شبكة حصاة قحطان
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدى
سنتشرف بتسجيلك
شكرا

ادارة المنتدى
شبكة حصاة قحطان
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدى
سنتشرف بتسجيلك
شكرا

ادارة المنتدى
شبكة حصاة قحطان
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


لقبائل ال عليان والجحادروقحطان
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
 

 محاسن الدهاء والحيل

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
عاصي الشعراء العلياني
مدير العام
مدير العام
عاصي الشعراء العلياني


الدولة : السعودية
تاريخ التسجيل : 23/07/2010
عدد المساهمات : 3661

محاسن الدهاء والحيل Empty
مُساهمةموضوع: محاسن الدهاء والحيل   محاسن الدهاء والحيل Emptyالأربعاء يوليو 06, 2022 11:18 pm

محاسن الدهاء والحيل
قال الهيثم بن الحسن بن عمار : قدم سنيح من خزاعة أيام المختار فنزل على عبد الرحمن بن إبان الخزاعي ، فلما رأى ما تصنع سوقة المختار من الأعظام جعل يقول : يا عباد الله أبا المختار يصنع هذا والله لقد رأيته يتتبع الإماء بالحجاز فبلغ ذلك المختار فدعا به وقال : ما هذا الذي بلغني عنك . قال : الباطل ، فأمر بضرب عنقه . فقال : لا والله لا تقدر على ذلك ، قال : ولم ؟ قال : أما دون أن أنظر إليك وقد هدمت مدينة دمشق حجراً حجراً وقتلت المقاتلة وسبيت الذرية ثم تصلبني على شجرة على نهر والله إني لأعرف الشجرة الساعة وأعرف شاطئ ذلك النهر . فالتفت المختار إلى أصحابه فقال لهم : إن الرجل قد عرف الشجرة فحبس حتى إذا كان الليل بعث إليه فقال : يا أخا خزاعة أو مزاج عند القتل ؟ قال : أنشدك الله أن أقتل ضياعاً ، قال : وما تطلب ههنا ؟ قال : أربعة آلاف درهم أقتضي بها ديني . قال : ادفعوها إليه وإياك أن تصيح بالكوفة . فقبضها وخرج عنه . وعنه قال سراقة البارقي من ظرفاء أهل الكوفة فأسره رجل من أصحاب المختار فأتى به المختار فقال له : أسرك هذا ؟ قال سراقة : كذب والله ما أسرني إلا رجل عليه ثياب بيض على فرس أبلق . فقال المختار : إلا أن الرجل قد عاين المائكة ضلوا سبيله . فلما أفلت منه أنشأ يقول : ألا أبلغ أبا إسحاق إني . . . رأيت البلق دهما مصمتات أري عين ما لم ترأياه . . . كلانا عالم بالترهات كفرت يوحيكم وجعلت نذراً . . . علي قتالكم حتى الممات وعنه قال : كان الأحوص بن جعفر المخزومي يتغذى في دير اللج في يوم شديد ومعه حمزة بن بيض وسراقة البارقي ، فلما كان على ظهر الكوفى وعليه الوبر والخز وعليهما الأطمار قال حمزة لسراقة : أين يذهب بنا في البرد ونحن في أطمار ؟ قال :

سأكفيكه . فبينما هو يسير إذ دنا منهم راكب مقبل فحرك سراقة دابته نحوه وواقفه ساعة ولحق بالأحوص ، فقال له : ما خبرك الراكب ؟ قال : زعم أن فوارج خرجت بالقطقطانة . قال : بعيد . قال : إن الخوارج تسير في ليلة ثلاثين فرسخاً وأكثر . وكان الأحوص أحد الجبناء فثنى رأس دابته وقال : ردوا طعامنا نتغذى في المنزل . فلما حاذى منزله قال لأصحابه : ادخلوا . ومضى إلى خالد بن عبد الله القسري فقال : خرجت خارجة بالقطقطانة . فنادى خالد في العسكر فجمعهم ووجه خيلاً تركض نحو اللج لتعرف الخبر فأعلموه أنه لا أصل للخبر . فقال للأحوص : من أعلمك بهذا ؟ قال : سراقة . قال : وأين هو ؟ قال : في منزلي ، فأرسل إليه من أتاه به . قال : أنت أخبرته عن الخارجة ؟ قال : ما فعلت أصلح الله الأمير ، قال له الأحوص : أتكذبني بين يدي الأمير ، قال خالد : ويحك أصدقني . قال : نعم أخرجنا في هذا البرد وقد ظاهر الخز والوبر ونحن في أطمارنا هذه فأحببت أن أرده ، فقال له خالد : ويحك وهذا مما يتلاعب به ، وسراقة هذا هو القائل : قالوا سراقة عنين فقلت لهم . . . الله أعلم أني غير عنين فإن ظننتم بي الشيء الذي زعموا . . . فقربوني من بنت ابن ياسين وذكروا : إن شبيب بن يزيد الخارجي مر بغلام مستنقع في الفرات فقال له : يا غلام أخرج إني أسألك ، فعرفه الغلام فقال له : إني أخاف . أفآمن أنا إذا خرجت حتى ألبس ثيابي : قال : نعم ، فخرج وقال : والله لا ألبسها اليوم . فضحك شبيب وقال : خدعتني ورب الكعبة ووكل به رجلاً من أصحابه يحفظه إلا يصيبه أحد بمكروه . قال : وكان رجل من الخوارج يقول : فمنا يزيد والبطين وقعنب . . . ومنا أمير المؤمنين شبيب فسار البيت حتى سمعه عبد الملك بن مروان فأمر بطلب قائله فأتي به ، فلما وقف بين يديه قال : أنت القائل : ومنا أمير المؤمنين شبيب . . . قال : لم أقل هكذا يا أمير المؤمنين إنما قلت : ومنا أمير المؤمنين شبيب .

فضحك عبد الملك وأمر بتخليه سبيله ، فتخلص بدهائه وفطنته لإزالة الأعراب من الرفع إلى النصب . وزعموا أن عمرو بن معدي كرب هجم في بعض غاراته على شابة جميلة منفردة وأخذها فلما أمعن بها بكت . فقال : ما يبكيك ؟ قال : أبكي لفراقي بنات عمي هن مثلي في الجمال وأفضل مني خرجت معهن فانقطعنا عن الحي ، قال : وأين هن ؟ قال : خلف ذلك الجبل ، ووددت إذ أخذتني أنك أخذتهن معي فامض إلى الموضع الذي وصفته فمضى إلى هنالك ، فما شعر بشيء حتى هجم على فارس شاك في السلاح فعرض عليه المصارعة فصارعه الفارس ، ثم عرض عليه ضروباً من المناوشة فغلبه الفارس في كلها . فسأله عمرو عن اسمه فإذا هو ربيعة بن مكرم الكناني فاستنقذ الجارية . وعن عطاء أن مخارق بن عفان ومعن بن زائدة تلقيا رجلاً ببلاد الشرك ومعه جارية لم يريا أحسن منها شباباً وجمالاً ، فصاحا به خل عنها ، ومعه قوس فرمى بها وهابا الإقدام عليه ، ثم عاد ليرمي فانقطعت وتره وسلم الجارية وأسند في جبل كان قريباً منه فابتدراه وأخذا الجارية ، وكان في أذنها قرط فيه درة فانتزعاه من أذنها ، فقالت ، وما قدر هذه لو رأيتما درتين معه في قلنسوته وفي القلنسوة وتر قد أعده ونسيه من الدهش . فلما سمع قول المرأة ذكر الوتر فأخذه وعقده في قوسه ، فوليا ليست لهما همة إلا الالتجاء وخليا عن الجارية . وعن الهيثم قال : كان الحجاج حسوداً لا يتم له صنيعة حتى يفسدها فوجه عمارة بن تميم اللخمي إلى عبد الرحمن محمد بن الأشعث فظفر به وصنع ما صنع ، ورجع إلى الحجاج بالفتح ولم ير منه ما أحب وكره منافرته ، وكان عاقلاً رفيقاً فجعل يرفق به ويقول : أيها الأمير أشرف العرب ، أنت من شرفته شرف ، ومن وضعته أتضع ، وما ينكر ذلك مع رفقك ويمنك ومشورتك ورأيك ، وما كان هذا كله إلا بصنع الله وتدبيرك وليس أحد أشكر لبلائك مني ومن ابن الأشعث ، وما خطره حتى عزم الحجاج على المسير إلى عبد الملك ، فأخرج عمارة معه وعمارة يومئذ على أهل فلسطين أمير ، فلم يزل يلطف بالحجاج في مسيره ويعظه حتى قدموا على عبد الملك ، فلما قامت الخطباء بين يديه وأثنت على الحجاج قام عمارة فقال : يا أمير المؤمنين سل الحجاج عن طاعتي ومناصحتي وبلائي ، قال الحجاج : يا أمير المؤمنين صنع وصنع ومن بأسه ونجدته وعفافه كذا وكذا وهو أيمن الناس نقيبة

وأعلمهم بتدبير السياسة ولم يبق في الثناء عليه غاية . فقال عمارة : قد رضيت يا أمير المؤمنين ، قال : نعم فرضي الله عنك حتى خالها ثلاثاً في كلها يقول قد رضيت ، قال عمارة : فلا رضي الله عن الحجاج يا أمير المؤمنين ولا حفظه ولا عافاه فهو والله السئ التدبير الذي قد أفسد عليك أهل العراق وألب الناس عليك وما أتيت إلا من قبله ومن قلة عقله وضعف رأيه وقلة بصره بالسياسة ، فلك والله أمثالها إن لم تعزله ، فقال الحجاج : مه يا عمارة ، فقال : إني أعلم أنه ما خرج هذا منك إلا عن معتبة ولك عندي العتبى وأرسل إليه ، فقال : ما كنت أظن أن عقلك على هذا أرجع إليه بعد الذي كان من طعني عليه وقولي عند أمير المؤمنين ما قلت فيه : لا ولا كرامة .
ضده
قيل : هو أحمق من عجل ، وهو عجل بن لجيم ، وذلك إنه قيل له : ما سميت فرسك ؟ ففقأ عينه وقال : سميته الأعور ، فقال الشاعر فيه : رمتني بنو عجل بداء أبيهم . . . وأي امرئ في الناس أحمق من عجل أليس أبوهم عار عين جواده . . . فصارت به الأمثال تضرب في الجهل وقيل : هو أحمق من هبنقة ، وبلغ من خمقه أنه ضل له بعير فجعل ينادي : من وجد بعيري فهو له ، فقيل له : ولم تنشره ؟ قال : وأين حلاوة الظفر والوجدان ؟ واختصمت إليه الطفاوة وبنو راسب في رجل ادعى هؤلاء ، وهؤلاء فيه فقالوا : انظروا بالله من طلع علينا ؟ فلما دنا قصوا عليه القصة فقال هبنقة : الحكم في هذا بين ، اذهبوا به إلى نهر البصرة فألقوه فيه ، فإن كان راسبياً رسب ، وإن كان طفاوياً طفا . فقال الرجل : أريد أن أكون من أحد هذين الحيين ولا حاجة لي في الديوان . وقيل : هو أحمق من دغة وهي مارية بنت مغنج تزوجت في بني العنبر وهي صغيرة فلما ضربها المخاض ظنت أنها تريد الخلاء فخرجت

تتبرز فصاح الولد فجاءت منصرفة ، فصاحت : يا أماه هل يفتح الجعر فاه ؟ قالت : نعم ، ويدعو أباه ، فسبت بنو العنبر بذلك ، فقيل : بنو الجعراء . وقيل : هو أحمق من باقل ، وكان اشترى عنزاً بأحد عشر درهماً فسئل بكم اشتريت الهنز ؟ ففتح كفيه وفرق أصابعه وأخرج لسانه ، يريد أحد عشر درهماً فعيروه بذلك ، قال الشاعر : يلومون في حمقه بالقلا . . . كأن الحماقة لم تخلق فلا تكثروا العذل في عيه . . . فللصمت أجمل بالأموق خروج اللسان وفتح البنان . . . أحب إلينا من المنطق ومما قيل أيضاً من الشعر فيه : يا ثابت العقل كم عاينت ذا حمق . . . الرزق أغرى به من لازم الجرب فأنني واجد في الناس واحدة . . . الرزق أروغ شئ عن ذوي الأدب وخصلة ليس فيها من يخالفني . . . الرزق والنوك مقرونان في سبب وقال آخر : أرى زمناً نوكاه أسعد خلقه . . . على أنه يشقى به كل عاقل علا فوقه رجلاه والرأس تحته . . . فكب الأعالي بارتفاع الأسافل وقال آخر : كم من قوي قوي في تقلبه . . . مهذب اللب عند الرزق منحرف ومن ضعيف ضعيف العقل مختلط . . . كأنه من خليج البحر يغترف

محاسن المفاخرة
قال رسول الله صلى لله عليه وسلم : أنا سيد ولد آدم ولا فخر . وسمع رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) رجلاً بيتاً من الشعر : إني امرؤ حميرى حين تنسبني . . . لا من ربيعة آبائي ولا مضر فقال له : ذلك ألأم لك وأبعد عن الله ورسوله ، وقال بعضهم : إذا مضر الحمراء كانت أرومتي . . . وقام بنصري خازم وابن خازم عطست بأنف شامخ وتناولت . . . يداي الثريا قاعداً غير قائم شعيب بن إبراهيم عن علي بن يزيد عن عبد الله بن الحارث عن عبد المطلب ابن ربيعة قال : مر العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه بنفر من قريش وهم يقولون إنما محمد من أهله مثل نخلة نبتت في كناسة ، فبلغ ذلك رسول الله صلى لله عليه وسلم فوجد منه فخرج حتى قام فيهم خطيباً ثم قال : أيها لناس ، من أنا ؟ قالوا : أنت رسول الله . قال : أفأنا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم ، إن الله عز وجل خلق خلقه فجعلني من خير خلقه ثم جعل الخلق الذي أنا منهم فريقين فجعلني من خير الفريقين من خلقه ، ثم جعل الخلق الذي أنا منهم شعوباً فجعلني في خيرهم شعباً ، ثم جعلهم بيوتاً فجعلني من خيرهم بيتاً فأنا خيركم بيتاً وخيركم والداً وإني مباه لكم . قم يا عباس فقام عن يمينه ، ثم قال : قم يا سعد فقام عن يساره فقال : يقرب امرؤ منكم عماً مثل هذا وخالاً مثل هذا . وحدثنا سنان بن الحسن التستري عن إسماعيل بن مهران العسكري عن إبان بن عثمان عن عكرمة عن ابن عباس رحمهما الله تعالى عن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه قال : لما أمر رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) أن يعرض نفسه على القبائل خرج وأنا معه وأبو بكر وكان عالماً بأنساب العرب فوقفنا على مجلس من مجالس العرب عليهم الوقار والسكينة ، فتقدم أبو بكر فسلم عليهم فردوا عليه السلام فقال : ممن القوم ؟ فقالوا : من ربيعة . قال : من هامتها أم لهازمها ؟ قالوا : بل من هامتها العظمى . قال : وأي هامتها ؟

قالوا : ذهل . قال : ذهل الأكبر أم ذهل الأصغر ؟ قالوا : بل الأكبر . قال : فمنكم عوف الذي كان يقال لأحر بوادي عوف ؟ قالوا : لا . قال : أفمنكم بسطام بن قيس صاحب اللواء ومنتهى الأحياء ؟ قالوا : لا . قال : أفمنكم جساس بن مرة حامي الذمار ومانع الجار ؟ قالوا : لا . قال : أفمنكم المزدلف صاحب العمامة ؟ قالوا : لا . قال : أفأنتم أخوال الملوك من كندة ؟ قالوا : لا . قال : أفأنتم أصهار الملوك من لخم ؟ قالوا : لا . قال : فلستم من ذهل الأكبر إذا أنتم من ذهل الأصغر . فقام إليه أعرابي غلام حسن بقل وجهه فأخذ بزمام ناقته ورسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) واقف على ناقته يسمع مخاطبته فقال : لنا على سائلنا أن نسأله . . . والعبء لا تعرفه أو تحمله يا هذا إنك قد سألتنا أي مسألة شئت فلم نكتمك شيئاً فأخبرنا ممن أنت ؟ فقال أبو بكر : من قريش . فقال : بخ بخ أهل الشرف والرياسة فأخبرني من أي قريش أنت ؟ قال : من بني تميم بن مرة . قال : أفمنكم قصي بن كلاب الذي جمع القبائل من فهر فكان له مجمع ؟ قال أبو بكر : لا . قال : أفمنكم هاشم الذي يقول فيه الشاعر : عمرو العلى هشم الثريد لقومه . . . ورجال مكة مسنتون عجاف قال أبو بكر : لا . قال : أفمنكم شيبة الحمد الذي كان وجهه يضئ في الليلة الداجية مطعم الطير ؟ قال : لا . قال : أفمن المضيفين بالناس أنت . قال : لا . قال : أفمن أهل الرفادة أنت ؟ قال : لا . قال : أفمن أهل السقاية أنت ؟ قال : لا . قال : أفمن أهل الحجابة أنت ؟ قال : لا . قال : أما والله لو شئت لأخبرتك لست من أشراف قريش ، فاجتذب أبو بكر زمام ناقته كهيئة المغضب فقال الأعرابي : صادف در السيل در يدفعه . . . في هضبة ترفعه وتضعه فتبسم رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) . قال علي كرم الله وجهه : فقلت : يا أبا بكر لقد وقعت من هذا الأعرابي على باقعة . قال : أجل يا أبا الحسن ، ما من طامة إلا وفوقها طامة وإن البلاء موكل بالمنطق . قال : وأتى الحسن ابن علي رضي الله عنهما معاوية بن أبي سفيان وقد سبقه ابن العباس رحمه الله فأمر معاوية بإنزاله فبينا معاوية مع عمرو بن

