بسم الله والصلاة والسلام على من لانبي بعده 00وبعد
هذه قصيدة لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه في قبائل أزد قحطان
1 الأزد سيفـي علـى الأعـداء كلـهـمُ =وسيف أحمد من دانت لـه العـربُ
2 قوم إذا فاجـأوا أبلـوا، وإن غلبـوا=لا يحجمون، ولا يدرون ما الهربُ
3-قومٌ لَبُوسُهُمُ.. في كل مُعْتَرَكٍ =بِيضٌ رِقَاقٌ، وداوُودِيةٌ سُلُبُ
4البيضُ فوق رؤوسٍ تحتها اليَلَبُ = وفي الأنامل سُمْرُ الخَطِّ والقُضُبُ
5 وأيُّ يـومٍ مــن الأيــامِ لـيـس لـهـم=فيهِ.. من الفعلِ ما من دونه العجبُ
6 الأزدُ أزْيَـدُ مـن يمشـي علـى قــدمٍ=فضلاً، وأعلاهـمُ.. قـدرًا إذا رَكِبُـوا
7 والأوسُ والخزرجُ القومُ الذين بهم= آوَوا فأعطَوا (...) فوق ما وُهِبُـوا
يا معشرَ الأزدِ، أنتم معشرٌ أُنُـفٌ =لا يضْعُفُون إذا ما اشتدت الحِقَبُ
9 وفَّيْتُـمُ.. ووفـاء العهـد شيمتـكـم=ولمْ يخالـط قديمًـا صدقكـمْ كـذبُ
10 إذا غضبتـمْ يهـاب الخلـقُ سطوتـكـم =وقـد يهـون عليـكـمْ منـهـم الغـضـبُ
11 يـا معشـر الأزد، إنـي مـن جميعـكـمُ=راضٍ، وأنتمْ رؤوس الأمر، لا الذنبُ
12 لن يَيْأس الأزدُ مـن رَوْحٍ ومغفـرةٍ =والله يَكْلأُهـم مـن حيـث مـا ذهبُـوا
13 طِبْتُـم حديثًـأ كمـا قـد طـاب أوَّلُـكـم =والشوكُ لا يُجتنَى من فرعه العِنَبُ
14 والأزد جرثومـةٌ، إن سُوبِـقُـوا سَبَـقُـوا =أو فُوخِرُوا فَخَـروا، أو غُولِبُـوا غَلَبُـوا
15 أو كُوثِرُوا كَثرُوا، أو صُوبِرُوا صَبَـرُوا =أو سُوهِمُوا سَهَمُوا، أو سُولِبُوا سَلَبُوا
16 صَـفَــوا، فأصْـفَـاهُـمُ الـبــاري وِلايَـتَــه =فـلـم يـشـب صَفْـوَهـمْ لـهـوٌ ولا لـعــبُ
17 من حُسْـنِ أخلاقهـمْ طابـتْ مجالسهـم =لا الجهلُ يَعْرُوهمُ.. فيها، ولا الصخبُ
18 الغيـثُ مـا روضـوا مـن دون نائِلِـهِـم=والأُسْـدُ تَرْهَبُـهُـمْ يـومًـا إذا غضـبُـوا
19 أنْــدى الأنــامِ أكُـفّــاً حـيــن تَسْـألُـهـم=وأرْبَِط ُالنـاسِ جأشًـا إنْ هُـمُ.. نُدِبُـوا
20 فالله يجزيهـمُ.. عمّـا أتَـوْا وحَـبَـوْا =به الرسولَ، وما من صالحٍ كَسَبُوا
2- المعنى: هم قوم إذا فاجأوا العدو وخاضوا المعارك أبلوا بلاء حسنا وأظهروا شجاعة عظيمة، وإن غلبوا على أمرهم فإنهم لا يتراجعون ولا يعرفون شيئا اسمه الهرب.
3 قومٌ لَبُوسُهُمُ.. في كل مُعْتَرَكٍ =بِيضٌ رِقَاقٌ، وداوُودِيةٌ سُلُبُ
3- المعنى :-
بيض رقاق: إشارة إلى السيوف .
