنوة: عشبة معروفة بهذا الاسم، وهي تذبح الغنم إذا أكلت منها 0 النشر: الريح الطيبة 0 الخزامى: عشب ربيعي ذكيّ الرائحة 0
12- أكثبة: جمع كثيب، وهو التل من الرمل 0
13- الروحاء و العرج: من نواحي المدينة المدينة 0 قالي: مبغض 0
14- تترنم: تطرّب صوتها وتغنّي غناءً حسناً 0
15- قرت العين: بردتْ سروراً وجف دمعها أو رأتْ ما كانت متشوقةً إليه 0
16- الشفوف: جمع الشف، وهو الثوب 0
17- الطرّاق: جمع الطارق، وهو الآتي ليلاً سمّي بذلك لحاجته إلى دق الباب (طرقه)
0 ويسمّى بالعامية الطرقي وجمعه الطراقي ويعني كلّ راكب مطيةٍ، يذهب مسافراً، أو يشاهد قادماً أو عابراً 0
18- كِسر البيت: لبيت الشعر كِسران، وهما طرفاه من جهتي الطول في الوسط، أي
العمود الأوسط الشرقي وما حوله والعمود الغربي وما حوله 0
19- الأظعان: جمع الظعينة وهي مجموعة الجمال التي تحمل عفش البيوت أثناء الرحيل، من مكان إلى آخر، وهي في الأصل تعني بعير الظلّة ( الغبيط، الهودج )، ما دامت عليه، وتطلق على عموم الجمال المحمّلة التي من ضمنها الظعينة ، من اطلاق اسم الجزء على الكلّ مجازاً إذا كان الجزء أهم أجزاء الكل، سواءً الأهمية مدحاً كتسمية
الجمل بأجمل جزءاً منه وهو هدب عيونه ( هديب الشام )لأنه قويٌّ على حمل الأثقال، أو ذما كتسمية الجمل الأعلم بعلمته أي بشق شفته وهي أقبح جزءاً منه ( شريم يضلع من برطمه )، لأنه يضلع من لاشيء 0 وتسمية الجمال المحملة السائرة بحمولها باسم جملٍ منها هو جمل الظعينة يعود إلى أن الظعينة أرفع وأضخم مما سواها من العفش، ويمكن لأي ناظرٍ أن يراها قبل غيرها 0 ومن أسماء الظعينة التي هي الجمال أثناء الرحيل بالعامية المظهور وهو الاسم الغالب وتسمّى الظعينة أيضاً كما في اللغة الفصحى 0 أما اسم مجموعة الجمال المعدّة للرحيل وحمل الأثقال بالعامية سواءاً كانت محملةً أم
غير محملة ( الزَمْل، الرِحْلَة، المّرْحول ) 0
20- بغل: ولد الحمار من الفرس أو بالعكس 0 زنوف: غضوب، ويسمّى بالعامية ( زعول )، وهو الذي يغضب من مما يجاريه من الزمل فيتقدم عادةً على سائر الجمال المحملة، وذلك واضحٌ من قول الشاعرة: بكرٌ يتبع الأظعان أحبُّ إليّ من البغل الزنوف أي حتى لو كان البكر الذي أركبه في البادية غير غضوبٍ يتقدم على غيره كما جرت لعادة على أن قعود الظعينة يكون شاباً غضوباً لا بعير يتقدم عليه سواء قلوص الرجل التي تسمّى السلف 0
21- خَرِق: لا يغادر البيت 0 العِلْج: حما الوحش السمين القوي، الرجُل القويّ الضخم من كفّار العجم، وبعضهم يطلقه على الكافر عموماً 0
22- حشوفة: بمعنى يبس معيشتي كالحشف من التمر 0
23- حبس: توقّف 0 المغمّس: موضع قرب الحرم، ربض فيه الفيل، حين جاء به أبرهة، فجعلوا ينخسونه بالحراب، فلا ينبعث، حتى بعث الله عليهم طَيْراَ أبابيلَ، فأهلكهم

0 معقور: مقطعة قوائمه بالسيف 0
24- ترعى الوسمي: تأكله 0 الوسمي: أول مطر الربيع، انظر حاشية صفحة 249 من هذا الكتاب 0 أطاع: اتسع وأمكنها رعيُهُ متى شاءت 0

_________________ تــوقــيـع


*لاتحسبنًي بشتكـي مـن مساويـــــــــك= مـن دون حدًي بحكمك في حدودي* *ماني ونالعاصـي تضـن الرجـاء فيـك=رجــــاي بالله والـخـلايـق شـهــودي* *فيني طناخه يافتى الجــــود وطغيـك = أبــــك إقحطانـن كـلهـم لـي سنـودي*

» دليلك الطبي .. تفضل وخذ ما تحتاج
» دليلك الطبي تفضل وخذ ما تحتاج !!
» قبل أن تطلق العنآن لقلمك تفضل هنا ..!!
» هنا هجرة مويسل تفضل وأضف مالديك
» أي منتدى يرفض دخولك إلا بالتسجيل تفضل