بسم الله الرحمن الرحيم
قولبـــة الأحكام - وجهة نظر
الحمد لله رب العالمين، خالق الإنسان ومقدر النُهى والألباب والصلاة والسلام على من لا نبي بعده نبينا ورسولنا وقدوتنا محمد بن عبدالله الأمين اما بعد:
من يتفكر في طبع الإنسان ويسبر غور تصرفاته عن قرب يرى عجباً. قد لا أبالغ القول لو ان كل واحد منا تتبع تصرفاته الشخصية بتجرد وبعينٍ محايدة لرأى عالم من المتناقضات فنحن في نهاية المطاف ننتمي لفصيلة واحدة.
نجتهد في الظهور والإلتزام بتحكيم العقل في طرح رُؤانا في ما يدور حولنا وما يطرح للنقاش. نحاول جاهدين الركون إلى اسس سليمة ومقاييس مقبولة عند إصدار الأحكام سواءً على الوقائع أو على الأشخاص والإلتزام بتأصيل تلك الأحكام من الناحية الشرعية لكيلا يثقلنا وزر افعالنا وأقوالنا. ذلك كله أولى درجات الحكمة ودليل النضج الفكري.
ولكن في بعض الأحيان وعندما نكون طرفاً في تلك المعادلة ونصطدم بما لا يروق لنا، تغلبنا بعض المؤثرات الخارجية فتبعدنا عن بحيرة العقل إلى بحر العاطفة، وتجرفنا "الأنا" بعيداً عن نقطة إرتكاز الميزان فينتج عن ذلك آراءاً وأحكاماً قد تكون ظالمة أو مجافية للواقع او مجانبة للصواب.
الإشكال اننا في لحظتها لا ندرك إنزلاقنا في وحل الأحكام المغلفة وتعطيل ميزان العقل ولكن عندما تهدأ الأمور ونعود إلى جادة الصواب، تبدأ النفس اللوامة في مرحلة المحاكمة وجلد الذات.
بعضنا تكون لديه الشجاعة للإعتراف (على الأقل لنفسه) بالتسرع أو الظلم في اصدار الأحكام فيبحث عن طريق العودة لترميم ما لحقه الضرر من جسور التواصل الإجتماعي وإعادة وصل ما انفصل من قنوات الإتصال وهذا ديدن الإنسان السوي.
على الجانب الآخر، تأخذ البعض منا العزة بالإثم فيستمري إصدار الأحكام ويتأكد من الإنتصار للذات بغض النظر عن صحة الموقف أوسلامة الرأي. وفي الطريق، قد نفقد الأصدقاء ونجرح جوهر العلاقات الإنسانية التي اسس لها ديننا الحنيف إلى درجة قد لا ينفع معها الترميم.
أحبابي في الله، قد يتفق البعض معي وقد يعارضني البعض فيما طرحت هنا ولكن من الأهمية بمكان ان نتورع عند إصدار الأحكام على الآخرين. أعلم يقيناً انه من غير الواقعي ان نلزم أحداً بمحبة الآخرين فالقلوب بين اصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء ولكن العدل مع الآخرين واجب ديني لا تستوي الحياة بدونه.
_________________ تــوقــيـع
|
لاتحسبنًي بشتكـي مـن مساويـــــــــك= مـن دون حدًي بحكمك في حدوديماني ونالعاصـي تضـن الرجـاء فيـك=رجــــاي بالله والـخـلايـق شـهــوديفيني طناخه يافتى الجــــود وطغيـك = أبــــك إقحطانـن كـلهـم لـي سنـودي |