العاص ومروان بن الحكم وزياد المدعى إلى أبي سفيان يتحاورون في قديمهم ومجدهم إذ قال معاوية : قد أكثرتم الفخر ولو حضركم الحسن بن علي وعبد الله بن عباس لقصروا من أعنتكم ، فقال زياد : وكيف ذاك يا أمير المؤمنين وما يقومان لمروان ابن الحكم في غرب منطقه ولا لنا في بواذخنا فابعث إليهما حتى نسمع كلامهما . فقال معاوية لعمرو : ما تقول في هذا الليل فابعث إليهما في غد ، فبعث معاوية بابنه يزيد إليهما فأتيا فدخلا عليه وبدأ معاوية فقال : إني أجلكما وأرفع قدركما على المسامر بالليل ولا سيما أنت يا أبا محمد فأنك ابن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) وسيد شباب أهل الجنة . فشكر له ، فلما استويا في مجلسهما علم عمرو أن الحدة ستقع به فقال : والله لابد أن أتكلم فإن قهرت فسبيل ذلك وإن قهرت أكون قد ابتدأت . فقال يا حسن أنا قد تفاوضنا فقلنا إن رجال بني أمية أصبر على اللقاء وأمضى في الوغاء وأوفى عهداً وأكرم ضيماً وأمنع لما وراء ضهورهم من بني عبد المطلب ، ثم تكلم مروان بن الحكم فقال : كيف لا يكون ذلك وقد قارعناهم فغلبناهم وحاربناهم فملكناهم فإن شئنا عفونا وإن شئنا بطشنا . ثم تكلم زياد فقال : ما ينبغي لهم أن ينكروا الفضل لأهله ويجحدوا الخير في مظانه نحن الحملة في الحروب ولنا الفضل على سائر الناس قديماً وحديثاً ، فتكلم الحسن بن علي رضي الله عنه فقال : ليس من الحزم أن يصمت الرجل عن إيراد الحجة ولكن من الأفك أن ينطق الرجل بالخنا ويصور الكذب في صورة الحق يا عمرو افتخاراً بالكذب وجراءة على الأفك ما زلت أعرف مثالبك الخبيثة أبديها مرة بعد مرة أتذكر مصابيح الدجى وأعلام الهدى وفرسان الطراد وحتوف الأقران وأبناء الطعان وربيع الضيفان ومعدن العلم ومهبط النبوة ؟ وزعمتم أنكم أحمى لما وراء ظهوركم وقد تبين ذلك يوم بدر حين نكصت الأبطال وتساورت الأقران واقتحمت الليوث ، واعتركت المنية وقامت رحاها على قطبها ، وفرت عن نابها ، وطار شرار الحرب ، فقتلنا رجالكم ومن النبي ( صلى الله عليه وسلم ) على ذرايكم ، وكنتم لعمري في هذا اليوم غير مانعين لما وراء ظهوركم من بني عبد المطلب ثم قال : وأما أنت يا مروان فما أنت والإكثار في قريش وأنت ابن طليق وأبوك طريد تتقلب في خزاية إلى سوءة ، وقد أتى بك إلى أمير المؤمنين يوم الجمل ،

فلما رأيت الضرغام قد دميت براثنه ، واشتبكت أنيابه كنت كما قال الأول : بصبصن ثم رمين بالأبعار فلما من عليك بالعفو وأرخى خناقك بعد ما ضاق عليك وغصصت بريقك لا تقعد منا مقعد أهل الشكر ولكن تسوينا وتجارينا ، ونحن من لا يدركنا عار ولا يلحقنا خزاية ، ثم التفت إلى زياد وقال : وما أنت يا زياد وقريش ما أعرف لك فيها أديماً صحيحاً . ولا فرعاً نابتاً ولا قديماً ثابتاً ولا منبتاً كريماً ، كانت أمك بغياً يتداولها رجالات قريش وفجار العرب ، فلما ولدت لم تعرف لك العرب والدا فادعاك هذا - يعني معاوية - فما لك والافتخار ؟ تكفيك سمية ويكفينا رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) وأبي سيد المؤمنين الذي لم يرتد على عقبيه وعماي حمزة سيد الشهداء وجعفر الطيار في الجنة ، وأنا وأخي سيدا شباب أهل الجنة ، ثم التفت إلى ابن العباس فقال : إنما هي بغاث الطير انقض عليها البازي ، فأراد ابن العباس أن يتكلم فأقسم عليه معاوية أن يكف فكف ، ثم خرجا ، فقال معاوية : أجاد عمرو الكلام أولا لولا أن حجته دحضت ، وقد تكلم مروان لولا أنه نكص ثم التفت إلى زياد فقال : ما دعاك إلى محاورته ما كنت إلا كالحجل في كف العقاب . فقال عمرو : أفلا رميت من ورائنا ؟ قال معاوية : إذا كنت شريككم في الجهل أفأفاخر رجلاً ، رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) جده وهو سيد من مضى ومن بقي وأمه فاطمة سيدة نساء العالمين ثم قال لهم : والله لئن سمع أهل الشام ذلك أنه للسوءة السواء . فقال عمرو : لقد أبقى عليك ولكنه طحن مروان وزياداً طحن الرحى بثفالها ووطئهما وطئ البازل القراد بمنسمه ، فقال زياد : والله لقد فعل ولكنك يا معاوية تريد الإغراء بيننا وبينهم لا جرم والله لا شهدت مجلساً يكونان فيه إلا كنت معهما على من فاخرهما ، فخلا ابن عباس بالحسن رضي الله عنه فقل بين عينيه وقال : أفديك بابن عمي والله ما زال بحرك يزخر وأنت تصول حتى شفيتني من أولاد البغايا . ثم إن الحسن رضي الله عنه غاب أياماً ثم رجع حتى دخل علي معاوية وعنده عبد الله بن الزبير . فقال معاوية : يا أبا محمد إني أظنك تعباً نصباً فأت المنزل فأرح نفسك ، فقام الحسن رضي الله عنه ، فخرج ،

فقال معاوية لعبد الله بن الزبير : لو افتخرت على الحسن فأنت ابن حواري رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) وابن عمته ولأبيك في الإسلام نصيب وافر ، فقال ابن الزبير : أنا له . ثم جعل ليلته يطلب الحجج فلما أصبح دخل على معاوية وجاء الحسن رضي الله عنه فحياه معاوية وسأله عن مبيته فقال : خير مبيت وأكرم مستفاض ، فلما استوى في مجلسه قال له ابن الزبير : لولا أنك خواراً في الحروب غير مقدام ما سلمت لمعاوية الأمر وكنت لا تحتاج إلى اختراق السهول وقطع المراحل والمفاوز تطلب معروفه وتقوم ببابه وكنت حرياً أن لا تفعل ذلك وأنت ابن علي في بأسه ونجدته ، فما أدري ما الذي حملك على ذلك ؟ أضعف حال أم وحي نحيزه ؟ ما أظن لك مخرجاً من هذين الحالين أما والله لو استجمع لي ما استجمع لك لعلمت أنني ابن الزبير وأنني لا أنكص عن الأبطال ، وكيف لا أكون كذلك وجدتي صفية بنت عبد المطلب وأبي الزبير حواري رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) وأشد الناس بأساً وأكرمهم حسباً في الجاهلية ، وأطوعهم لرسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ؟ فالتفت الحسن إليه وقال : أما والله لولا أن بني أمية تنسبني إلى العجز عن المقال لكففت عنك تهاوناً بك ، ولكن سأبين ذلك لتعلم أني لست بالكليل . أإياي تعير وعلي تفتخر ، ولم تك لجدك في الجاهلية مكرمة أن لا تزوجه عمتي صفية بنت عبد المطلب فبذخ بها على جميع العرب وشرف بمكانها ، فكيف تفاخر من في القلادة واسطتها وفي الأشراف سادتها ؟ نحن أكرم أهل الأرض زنداً ، لنا المشرق الثاقب والكرم الغالب ، ثم تزعم أني سلمت الأمر لمعاوية فكيف يكون ؟ ويحك كذلك وأنا ابن أشجع العرب ولدتني فاطمة سيدة النساء وخيرة الأمهات لم أفعل ويحك ذلك جبناً ولا فرقاً ، ولكنه بايعني مثلك وهو يطلب يثرة ويداجيني المودة قلم أثق بنصرته لأنك بيت غدر وأهل إحن ووتر ، فيكف لا تكون كما أقول ؟ وقد بايع أمير المؤمنين أبوك ثم نكث بيعته ونكص على عقبيه واختدع حشية من خشايا رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ليضل بها الناس ، فلما دلف نحو الأعنة ورأى بريق الأسنة قتل بمضيعة لا ناصر له وأتى بك أسيراً ، وقد وطئتك الكماة بأظلافها والخيل بسنابكها واعتلاك الأشتر فغصصت بريقك واقعيت على عقبيك كالكلب إذا احتوشته الليوث ، فنحن ويحك نور البلاد وأملاكها وبنا تفتخر الأمة وإلينا تلقى مقاليد الأزمة ،

نصول وأنت تختدع النساء ثم تفتخر على بني الأنبياء لم تزل الأقاويل منا مقبولة وعليك وعلى أبيك مردودة دخل الناس في دين جدي طائعين وكارهين ، ثم بايعوا أمير المؤمنين صلوات الله عليه فسار إلى أبيك وطلحة حيث نكثا البيعة وخدعا عرس رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) فقتلا عند نكثهما بيعته وأتي بك أسيراً تبصبص بذنبك فناشدته الرحم أن لا يقتلك فعفا عنك ، فأنت عتاقة أبي وأنا سيدك وأبي سيد أبيك ، فذق وبال أمرك ، فقال ابن الزبير : أعذرنا يا أبا محمد فإنما حملني على محاورتك هذا واشتهى الإغراء بيننا فهلا إذ جهلت أمسكت عني فإنكم أهل بيت سجيتكم الحلم ، قال الحسن : يا معاوية أنظر ، أأكع عن محاورة أحد ويحك ؟ أتدري من أي شجرة أنا وإلى من أنتمي ؟ انته عني قبل أن اسمك بسمة يتحدث بها الركبان في آفاق البلدان ، قال ابن الزبير : هو لذلك أهل ، فقال : معاوية أما إنه قد شفا بلابل صدري منك ورمى فقتلك فبقيت في يده كالحجل في كف البازي بك كيف شاء ، فلا أراك تفتخر على أحد بعد هذا . وذكروا أن الحسن بن علي صلوات الله عليهما دخل على معاوية فقال في كلام جرى من معاوية في ذلك : فتخر الأمة وإلينا تلقى مقاليد الأزمة ، نصول وأنت تختدع النساء ثم تفتخر على بني الأنبياء لم تزل الأقاويل منا مقبولة وعليك وعلى أبيك مردودة دخل الناس في دين جدي طائعين وكارهين ، ثم بايعوا أمير المؤمنين صلوات الله عليه فسار إلى أبيك وطلحة حيث نكثا البيعة وخدعا عرس رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) فقتلا عند نكثهما بيعته وأتي بك أسيراً تبصبص بذنبك فناشدته الرحم أن لا يقتلك فعفا عنك ، فأنت عتاقة أبي وأنا سيدك وأبي سيد أبيك ، فذق وبال أمرك ، فقال ابن الزبير : أعذرنا يا أبا محمد فإنما حملني على محاورتك هذا واشتهى الإغراء بيننا فهلا إذ جهلت أمسكت عني فإنكم أهل بيت سجيتكم الحلم ، قال الحسن : يا معاوية أنظر ، أأكع عن محاورة أحد ويحك ؟ أتدري من أي شجرة أنا وإلى من أنتمي ؟ انته عني قبل أن اسمك بسمة يتحدث بها الركبان في آفاق البلدان ، قال ابن الزبير : هو لذلك أهل ، فقال : معاوية أما إنه قد شفا بلابل صدري منك ورمى فقتلك فبقيت في يده كالحجل في كف البازي بك كيف شاء ، فلا أراك تفتخر على أحد بعد هذا . وذكروا أن الحسن بن علي صلوات الله عليهما دخل على معاوية فقال في كلام جرى من معاوية في ذلك : فيم الكلام وقد سبقت مبرزا . . . سبق الجواد من المدى والمقوس . فقال معاوية ، إياي تعني ؟ والله لآتينك بما تعرفه قلبك ولا ينكره جلساؤك ، أنا ابن بطحاء مكة ، أنا ابن أجودها جوداً وأكرمها أبوة وجدوداً وأوفاها عهوداً ، أنا ابن من ساد قريشاً ناشئاً . فقال الحسن : أجل إياك أعني ، افعلي تفتخر يا معاوية وأنا ابن ماء السماء وعروق الثرى وابن من ساد أهل الدنيا بالحسب الثاقب والشرف الفائق والقديم السابق وابن من رضاه رضى الرحمن وسخطه سخط الرحمن فهل لك أب كأبي وقديم كقديمي ، فإن تقل : لا تغلب ، وإن تقل : نعم تكذب ، فقال : أقول ، لا تصديقاً لقولك ، فقال الحسن رضي الله عنه : ألحق أبلج لا تزيغ سبيله . . . والحق يعرفه ذوو الألباب قال : وقال معاوية ذات يوم ، وعنده أشراف الناس من قريش وغيرهم : أخبروني

بأكرم الناس أباً وأماً وعماً وعمة وخالاً وخالة وجداً وجدة ، فقام مالك بن عجلان ، وأومأ إلى الحسن ابن علي صلوات الله عليه ، فقال : هو ذا أبوه علي بن أبي طالب ، وأمه فاطمة بنت رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، وعمه جعفر الطيار ، وعمته أم هانئ بنت أبي طالب ، وخاله القاسم ابن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، وخالته زينب بنت رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، وجده رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، وجدته خديجة بنت خويلد . فسكت القوم ، ونهض الحسن ، فأقبل عمرو بن العاص على مالك فقال : أحب بني هاشم حملك على أن تكلمت بالباطل ؟ فقال ابن عجلان : ما قلت إلا حقاً ، وما أحد من الناس يطلب مرضاة مخلوق بمعصية الخالق لا لم يعط أمنيته في دنياه ، وختم له بالشقاء في آخرته ، بنو هاشم أنضركم عوداً وأوراكم زنداً ، أكذلك هو معاوية ؟ قال : اللهم نعم . قال : واستأذن الحسن ابن علي رضي الله عنه على معاوية ، وعنده عبد الله بن جعفر وعمرو ابن العاص ، فأذن له ، فلما أقبل قال عمرو : قد جائكم الفهه العيي الذي كان بين لحييه وعقله ، فقال عبد الله بن جعفر : مه ، والله لقد رمت صخرة ململمة تنحط عنها السيول ، وتقصر دونها الوعول ، لا تبلغها السهام ، فإياك والحسن إياك ، فإنك لا تزال راتعاً في لحم رجل من قريش ، ولقد رميت فما برح سهمك ، وقدحت ، فما أورى زندك . فسمع الحسن الكلام ، فلما أخذ مجلسه قال : يا معاوية لا يزال عندك عبد يرتع في لحوم الناس ، أما والله لئن شئت ليكونن بيننا ما تتفاقم فيه الأمور ، وتحرج منه الصدور ثم أنشأ يقول : أتأمر يا معاوي عبد سهم . . . بشتمي والملا منا شهود إذا أخذت مجالسها قريش . . . فقد علمت قريش ما تريد أ أنت تظل تشتمني سفاهاً . . . لضغن ما يزول ولا يبيد فهل لك من أب كأب تسامي . . . به من قد تسامي أو تكيد ولا جد كجدي يا بن حرب . . . رسول الله إن ذكر الجدود ولا أم كأمي من قريش . . .

