الاخوة الكرام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مما لاشك فيه ان مايتناقله "الرواة الثقات" يعتبر من اهم المصادر التاريخية التي يعتمد عليها بشكل كبير في توثيق الوقائع والاحداث في تاريخ القبائل. لاسيما عندما يكون الراوي من طرف محايد.
قبل عدة ايام رافقت والدي – اطال الله في عمره – اثناء زيارته لبلدة (الحفير) ضواحي حائل بناء على دعوة من شيوخ قبيلة السلمان من شمر.
واثناء وجودنا في ضيافة الشيخ/ عارف بن درزي بن برجس العردان شيخ قبيلة السلمان، روى احد شيبانهم ــ ويدعى مقبل الخلف السلماني الشمري ــ سالفة (وقعة بين قحطان وعتيبة) نقلا عن الشيخ/ عبيد بن برجس العردان رحمه الله.. تحدث بها في مجلس الامير محمد الاحمد السديري رحمه الله.
يقول: ان الشيخ الفارس/ هباس بن هرشان احد شيوخ الربيعية من عبده ومعه مجموعة من ربعه ارسلهم ابن رشيد في مهمة في نجد، ومر بهم الطريق على الشيخ الفارس عشق ابن شفلوت فاستضافهم،
واثناء وجودهم عنده اقبل عليهم رجل من ربع ابن شفلوت يصيح وينذر بالقوم...
وش علمك يارجل؟
قال عتيبة نوخوا وراء الحزم هذاك.
يقول فسأله الشيخ ابن شفلوت عن عددهم وش كثرهم؟
فقال الرجل: ياالامير احسب حسابك القوم والله ماينحصي عددها !!!
فقام الشيخ ابن شفلوت وارسل إلى ربعه وارسل مناديب للجحادر اللي حولهم ، وفي وقت قصير تكاملوا واجتمعوا عنده عبيديهم وجحدريهم.
.
يقول يوم انهم اجتمعوا قال الشيخ ابن شفلوت: عطوني رأيكم..
فكثرت الآراء.. احد يقول نشد وننزل على الماء علشان إذا صار مناوخ (مناخ) نكون حنا على الماء فلا يضرنا طول المناوخ ، واحد يقول يسرح الحلال للجهات الفلانية ونكون حنا بينه وبين القوم وننتظر ، إذا تقدموا له نطحناهم وإذا رجعوا تركناهم.
يقول فقام ذيب بن شالح بن هدلان وكان سنه صغير وقال: ياعشق ابن شفلوت.
قال: نعم
قال: القوم اللي انتم تكلمون عنهم هم ملائكة نازلين من السماء ولا رجاجيل مثلكم يمشون على الارض؟
قال ابن شفلوت: لا والله إلا رجاجيل مثلنا.
قال ابن هدلان: مادام انهم رجال مثلكم سوقوا الحلال صوبهم، وان كان القوم ماتركوا حلالنا هيبة وخوف منا فياخذونه ويستاهلونه!!
يقول فقام ابن شفلوت واعتزى وقال هذا الرأي.
ثم ساقوا ابلهم باتجاه القوم ، وركبوا معها ، احد من خلافها واحد يبرى لها، حتى وصلوهم وتواقعوا هم وإياهم.
يقول يوم اخذنا وقت إلا واصلنا الشيخ ابن شفلوت يبشرنا ان قحطان انتصرت ويعلمنااان عتيبة صار عليهم كسيرة ماقد صار مثلها.
يقول وكل شوي واصل من قحطان سربة كاسبين جيش (هجن) من عتيبة من ضمنها عشر مقرنة ، من غير قلايع الخيل..
وكلما وصل واحد منهم قام يعرض ، وقال له ابن شفلوت: ونعم.
يقول آخر من رجع من قحطان هو ذيب ابن شالح، ويوم عرض قال ذيب ابن شفلوت: ونعم ونعم ونعم غصب على هذا (واشار باصعبه على خشمه).
يقول وكان فيه (منعى) من عتيبة مانعينهم قحطان بعد ماعقروا خيولهم ، فأمر ابن شفلوت بعشاهم، وان يجهز لهم زمل يوصلهم ديرة ربعهم.
هذا مارواه الشيخ مقبل الخلف السلماني الشمري عن الشيخ/ عبيد بن برجس العردان من شيوخ السلمان شمر رحمه الله.