فيصل عبدالله العلياني الأداره
الدولة : تاريخ التسجيل : 24/07/2010 عدد المساهمات : 1693
| موضوع: أربع سنين ورحلنا عندهم جرب ,,ما أومو عليهن بالعصا يطردونـي السبت أبريل 16, 2011 9:06 pm | |
| يسعد مساء النشاما وطيبين الاصل والفال ,,
بين ايديكم بترك نثر قصة قديمة واقعيه حصلت بين حصبان بن فهيد الدلماني الصقري من عنزة ولاهان هو وقبيلته ,, يومه نزل على الكتمة من بني علي . من مسروح من قبيلة حرب ,, وهالقصة صارت في اوائل القرن الرابع عشر
وكانت إبل حصبان الدلماني جرباً(1)، وقد تحاشاه الكثير من الناس مخافةً انتقال العدوى إلى حلالهم، وظل في خارج القطين يحمل الماء لإبله على بعض جماله، حتى أعيته مشقة استخراج الماء، وحمله إلى أهله، وهو رجلٌ وحيد، فأضطر إلى أن يحل جارٌ لبعض القوم الذين حوله، كمستجير بهم، فحل على هؤلاء القوم الذين قاموا باستقبال الأمر برحابة صدر، ولم يتطيروا منه، فاتفقوا على أن يقتسموا إبل جارهم بينهم فيأخذ كلٌّ منهم ما يستطيع حفظه، ومعالجته، من الإبل حتى تبرأ، فتقاسموا الإبل كما اتفقوا، وأحرقوا بيت جارهم القديم، وجميع ما لديه من رحل، وأثاث، مما سبق له أن لامس جلود الإبل الجرب، أو يخشى أن يكون قد علق به شيءٌ من رذاذ الوباء، منعاً لانتقال العدوى، واشتروا له كل ما يحتاج إليه، من بيت، ورحل، وأثاث، ورحلوه زملاً ليحمل عليه بيته، وأثاثه عند الرحيل، والانتقال من مكانٍ إلى مكان، وليستخدمه بأي غرضٍ، كالري والاكتيال، وغير ذلك، حتى برئت إبله، فأعادوها إليه، فجاء إليه بعض أقاربه فطلبوا منه بإلحاح أن يرحل معهم لأهلهم وجماعتهم، فبكى، فأرادوا أن يؤثروا عليه بالقول حتى يوافق على طلبهم، فقالوا له: أتبكي على قومٍ أعداء لنا ؟! يقصدون التعادي المستشري بين القبائل دون استثناء حين كان بين كل قبيلة وبين القبائل الأخرى عداوة وغزوات متداولة حتى قيض الله لهذه القبائل مصادر الرزق الوفيرة المتنوعة، وزالت عنها أسباب العداء والتشاحن0 فلما سمع الشاعر حصبان قول قومه، وتذكر جيرانه الحروب هاضت قريحته بالقصيدة السابقة، يذكر الموقف الذي وقع له عند رحيله، ويمدح جيرانه ويثني على حسن جوارهم0
وهذه قصيدة الشاعر/ حصبان بن فهيد الدلماني الصقري العنزي( 0000 - 1362هـ )، في جيرانه الحروب، بعد ما رحل عنهم إلى بلاده حدود الكويت، حيث كان آنذاك من عريب دار، انظر تفاصيل قصة جواره لهؤلاء القوم لاحقاً، وإن شئت أن تطلع على تفاصيل نسبه، وتصحيحه انظر كتابنا: " دليل مناهج بعض المجاهل في الأدب والمداهل والمناهل "، الطبعة الأولى، من صفحة 341 فما بعد، حيث كان يروى اسم هذا الشاعر باسم" حصبان المطوطح "، وهذا اللقب غير صحيح، فالمطوطح من الدهامشة، من قبيلة عنزة، بينما هذا الشاعر، من الدلمة، من الصقور، من قبيلة عنزة أيضا:
قالو علامك يوم تبكي على حرب حربٍ لنا عدوان ما ينبكونـي قلت البكاء ما هو على البعد والقرب أبكي عليهم يوم هم فارقونـي عن دربنا يا ليت ما جا لهم درب ولا هلّت العبره عليهم عيونـي أربع سنين ورحلنا عندهم جرب ما أومو عليهن بالعصا يطردونـي بأذوادهم ذودي يقدم على الشرب مرحولنا يشرب وهم يقهرونـي يا عنك ما هم من أهل الهزب والزرب ولا هم بغرة جارهم ينظرونـي (2) ربعٍ على الشدات والهون والكرب بسمونهم وأفعالهم يمدحونـي وإن حل عند قطيهن بالقنا ضرب يتلون أبو جلال حامي الظعونـي (3) تلقا دماء الفرسان منهم لها سرب هذا طريح وذا غميق الطعونـي أنشر لهم البيضاء من الشرق للغرب والله ما أنسا لابةٍ قدرونـي
شرح بعض المعاني: ـــــــــــــــــــــــــــــ 1- الهزب: التعيير بشخص أو بغيره0 الزرب: الإختفاء هيبةًن أو غظهار الاستحسان، والتصديق بفصد الإفساد والخديعة، أو خوفاً ومداهنةً0 2- أبو جلال: الشيخ عبد المحسن بن صنيتان الفرم(1287 – 1387هـ) 0 3- جرب: جمع أجرب ومؤنثه جرباء، والإبل المصابة بداء الجرب، وهو داء جلدي ينتج عنه تساقط شعر أو وبر الحيوان المصاب به، ويظهر على جلده بثور صغيرة لها حكةٌ شديدة، وهو معدي، وسريع الانتشار بالعدوى، وتحتاج الإبل الجرب إلى عناية خاصة، ومعالجة شاقة، لا يستطيع القيام بها إلا عددٌ من الأشخاص، ويلزمها عزل عن الإبل السليمة الأخرى، وحراسة لها من الاختلاط بغيرها، وإيجاد مأوى دافيء تأوي إليه ليلاً، في فصل الشتاء، فيتم علاجها بغسل جلودها وتطهيرها يومياً، ووضع بعض الأدوية عليها، كالقطران والنورة، أو نحو ذلك0
والسلام مسك الختام في هذا المساء
| |
|