_________________ تــوقــيـع


محاسن الدهاء والحيل CBNFE_LUIAAHvzT
رجــواي بالله مــارجيت الحاكم  = لــوهو مــلك الــمملكه ســلماني
كيف أرتجي مخلوق حالي حاله   = مــايــمــتكن ردالــقــدرلاحــاني
لاكــن له الطاعه قديم وحاضر   =  مــانخلع  الطاعه مثل الإخواني
رجــواي بالله مارجيت العصبه   = الــعصبه الــلي شانهم لي شاني
رجــواي فــي للي لاأمرسبحانه   = ســبحان  من أمره يكون وكاني
عــزًزني الله والــزياده عــندي   =   إســم الله الأعــظم هوالرحماني
عاصي الشــعراء العلياني
أنت الزائر
محاسن الدهاء والحيل Counter
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://al3leian.ahlamontada.com
عاصي الشعراء العلياني
مدير العام
مدير العام
عاصي الشعراء العلياني


الدولة : السعودية
تاريخ التسجيل : 23/07/2010
عدد المساهمات : 3661

محاسن الدهاء والحيل Empty
مُساهمةموضوع: رد: محاسن الدهاء والحيل   محاسن الدهاء والحيل Emptyالأربعاء يوليو 06, 2022 11:19 pm

 إذا ما حصل الحسب التليد

فما مثلي تهكم بابن حرب . . . ولا مثلي ينهنه الوعيد فمهلاً لا تهج منا أموراً . . . يشيب لهولها الطفل الوليد وذكروا أن عمرو بن العاص قال لمعاوية : ابعث إلى الحسن بن علي فأخره أن يخطب على المنبر ، فلعله يحصر ، فيكون في ذلك ما نعيره به . فبعث إليه معاوية ، فأمره أن يخطب ، فصعد المنبر وقد اجتمع الناس ، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : أيها الناس من عرفني فقد عرفني ، ومن لم يعرفني فأنا الحسن بن علي بن أبي طالب ابن عم النبي ، أنا ابن البشير النذير ، السراج المنير ، أنا ابن من بعثه الله رحمة للعالمين . أنا ابن من بعث إلى الجن والأنس ، أنا ابن مستجاب الدعوة ، أنا ابن الشفيع المطاع ، أنا ابن أول من ينفض رأسه من التراب ، أنا ابن أول من يقرع باب الجنة ، أنا ابن من قاتلت معه الملائكة ونصر بالرعب من مسيرة شهر ، وأمعن في هذا الباب ولم يزل ، حتى أظلمت الأرض على معاوية ، فقال : يا حسن قد كنت ترجو أن تكون خليفة ولست هناك ، قال الحسن : إنما الخليفة من سار بسيرة رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) وعمل بطاعته ، وليس الخليفة من دان بالجور ، وعطل السنين ، واتخذ الدنيا أباً وأماً ، ولكن ذلك ملك أصاب ملكاً يمتع به قليلاً ويعذب بعده طويلاً ، وكان قد انقطع عنه واستعجل لدته وبقيت عليه التبعة ؟ فكان كما قال الله تعالى : وإن أدري لعله فتنة لكم ومتاع إلى حين . ثم انصرف ، فقال معاوية لعمرو : ما أردت إلا هتكي . ما كان أهل الشام يرون أحداً مثلي ، حتى سمعوا من الحسن ما سمعوا . قال : وقدم الحسن بن علي رضي الله عنه على معاوية ، فلما دخل عليه ، وجد عنده عمرو ابن العاص ، ومروان بن الحكم ، والمغيرة بن شعبة ، وصناديد قومه ووجوه أهل بيته ، ووجوه أهل اليمن وأهل الشام . فلما نظر إليه معاوية ، أقعده على سريره ، وأقبل عليه بوجهه يريه السرور به وبقدومه ، فحسده مروان وقد كان معاوية قال لهم : لا تحاوروا هذين الرجلين ، فقد قلداكم العار عند أهل الشام - يعني الحسن ابن علي رضي الله عنه ، وعبد الله بن عباس - فقال مروان : يا حسن ، لولا حلم أمير المؤمنين وما قد بناه له آباؤه الكرام من المجد والعلى ، ما أقعدك هذا المقعد ،

ولقتلك ، وأنت لهذا مستحق بقودك الجماهير إلينا ، فلما قاومتنا وعلمت ألا طاقة لك بفرسان أهل الشام ، وصناديد بني أمية ، أذعنت بالطاعة ، واحتجزت بالبيعة ، وبعثت تطلب الأمان . أما والله لولا ذلك لأراق دمك ، ولعلمت أنا نعطي السيوف حقها عند الوغى ، فاحمد الله إذ ابتلاك بمعاوية ، وعفا عنك بحلمه ، ثم صنع بك ما ترى . فنظر إليه الحسن وقال : ويلك يا مروان ، لقد تقلدت مقاليد العار في الحروب عند مشاهدتها . والمخاذلة عند مخالطتها . هبلتك أمك . لنا الحجج البوالغ ، ولنا عليكم ، إن شكرتم ، النعم السوابغ ، ندعوكم إلى النجاة ، وتدعوننا إلى النار ، فشتان ما بين المنزلتين . تفتخر ببني أمية وتزعم أنهم صبر في الحرب ، أتسد عند اللقاء ، ثكلتك الثواكل أولئك البهاليل السادة ، والحماة الذادة ، والكرام القادة ، بنو عبد المطلب . أما والله لقد رأيتهم أنت ، وجميع من في المجلس ، ما هالتهم الأهوال ، ولا حادوا عن الأبطال ، كالليوث الضارية الباسلة الحنقة ، فعندما وليت هارباً وأخذت أسيراً ، فقلدت قومك العار ، لأنك في الحروب خوار ، أتهرق دمي ؟ فهلا أهرقت دم من وثب على عثمان في الدار ، فذبحه كما يذبح الحمل وأنت تثغو ثغاء النعجة ، وتنادي بالويل والثبور كالمرأة الوكعاء ، ما دافعت عنه بسهم ، ولا منعت دونه بحرب ، قد ارتعدت فرائصك ، وغشي بصرك ، واستغثت كما يستغيث العبد بربه ، فأنجيتك من القتل ، ثم جعلت تبحث عن دمي ، وتحض على قتلي ، لو رام ذلك معاوية معك ، لذبح كما ذبح ابن عفان ، وأنت معه أقصر يداً ، وأضيق باعاً ، وأجبن قلباً من أن تجسر على ذلك ، ثم تزعم أني ابتليت بحلم معاوية ؟ أما والله لهو أعرف بشأنه ، وأشكر لنا إذ وليناه هذا الأمر ، فمتى بدا له ، فلا يغضين جفنه على القذى معك ، فو الله لأعنفن أهل الشام بجيش يضيق فضاؤه ، ويستأصل فرسانه ، ثم لا ينفعك عند ذلك الروغان والهرب ، ولا تنتفع بتدريجك الكلام ، فنحن من لا يجهل آباؤنا الكرام القدماء الأكابر ، وفروعنا السادة الأخيار الأفاضل ، انطق إن كنت صادقاً . فقال عمرو : ينطق بالخنا وتنطق بالصدق ، ثم أنشأ يقول : قد يضرط العير والمكواة تأخذه . . . لا يضرط العير والمكواة في النار ذق وبال أمرك يا مروان فأقبل معاوية فقال : قد نهيتك عن هذا الرجل ،

وأنت تأبى إلا انهماكا فيما لا يعنيك ، أربع على نفسك فليس أبوه كأبيك ، ولا هو مثلك . أنت ابن الطريد الشريد وهو ابن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، ولكن رب باحث عن حتفه بظلفه . فقال : مروان : ارم دون بيضتك ، وقم بحجة عشيرتك ، ثم قال لعمرو : لقد طعنك أبوه فوقيت نفسك بخصيتيك ، ومنها ثنيت أعنتك ، وقام مغضباً . فقال معاوية : لا تجار البحار فتغمرك ، ولا الحبال فتقهرك ، واسترح من الاعتذار . قال : ولقي عمرو بن العاص ، الحسن بن علي عليهما السلام في الطواف ، فقال : يا حسن أزعمت أن الدين با يقوم إلا بك وبأبيك ؟ فقد رأيت الله أقامه بمعاوية ، فجعله ثابتاً بعد ميله ، وبيناً بعد خفائه ، أفيرضى الله قتل عثمان ، أم من الحق أن تدور بالبيت كما يدور الجمل بالطحين ؟ عليك ثياب كغرق البيض ، وأنت قاتل عثمان ، والله إنه لألم للشمث ، وأسهل للوعث ، إن يوردك معاوية حياض أبيك . فقال الحسن صلوات الله عليه : إن لأهل النار علامات يعرفون بها : وهي الإلحاد في دين الله ، والموالاة لأعداء الله ، والانحراف عن دين الله ، والله إنك لتعلم أن علياً لم يتريث في الأمر ، ولم يشك في الله طرفة عين ، وأيم الله لتنتهين يا بن العاص ، أو لأقرعن قصتك - يعني جبينه - بقراع وكلام ، وإياك والجراءة علي فإن من عرفت لست بضعيف المغمز ، ولا بهش المشاشة - يعني العظام - ولا بمرئ المأكلة ، وإني لمن قريش كأوسط القلادة ، معرق حسبي لا أدعى لغير أبي ، وقد تحاكمت فيك رجال من قريش ، فغضب عليك ألأمها حسباً ، وأعظمها لعنة ، فإياك عني فإنما أنت نجس ، ونحن أهل بيت الطهارة ، أذهب الله عنا الرجس وطهرنا تطهيراً . قال : واجتمع الحسن بن علي صلوات الله عليهما ، وعمرو بن العاص ، فقال الحسن : قد علمت قريش بأسرها أني منها في عز أرومها لم أطبع على ضعف ، ولم أعكس على خسف ، أعرف نسبي ، وأدعى لأبي . فقال عمرو : وقد علمت قريش أنك ابن أقلها عقلاً ، وأكثرها جهلاً ، وإن فيك خصالاً لو لم يكن فيك إلا واحدة منها ، لشملك خزيها ، كما شمل البياض الحائك ، وايم الله لئن لم تنته عما أراك تصنع ، لا كبسن لك حافة كجلد العائط ، إذا اعتاطت رحمها ، فما تحمل ، أرميك من خللها بأحر من وقع الأثافي ، أعرك منها أديمك عرك السلعة ، فإنك طالما ركبت المنحدر ، ونزلت في أعراض الوعر ، التماساً للفرقة وإرصاداً للفتنة ، ولن يزيدك الله فيها إلا فظاعة . فقال الحسن : أما والله لو كنت تسمو بحسبك ،

وتعمل برأيك ، ما سلكت فج قصد ، ولا حللت راية مجد ، أما والله لو أطاعنا معاوية ، لجعلك بمنزلة العدو الكاشح ، وإنه طال ما تأخر شأوك ، واستشر داؤك ، وطمح بك الرجاء إلى الغاية القصوى التي لا يورق بها غصنك ، ولا يخضر منها رعيك ، أما والله لتوشكن بابن العاص أن تقع بين لحيي ضرغام ، ولا ينجيك منه الروغان إذا التقت حلقتا البطان . ابن المنذر عن أبيه الشعبي عن ابن عباس أنه دخل المسجد وقد سار الحسين بن علي رضي الله عنه إلى العراق ، فإذا هو بابن الزبير في جماعة من قريش ، قد استعلاهم بالكلام ، فجاء ابن عباس فضرب بيده على عضد ابن الزبير ، وقال : أصبحت والله كما قال الشاعر : يا لك من قنبرة بمعمر . . . خلالك الجو فبيضي وأصفري ونقري ما شئت أن تنقري . . . قد ذهب الصياد عنك فابشري لابد من أخذك يوماً فاصبري خلت الحجاز من الحسين بن علي ، وأقبلت تهدر في جوانبها ، فغضب ابن الزبير وقال : والله إنك لترى أنك أحق بهذا من غيرك ، فقال ابن عباس : إنما يرى ذلك من كان في حال شك ، وأنا من ذلك على يقين ، قال : وبأي شئ أستحق عندك أنك بهذا الأمر أحق مني ؟ فقال ابن عباس : لأنا أحق بمن يدل بحقه ، وبأي شئ أستحق عندك أنك أحق بها من سائر العرب إلا بنا ؟ فقال ابن الزبير : أستحق عندي أني أحق بها منكم لشرفي عليكم قديماً وحديثاً ، فقال : أنت أشرف أم من شرفت به ؟ فقال : إن من شرفت به زادني شرفاً إلى شرفي ، قال : فمني الزيادة أم منك ؟ فتبسم ابن عباس ، فقال ابن الزبير : يابن عباس ، دعني من لسانك هذا الذي تقلبه كيف شئت ، والله يا بني هاشم لا تحبوننا أبداً . قال ابن عباس : صدقت ، نحن أهل بيت مع الله ، لا نحب من أبغضه الله ، قال : يا بن عباس ، أما ينبغي لك أن تصفح عن كلمة واحدة ؟ قال : إنما يصفح عمن أقر ، وأما من هر فلا ، والفضل لأهل الفضل ، قال ابن الزبير : فأين الفضل ؟ قال : عند أهل البيت لا تصرفه عن أهله فتظلم ، ولا تضعه في غير أهله فتندم . قال ابن الزبير : أفلست من أهله ؟ قال : بلى إن نبذت الحسد ، ولزمت الجدد . وانقضى حديثهما . وروي عن

ابن عباس أنه قال : قدمت على معاوية وقد قعد على سريره وجمع من بني أمية ووفود العرب عنده ، فدخلت ، وسلمت ، وقعدت فقال : يا بن عباس من الناس ؟ فقلت : نحن ، قال : فإذا غبتم ، قلت : فلا أحد ، قال : فإنك ترى إني قعدت هذا المقعد بكم ، قلت : نعم فيمن قعدت ؟ قال : بمن كان مثل حرب ابن أمية ، قلت : من كفأ عليه إناءه وأجاره بردائه . قال : فغضب وقال : أرحني من شخصك شهراً ، فقد أمرت لك بصلتك ، وأضعفتها لك ، فلما خرج ابن عباس ، قال لخاصته : ألا تسألونني ما الذي أغضب معاوية ؟ قالوا : بلى ، فقل بفضلك ، قال : إن أباه حرباً لم يلق أحداً من رؤساء قريش في عقبة ولا مضيق إلا تقدمه حتى يجوزه ، فلقيه يوماً رجل من تميم في عقبة فتقدمه التميمي ، فقال حرب : أنا حرب بن أمية ، فلم يلتفت إليه وجازه ، فقال : موعدك مكة ، فخافه التميمي ، ثم أراد دخول مكة ، فقال : من يجيرني من حرب بن أمية ؟ فقيل له : عبد المطلب ، فقال : عبد المطلب أجل قدراً من أن يجير على حرب . فأتى ليلاً إلى دار الزبير بن عبد المطلب فدق بابه فقال الزبير لعبده : قد جاءنا رجل إما طالب قرى ، وإما مستجير ، وقد أجبناه إلى ما يريد ، ثم خرج الزبير إليه ، فقال التميمي : لاقيت حرباً في الثنية مقبلاً . . . والصبح أبلج ضوءه للساري فدعا بصوتٍ واكتنى ليروعني . . . وسما علي سمو ليثٍ ضاري فتركته كالكلب ينبح ظله . . . وأتيت قرم معالم وفخار ليثاً هزبراً يستجار بعزه . . . رحب المباءة مكرماً للجار ولقد حلفت بمكة وبزمزمٍ . . . والبيت ذي الأحجار والأستار إن الزبير لما نعي من خوفه . . . ما كبر الحجاج في الأمصار فقدمه الزبير وأجاره ، ودخل به المسجد ، فرآه حرب فقام إليه فلطمه ، فحمل عليه الزبير بالسيف فولى هارباً يعدو حتى دخل دار عبد المطلب فقال : أجرني من الزبير ، فأكفأ عليه جفنة كان هاشم يطعم فيها الناس ، فبقي تحتها ساعة ثم قال له : أخرج ، قال : وكيف

أخرج وعلى الباب تسعة من بنيك قد احتبوا بسيوفهم ؟ فألقى عليه رداء كان كساه إياه سيف بن ذي يزن ، له طرتان خضراوان ، فخرج عليهم فعلموا أنه قد أجاره عبد المطلب فتفرقوا عنه . قال : وحضر مجلس ماوية عبد الله بن جعفر ، فقال عمرو بن العاص : قد جاءكم رجل كثير الخلوات بالتمني ، والطرات بالتغني ، محب للقيان ، كثير مزاحه ، شديد طماحه ، صدود عن الشبان ، ظاهر الطيس ، رخي العيش ، أخاذ بالسلف ، منفاق بالسرف ، فقال ابن عباس : كذبت ، والله ، أنت ، وليس كما ذكرت ، ولكنه لله ذكور ، ولنعمائه شكور ، وعن الخنا زجور ، جواد كريم ، سيد حليم ، إذا رمى أصاب ، وإذا سئل أجاب ، غير حصر ولا هياب ، ولا غيابه مغتاب ؛ حل من قريش في كريم النصاب كالهزبر الضرغام ، الجريء المقدام ، في الحسب القمقام ، ليس بدعي ولا دنيء ، لا كمن اختصم فيه من قريش شرارها ، فغلب عليه جزارها ، فأصبح ألأمها حسباً ، وأدناها منصباً ينوء منها بالذليل ، ويأوي منها إلى القليل ، مذبذب بين الحين كالساقط بين المهدين ، لا المضطر فيهم عرفوه ، ولا الظاعن عنهم فقدوه ، فليت شعري بأي قدر تتعرض للرجال ، وبأي حسب تعتد به عند النضال ؟ أبنفسك ، وأنت الوغد اللئيم ، والنكد الذميم ، والوضيع الذميم ؟ أم بمن تنمى إليهم ، وهم أهل السفه والطيس ، والدناءة في قريش ؟ لا بشرف في الجاهلية شهروا ، ولا بقديم في الإسلام ذكروا ، جعلت تتكلم بغير لسانك ، وتنطق بالزور في غير أقرانك ، والله لكان أبين للفضل ، وأبعد للعدوان ، أن ينزلك معاوية منزلة البعيد السحيق ، فإنه طالما سلس داؤك ، وطمح بك رجاؤك إلى الغاية القصوى التي لم يخضر فيها رعيك ، ولم يورق فيها غصنك . فقال عبد الله بن جعفر : أقسمت عليك لما أمسكت ، فإنك عني ناضلت ، ولي فاوضت ، فقال ابن عباس : دعني والعبد فإنه قد كان ثهدر خالياً ، ولا يجد ملا حياص ، وقد أتيح له ضيغم شرس ، للأقران مفترس ، وللأرواح مختلس ، فقال ابن العاص : دعني يا أمير المؤمنين أنتصف منه ، فو الله ما ترك شيئاً . قال ابن عباس : دعه فلا يبقى المبقي إلا على نفسه . فو الله إن قلبي لشديد ، وإن جوابي لعتيد ، وإني لكما قال نابغة بني ذبيان : وقدماً قد قرعت وقارعوني . . . فما نزر الكلام ولا شجاني