داوودية: إشارة إلى الدروع، ويقال: نوع من الدروع .
سلب: خفيفة .
4 البيضُ فوق رؤوسٍ تحتها اليَلَبُ = وفي الأنامل سُمْرُ الخَطِّ والقُضُبُ
4- المعنى :-
البيض: السيوف.
اليلب: الدروع اليمانية.
سمر الخط: الرماح.
القضب: السيوف.
5 وأيُّ يـومٍ مــن الأيــامِ لـيـس لـهـم=فيهِ.. من الفعلِ ما من دونه العجبُ
6 الأزدُ أزْيَـدُ مـن يمشـي علـى قــدمٍ=فضلاً، وأعلاهـمُ.. قـدرًا إذا رَكِبُـوا
7 والأوسُ والخزرجُ القومُ الذين بهم= آوَوا فأعطَوا (...) فوق ما وُهِبُـوا
6- المعنى: أن الأزد هم أزيد الناس فضلا، وأعلاهم قدرًا.
7- المعنى :-
الأوس والخزرج: هم الأنصار، أنصار رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وهم من الأزد. أعطوا من هاجر إليهم أكثر مما أخذوا.
(...) : هنا كلمة ناقصة !
8 يا معشرَ الأزدِ، أنتم معشرٌ أُنُـفٌ =لا يضْعُفُون إذا ما اشتدت الحِقَبُ
9 وفَّيْتُـمُ.. ووفـاء العهـد شيمتـكـم=ولمْ يخالـط قديمًـا صدقكـمْ كـذبُ
8- المعنى :-
أنف: أصحاب أنفة وإباء .
اشتدت الحقب: اشتدت الأيام والسنون.
10 إذا غضبتـمْ يهـاب الخلـقُ سطوتـكـم =وقـد يهـون عليـكـمْ منـهـم الغـضـبُ
11 يـا معشـر الأزد، إنـي مـن جميعـكـمُ=راضٍ، وأنتمْ رؤوس الأمر، لا الذنبُ
10- المعنى: غضبكم يهابه الخلق، ولكن غضب الخلق لا تهابونه
12 لن يَيْأس الأزدُ مـن رَوْحٍ ومغفـرةٍ =والله يَكْلأُهـم مـن حيـث مـا ذهبُـوا
13 طِبْتُـم حديثًـأ كمـا قـد طـاب أوَّلُـكـم =والشوكُ لا يُجتنَى من فرعه العِنَبُ
12- المعنى: الله يرعاهم ويحفظهم ويكون معهم حيث ما ذهبوا؛ فلذلك لن ييأسوا من روحه ومغفرة
13- المعنى :-
طبتم حديثا: طبتم أنتم .
طاب أولكم: طاب آباؤكم وأجدادكم .
الشطر الثاني: معناه أن طيبكم من طيب آبائكم وأجدادكم، فكما أنك لن تجني العنب من الشوك، فإن طيبكم لن يأتي من سيء .
14 والأزد جرثومـةٌ، إن سُوبِـقُـوا سَبَـقُـوا =أو فُوخِرُوا فَخَـروا، أو غُولِبُـوا غَلَبُـوا
15 أو كُوثِرُوا كَثرُوا، أو صُوبِرُوا صَبَـرُوا =أو سُوهِمُوا سَهَمُوا، أو سُولِبُوا سَلَبُوا
16 صَـفَــوا، فأصْـفَـاهُـمُ الـبــاري وِلايَـتَــه =فـلـم يـشـب صَفْـوَهـمْ لـهـوٌ ولا لـعــبُ
14- المعنى :-
جرثومة: أصل، أي أصحاب أصالة .
إن سوبقوا سبقوا: يسبقون من سابقهم إلى كل مكرمة .
أو فوخروا فخروا: يفاخرون من فاخرهم .
15- المعنى :-
أو غولبوا غلبوا: يغلبون من أراد أن يغلبهم .
