شاعر قحطان || محمد بن جروان (سيرته - وحياته - وشعره) - الكاتب: صمتي حكمة
وهذه أبيات لي في الشاعر محمد بن جروان وأقول :
كتبت عن شاعر كبيـر ومشهـور= أشهر من القطب الشمالي وضوحـي
شاعر بني قحطان وإن صف طابور= سيف بتـوعٍ فالزمـان الشحوحـي
ماقلتـه مجامـل ولاقلتـهـا زور =هرج على المعنى وانا خصم روحي
شاعر وأديب ودون ربعه كما السور =جراح ويـداوي جميـع الجروحـي
الشاعر محمد بن جروان رحمه الله
فها نحن نعرض لكم عَلماً من مشاهير الشعر الشعبي في قبيلة قحطان بل هو من أكبر شعراء قحطان المعاصرين بل هو أميزهم حيث انه يجمع بين الجزالة في اللفظ مازجاً بين المفردات القديمة والحديثة وحيث انه لم ينشر له القدر الكافي من التعريف به وبشعره فقد قمت بالجمع والتوثيق عن سيرته الذاتية وعن قصائده التي لم تنشر من قبل ويسرني إن أقدم لكم ما استطعت جمعه عن حياتة وشعره نقلا عن ابنه الكبير ( سالم ) وبعض من عاشره من المقربين له ، وكذلك قصة سجنه في ( الكويت ) من بدايتها حتى تم الإفراج عنه وزملائه ناقلا هذه القصة من أحد زملائه المرافقين له وهو ( عقاب بن خالد بن عايض أل مسعود القحطاني ) ,والذي سوف ارفق صورته قريباً توثيقا لروايته .
نسبه وحياته :
محمد بن سالم بن جروان ال سفران آل صالح آل عليان القحطاني ، ولد في البادية بالقرب من الحصاه ونشاء يتيماً حيث توفي والده وهو صغير وتربى مع ابن عم أبيه ( محمد بن فاهد بن خريع آل عليان ) ومكث حتى وصل سن البلوغ ثم انتقل إلى الرياض وعمل في عدة وظائف استقر بعدها في الحرس الملكي ما يقارب خمس سنوات حتى طلب منه ( محمد بن دخيّل الشلوه الخنفري القحطاني ) مرافقته إلى الكويت في وظيفة جديدة وهي سائق وكان ذلك أواخر شهر شعبان من عام 1376 هـ الموافق 1956 م وكان صاحب العمل كل من الشيوخ ( فهد وعبد العزيز وسعود أبناء مالك آل صباح ) وتم سجنه في الكويت بعد شهر ونصف من وصوله نتيجة اشتباه في ضلوعه ورفاقه في محاوله انقلابيه ( وسنورد القصة كاملة لا حقا في موضوع مستقل قريبا انشالله وحصريا على شبكة قحطان ) وبعد عودته من الكويت عمل في مصلحة المياه ثم انتقل إلى عدة وظائف إلى أن استقر في أفواج الحرس الوطني بالمدينة المنورة ( فوج اللحاوي 41 ) إلى أن توفي يوم الأحد الموافق / / 1403 هـ بالفرب من الرياض عن عمرٍ يناهز 67 عاما ًرحمه الله رحمة واسعة .
شعره:
كان لنشأته البدوية تأثيرا مباشرا في شعره نجدها في المفردات والصور التعبيرية في قصائده وكذلك كان للأحداث التي تعرض لها في حياته الدور الرئيسي في تعدد أغراض الشعر لديه فقد امتاز شعره بالجزالة في اللفض والقوه في الأسلوب والحماس في الإلقاء كما انه يوثق شعره بالأحداث والوقائع التاريخية وهذا دليل على قوة وجزالة شعره .
وقد تعددت أغراض شعره من المدح والهجاء والفخر كما انه مقل في شعر القلطه والغزل ، وكان من شعراء الجزيرة الكبار خاصة في الوصف وتوفر المعلومه وسنعرض ما إستطعنا جمعه من قصائده البالغ عددها أكثر من ثلاثمائة قصيده .
نماذج من شعره :
سنورد هنا نماذج لشعره وسنقوم في وقت لاحق بسرد القصائد بمناسباتها في مواضيع مستقله
كقوله :
حنا بلدنا السابقة غرب القهر منها الخوايس والجحر وذمار
ثم (ن) حدرنا فوق كل شمرّه تقصم عضود أعنانها محشار
خيل عليها ركب كل مجـرّب كل أبلـجٍ قحطانـي مغـوار
وهجنٍ تهف احبالها من قفلها وشجعان فوق محطمة الأكوار
وقوله :
شعب السعودي محتمين المخليين= ما تشتكي جيراننا السوء منـا
فيها ملوك للمنافـق خطيريـن =حكام عـدلٍ بالشريعـة مشنـا
وقوله :
لا عاد ما للرجال يطرا هيبه =تسقط منازلها وينزل جلالها
لا من طريق الدين بقنا غافل =ولا نذبح الأجواد نأكل حلالها
وقوله :
يا ناشد عنـي وسجنـي ومـا كـان /سجنٍ على البرهان وأبيض من الشاش
وقفت أنا وقفة سحـا شانهـا شـان -في ساعة يفشل بها النـذل والـلاش
وقوله
يا طير يا للي بالخضيرا تحومي =لا وا هنيك بالجناحين يا طيـر
تلعب على كر الهوى يوم تومي =ما لاعتك مثلي سهوم المقاديـر
وقوله
الشيخ لو ماحب يدرى من العار= لايركبه بين المخاليـق عيـره
والرجل الى منه تعرض لشنكار= فأعرف ترى لومه يعود لأميره