يصد الشاعر العراف عني . . . صدود البكر عن قرم هجان قال : وبلغ عاثمة بيت عاثم ثلب معاوية وعمر بن العاص لبني هاشم ، فقال لأهل مكة : أيها الناس ، إن بني هاشم سادت فجادت ، وملكت وملكت ، وفضلت وفضلت ، واصطفت واصطفيت ، ليس فيها كدر عيب ولا أفك ريب ، ولا خسروا طاغين ولا خازين ولا نادمين ، ولا هم من المغضوب عليهم ولا الضالين ، إن بني هاشم أطول الناس باعاً ، وأمجد الناس أصلاً ، وأعظم الناس حلماً ، وأكثر الناس علماً وعطاءً ، منا عبد مناف المؤثر ، وفيه يقول الشاعر : كانت قريش بيضةً فتفلقت . . . فالمح خالصها لعبد مناف وولده هاشم الذي هشم الثريد لقومه ، وفيه يقول الشاعر : عمر العلا هشم الثريد لقومه . . . ورجال مكة مسنتون عجاف ومنا عبد المطلب الذي سقينا به الغيث ، وفيه يقول أبو طالب : ونحن سني المحل قام شفيعنا . . . بمكة يدعو والمياه تغور وابنه أبو طالب عظيم قريش ، وفيه يقول الشاعر : آتيته ملكاً فقام بحاجتي . . . وترى العليج خائباً مذموما ومنا العباس بن عبد المطلب ، أردفه رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) وأعطاه ماله ، وفيه يقول الشاعر : رديف رسول الله لم نر مثله . . . ولا مثله حتى القيامة يولد ومنا حمزة سيد الشهداء ، وفيه يقول الشاعر : أبا يعلي بك الأركان هدت . . . وأنت الماجد البر الوصول ومنا جعفر ذو الجناحين ، أحسن الناس حالاً ، وأكملهم كمالاً ، ليس بغدار ولا جبان ،

أبدله الله بكلتا يديه جناحين يطير بهما ف يالجنة ، وفيه يقول الشاعر : هاتوا كجعفرنا ومثل علينا . . . كانا أعز الناس عند الخالق ومنا أبو الحسن علي بن أبي طالب ، صلوات الله عليه ، أفرس بني هاشم ، وأكرم من احتبى وانتعل ، وفيه يقول الشاعر : علي ألف الفرقان صحفاً . . . ووالى المصطفي طفلاً صبيا ومنا الحسن بن علي عليه السلام ، سبط رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، وسيد شباب أهل الجنة ، وفيه يقول الشاعر : يا أجل الأنام يابن الوصي . . . أنت سبط النبي وابن علي ومنا الحسين بن علي حمله جبريل عليه السلام على عاتقه ، وكفاه بذلك فخراً ، وفيه يقول الشاعر : حب الحسين ذخيرةٌ لمحبه . . . يا رب فاحشرني غداً في حزبه يا معشر قريش والله ما معاوية كأمير المؤمنين علي ، ولا هو كما يزعم هو والله شانئ رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، وإني آتية معاوية وقائلة له ما يعرق منه جبينه ، ويكثر منه عويله وأنينه ، فكتب عامل معاوية إليه بذلك ، فلما بلغه أنها قربت منه ، أمر بدار ضيافة فنظفت ، وألقى فيها فرش ، فلما قربت من المدينة ، استقبلها يزيد في حشمه ومماليكه ، فلما دخلت المدينة ، أتت دار أخيها عمرو بن عائم ، فقال لها يزيد : إن أبا عبد الرحمن يأمرك أن تنتقلي إلى دار ضيافته ، وكانت لا تعرفه ، فقالت : من أنت كلاك الله ؟ قال : أبا يزيد بن معاوية ، قات : فلا رعاك الله يا ناقص لست بزائد ، فتغير لون يزيد ، وأتى أباه فأخبره فقال : هي أسن قريش وأعظمهم حلماً ، قال يزيد : كم تعد لها ؟ قال : كانت تعد على عهد رسول رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) أربعمائة عام ، وهي من بقية الكرام ، فلما كان من الغد أتاها معاوية فسلم عليها فقالت : على المؤمنين السلام ، وعلى الكافرين الهوان والملام ، ثم قالت : أفيكم عمرو بن العاص قال عمرو : ها أناذا ، قالت : أنت تسب قريشاً وبني هاشم ، وأنت أهل السب ، وفيك السب ، وإليك يعود السب ، يا عمرو إني والله عارفه بك وبعيوبك ،

وعيوب أمك ، وإني اذكر ذلك : ولدت من أمة سوداء ، مجنونة حمقاء ، تبول من قياسها ، وتعلوها اللئام ، وإذا لامسها الفحل فكان نطفتها أنفذ من نطفته ، ركبها في يوم واحد أربعون رجلاً ، وأما أنت فقد رأيتك غاوياً غير مرشد ، ومفسداً غير مصلح ، والله لقد رأيت فحل زوجتك على فراشك ، فا غرت ولا أنكرت ، وأما أنت يا معاوية فما كنت في خير ، ولا ربيت في نعمة ، فما بالك ولبني هاشم ؟ نساؤك كنسائهم ؟ أم أعطى أمية في الجاهلية والإسلام ما أعطى هاشم ؟ وكفى فراً برسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، فقال معاوية : أيتها الكبيرة أنا كاف عن بني هاشم ، قالت : فإني أكتب عليك كتاباً فقد كان رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) دعا ربه أن يستجيب لي خمس دعوات ، أفأجعل تلك الدعوات كلها فيك ؟ فخاف معاوية فحلف لا يسب بني هاشم أبداً ، فهذا ما كان بين معاوية وبين بني هاشم من المفاخرة . قال : وكان علي بن عبد الله بن عباس عند عبد الملك بن مروان ، فاخذ عبد الملك يذكر أيام بني أمية ، فبينا هو على ذلك ، نادى المنادي بالآذان ، فقال : أشهد أن لا إله إلا الله ، وأشهد أن محمداً رسول الله ، فقال علي : هذي المكارم لا قعبان من لبن . . . شيباً بماء ، فعادا بعد أبوالا فقال عبد الملك : الحق في هذا أبين من أن يكابر . قال علي بن محمد النديم : دخلت على المتوكل وعنده الرضي فقال : يا علي من أشعر الناس في زماننا ؟ قلت : البحتري ، قال : وبعده ، قلت : مروان بن أبي حفصة عبدك ، فالتفت إلى الرضي فقال : يا بن عم ، من أشعر الناس ؟ قال : علي بن محمد العلوي ، قال وما تحفظ من شعره ؟ قال قوله : لقد فاخرتنا من قريش عصابةٌ . . . بمط خدودٍ وامتداد أصابع فلما تنازعنا القضاء قضى لنا . . . عليهم بما نهوى نداء الصوامع فقال المتوكل : ما معنى قوله : نداء الصوامع ؟ قال : الشهادة ، قال : وأبيك أنه أشعر الناس . ومما قيل في هذا المعنى من الشعر قوله أيضاً : بلغنا السماء بأنسابنا . . . ولولا السماء لجزنا السماء

فحسبك من سؤدد أننا . . . بحسن البلاء كشفنا البلاء إذا ذكر الناس كنا ملوكاً . . . وكانوا عبيداً وكانوا إماء يطيب الثناء لآبائنا . . . وذكر علي يطيب الثناء هجاني رجالٌ ولم أهجهم . . . أبى الله لي أن أقول الهجاء وقال آخر : وإني من القوم الذين عرفتهم . . . إذا مات منهم سيدٌ قام صاحبه أضاءت لهم أحسابهم ووجوههم . . . دجى الليل حتى نظم الجزع ثاقبه نجوم السماء كلما انقض كوكبٌ . . . بدا كوكبٌ تأوي إليه كواكبه وقال آخر : خطباء حين يقول قائلهم . . . بيض الوجوه مقاولٌ لسن لا يفطنون لعيب جارهم . . . وهم لحفظ جوارهم فطن
ضده

يتبع

_________________ تــوقــيـع


محاسن الدهاء والحيل CBNFE_LUIAAHvzT
رجــواي بالله مــارجيت الحاكم  = لــوهو مــلك الــمملكه ســلماني
كيف أرتجي مخلوق حالي حاله   = مــايــمــتكن ردالــقــدرلاحــاني
لاكــن له الطاعه قديم وحاضر   =  مــانخلع  الطاعه مثل الإخواني
رجــواي بالله مارجيت العصبه   = الــعصبه الــلي شانهم لي شاني
رجــواي فــي للي لاأمرسبحانه   = ســبحان  من أمره يكون وكاني
عــزًزني الله والــزياده عــندي   =   إســم الله الأعــظم هوالرحماني
عاصي الشــعراء العلياني
أنت الزائر
محاسن الدهاء والحيل Counter
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://al3leian.ahlamontada.com
عاصي الشعراء العلياني
مدير العام
مدير العام
عاصي الشعراء العلياني


الدولة : السعودية
تاريخ التسجيل : 23/07/2010
عدد المساهمات : 3661

محاسن الدهاء والحيل Empty
مُساهمةموضوع: رد: محاسن الدهاء والحيل   محاسن الدهاء والحيل Emptyالأربعاء يوليو 06, 2022 11:19 pm

عن ابن عباس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسل : ' لا تفتخروا بآبائكم في الجاهلية فو الذي نفسي بيده لما يدحرج الجعل برجله خير من آبائكم الذين ماتوا في الجاهلية ' . قال : وكان الحسن البصري يقول : يا ابن آدم ، لم تفتخر ، وإنما خرجت من سبيل بولين نطفة مشجت بأقذار . وقال بعضهم لرجل : أتفتخر ؟ ويحك وأولك نطفة مذرة ، وآخرك جيفة قذرة ، وأنت فيما بينهما وعاء عذرة ، فما هذا الافتخار ؟ وروي عن ابن عباس ، أنه قال : الناس يتفاضلون في الدنيا بالشرف والبيوتات والإمارات والغنى والجمال والهيئة والمنطق ، ويتفاضلون في الآخرة بالتقوى واليقين ، وأتقاهم أحسنهم يقيناً ، وأزكاهم عملاً ، وأرفعهم درجة . وقيل في ذلك :

يزين الفتى في الناس صحة عقله . . . وإن كان محظوراً عليه مكاسبه وشين الفتى في الناس قلة عقله . . . وإن كرمت آباؤه ومناسبه وقيل لعامر بن قيس : ما تقول في الإنسان ؟ قال : وما أقول فيمن إن جاع ضرع وإن شبع بغى وطغى . وقال بعض الحكماء : لا يكون الشرف بالنسب . ألا ترى أن أخوين لأب وأم يكون أحدهما أشرف من الآخر ، ولو كان ذلك من قبل النسب لما كان لا حد منهم على الآخر فضل ، لأن نسبهما واحد ، ولكن ذلك من قبل الأفعال ، لأن الشرف إنا هو بالفضل بالنسب . قال الشاعر : أبوك أبي والجد لا شك واحدٌ . . . ولكننا عودان آس وخروع وبلغنا عن المدائني قال : ليس لا سؤدد بالشرف ، وقد ساد الأحنف بن قيس بحلمه ، وحصين ابن المنذر برأيه ، ومالك بن مسمع بمحبته في العامة ، وسويد بن منجوف بعطفه على أرامل قومه ، وساد المهلب بن أبي صفرة بجميع هذه الخصال . وأما الشرف بالدين فالحديث المعروف عن النبي ( صلى الله عليه وسلم ) انه أتاه أعرابي ، فقال : بأبي أنت وأمي ، يا رسول الله ، من أكرم الناس حسناً ؟ قال : أحسنهم خلقاً وأفضلهم تقوى ، فانصرف الأعرابي ، فقال : ردوه ، ثم قال : يا أعرابي ، لعلك أردت أكرم الناس نسباً ، قال : نعم يا رسول الله ، قال : يوسف الصديق ، صديق الله بن يعقوب إسرائيل الله بن إسحاق ذبيح الله بن إبراهيم خليل الله فأين مثل هؤلاء الآباء في جميع الدنيا ما كان مثلهم ولا يكون مثلهم أحد أبداً ، وقال الشاعر في ذلك : ولم أر كالأسباط أبناء والدٍ . . . ولا كأبيهم والداً حين ينسب قال : ودخل عيينة بن حصن الفاري على رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) فانتسب له ، فقال : أنا ابن الأشياخ الأكارم ، فقال ( صلى الله عليه وسلم ) : أنت إذاً يوسف صديق الرحمن عليه السلام ابن يعقوب إسرائيل الله أو إسحاق ذبيح الله بن إبراهيم خليل الله . وقال ( صلى الله عليه وسلم ) : خير البشر آدم ، وخير العرب محمد ، وخير الفرس سلمان الفارسي ،

وخير الروم صهيب ، وخير الحبشة بلال . قال : وسمع عمر بن الخطاب ، وهو خليفة ، صوتاً ولفظاً بالباب فقال لبعض من عنده : اخرج فانظر من كان من المهاجرين الأولين فأدخله ، فخرج الرسول فوجد بلالاً وصهيباً وسلمان فأدخلهم ، وكان أبو سفيان بن حرب وسهيل بن عمرو في عصابة من قريش جلوساً على الباب فقال : يا معشر قريش ، أنتم صناديد العرب وأشرافها وفرسانها بالباب ، ويدخل حبشي وفارسي ورومي ، فقال سهيل : يا أبا سفيان أنفسكم فلوموا ، ولا تذموا أمير المؤمنين . دعي القوم فأجابوا ، ودعيتم فأبيتم ، وهم يوم القيامة أعظم درجات واكثر تفضيلاً ، فقال أبو سفيان : لا خير في مكان يكون فيه بلال شريفاً . فأمات صناعات الأشراف ، فغنه روى أن أبا طالب كان يعالج العطر والبز ، وأما أبو بكر وعمر وطلحة وعبد الرحمن بن عوف فكانوا بزازين ، وكان سعد بن أبي وقاص يعذق النخل ، وكان أوه عتبة نجاراً ، وكان العاص بن هشام أخو أبي جهل بن هشام جزاراً ، وكان الوليد ابن المغيرة حداداًن وكان عقبة بن علي معك خماراً ، وكان عثمان بن طلحة صاحب مفتاح البيت خيااً ، وكان أبو سفيان بن حرب يبيع الزيت والأدم ، وكان أمية بن خلف يبيع البرم ، وكان عبد الله بن جدعان نخاساً ، وكان العاص بن وائل يعالج الخيل والإبل ، وكان جرير بن عمرو وقيس أبو الضحاك بن قيس ، ومعمر بن عثمان ، وسيرين بن محمد بن سيرين ، كانوا كلهم حدادين ، وكان المسيب أبو سعيد زياتاً ، وكان ميمون بن مهران بزازاً ، وكان مالك بن دينار وراقاً ، وكان أبوحنيفة صاحب الرأي خزاراً ، وكان مجمع الزاهد حائكاً . قيل : اتخذ يزيد بن المهلب بستاناً في داره بخراسان ، فلما ولي قتيبة بن مسلم ، جعله لإبله ، فقال مرزبان مرو : هذا كان بستاناً وقد اتخذته لإبلك ، فقال قتيبة : أبي كان اشتربان وكان أبو يزيد بستانبان فمنها صار ذلك كذلك . قال : وذكروا أن المأمون ذكر أصحاب الصناعات فقال : السوقة سفل ، والصناع أنذال ، والتجار بخلاء ، والكتاب ملوك على الناس ، والناس أربعة : أصحاب الحرف وهي : أمارة ، وتجارة ، وصناعة ، وزراعة ، فمن لم يكن منهم صار عيالاً عليهم .

محاسن الثقة بالله سبحانه
قيل : خطب سليمان بن عبد الملك فقال : الحمد لله الذي أنقذني من ناره بخلافته . وقال الوليد بن عبد الملك : لأشفعن للحجاج بن يوسف ، وقرة بن شريك عند ربي . وقال الحجاج : يقولون مات الحجاج ، ما أرجو الخير كله إلا بعد الموت ، والله ما رضي الله البقاء إلا لأهون عليه ، أليس إبليس إذ قال ' رب انظر ني إلى يوم يبعثون قال فإنك من المنظرين إلى يوم الوقت المعلوم . وقال أبو جعفر المنصور : الحمد لله الذي أجارني بخلافته ، وأنقذني من النار بها . وحدثني إبراهيم بن عبد الله عن أنس بن مالك قال : دخلنا على قوم من الأنصار ، وفيهم فتى عليل ، فلم نخرج من عنده حتى قضى نحبه ، فإذا عجوز عند رأسه ، فالتفت إليها بعض القوم فقال : استسلمي لأمر الله واحبسبي ، قالت : أمات ابني ؟ قال : نعم ، قالت : أحق ما تقولون ؟ قلنا : نعم ، فمدت يدها إلى السماء وقالت : اللهم إنك تعلم أني أسلمت لك ، وهاجرت إلى نبيك محمد صلوات الله عليه ، رجاء أن تغيثني عند كل شدة ، فلا تحملني هذه المصيبة اليوم ، فكشف ابنها الذي سجيناه وجهه ، وما برحنا حتى طعم ، وشرب ، وطعمنا معه .
ضده
قال عيسى بن مريم صلوات الله تعالى عليه : يا معشر الحواريين أن ابن آدم مخلوق في الدنيا في أربع منازل : هو في ثلاث منها واثق ، وهو في الرابعة سيء الظن يخف خذلان الله إياه ، فإما المنزلة الأولى فإنه خلق في ظلمات ثلاث : ظلمة البطن ، وظلمة الرحم ، وظلمة المشيمة ، فوفاه الله رزقه في جوف ظلمة البطن ، فإذا أخرج من ظلمة البطن ، وقع في اللبن لا يخطو إليه بقدم ولا ساق ، ولا يتناوله بيد ، ولا ينهض إليه بقوة ، بل يكره إليه إكراهاً ، ويؤجر إيجاراً حتى ينبت عليه لحمه ودمه ، فإذا ارتفع عن اللبن ، وقع في المنزلة الثالثة من الطعام من أبويه يكسبان عليه من حلال وحرام ، فغن ماتا ، عطف عليه الناس ، هذا يطعمه ،