أو كوثروا كثروا: أكثر من غيرهم في العدد، حينما كانت الكثرة مدعاة للتباهي عند العرب .
أو صوبروا صبروا: لا يجاريهم أحد في الصبر على الشدائد .
أو سوهموا سهموا: هم الرابحون في المساهمة .
أو سولبوا سلبوا: يغزون من يتجرأ على غزوهم وسلبهم
16- المعنى: حينما صفت قلوبهم جعلهم الله من أصفيائه. ولم يعكر هذا الصفاء لهو ولا لعب .
17 من حُسْـنِ أخلاقهـمْ طابـتْ مجالسهـم =لا الجهلُ يَعْرُوهمُ.. فيها، ولا الصخبُ
18 الغيـثُ مـا روضـوا مـن دون نائِلِـهِـم=والأُسْـدُ تَرْهَبُـهُـمْ يـومًـا إذا غضـبُـوا
19 أنْــدى الأنــامِ أكُـفّــاً حـيــن تَسْـألُـهـم=وأرْبَِط ُالنـاسِ جأشًـا إنْ هُـمُ.. نُدِبُـوا
17- المعنى :-
مجالسهم طيبة محبوبة لما حبوا من حسن خلق .
يعروهم: يصيبهم
19- المعنى:-
أندى الأنام أكفـًا: أكثر الناس كرما .
أربط الناس جأشا إن هم ندبوا: أكثرهم ثباتا ونخوة إذا انتدبوا إلى النجدة .
20 فالله يجزيهـمُ.. عمّـا أتَـوْا وحَـبَـوْا =به الرسولَ، وما من صالحٍ كَسَبُوا
20- المعنى :-
حبوا: نـَـصَـرُوا.
وما من صالح كسبوا: ما عملوا من عمل صالح .
المصدر
كتاب ( ديوان علي بن أبي طالب رضي الله عنه)
شرح الدكتور يوسف فرحات
الناشر
(دار الكتاب العربي) بيروت
*************************************************
قول معاوية بن أبي سفيان في الأزد
كان معاوية بن أبي سفيان محبا لهم ، معتمدا عليهم وا ثقا بهم روى الحارث بن يزيد أنه كتب إلى مسلمة بن مخلد وهو على مصر ( ولا تول عملك إلا أزديا أو حضرميا ، فإنهم أهل أمانة ))
(الــمــصدر : فتوح مصر )
قول أنس رضي الله عنه في الأزد
وكان أنس بن مالك رضي الله عنه يقول ( إن لم نكن من الأزد فلسنا من الناس )) (الــمــصدر : سنن الترمذي )
************************************************
أقوال العلماء والأدباء على مر التاريخ
ووصف الرحالة ابن جبير أزد السراة بكلام جميل طويل فوصفهم بأنهم أهل صلاح وصدق نية واعتقاد صحيح فقال: (( فلا تجد لديهم من أعمال العبادات سوى صدق النية ، فهم إذا طافوا بالكعبة المقدسة يتطارحون عليها تطارح البنين على الأم المشفقة ، لا ئذين بجوارها متعلقين بأستارها ....))
(الــمــصدر : رحلة بن جبير)
ووصفهم ابن بطوطة بمثله وأضاف (( وهم شجعان أنجاد ولباسهم الجلود وإذا وردوا مكة هابت أعراب الطريق مقدمهم وتجنبوا اعتراضهم . ومن صحبهم من الزوار حمد صحبتهم ، وذُكر أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكرهم وأثنى عليهم خيرا وقال ( علموهم الصلاة يعلموكم الدعاء )) وكفاهم شرفا دخولهم في عموم قول النبي صلى الله عليه وسلم ( الايمان يمان والحكمة يمانية ))
وذكر أن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما كان يتحرى وقت طوافهم ويدخل في جملتهم تبركا بدعائهم وشأنهم عجيب كله وقد جاء في أثر ( زاحموهم في الطواف فإن الرحمة تنصب عليهم صبا))
( المــصــدر : رحلة بن بطوطة، وصحيح البخاري)