وهذا يسقيه ، وهذا يؤويه ، وهذا يكسوه . فإذا وقع في المنزلة الرابعة ، واشتد واستوى ، وكان رجلاً ، خشي أن يرزق ، فيثب على الناس ، فيخون أماناتهم ، ويسرق أمتعتهم ، ويغصبهم أموالهم مخافة خذلان الله تعالى إياه .
محاسن طلب الرزق
قال عمرو بن عتبة : من لم يقدمه الحزم أخره العجز ، وقال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : يقول الله تبارك وتعالى : يا بن آدم أحدث لي سفراً أحدث لك رزقاً ، وفي بعض الحديث : سافروا وتغنموا . وقال الكميت بن زيد الأسدي : ولن يذبح هموم النفس إن حضرت . . . حاجات مثلك إلا الرحل والجمل وقال أبو تمام الطائي : وطول مقام المرء في الحي مخلقٌ . . . لديباجتيه ، فاغترب تتجدد فإني رأيت الشمس زيدت محبةً . . . إلى الناس أن ليست عليهم بسرمد وقال بعض الحكماء : لا تدع الحيلة في التماس الرزق بكل مكان ، فغ ، الكريم محتال ، والدنيء عيال وأنشد : فسر في بلاد الله والتمس الغنى . . . تعش ذا يسارٍ أو تموت فتعذرا ولا ترض من عيشٍ بدونٍ ولا تمن . . . وكيف ينام الليل من كان معسرا وتقول العامة : كلب جوال خير من أسد رابض ، وتقول : نم إلى دماغه صائفاً غلت قدره شاتياً . ووقع عبد الله بن طاهر : نم سعى رعى ، ومن لزم المنام رأى الأحلام . هذا المعنى سرقه من توقيعات أنوشروان فإنه يقول : هرك رود جرد هرك خسبد خراب ببند . وأنشد :

كفى حزناً أن النوى قذفت بنا . . . بعيداً وأن الرزق أعيت مذاهبه ولو أننا إذ فرق الدهر بيننا . . . غنى واحدٍ منا تمول صاحبه ولكننا من دهرنا في مؤونةٍ . . . يكالبنا طوراً وطوراً نكالبه وقال آخر : ومن يك مثلي ذا عيالٍ ومقتراً . . . من المال يطرح نفسه كل مطرح ليبلغ عذراً أو ينال غنيمةً . . . ومبلغ نفسٍ عذرها مثل منجح وقال آخر : وليس الرزق عن طلبٍ حثيثٍ . . . ولكن أدل دلوك في الدلاء تحئك بملئها حيناً وطوراً . . . تجيء بحماةٍ وقليل ماء
ضده
قيل : وجد في بعض خزائن ملوك العجم لوح من حجارة ، مكتوب عليه : كت لما لا ترجو ، أرجى منك لما ترجو ؛ فغن موسى عليه السلام خرج ليقبس ناراً ، فنودي بالنبوة . وبلغنا عن ابن السماك أنه قال : لا تشتغل بالرزق المضمون عن العمل المفروض ، وكن اليوم مشغولاً بما أنت مسؤول عنه غداً ، وإياك والفضول ، فإن حسابها يطول . قال الشاعر : إني علمت ، وعلم المرء ينفعه . . . أن الذي هو رزقي سوف يأتيني أسعى له فيعنين تطلبه . . . ولو قعدت ، أتاني لا يعنيني وقال آخر : لعمرك ما كل التعطل ضائر . . . ولا كل شغلٍ فيه للمرء منفعه

إذا كانت الأرزاق في القرب والنوى . . . عليك سواءً ، فاغتنم لذة الدعة وقال آخر : سهل عليك ، فغن الرزق مقدور . . . وكل مستأنفٍ في اللوح ، مسطور أتى القضاء بما فيه لمدته . . . وكل ما لم يكن فيه ، فمخطور لا تكذبن فخير القول أصدقه . . . إن الحريص على الدنيا لمغرور وقال آخر : لا تعتبن على العباد فإنما . . . يأتيك رزقك حين يؤذن فيه وقال آخر : هي المقادير تجري ف أعنتها . . . فاصبر فليس لها صبرٌ على حال يوماً تريش خسيس القوم ترفعه . . . دون الماء يوماً تخفض العالي وقال آخر : اصبر على زمن جم نوائبه . . . فليس من شدةٍ إلا لها فرج تلقاه بالأمس في عمياء مظلمةٍ . . . ويصبح اليوم قد لاحت له السرج وقال آخر : ألا رب راج حاجةً لا ينالها . . . وآخر قد تقضى له وهو آيس يجول لها هذا وتقضى لغيره . . . فتأتي الذي تقضى له وهو جالس وقال آخر : فلما أن عنيت بما ألاقي . . . وأعيتني المسائل بالقروض دعوت الله لا أرجو سواه . . . وارب العرش ذو فرج عريض

وقال آخر : يا صاحب الهم إن الهم منفرجٌ . . . أبشر بخيرٍ كأن قد فرج الله اليأس يقطع أحياناً بصاحبه . . . لا تيأسن فإن الصانع الله إذا ابتليت فثق بالله وارض به . . . إن الذي يكشف البلوى هو الله وقال آخر : وإذا تصبك من الحوادث نكبةٌ . . . فاصبر ، فكل بليةٍ تتكشف
محاسن المواعظ
قال الأصمعي : حجبت ، فنزلت ضرية ، فإذا أعرابي قد كور عمامته على رأسه ، وقد تنكب قوساً ؛ فصعد المنبر ، فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : أيها الناس إنما الدنيا دار ممر ، والآخرة دار مقر . فخذوا من مركم لمقركم ، ولا تهتكوا أستاركم عند من يعلم أسراركم . أما بعد ، فغنه لن يستقبل أحدٌ يوماً من عمره إلا بفراق آخر نم أجله ؛ فاستعجلوا لا ، فسكم لما تقدمون عليه ، لا لما تظعنون عنه ؛ وراقبوا من ترجعون إليه ، فغنه لا قوي أقوى نم خالق ولا ضعيف أضعف من مخلوق ، ولا مهرب من الله إلا إليه ؛ وكيف يهرب من يتقلب بين يدي طالبه وإنما توفون أجوركم يوم القيامة ، فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة ، فقد فاز ، وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور . وقال بعض الأعراب : إن الموت ليقتحم على بين آدم كاقتحام الشيب على الشباب ؛ ومن عرف الدنيا لم يفرح بها فهو خائف ، ولم يحزن فيها على بلوى ؛ ولا طالب أغشم من الموت ، ومن عطف عليه الليل والنهار أردياه ، ومن وكل به المؤت أفناه . وقال أعرابي : كيف يفرح بممر تنقصه الساعات ، وبسلامة بدن معرض للآفات ؟ لقد عجبت من المرء يفر الموت ، وهو سبيله ، ولا أرى أحداً إلا استدركه الموت . وقيل : وجد في كتاب من كتب بزرجمهر صحيفة مكتوب فيها : إن حاجة الله إلى عباده أن

يعرفوه ؛ فمن عرفه لم يعصه طرفة عين . كيف البقاء مع الفناء ، وكيف يأسى المرء على ما فاته ، والموت يطلبه ؟ وقال كسرى : لم يكن من حق علمه أن يقتل وإني لنادم على ذلك . . قال : وحضرت الوفاة رجلاً من حكماء فارس فقيل له : كيف حالك ؟ قال : كيف يكون حال من يريد سفراً بعيداً بغير زاد ، ويقدم على ملك عادل بغير حجة ، ويسكن قبراً موحشاً بغير أنيس ؟
ضده
قيل : لما مات عبد الملك بن عمر بن عبد العزيز ، جزع أبوه عليه جزعاً شديداً ، فقال ذات يوم لمن حضره : هل من منشد شعراً يعزيني به أو واعظ يخفف عني فأتسلى به ؟ فقال رجل من أهل الشام : يا أمير المؤمنين كل خليل مفارق خليلة بأن يموت أو يذهب إلى مكان ، فتبسم عمر بن عبد العزيز وقال : مصيبتي فيك زادتني إلى مصيبتي مصيبة . وأصيب الحجاج بن يوسف بمصيبة ، وعنده رسول لعبد الملك بن مروان ، فقال : ليت إني وجدت إنساناً يخفف عني مصيبتي ، فقال له الرسول : أقول ، قال : قل قال : كل إنسان مفارق صاحبه بموت أو بصلب أو بنار تقع عليه من فوق البيت ، أو يقع عليه البيت ، أو يسقط في بئر ، أو يغشى عليه أو يكون شئ لا يعرفه . فضحك الحجاج وقال : مصيبتي في أمير المؤمنين أعظم حين وجه مثلك رسولاً .
محاسن فضل الدنيا
قال علي بن أبي طالب كرم الله وجهه : الدنيا دار صدق لمن صدقها ، ودار عافية لمن لها عنها ، ودار غنى لمن تزود منها ، مسجد أنبياء الله ، ومهبط وحيه ، ومصلى ملائكته ، ومتجر أوليائه يكسبون فيها الرحمة ، ويربحون فيها الجنة ، فمن ذا يذمها ؟ وقد آذنت ببنيها ، ونادت بفراقها ، ونعت نفسها ، وشوقت بسرورها إلى السرور ، وببلائها إلى البلاء تخويفاً

وتحذيراً ، وترغيباً وترهيباً ، فيا أيها الذام للدنيا والمفتتن بغرورها متى غرتك : أبمصارع آبائك من البلى ، أم بمضاجع أمهاتك تحت الثرى ؟ كم عللت بكفيك ، وكم مرضت بيديك ؟ تبتغي لهم الشفاء ، وتستوصف لهم الأطباء ، وتلتمس لهم الدواء ؟ لم تنفعهم بطلبتك ، ولم تشفعهم بشفاعتك ، ولم تستشفهم باستشفائك بطبك . مثلت بهم الدنيا مصرعك ومضجعك ، حيث لا ينفعك بطاؤك ، ولا يغني عنك أحباؤك . ثم التفت إلى قبور هناك ، فقال : يا أهل الثراء والعز ، الأزواج قد نكحت ، والأموال قد قسمت ، والدور قد سكنت . هذا خير ما عندنا ، فما خير ما عندكم ؟ ثم قال لمن حضر : والله ، لو أذن لهم لأجابوا بأن خير الزاد التقوى ، وأنشد : ما أحسن الدنيا وإقبالها . . . إذا أطاع الله م نالها من لم يواس الناس من فضلها . . . عرض للإدبار إقبالها قال أبو حازم : الدنيا طالبة ومطلوبة . طالب الدنيا يطلبه الموت حتى يخرجه منها ، وطالب الآخرة تطلبه الدنيا حتى توفيه رزقه . وقال الحسن البصري : بينا أنا أطوف بالبيت ، إذا أنا بعجوز متعبدة ، فقلت : من أنت ؟ فقالت : من بنات ملوك غسان ، قلت : فمن أين طعامك ؟ قالت : إذا كان آخر النهار ، جاءتني امرأة متزينة ، فتضع بين يدي كوزاً من ماء ، ورغيفين ، قلت لها : أتعرفينها ؟ قالت : اللهم لا . قلت : هي الدنيا خدمت ربك ، جل ذكره ، فبعث إليك الدنيا فخدمتك .
ضده
زعموا أن زياد بن أبيه مر بالجدة ، فنظر إلى دير هناك ، فقال لخادمه : لمن هذا ؟ قيل له : هذا دير حرقة بنت النعمان بن المنذر ، فقال : ميلوا بنا إليه نسمع كلامها ، فجاءت إلى وراء الباب فكلمها الخادم فقال لها : كلمي الأمير ، فقالت : أ أوجز أم أطيل ؟ قال : بل أوجزي ، قالت : كنا أهل بيت طلعت الشمس علينا وما على الأرض أحد أعز منا ، وما غابت تلك الشمس حتى رحمنا عدونا ، قال : فأمر لها بأوساق من شعير ، فقالت : أطعمتك يد

شبعاء جاعت ، ولا أطعمتك يد جوعاء شبعت ، فسر زياد بكلامها ، فقال لشاعر معه : قيد هذا الكلام ليدرس ، فقال : سل الخير أهل الخير قدماً ولا تسل . . . فتىً ذاق طعم الخير منذ قريب ويقال : إن فروة بن إياس بن قبيصة انتهى إلى دير حرقة بنت النعمان ، فألفاها وهي تبكي ، فقال لها : ما يبكيك ؟ قالت : ما من دار امتلأت سروراً بعد ذلك تبوراً ، ثم قالت : فبينا نسوس الناس والأمر أمرنا . . . إذا نحن فيهم سوقة نتنصف فأف لدنيا لا يدوم نعيمها . . . تقلب تارات بنا وتصرف قال : وقالت حرقة بنت النعمان لسعد بن أبي وقاص : لا جعل الله لك إلى لئيم حاجة ، ولا زالت لكريم إليك حاجة ، وعقد لك المنن في أعناق الكرام ، ولا أزال بك عن كريم نعمة ، ولا أزالها بغيرك إلا جعلك سبباً لردها عليه . قال : وقال عبد الله بن مروان لسلم بن يزيد الفهمي : أي الزمان أدركت أفضل وأي ملوكه أكمل ؟ قال : أما الملوك فلم أر غلا ذاماً وحامداً ، وأما الزمان فرفع أقواماً ووضع آخرين ، وكلهم يذم زمانه لأنه يبلي جديدهم ويهرم صغيرهم ، وكل ما فيه منقطع إلا الأمل ، قال : فأخبرني عن فهم ، قال : هم كما قال الشاعر : درج الليل والنهار على فه . . . م بن عمرو فأصبحوا كالرميم وخلت دارهم فأضحت قفاراً . . . بعد عز وثروة ونعيم وكذاك الزمان يذهب بالنا . . . س وتبقى ديارهم كالرسوم قال : فمن يقول منكم : رأيت الناس مذ خلقوا وكانوا . . . يحبون الغني من الرجال وإن كان الغني أقل خيراً . . . بخيلاً بالقليل من النوال

فلا أدري علام وفيم هذا . . . وماذا يرتجون من المحال أ للدنيا فليس هناك دنيا . . . ولا يرجى لحادثة الليالي قال : أنا ، وقد كتمتها . قال : ولما دخل علي صلوات الله عليه المدائن فنظر إلى إيوان كسرى أنشد بعض من حضره قول الأسود بن يعفر : ماذا يؤمل بعد آل محرق . . . تركوا منازلهم وبعد إياد أهل الخورنق والسدير وبارق . . . والقصر ذي الشرفات من سنداد نزلوا بأنقرة يسيل عليهم . . . ماء الفرات يجئ من أطواد أرض تخيرها لطيب نسيمها . . . كعب بن مامة وابن أم دواد جرت الرياح على محل ديارهم . . . فكأنما كانوا على ميعاد فإذا النعيم وكل ما يلهى به . . . يوماً يصير إلى بلىً ونفاد وقال علي صلوات الله عليه : أبلغ من ذلك قول الله تعالى : كم تركوا من جنات وعيون وزروع ومقام كريم ونعمة كانوا فيها فاكهين كذلك ، وأورثناها قوماً آخرين ، فما بكت عليهم السماء والأرض وما كانوا منظرين . وقال عبد الله المعتز : أهل الدنيا كركب ، يسار بهم ، وهم نيام . وقال غيره : طلاق الدنيا مهر الجنة ، وذكروا أن إعرابياً ذكر الدنيا ، فقال : هي جمة المصائب ، رنقة المشارب . وقال آخر : الدنيا لا تمتعك بصاحب . قال أبو الدرداء : من هوان الدنيا على الله تعالى إنه لا يعصى إلا فيها ، ولا ينال ما عنده إلا بتركها وقال : إذا أقبلت الدنيا على امرئ أعارته محاسن غيره ، وإذا أدبرت عنه سلبته محاسن نفسه . وقال الشاعر : أيا دنيا حسرت لنا قناعاً . . . وكان جمال وجهك في النقاب ديار طالما حجبت وعزت . . . فأصبح إذنها سهل الحجاب

وقد كانت لنا الأيام ذلت . . . فقد قرنت بأيام صعاب كأن العيش فيها كان ظلاً . . . يقلبه الزمان إلى ذهاب قال الأصمعي : وجد في دار سليمان بن داود ، عليه السلام ، على قبته مكتوباً : ومن يحمد الدنيا لشئ يسره . . . فسوف لعمري عن قريب يلومها إذا أدبرت كانت على المرء حسرةً . . . وإن أقبلت كانت كثيراً همومها وكان إبراهيم بن أدهم ينشد : نرقع دنيانا بتمزيق ديننا . . . فلا ديننا يبقى ولا ما نرقع وقال أبو العتاهية : يا من ترفع بالدنيا وزينتها . . . ليس الترفع رفع الطين بالطين إذا أردت شريف القوم كلهم . . . فأنظر إلى ملك في زي مسكين ذاك الذي عظمت في الناس همته . . . وذاك يصح للدنيا وللدين وقال آخر : هب الدنيا تساق إليك عفواً . . . أليس مصير ذاك إلى زوال وقال محمود الوراق : هي الدنيا فلا يغررك منها . . . مخائل تستفز ذوي العقول أقل قليلها يكفيك منها . . . ولكن لست تقنع بالقليل تشيد وتبتني في كل يوم . . . وأنت على التجهز للرحيل ومن هذا على الأيام تبقى . . . مضاربه بمدرجة السيول وقال آخر : دنيا تداولها العباد ذميمة . . . شيبت بأكره من نقيع الحنظل

وثبات دنيا ما تزال ملمةً . . . منها فجائع مثل وقع الجندل وقال آخر : حتى متى أنت في دنياك مشتغل . . . وعامل الله بالرحمن مشغول وقال أبو نواس الحسن بن هانئ : دع الحرص على الدنيا . . . وفي العيش فلا تطمع ولا تجمع لك المال . . . فما تدري لمن تجمع ولا تدري أفي أرض . . . ك أم في غيرها تصرع ؟ قال الأصمعي : سمعت أبا عمرو بن العلاء وهو يقول : بينا أنا أدور في بعض البراري ، إذا أنا بصوت : وإن امرأ دنياه أكثر همه . . . لمستمسك منها بحبل غرور فقلت : أ إنسي أم جني ؟ ، فلم يجبني ، فنقشته على خاتمي . قال : وسمع يحي بن خالد بيت العدوي في وصفه الدنيا : حتوفها رصد ، وعيشها نكد . . . وشربها رنق ، وملكها دول فقال : لقد نظن في هذا البيت صفة الدنيا . قال : وسمع المأمون بيت أبي فراس : إذا امتحن الدنيا لبيب تكشفت . . . له عن عدو في ثياب صديق فقال : لو سئلت الدنيا عن نفسها ما وصفت نفسها كصفة أبي فراس . وقيل الحسن البصري : ما تقول في الدنيا ؟ قال : ما أقول في دار ، حالها حساب ، وحرامها عقاب ، فقيل : ما سمعنا كلاماً أوجز من هذا . قال : بلى ، كلام عمر بن عبد العزيز ، كتب إليه عدي بن أرطأة : وهي على حمص ، قد تهدمت واحتاجت إلى صلاح حيطانها ، فكتب إليه : حصنها بالعدل ونق طرقها من الظلم ، والسلام .

محاسن الزهد
قال محمد بن الحسن عن أبي تمام ، وكان قد عرف ضيغماً : كنت معه في طريق مكة ، فلما بعدنا في الرمل ، نظر إلى ما تلقى الإبل من شدة الحر ، فبكى ضيغم ، فقلت : لو دعوت الله أن يمطر علينا ، كان أخف على هذه الإبل ، قال : فنظر إلى السماء وقال : إن شاء الله فعل ، قال فو الله ما كان إلا أن تكلم ، حتى نشأت سحابة ، فهطلت . وعن عطاء بن يسار أن أبا مسلم الخولاني خرج إلى السوق بدرهم يشتري لأهله دقيقاً ، فعرض له سائل فأعطاه بعضه ، ثم عرض له سائل آخر فأعطاه الباقي ، فأتى النجارين فملأ مزوده من نشارة الخشب ، وأتى منزله فألقاه ، وخرج هارباً من أهله ، فاتخذت المرأة المزود فإذا دقيق حواري ، لم تر مثله فعجنته وخبزته ، فلما جاء قال : أين لك هذا ؟ قالت : الدقيق الذي جئت به . وعن أبي عبد الله القرشي ، عن صديق له قال : دخلت بئر زمزم فإذا بشخص ينزع الدلو مما يلي الركن ، فلما شرب أرسل الدلو ، فأخذته ، فشربت فضلته ، فإذا هو سويق لم أر أطيب منه ؛ فلما كانت القابلة في ذلك الوقت جاء الرجل ، وقد أسبل ثويه على وجهه ، ونزع الدلو فشرب ثم أرسله فأخذته فشربت فضلته فإذا هو ما مضروب بالعسل ، لم أر شيئاً قط أطيب منه ، فأردت أن آخذ طرف ثوبه فانظر من هو ففاتني ، فلما كان في الليلة الثالثة قعدت قبالة زمزم في ذلك الوقت ، فجاء الرجل ، وقد أسبل ثوبه على وجهه ، فنزع الدلو ، فشرب ، وأرسله ، وأخذته ، وشربت فضلته ، فإذا هو أطيب من الأول ، فقلت : يا هذا أسالك برب هذه البنية من أنت ؟ قال : تكتم علي حتى الموت ؟ قلت : نعم . قال لي : أنا سفيان الثوري ، وكانت تلك الشربة تكفيني إذا شربتها إلى مثلها لا أجد جوعاً ولا عطشاً . وقال الأصمعي : أرأيت إعرابياً يكدح جبهته في الأرض يريد أن تجعل سجادة . فقلت : ما تصنع ؟ قال : إني وجدت الأثر في وجه الرجل الصالح . وقال الشاعر : كيف يبكي لمحبس في طلول . . . من سيقضي ليوم حبس طويل إن في البعث والحساب لشغلاً . . . عن وقوف برسم ربع محيل

وقال آخر : إن الشقي الذي في النار منزله . . . والفوز فوز الذي ينجو من النار يا رب أسرفت في ذنبي ومعصيتي . . . وقد علمت يقيناً سوء آثاري فاغفر ذنوباً إلهي قد أحطت بها . . . رب العباد ، وزحزحني عن النار وقال ذو الرمة : تعصي الإله وأنت تظهر حبه . . . هذا محال في القياس بديع لو كان حبك صادقاً لأطعته . . . إن المحب لمن يحب يطيع وقال أبو نواس : أيا عجباً كيف يعصى الإله . . . أم كيف يجحده الجاحد ولله في كل تحريكة . . . وتسكينة فاعلمن شاهد وفي كل شئ له آية . . . تدل على أنه واحد وقال أيضاً : سبحان من خلق الخل . . . ق من ضعيف مهين يسوقهم من قرار . . . إلى قرار مكين يجوز خلقاً فخلقاً . . . في الحجب دون العيون حتى بدت حركات . . . مخلوقة من سكون وقال آخر : أخي ما بال قلبك ليس ينقى . . . كأنك ما تظن الموت حقاً ألا يا بن الذين مضوا وبادوا . . . أما والله ما ذهبوا لتبقى

وما لك غير تقوى الله زاد . . . إذا جعلت إلى اللهوات ترقى وقال آخر : يا قلب مهلاً وكن على حذر . . . فقد لعمري أمرت بالحذر ما لك بالترهات مشتغلاً . . . أفي يديك الأمان من سقر وقال آخر : إن كنت تؤمن بالقيامة . . . واجترأت على الخطيه فلقد هلكت وإن جحد . . . ت فذاك أعظم للبليه وقال آخر : وأفنية الملوك محجبات . . . وباب الله مبذول الفناء فما أرجو سواه لكشف ضري . . . ولا أفزع إلى غير الدعاء ولا أدعو إلى اللإواء كهفاً . . . سوى من لا يصم عن الدعاء
ضده

_________________ تــوقــيـع


محاسن الدهاء والحيل CBNFE_LUIAAHvzT
رجــواي بالله مــارجيت الحاكم  = لــوهو مــلك الــمملكه ســلماني
كيف أرتجي مخلوق حالي حاله   = مــايــمــتكن ردالــقــدرلاحــاني
لاكــن له الطاعه قديم وحاضر   =  مــانخلع  الطاعه مثل الإخواني
رجــواي بالله مارجيت العصبه   = الــعصبه الــلي شانهم لي شاني
رجــواي فــي للي لاأمرسبحانه   = ســبحان  من أمره يكون وكاني
عــزًزني الله والــزياده عــندي   =   إســم الله الأعــظم هوالرحماني
عاصي الشــعراء العلياني
أنت الزائر
محاسن الدهاء والحيل Counter
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://al3leian.ahlamontada.com
عاصي الشعراء العلياني
مدير العام
مدير العام
عاصي الشعراء العلياني


الدولة : السعودية
تاريخ التسجيل : 23/07/2010
عدد المساهمات : 3661

محاسن الدهاء والحيل Empty
مُساهمةموضوع: رد: محاسن الدهاء والحيل   محاسن الدهاء والحيل Emptyالأربعاء يوليو 06, 2022 11:20 pm

قيل : كان جندي بقزوين يصلي في بعض المساجد ، فافتقده المؤذن أياماً ، فصار إليه ، وقرع بابه عليه ، فخرج إليه ، فقال له المؤذن : أبو من ؟ قال : أبو الجحيم ، قال : بئس ، ياهذا رد الباب . قال : وقيل للقيني : ما أيسر ذنبك ؟ قال : ليلة الدير . قيل له : وما ليلة الدير ؟ قال : نزلت بدير نصرانية فأكلت عندها طفشيلاً بلحم خنزير ، وشربت خمرها ، وفجرت بها ، وسرقت كساءها ، وخرجت . قيل أتى خمسة من الفتيان إلى قرية ، فنزلوا على

باب خان ، فقام أحدهم يصلي ، والباقون جلوس ، فمرت بهم نبطية ، فقالوا : دلينا على قحبة قالت : نعم ، كم أنتم ؟ قالوا : نحن أربعة ، فأومى الذي يصلي ، بيده : سبحان الله أنا الخامس . وقال الشاعر : وإنني في الصلاة أحضرها . . . ضحكة أهل الصلاة إن شهدوا أقعد في سجدة إذا ركعوا . . . وأرفع الرأس إن هم سجدوا أسجد والقوم راكعون معاً . . . وأسرع الوثب إن هم قعدوا فلست أدري إذا هم فرغوا . . . كم كان تلك الصلاة والعدد وقال آخر : وأصلي فأغلط الدهر فيما . . . بين سبع وأربع وثمان ومواقيت حينها لست أدري . . . ما أذان موقت من أذان وقال آخر : نعم الفتى لو كان يعرف ربه . . . ويقيم وقت صلاته حماد عدلت مشافره الدنان فأنفه . . . مثل القدوم يسنه الحداد فأبيض من شرب المدامة وجهه . . . فبياضه يوم الحساب سواد وقال آخر : إن قرأ العاديات في رجب . . . لم يعد منها إلا إلى رجب بل نحن لا نستطيع في سنة . . . نختم تبت يدا أبي لهب

محاسن النساء النادبات
قيل : كان رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) يستحسن قول الخنساء في صخر أخيها : لابد من ميتة في صرفها غير . . . والدهر من شأنه حول وإضرار وإن صخراً لتأتم الهداة به . . . كأنه علم في رأسه نار وقيل للخنساء : صفي لنا صخراً ؟ فقالت : كان مطر السنة الغبراء ، وذعاف الكتيبة الحمراء . قيل : فمعاوية ؟ قالت : حياء الجدبة إذا نزل ، وقرى الضيف إذا حل . قيل : فأيهما كان عليك أحنى ؟ قالت : أما صخر فسقام الجسد ، وأما معاوية فجمرة الكبد ، وأنشدت : أسدان محمرا المخالب نجدةً . . . غيثان في الزمن الغضوب الأعسر قمران في النادي رفيعا محتد . . . في المجد فرعا سؤدد متخير وروي إنها دخلت على عائشة أم المؤمنين ، وعليها صدار من شعر ، فقالت لها عائشة : أتتخذين الصدار ، وقد نهى عنه رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ؟ فقالت : يا أم المؤمنين إن زوجي كان رجلاً متلافاً منفقاً ، فقال لي : لو أتيت معاوية فاستنته ، فخرجت وقد لقيني صخر ، فأخبرته فشاطرني ماله ثلاث مرات ، فقالت له امرأته : لو أعطيتها من شرارها - تعني الإبل - فقال : تالله لا أمنحها شرارها . . . وهي حصان قد كفتني عارها وإن هلكت مزقت خمارها . . . واتخذت من شعر صدارها فلما هلك صخر اتخذت هذا الصدار ، ونذرت أن لا أنزعه حتى تموت . قال ثور بن معن السلمي : حدثني أبي قال : دخلت على الخنساء في الجاهلية وعليها صدار من شعر ، وهي تجهز ابنتها ، فكلمتها في طرح الصدار ، فقالت : يا حمقاء والله لأنا أحسن منك عرساً ، وأطيب منك درساً ، وأرق منك نعلاً . قال عبد الرحمن بن مرة

عن بعض أشياخه أن عمر بن الخطاب قال للخنساء : ما أقرح مآقي عينيك ؟ قالت : بكائي على السادات من مضر ، قال : يا خنساء إنهم في النار ، قالت : ذلك أطول لعويلي . ومما اخترنا من أشعارها قولها : تفرقني الدهر قرعاً وغمزاً . . . وأوجعني الدهر نهشاً ووخزا وأفنى رجالي فبادوا معاً . . . فأصبح قلبي لهم مستفزا كأن لم يكونوا حمىً يتقى . . . إذ الناس إذ ذاك من عز بزا وكانوا سراة بني مالك . . . وزين العشيرة مجداً وعزا وهم في القديم صحاح الأدي . . . م والكائنون من الناس حرزا بسمر الرماح وبيض الصفاح . . . فبالبيض ضرباً وبالسمر وخزا حززنا نواصي فرسانكم . . . وكانوا يظنون أن لا تحزا ومن ظن ممن يلاقي الحروب . . . بأن لا يصاب فقد ظن عجزا نعف ونعرف حق القرى . . . ونتخذ الحمد ذخراً وكنزا ونلبس في الحرب نسج الحديد . . . وفي السلم نلبس خزاً وقزا وروي خبر الخنساء من جهة أخرى : ذكروا أنها أقبلت حاجة ، فمرت بالمدينة ومعها أناس من قومها ، فأتوا عمر بن الخطاب ، فقالوا : هذه خنساء ، فلو وعظتها فقد طال بكاؤها في الجاهلية والإسلام ، فقام عمر وأتاها وقال : يا خنساء ، قال : فرفعت رأسها ، فقالت : ما تشاء وما الذي تريد ؟ فقال : ما الذي أقرح مآقي عينينك ؟ قالت : البكاء على سادات مضر . قال : إنهم هلكوا في الجاهلية ، وهم أعضاد اللهب ، وحشو جهنم ، قالت : فداك أبي وأمي ، فذلك الذي زادني وجعاً ، قال : فأنشديني ما قلت ، قالت : أما أني لا أنشدك ما قلت قبل اليوم ، ولكني أنشدك ما قلته الساعة ، فقالت :

سقى جدثاً أعراق غمرة دونه . . . وبيشه ديمات الربيع ووابله وكنت أعير الدمع قبلك من بكى . . . فأنت على من مات قبلك شاغله وأرعيهم سمعي إذا ذكروا الأسى . . . وفي الصدر مني زفرة لا تزايله فقال عمر : دعوها فإنها لا تزال حزينة أبدا . ليلى الأخيلية هجاها رجل من قومها فقال : ألا حييا ليلى وقولا لها هلا . . . فقد ركبت أيراً أغر محجلاً فأجابته : تعيرني داء بأمك مثله . . . وأي جواد لا يقال له هلا ذكروا أنها دخلت على عبد الملك بن مروان ، فقال لها : يا ليلى هل بقي في قلبك من حب توبة ، فتى الفتيان ، شئ ؟ قالت : وكيف أنساه ؟ وهو الذي يقول يا أمير المؤمنين : ولو أن ليلى في ذرى متمنع . . . بنجران لالتفت علي قصورها حمامة بطن الواديين ترنمي . . . سقاك من الغر الغوادي مطيرها أبيني لنا لا زال ريشك ناعماً . . . وبيضك في خضراء غصن نضيرها تقول رجال لا يضيرك نأيها . . . بلى كل ما شف الفنوس يضيرها أيذهب ريعان الشباب ولم أزر . . . كواعب في همدان بيضاً نحورها قال : عمرك الله أن تذكيه . ولتوبة في ليلى الأخيلية : ولو أن ليلى الأخيلية سلمت . . . علي ودوني جندل وصفائح لسلمت تسليم البشاشة أو زقا . . . إليها صدىً من جانب القبر صائح ولو أن ليلى في السماء لأصعدت . . . بطرفي إلى ليلى العيون اللوامح

فلما مات توبة ، مر زوج ليلى بليلى على قبره ، فقال لها : سلمي على توبة فإنه زعم في شعره أنه يسلم عليك تسليم البشاشة ، فقالت : ما تريد إلى من بليت عظامه ، فقال : والله لتفعلن ، فقالت وهي على البعير : سلام عليك يا توبة ، فتى الفتيان . وكانت قطاة مستظلة في ثقب من ثقب القبر ، فلما سمعت الصوت ، طارت وصاحت ، فنفر البعير ورمى بليلى فماتت ، فدفنت إلى جنب قبر توبة . قال : وسأل الحجاج ليلى : هل كان بينك وبين توبة ريبة قط ؟ قالت : لا والذي أسأله صلاحك إلا أنه مرة قال لي قولاً ظننت أنه خنع لبعض الأمر فقلت له : وذي حاجة قلنا له لا تبح بها . . . فليس إليها ما حييت سبيل لنا صاحب لا ينبغي أن نخونه . . . وأنت لأخرى فارغ وخليل فما كلمني بعد ذلك بشيء ، حتى فرق بيني وبينه الموت . قال الحجاج : فما كان بعد ذلك ؟ قالت : لم يلبث أن قال لصاحب له : إذا أتيت الحاضر من بني عباد فقل بأعلى صوتك : عفا الله عنها هل أبيتن ليلةً . . . من الدهر لا يسري إلي خيالها فلما سمعت الصوت ، خرجت ، فقلت : وعنه عفا ربي وأحسن حاله . . . تعز علينا حاجة لا ينالها قال : ودخلت ليلى على الحجاج فأنشدته قولها فيه : إذا نزل الحجاج أرضاً سقيمةً . . . تتبع أقصى دائها فشفاها شفاها من الداء العضال الذي بها . . . غلام إذا هز القناة ثناها أحجاج لا تعطي العصاة مناهم . . . ولا الله يعطي للعصاة مناها فوصلها الحجاج بألف دينار ، وقال : لو قلت : بدل غلام همام لكان أحسن . هند بنت عتبة أم معاوية بن أبي سفيان قيل : لما قتل شيبة وعتبة ، ابنا ربيعة ، والوليد بن عتبة ، رئتهم هند فقالت :

إني رأيت فساداً بعد إصلاح . . . في عبد شمس فقلبي غير مرتاح هاجت لهم ادمعٌ تترى ومنبعها . . . من رأس محروبةٍ ما إن لها لاحي لما تنادت بنو فهرٍ على حنقٍ . . . والموت بينهم ساعٍ لأرواح كأنما النسج في قتلى مصرعةٍ . . . سرجٌ أضاءت على جدرٍ وألواح يا آل هاشم إنا لا نصالحكم . . . حتى نرى الخيل تردي كل كفاح إن يمكن الله يوماً من هزيمتكم . . . يورث نساءكم داءً بتقراح فأجابتها عمرة بنت عبد الله بن رواحة الأنصاري : يا هند مهلاً لقد لاقيت مهبلةً . . . يوم الأعنة والأرواح في الراح أسدٌ غطارفةٌ غرٌ جحاجحةٌ . . . أبناء محصنةٌ بيضٌ لجحجاح هنالك الفوز والرضوان إن صبروا . . . مع الرسول فما آبوا تقباح الله أهلكهم والأوس شاهدةٌ . . . والخزرج الغر فيهم كل مجتاح لا تبعدن فإني غير صاريخةٍ . . . وكيف تصرخ ذات البعل : يا صاح
النساء الماجنات
قال سليمان بن عبد الملك : أنشدوني أحسن ما سمعتم من شعر النساء ، فقال بعضهم : يا أمير المؤمنين سار رجل من الظرفاء في بعض طرقاته ، إذ أخذته السماء ، فوقف تحت مظلة ليستكن من المطر ، وجارية مشرفة عليه ، فلما رأته حذفته بحجر فرفع رأسه وقال : لو بتفاحةٍ رميت رجونا . . . ومن الرمي بالحصاة جفاء

فأجابته : ما جهلنا الذي ذكرت من الشكل . . . ولا بالذي نراه خفاء وداية معها ، فقالت : قد بدأتيه ما ذكرت وجدي . . . ليت شعري فهل لهذا وفاء وسائلة في الباب ، فقالت : قد لعمري دعوتها فاجابت . . . هي داءٌ وأنت منه شفاء قال سليمان : قاتلها الله هي والله أشعرهم . عنان جارية الناطفي ، قال السلواني : دخلت يوماً على عنان وعندها رجل أعرابي ، فقالت : أيا عم لقد أتى الله بك ، قلت : وما ذاك ؟ قالت : هذا الأعرابي دخل علي فقال : بلغني أنك تقولين الشعر فقولي بيتاً ، فقلت لها : قولي ، فقالت : قد رتج علي ، فقل أنت ، فقلت : لقد جد الفراق وعيل صبري . . . عشية عيرهم للبين زمت فقال الأعرابي : نظرت إلى أواخرها ضحيا . . . وقد بانت وأرض الشام أمت فقالت عنان : كتمت هواكم في الصدر مني . . . على أن الدموع علي نمت فقال الأعرابي : أنت والله أشعرنا ، ولولا أنك مجرمة رجل لقبلتك ، ولكني أقبل البساط . وقال بعضهم : دخلت علي عنان فإذا عليها قميص يكاد يقطر صبغة وقد تناولها مولاها بضرب شديد وهي تبكي فقلت : إن عناناً أرسلت دمعها . . . كالدر إذ ينسل من سمطه فقالت وأشارت إلى مولاها : فليت من يضربها ظالماً . . . تجف يمناه على سوطه

فقال مولاها : هي حرة لوجه الله إن ضربتها ظالماً أو غير ظالم . قال : واجتمع أبو نواس ، والفضل الرقاشي ، والحسين الخليع ، وعمرو الوراق ، ومحكم بن رزين ، والحسين الخياط في منزل عنان فتناشدوا إلى وقت العصر ، فلما أرادوا الانصراف قالوا : أين نحن الليلة ؟ فكل قال : عندي ؟ فقالت عنان : بالله قولوا شعراً وارضوا بحكمي ، فقال الرقاشي : عذراء ذات احمرارٍ . . . إني بها لا أحاشي قوموا نداماي رؤوا . . . مشاشكم من مشاشي وناطحوني كئوساً . . . نطاح صلب الكباش وإن نكلت فحلٌّ . . . لكم دمي ورياشي فقال أبو نواس : لا بل إلي ثقاتي . . . قوموا بنا بحياتي قوموا نلذ جميعاً . . . بقول هاك وهات فإن أردتم فتاةً . . . أتيتكم بفتاتي وإن أردتم غلاماً . . . صادفتموني مؤاتي فبادروه مجوناً . . . في وقت كل صلاة وقال الحسين الخليع : أنا الخليع فقوموا . . . إلى شراب الخليع إلى شرابٍ لذيذٍ . . . وأكل جدي رضيع ونيك أحوى رخيمٍ . . . بالخندريس صريع قوموا تنالوا وشيكاً . . . مثال ملك رفيع وقال الوراق :

قوموا إلى بيت عمرو . . . إلى سماع وخمر وساقيات علينا . . . تطاع في كل أمر وبيسري رخيمٍ . . . يزهو بجيد ونحر فذاك بر وإن . . . شئتم أتينا ببحر هذا وليس عليكم . . . أولى ولا وقت عصر وقال محكم بن رزين : قوموا إلى دار لهوٍ . . . وظل بيت دفين فيه من الورد والمر . . . زنجوش والياسمين وريح مسك ذكي . . . وجيد المرزجون قومو فصيروا جميعاً . . . إلى الفتى ابن رزين فقال الحسين الخياط : قضت عنان علينا . . . بأن نزور حسينا وأن تقروا لديه . . . بالقصف واللهو عينا فما رأينا كظرف . . . الحسين فيما رأينا قد قرب الله منه . . . زيناً وباعد شيئا قوموا وقولوا أجزنا . . . ما قد قضيت علينا وقالت عنان : مهلاً فديتك مهلاً . . . عنان أحرى وأولى بأن تنالوا لديها . . . أسنى النعيم وأحلى

فإن عندي حراماً . . . من الشراب وحلا لا تطمعوا في سوائي . . . من البرية كلا يا سادتي خبروني . . . أجاز حكمي أم لا فقالوا جميعاً : قد أجزنا حكمك وأقاموا عندها . قال : وكتبت عنان إلى الفضل بن الربيع : كن لي هديت إلى الخليفة سلما . . . بوركت يا بن وزيره من سلم حث الإمام على شراي وقل له . . . ريحانةٌ ذخرت لأنفك فاشمم وكانت عنان تتوقى أبا نواس ، وتخاف مجونه وسفهه ، وفيها يقول : عنان يا من تشبه العينا . . . أنتم على الحب تلومونا حسنك حسن لا يرى مثله . . . قد ترك الناس مجانينا فتهيأت لأبي نواس ، وتصنعت له ، إلى أن صار إليها ، فرأى عندها بعض وجوه أهل بغداد ، فأحب أن يخجلها ، فقال لها : ما تأمرين لصب . . . يكفيه منك قطيره فقالت : إياي تعني بهذا . . . عليك فاجلد عميره فقال : إني أخاف وربي . . . على يدي من عبيره فقالت : عليك أمك نكها . . . فإنها كندبيره فأخجلته ، وشاع الخبر حتى بلغ الرشيد فاستظرفها ، وطلبها من الناطفي ، فحملت إليه فقال لها : يا عنان ، قالت : لبيك يا سيدي ، فقال : ما تأمرين لصب ؟ قالت : قد مضى الجواب في هذا يا أمير المؤمنين ، قال : بحياتي كيف قلت ؟ قالت : قلت : إياي تعني بهذا . . . عليك فاجلد عميره

فضحك الرشيد وطلبها من مولاها ، فاستام فيها مالاً جزيلاً ، فردها . عريب جارية المأمون : وأنتم أناسٌ فيكم الغدر شيمةٌ . . . لكم أوجه شتى وألسنةٌ عشر عجبت لقلبي كيف يصبو إليكم . . . على عظم ما يلقى وليس له صبر فضل الشاعرة : حدثنا القاسم بن عبد الله الحراني قال : كنت عند سعيد بن حميد الكاتب ذات يوم وقد افتصد ، فأتته هدايا فضل الشاعرة ألف جدي ، وألف دجاجة ، وألف طبق رياحين ، وطيب وعنبر ، وغير ذلك ، فلما وصل ذلك كتب إليها : إن هذا اليوم لا يتم سروره إلا بك وبحضورك . وكانت من أحسن الناس ضرباً بالعود ، وأملحهم صوتاً ، وأجودهم شعراً ، فأتته ، فضرب بينه وبينها حجاب ، وأحضر قوماً ندماءه ، ووضعت المائدة ، وجئ بالشراب ، فلما شربنا أقداحنا أخذت عودها فغنت بهذا الشعر ، والصوت لها والشعر والأبيات هذه : يا من أطلت تفرسي . . . في وجهه وتنفسي أفديك من متدلل . . . يزهو بقتل الأنفس هبني أسأت وما أسأ . . . ت بلى أقول أنا المسي أحلفتني أن لا أسا . . . رق نظرةً في مجلسي فنظرت نظرة عاشقٍ . . . أتبعتها بتنفسي ونسيت أني قد حلفت . . . فما يقال لمن نسي وضربت أيضاً وغنت : عاد الحبيب إلى الرضا . . . فصفحت عما قد مضى من بعد ما لصدوده . . . شمت الحسود فعرضا تعس البغيض فلم يزل . . . لصدودنا متعرضا

هبني أسأت وما أسأ . . . ت فإن أسأت لك الرضا قال : فما أتى علي يوم أسر من ذلك اليوم . صاحبة الفرزدق : ذكروا أن الفرزدق كان مع أصحاب له فإذا هو بجارية مع مولاها ، فقال لأصحابه : هل أخجل لكم هذه ؟ قالوا : نعم ، فقال : إن لي إيراً خبيثاً . . . لونه يحكي الكميتا لو يرى في السقف صدعا . . . لتحول عنكبوتا أو يرى في الأرض شقاً . . . لنز حتى يموتا فقالت الجارية : زوجوا هذا بألفٍ . . . وأرى ذلك قوتا قبل أن ينقلب الدا . . . ء فلا يأتي ويوتى فخجل الفرزدق وانصرف . صاحبة جعفر بن يحيى بن خالد البرمكي ، قالت : عزمت على قلبي بأن أكتم الهوى . . . فضج ونادى إنني غير عاقل فإن حان موتي لم أدعك بغصتي . . . وأقررت قبل الموت أنك قاتلي جارية البارقي : ذكروا أنها أنشدت في مجلس عمرو بن مسعدة : يا أحسن العالم حتى متى . . . يرتفع الحب وانحط وكيف منجاي وبحر الهوى . . . مذ حف بي ليس له شط فأجيبت : يدركك الوصل فتنجو به . . . أو يقع البحر فتنحط

المغنية المليحة : قال علي بن الجهم : كنت في مجلس محمد بن عمرو بن مسعدة ، فأقبلت جارية كأنها البدر ليلة التمام ، بلون كأنه الدر في البياض ، مع احمرار خدين كشقائق النعمان فسلمت ، فقال لي محمد : يا أبا الحسن هذه الجنة التي كنتم توعدون ، فقالت : وما الوعد يا سؤلي وغاية منيتي . . . فإن فؤادي من مقالك طائر فقال لها محمد : أما وإله العرش ما قلت سيئاً . . . وما كان إلا أنني لك شاكر فقال ابن الجهم : أمسك فديتك عن عتاب محمد . . . فهو المصون لوده ، المتحاذر فأقبلت تحدثنا ، فإذا عقل كامل ، وجمال فاضل ، وحسن قاتل ، وردف مائل فقلت : لقد أقر الله عيناً تراك ، فقالت : أقر الله أعينكم ، وزادكم سروراً وغبطة . ثم اندفعت تغني بنغمة لم أسمع أحسن منها : أروح بهم من هواك مبرح . . . أناجي به قلباً كثير التفكر عليك سلامٌ لا زيادة بيننا . . . ولا وصل إلا أن يشاء ابن معمرٍ فما زلنا يومنا ذلك معها في الفردوس الأعلى ، وما ذكرتها ، بعد ذلك ، إلا اشتقت لها ، وأسفت عليها . محمد بن حماد قال : كنا يوماً عند إسحاق بن نجيح ، وعنده جارية يقال لها شادن ، موصوفة بجودة ضرب العود ، وشجو صوت ، وحسن خلق ، وظرف مجلس ، وحلاوة وجه ، وأخذت العود وغنت : ظبيٌ تكامل في نهاية حسنه . . . فزها ببهجته وتاه بصده فالشمس تطلع من فرند جبينه . . . والبدر يغرق في شقائق خده ملك الجمال بأسره فكأنما . . . حسن البرية كلها من عنده يا رب هب لي وصله وبقاءه . . . أبداً فلست بعائشٍ من بعده

فطارت عقولنا ، وذهلت ألبابنا من حسن غنائها وظرفها ، فقلت : يا سيدتي ، من هذا الذي تكامل في الحسن والبهاء سواك ؟ فقالت : فإن بحت نالتني عيونٌ كثيرةٌ . . . وأضعف عن كتمانه حين أكتم محاسن
الأعرابيات
حدثنا ثعلب عن الفتح بن خاقان قال : لما خرج المتوكل إلى دمشق ، كنت عديله ، فلما صرنا بقنسرين ، قطعت بنو سليم على التجار ، فأنهى ذلك إليه ، فوجه قائداً من وجوه قواده إليه فحاصرهم ، فلما قربنا من القوم ، إذا نحن بجارية ذات جمال وهيئة ، وهي تقول : أمير المؤمنين سما إلينا . . . سمو البدر مال به الغريف فإن نسلم فعفو الله نرجو . . . وإن نقتل فقاتلنا شريف فقال لها المتوكل : أحسنت ما جزاؤها يا فتح ، قلت العفو والصلة ، فأمر لها بعشرة آلاف درهم وقال لها : مري إلى قومك وقولي لهم : لا تردوا المال على التجار فإني أعوضهم عنه . قال الأصمعي : خرجت إلى بادية ، فإذا أنا بخباء فيه امرأة ، فدنوت فسلمت ، فإذا هي أحسن الناس وجهاً ، وأعدلهم قامةً ، وأفصحهم لساناً ، فحار فيها بصري ، واعترتني خجلة ، فقالت : ما وقوفك ؟ فقلت : هل عندكم من مخيض اليوم نشربه . . . أم هل سبيلٌ إلى تقبيل عينيك فلست أبغي سوى عينيك منزلةً . . . أم هل تجودي لنا عضاً بخديك أو تأذنين بريقٍ منك أرشفه . . . أو لمس بطنك أو تغميز ثدييك ردي الجواب على من زاده كلفاً . . . تكريره الطرف في أجدال ساقيك فرفعت رأسها إلي وقالت : يا شيخ ألا تستحي ؟ ارجع إلى أهلك وارغب في مثلك .

وقال بعضهم : رأيت إعرابية بالنباح فقلت لها : أنشدين ؟ قالت : نعم في مثلك ، ورب الكعبة ، قلت : فأنشدتني ، فأنشأت تقول : لا بارك الله فيمن كان يخبرني . . . أن المحب إذا ما شاء ينصرف وجد المحب إذا ما بان صاحبه . . . وجد الصبي بثديي أمه الكلف قال : قلت لها : أنشديني من قولك ، فقالت : بنفسي من هواه على التنائي . . . وطول الدهر مؤتنقٌ جديد ومن هو في الصلاة حديث نفسي . . . وعدل الروح عندي بل يزيد فقلت لها : إن هذا كلام من قد عشق . فقالت : وهل يعرى من ذلك من له سمع وقلب ؟ ثم أنشدتني : ألا بأبي والله من ليس نافعي . . . بشيء ولا قلبي على الوجد شاكره ومن كبدي تهفو إذا ذكر اسمه . . . بشيء ومن قلبي على النأي ذاكره له خفقانٌ يرفع الجيب بالشجى . . . ويقطع أزرار الجربان ثائره قال : وكتب عمر بن أبي ربيعة إلى امرأة بالمدينة : برز البدر في جوارٍ تهادى . . . مخطفات الخصور معتجرات فتنفست ثم قلت لبكرٍ . . . عجلت في الحياة لي حيبات هل سبيلٌ إلى التي لا أبالي . . . بعدها أن أموت قبل وفاتي فأجابته : قد أتانا الرسول بالأبيات . . . في كتابٍ قد خط بالترهات حائر الطرف إن نظرت وماطر . . . فك عندي بصادق النظرات غر غيري فقد عرفت لغيري . . . عهدك الخائن القليل الثبات

المتكلمات
حدث عمر بن يزيد الأسدي ، قال : مررت بخرقاء ، صاحبة ذي الرمة فقلت لها : هل حججت قط ؟ قالت : أما علمت أني منسك من مناسك الحج ، ما منعك أن تسلم علي ؟ أما سمعت قول عمك ذي الرمة : تمام الحج أن تقف المطايا . . . على خرقاء واضعة اللثام فقلت لها : لقد أثر فيك الدهر ، قالت أما سمعت قول العجيف العقيلي حيث يقول : وخرقاءٌ لا تزداد إلا ملاحةً . . . ولو عمرت تعمير نوحٍ وجلت قال : ورأيتها وإن فيها لمباشرة ، وإن ديباجة وجهها لطرية كأنها فتاة ، وإنها لتزيد يومئذ على المائة ، ولقد حدثت أنه شبب بها ذو الرمة ، وهي ابنة ثمانين سنة . وحدث رجل من بني أسد قال : أدركت ميا صاحبة ذي الرمة ، وكان الرجل أعور قال : ورأيتها في نسوة من قومها فقلت : أهذه مي ؟ وأومأت إليها ، فقلنا : فقلت : ما أدري ما كان يعجب ذا الرمة منك ، وما أراك على ما كان يصف ؟ فتنفست الصعداء وقالت : إنه كان ينظر بعينين وأنت تنظر إلي بعين واحدة . وروي الأصمعي عن رجل من أهل الشام قال : قدمت المدينة ، فقصدت منزل ابن هرمة ، فإذا بنية له تلعب ، فقلت لها : ما فعل أبوك ؟ قالت : وفد إلى بعض الأخوان ، قلت : فانحري لنا ناقة فإنا أضيافك ، قالت : يا عماه والذي خلقك ما عندنا شئ ، قلت : فباطل ما قال أبوك قالت : فما قال ؟ قلت ، قال : كم ناقة قد وجأت منحرها . . . لمستهل الشوبوب أو جمل قالت : يا عماه فذلك القول من أبي أصارنا إلى أن ليس عندنا شئ ، قال : وأتى زيادٌ الأقطع باب الفرزدق ، وكان له صديقاً ، فخرجت إليه ابنة الفرزدق ، وكانت تسمى مكية ، وأمها حبشية ، فقال لها : ما اسمك ؟ قالت : مكية قال : ابنة من ؟ قالت : ابنة الفرزدق قال : فأمك ؟ قالت : حبشية ، فأمسك عنها فقالت : ما بال يدك مقطوعة ؟ قال : قطعها الحرورية ، قالت : بل

قطعت في اللصوصية ، قال : عليك وعلى أبيك لعنة الله ، وجاء الفرزدق فأخبر بالخبر ، فقال : أشهد أنها بنتي ، وأنشأ يقول : حام إذا ما كنت ذا حميه . . . بدرامي بنته صبيه صمحمح مثل أبي مكيه وحدث سليمان ابن عباس السعدي قال : كان كثير يلقى حاج أهل المدينة بقديد على ست مراحل ، ففعل عاماً من الأعوام غير يومهم الذي نزلوا فيه ، فوقف حتى ارتفع النهار ، فركب جملاً في يوم صائف ، ووافى قديدا وقد كل بعيره وتعب ، فوجدهم قد ارتحلوا ، وقد بقي فتى من قريش ، فقال الفتى لكثير : اجلس . قال : فجلس كثير إلى جنبي ، ولم يسلم علي ، فجاءت امرأة وسيمة جميلة ، فجلست إلى خيمة من خيام قديد ، واستقبلت كثيراً فقالت : أنت كثير ؟ قال : نعم ، قالت : أنت ابن أبي جمعة ؟ قال : نعم ، قالت : أنت الذي تقول : وكنت إذا ما جئت أجللن مجلسي . . . وأضمرن مني هيبةً لا تجهما قال : نعم ، قالت : فعلى هذا الوجه هيبة ، إن كنت كاذباً فعليك لعنة الله والملائكة والناس أجمعين . قال : فضجر كثير وقال : ومن أنت ؟ فسكتت ، ولم تجبه بشيء ، فسأل الموالي التي في الخيام عنها ، فلم يخبرنه ، فضجر واختلط عقله ، فلما سكن قالت : أنت الذي تقول : متى تنشرا عني العمامة تبصرا . . . جميل المحيا أغفلته الدواهن أهذا الوجه جليل ؟ إن كان كاذباً فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ، فاختلط وقال : لو عرفتك لفعلت وفعلت . فلما سكن ، قالت له : أنت الذي تقول : يروق العيون الناظرات كأنه . . . هرقلي وزنٍ أحمر التبر راجح أهذا الوجه الذي يروق الناظرات ؟ إن كنت كاذباً فعليك لعنة الله والملائكة والناس أجمعين . قال : فازداد ضجراً واختلط ، وقال : لو عرفتك والله لقطعتك وقومك هجاء . ثم قام فاتبعته طرفي حتى توارى عني ، ثم نظرت إلى المرأة ، فإذا هي قد غابت عني ، فقلت لمولاة من بنات قديد : لك الله على أن أخبرتني من هذه المرأة أن أطوي لك ثوبي هذين ، إذا

قضيت حجي ، ثم أعطيكهما . فقالت : والله لو أعطيتني زنتهما ذهباً ، ما أخبرتك من هي ؟ هذا كثير مولاي لم أخبره . قال القرشي : فرحت وبي أشد مما بكثير . قيل : وقدم كثير الكوفة ، وكان شيعياً من أصحاب محمد بن الحنفية ، فقال : دلوني على منزل قطام ، قيل له : وما تريد منها ؟ قال : أريد أن أوبخها في قتل علي بن أبي طالب صلوات الله عليه ، فقيل له : عد عن رأيك فإن عقلها ليس كعقول النساء ، قال : لا والله لا أنتهي حتى أنظر إليها وأكلمها . فخرج يسأل عن منزلها حتى دفع إليها ، فاستأذن فأذنت له ، فرأى امرأة برزة قد تخددت ، وقد حنا الدهر من قناتها ، فقالت : من الرجل ؟ قال : كثير بن عبد الرحمن ، قالت : التيمي الخزاعي ؟ قال : التيمي الخزاعي ، ثم قال لها : أنت قطام ؟ قالت : نعم ، قال : أنت صاحبة علي بن أبي طالب صلوات الله عليه ؟ قالت : بل صاحبة عبد الرحمن بن ملحم . قال : أليس هو قتل علياً ؟ قالت : بل مات بأجله . قال : والله إني كنت أحب أن أراك فلما رأيتك نبت عيني عنك ، وما ومقك قلبي ، ولا احلوليت في صدري ، قالت : أنت والله قصير القامة ، صغير الهامة ، ضعيف الدعامة ، كما قيل : لأن تسمع بالمعيدي خير من أن تراه . فأنشأ كثير يقول : رأت رجلاً أودى السفار بجسمه . . . فلم يبق إلا منطقٌ وجناحن قالت : لله درك ما عرفت إلا بعزة تقصيراً بك ، قال : والله لقد سار لها شعري ، وطار بها ذكري ، وقرب من الخلفاء مجلسي ، وإنها لكما قلت فيها : وإن خفيت كانت لعينيك قرةً . . . وإن تبد يوماً لم يعمك عارها من الخفرات البيض لم تر شقوةً . . . وفي الحسب المحض الرفيع نجارها فما روضةٌ بالحزن طيبة الثرى . . . يمج الندى جثجاثها وعرارها بأطيب من فيها إذا جئت طارقاً . . . وقد أوقدت بالمندل الرطب نارها قالت : والله ما سمعت شعراً أضعف من شعرك هذا ، والله لو فعل هذا بزنجية طاب ريحها . ألا قلت كما قالك امرؤ القيس :

ألم تر أني كلما جئت طارقاً . . . وجدت بها طيباً وإن لم تطيب قال : فلله در بلادك وخرج وهو يقول : ألحق أبلج لا تزيغ سبيله . . . والحق يعرفه ذوو الألباب قال : وقال المسيب راوية كثير : انطلق كثير مرة فقال لي : هل لك في عكرمة بن عبد الرحمن بن هشام ؟ وهو يومئذ على حنظلة بن عمرو بن تميم ، فقلت : نعم ، قال : فخرجنا نريده حتى صدرنا عن المدينة ، إذا نحن بامرأة على راحلة تسير ، فسرت حذاءها ، فقالت : أتروي لكثير شيئاً ، قلت نعم . قالت : أنشدني ، فأنشدتها من شعره ، فقالت : أين هو ؟ قلت : هو ذاك الذي ترين على غير الطريق ، فقالت بعد أن دنت منه : قاتل الله زوج عزة حيث يقول : لعمرك ما رب الرباب كثيرٌ . . . بفحلٍ ولا آباؤه بفحول فغضب كثير وسار وتركها ، ثم نزل منزلاً ، فجاءت جارية لها تدعوه ، فأبى كثير أن يأتيها فقلت : ما رأيت مثلك قط امرأة مثل هذه ترسل إليك ، فتأبى عليها ؟ فلم أزل به حتى أتاها ، قال : فسفرت عن وجهها ، فإذا هي أجمل الناس وأكملهم ظرفاً وعقلاً ، وإذا هي غاضرة أم ولد بشر بن مروان ، فصحبناها حتى كنا بزبالة فمالت بنا الطريق ، فقالت له : هل لك أن تأتي الكوفة فأضمن لك على بشر الصلة والجائزة ؟ فأبى وأمرت له بخمسة آلاف درهم ، ولي بألفين ، فلما أخذنا الخمسة الآلاف قال : ما أصنع بمكرمة ، وقد أصبت ما ترى ؟ فذلك قوله حيث يقول : شجا أظعان غاضرة الغوادي . . . بغير مشورةٍ عوضاً فؤادي أغاضر لو رأيت غداة بنتم . . . حنو العائدات على وسادي رثيت لعاشقٍ لم تشكميه . . . جوانحه تلذع بالزناد الشكيمة : العطية ، والزناد : جمع زند وهو عود يقدح منه النار . قال الكم بن صخر الثقفي : حججت فرأيت بأقرة امرأتين لم أر كجمالهما وظرفهما وثيابهما ، فلما

حججت وصرنا بأقرة ، إذا أنا بإحدى الجاريتين قد جاءت ، فسألت سؤال منكر ، فقلت : فلانة ؟ قالت : فداك أبي وأمي رأيتك عاماً أول شاباً سوقة ، والعام شيخاً ملكاً ، وفي وقت دون ذلك ما تنكر المرأة صاحبها . فقلت : ما فعلت أختك ؟ فتنفست الصعداء وقالت : قدم علينا ابن عم لنا فتزوجها ، فخرج بها إلى نجد فذاك حيث أقول : إذا ما قفلنا نحو نجدٍ وأهله . . . فحسبي من الدنيا القفول إلى نجد فقلت : أما أني لو أدركتها لتزوجتها ، قالت : فداك أبي وأمي ، فما يمنعك من شريكتها في حسنها ، وشقيقتها في حسبها ، قلت ، قول كثير : إذا وصلتنا خلةٌ كي تزيلنا . . . أبينا وقلنا الحاجبية أول قالت : وكثير بيني وبينك أليس هو الذي يقول : هل وصل عزة إلا وصل غانيةٍ . . . في وصل غانيةٍ من وصلها خلف قال : فتركت جوابها ، ولم يمنعني منه إلا العي .
محاسن النساء
قيل : أحسن النساء الرقيقة البشرة ، النقية اللون ، يضرب لونها بالغداة إلى الحمرة ، وبالعشي إلى الصفرة . وقالت العرب : المرأة الحسناء أرق ما تكون محاسن ، صبيحة عرسها ، وأيام نفاسها ، وفي البطن الثاني من حملها . وقيل لأعرابي : أتحسن صفة النساء ؟ قال : نعم ، إذا عذب هناياها ، وسهل خداها ، ونهد ثدياها ، وفعم ساعداها ، والتف فخذاها ، وعرض وركاها ، وجدل ساقاها ، فتلك هم النفس ومناها . ووصف أعرابي امرأة فقال : كان وجهها السقم لمن رآها ، والبرء لمن ناجاها . وذكر أعرابي امرأة فقال : أرسل الحسن إلى خديها


أقسام الكتاب

1 2

_________________ تــوقــيـع


محاسن الدهاء والحيل CBNFE_LUIAAHvzT
رجــواي بالله مــارجيت الحاكم  = لــوهو مــلك الــمملكه ســلماني
كيف أرتجي مخلوق حالي حاله   = مــايــمــتكن ردالــقــدرلاحــاني
لاكــن له الطاعه قديم وحاضر   =  مــانخلع  الطاعه مثل الإخواني
رجــواي بالله مارجيت العصبه   = الــعصبه الــلي شانهم لي شاني
رجــواي فــي للي لاأمرسبحانه   = ســبحان  من أمره يكون وكاني
عــزًزني الله والــزياده عــندي   =   إســم الله الأعــظم هوالرحماني
عاصي الشــعراء العلياني
أنت الزائر
محاسن الدهاء والحيل Counter
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://al3leian.ahlamontada.com
عاصي الشعراء العلياني
مدير العام
مدير العام
عاصي الشعراء العلياني


الدولة : السعودية
تاريخ التسجيل : 23/07/2010
عدد المساهمات : 3661

محاسن الدهاء والحيل Empty
مُساهمةموضوع: رد: محاسن الدهاء والحيل   محاسن الدهاء والحيل Emptyالإثنين أغسطس 15, 2022 11:09 pm

ـقـــــم  يــانــديـبـي واحـــتـــزم ونـــهـــض الــجــيــب
جـــــيـــــب  جــــديـــدكـــل  نـــــفـــــس تــــحـــبـــه

مـــمـــتــازفــل  الـــــفـــــل  مـــــابــــه عـــــذاريــــب
مــــــــن  رفــــرفـــه حــــتـــى اواخـــــــر إصـــطــبــه

لامــــــن  وطــــــى درب الــعــتــش كـــنــه الـــذيــب
والــــذيــــب  ذيــــــــب  كــــــــل رجــــــــم يــــذبــــه

يــاســايـقـه  نـــصـــه  عـــلـــى راعــــــي الــطــيــب
أنـــااشـــهــدانــه  شـــــــــف  بـــــالــــي وطـــــبــــه

نـــصـــه  عـــلـــى الـــزيـــزوم راعـــــي الــمـواجـيـب
عــــاصــــي  عــــلــــى الــشــعــاركــل يــحــســبــه

مـــــــن  لابـــــــت  يـــــــوم الــحــرايــب لــلــواهـيـب
نــــارالـــمـــعـــادي  قـــــدمــــهــــم  مـــاتـــشـــبـــه

روس  الــــــقــــــروم مـــوفـــيـــيــن الـــمــطــالــيــب
رجــــالــــهـــم  لـــلـــطــيــب  عـــــرقـــــه يــــنـــبـــه

لاجـــــيـــــت  ابـــــوفـــــراج  تــــلـــقـــا تـــراحـــيـــب
ثـــــــــم  قـــلـــطـــك والــضــوتــشــعـم مـــشـــبـــه

ســـلـــم  عــلــيــه وعـــطـــه ظــــــرف الــمـكـاتـيـب
وقــــلـــه  تـــــــرى صــاحــبــك خــشــمــك يــحــبــه

رســـــالــــة  فـــيـــهـــا  الــــوفــــاء والــمــكــاسـيـب
مـــضـــمـــونـــهـــاقـــدروســلام   ومـــــــحــــــبــــــه

الشاعر/عايض بن حمود بن شبيب آل جلبان العلياني

_________________ تــوقــيـع


محاسن الدهاء والحيل CBNFE_LUIAAHvzT
رجــواي بالله مــارجيت الحاكم  = لــوهو مــلك الــمملكه ســلماني
كيف أرتجي مخلوق حالي حاله   = مــايــمــتكن ردالــقــدرلاحــاني
لاكــن له الطاعه قديم وحاضر   =  مــانخلع  الطاعه مثل الإخواني
رجــواي بالله مارجيت العصبه   = الــعصبه الــلي شانهم لي شاني
رجــواي فــي للي لاأمرسبحانه   = ســبحان  من أمره يكون وكاني
عــزًزني الله والــزياده عــندي   =   إســم الله الأعــظم هوالرحماني
عاصي الشــعراء العلياني
أنت الزائر
محاسن الدهاء والحيل Counter
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://al3leian.ahlamontada.com
محمد بن عبود السهلي
شاعــر
شاعــر
محمد بن عبود السهلي


الدولة : السعودية
تاريخ التسجيل : 30/09/2013
عدد المساهمات : 847

محاسن الدهاء والحيل Empty
مُساهمةموضوع: رد: محاسن الدهاء والحيل   محاسن الدهاء والحيل Emptyالإثنين أغسطس 15, 2022 11:13 pm

ــقــــم  يــانــديـبـي واحـــتـــزم ونـــهـــض الــجــيــب
جـــــيـــــب  جــــديـــدكـــل  نـــــفـــــس تــــحـــبـــه

مـــمـــتــازفــل  الـــــفـــــل  مـــــابــــه عـــــذاريــــب
مــــــــن  رفــــرفـــه حــــتـــى اواخـــــــر إصـــطــبــه

لامــــــن  وطــــــى درب الــعــتــش كـــنــه الـــذيــب
والــــذيــــب  ذيــــــــب  كــــــــل رجــــــــم يــــذبــــه

يــاســايـقـه  نـــصـــه  عـــلـــى راعــــــي الــطــيــب
أنـــااشـــهــدانــه  شـــــــــف  بـــــالــــي وطـــــبــــه

نـــصـــه  عـــلـــى الـــزيـــزوم راعـــــي الــمـواجـيـب
عــــاصــــي  عــــلــــى الــشــعــاركــل يــحــســبــه

مـــــــن  لابـــــــت  يـــــــوم الــحــرايــب لــلــواهـيـب
نــــارالـــمـــعـــادي  قـــــدمــــهــــم  مـــاتـــشـــبـــه

روس  الــــــقــــــروم مـــوفـــيـــيــن الـــمــطــالــيــب
رجــــالــــهـــم  لـــلـــطــيــب  عـــــرقـــــه يــــنـــبـــه

لاجـــــيـــــت  ابـــــوفـــــراج  تــــلـــقـــا تـــراحـــيـــب
ثـــــــــم  قـــلـــطـــك والــضــوتــشــعـم مـــشـــبـــه

ســـلـــم  عــلــيــه وعـــطـــه ظــــــرف الــمـكـاتـيـب
وقــــلـــه  تـــــــرى صــاحــبــك خــشــمــك يــحــبــه

رســـــالــــة  فـــيـــهـــا  الــــوفــــاء والــمــكــاسـيـب
مـــضـــمـــونـــهـــاقـــدروســلام   ومـــــــحــــــبــــــه

الشاعر/عايض بن حمود بن شبيب آل جلبان العلياني
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
محاسن الدهاء والحيل
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» محاسن الدهاء والحيل

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
شبكة حصاة قحطان :: المــجـــالــس العـامـــة :: مجلس الحوار العام والنقاش الجاد-
انتقل الى: