شبكة حصاة قحطان
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


لقبائل ال عليان والجحادروقحطان
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 مقال مفيد لحمد الجاسر عن اصول القبائل

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
فيصل عبدالله العلياني
الأداره
الأداره
فيصل عبدالله العلياني


الدولة : السعودية
تاريخ التسجيل : 24/07/2010
عدد المساهمات : 1693

مقال مفيد لحمد الجاسر عن اصول القبائل  Empty
مُساهمةموضوع: مقال مفيد لحمد الجاسر عن اصول القبائل    مقال مفيد لحمد الجاسر عن اصول القبائل  Emptyالثلاثاء نوفمبر 16, 2010 1:29 am

حول أصول بعض القبائل / حمد الجاسر .- العرب : مجلة شهرية جامعة .- س5 ، ع6 ( ذو الحجة 1390 ، شباط 1971 ) .- ص 576 @-@ 577.
1. القبائل العربية - تاريخ - السعودية 2. الأنساب و الأعراق - السعودية .

حول أصول القبائل العربية الحديثة - [ 1 ] / بقلم حمد الجاسر .- الحرس الوطني : مجلة عسكرية ثقافية فصلية .- س3 ، ع9 ( رجب 1402 ، أبريل 1982 ) .- ص 4 - 5.
صدرت ضمن سلسلة مقالات تتكون من عدة حلقات
1. القبائل العربية - تاريخ – السعودية 2. الأنساب والأعراق - السعودية.


الباحث في تاريخ القبائل العربية التي تعيش في عصرنا في الجزيرة العربية لا يجد كثيرا من اسمائها - المعروفة الآن - فيما ألفه العلماء المتقدمون من كتب الأنساب ، ويرجع هذا إلى عدة أسباب :
1-منها اشتهار بعض الفروع الصغيرة من قبيلة مشهورة اشتهاراً يطغي على شهرة القبيلة نفسها ، مثل ( شمّر ) فالاسم القديم على فخذ صغير من قبيلة ( طيئ ) القحطانية المعروفة ، غير أن شهرة هذا الفرع الصغير طغت على بقية الفروع ، فأصبحت كلها تنتسب إلى ( شمر ) سوى فرع صغير ، هاجر في عصر متقدم إلى العراق ، وبقي محتفظاً باسم ( طيئ ) واصبح يجهل الآن صلته بشمّر .
والمتقدمون الذين دونوا كتب الأنساب لا يتهمون كثيراً في الفروع الصغيرة التي كانت مغمورة وقت التأليف ، ثم برزت فيما بعد .
وتداخل فروع القبيلة الواحدة في النسب أمر معروف عند العرب منذ القدم ، ولا يتسع المجال لتفصيل هذا .
2-ومنها أن كثيرا من القبائل المشهورة التي كانت تقطن الجزيرة عند ظهور الإسلام ، قد نزحت إلى الأقطار العربية المجاورة كالعراق والشام ومصر ، فحلت محلها فروع من قبائل أخرى لم تكن مشهورة عند بدء تسجيل أنساب القبائل .
ولهذا فالمتعمق في دراسة أنساب سكان الجزيرة عند ظهور الإسلام ، وبعده بنحو ثلاثة قرون ، يجد أن كثيراً من القبائل التي كانت تسكن هذه البلاد قد اختفت أسماؤها وحل محلها قبائل لم تكن معروفة .
ومن أقدم من تصدى لتحديد منازل القبائل العربية في تلك الحقبة لغدة الاصفهاني في كتابه " بلاد العرب " والهمذاني في كتابه " صفة جزيرة العرب "، والكتابان من منشورات ( دار اليمامة للبحث والترجمة والنشر ) .
ثم جاء البكري وياقوت -رحمهما الله - فدونا كثيراً من المعلومات المتعلقة بمساكن القبائل في الجزيرة في معجمهما العظيمين " معجم ما استعجم " للبكري و " معجم البلدان " لياقوت .
والباحث في أحد كتب النسب القديمة تمر به أسماء قبائل ، وخاصة سكان قلب الجزيرة ( نجد ) لا يستطيع أن يعرف عنها الآن شيئاً ، كما لا يدرك الصلة بين سكان هذه البلاد الآن ، وأولئك الذين كانوا يسكنونها قديماً الأنساب .
3-ومنها : انقطاع تسجيل أنساب القبائل منذ أول القرن الثالث الهجري إلى عصرنا الحاضر ، بالنسبة لما وصل إلينا حتى الآن من المؤلفات القديمة كما سأوضح هذا فيما بعد .إذ كتب النسب التي وصلت إلينا ألفت أصولها في آخر القرن الثاني الهجري ، ومن أقدمها مؤلفات هشام بن محمد الكلبي المتوفي نحو 204هـ .
4-ومنها : أن الذين تصدوا للكتابة عن أنساب سكان الجزيرة - عند بدء التسجيل - كانوا بعيدين عن مواطن القبائل ، وخاصة نجد ، قلب الجزيرة .
ولهذا فاتهم الشيء الكبير من أنساب القبائل ، ومنه ما يمر به القارئ عرضاً في تراجم بعض شعراء الجزيرة ، باستثناء عالم جليل من أهل الجزيرة هو أبو علي هارون بن زكريا الهجري ، وكتابه لم ينشر ، وهو كتاب شامل للأدب واللغة والأنساب وغيرها .
وسأحاول بإيجاز - التعريف بأصول القبائل الحديثة التي تسكن الجزيرة في عهدنا ، معتمداً في هذا على ما اطلعت عليه في ثنايا بعض المؤلفات القديمة ، وما استنتجته من دراسات منازل القبائل في الجزيرة وتنقلهم في تلك المنازل ، تنقلا كان يسير على وتيرة واحدة . إذا تعمق المعني بهذه المباحث في دراسة لهجراته المتتابعة لجميع القبائل ، يجدها تكاد تكون متفقة على أنها تتجه من الجنوب إلى الشمال ، ومن الغرب إلى الشرق فالشمال لا العكس ، وذلك من أقدم العصور ، إلى عصرنا الحاضر ، لم يتغير الأمر إلا بعد أن أنعم الله على هذه الجزيرة بنعمة الرخاء والأمن ، وهيأ لها من أسباب الغنى ما جعلها مطمحا للأنظار ، ومقصداً لجميع الراغبين ، في الحصول على الثروة ، فأصبحت بعض القبائل التي سبق أن هاجرت إلى العراق والشام تعود إلى موطنها القديم .
أما قبل ذلك فكانت القبائل تتجه إلى الأرياف ، وتهاجر من الجزيرة التي كان كثيراً ما ينتابها الجدب فيأتي على أموال البادية التي تعتمدعليها في حياتها فتضطر إلى طلب الرزق في بلاد أخرى .
ومما تجب ملاحظته عند البحث في أصول القبائل العربية أمور :
الأول :
الاختلاط بين الأنساب ، فما دام هذا الفرع ينتسب إلى قبيلة معروفة فقد يصبح في وقت من الأوقات معدوداً في قبيلة أخرى ، إما بطريق المجاورة، أو بطريق الحلف ، أو بطريق الالتجاء ، وحتى بطريق تشابه الأسماء ، إذ بالتشابه يقع الخلط بين الأنساب كما أوضح ذلك الهمداني في كتابه " صفة جزيرة العرب " حين ذكر جعده من بطون قبيلة حمير فقال – ص180 منشورات دار اليمامة - : ( وبنو جعدة هؤلاء يقولون إنهم من بني جعدة بن كعب ، ولا تعرف هذه البطون في بطون جعده من كعب ) ، ثم ذكر بطون جعده بن كعب ، ثم قال : ( وكذلك سبيل كل قبيلة من البادية تضاهي باسمها اسم قبيلة أشهر منها فإنها تكاد أن تتحصل نحوها وتنسب إليها ، رأينا ذلك كثيراً ) انتهى .
ومن أمثلة ذلك في عصرنا ( عبيدة ) - بفتح العين -سكان وادي الرَّيب ، فوادي الريب في القديم ( المعروف الآن باسم الرَّين ) كان من سكانه من بني قشير من عامر بن صعصعة من هوازن من مضر بن نزار من عدنان - فرع يدعى ( عّبيدة ) بفتح العين .
وفي قبيلة ( جنب ) القحطانية التي تسكن الآن جنوب الجزيرة فرع يعرف باسم ( عِبيدة ) فاختلط الفرعان فانتسبا إلى قحطان ، وسكنا في ذلك الوادي.
ومن أمثلة ذلك أيضاً ( بنو خالد ) فالمشهور بهذا الاسم قبيلة عدنانية تنتسب خطأ إلى خالد بن الوليد الصحابي الجليل الذي اتفق علماء النسب على انقطاع عقبه .
وقد انضوى تحت هذا الاسم فروع كثيرة ممن يسمى باسم (خالد) ومنهابنو خالد الذين كان لهم نفوذ وسيطرة في يوم ما في شرق الجزيرة - الأحساء وما حولها -ونسبت إلى عُقيل بن عامر ، كما قال ابن مشرف:
ولا تنس جمع الخالدي فإنهمقبائل شتى من عُقيل بن عامر
غير أن المتبادر إلى الذهن ، والشائع عند كثير من الناس أنه عُقيل بن عامر بن صعصعة بن معاوية من هوازن من قيس عيلان من مضر .
وليس الأمر كذلك ، فعُقيل بن عامر هذا شابه باسمه وباسم أبيه الفرع المضري ، مع أنه من بني عامر من عبد القيس من ربيعة الذين عرفوا باسم ( العمور ) ثم ( العماير ) وهؤلاء من عبد القيس سكان منطقة البحرين من العهد القديم . كما نص على ذلك ابن فضل الله العمري في كتابه " مسالك الأبصار " فيما نقل عن الحمداني ، وكما ذكر المتقدمون عن ( العمور ) كالبكري في مقدمة " معجم ما استعجم "
وياقوت الحموي في الكلام على ( الصلاصل ) من " معجم البلدان " وغيرهما .
ومن الأمور التي ينبغي ملاحظتها عند البحث في أصول القبائل العربية الحديثة - معرفة منازل القبائل العربية القديمة في داخل جزيرتهم عند ظهور الإسلام وبعده إلى القرن الثالث الهجري ، حيث تصدى بعض العلماء المتقدمين لتحديد منازل القبائل العربية . ومن هؤلاء العلماء :
1-لأصمعي عبد الملك بن قريب الباهلي (122/216هـ) وقد نقل ياقوت في " معجم البلدان " عن كتابه الذي سماه " جزيرة العرب " كثيراً من النصوص ، وصلت إلينا مجموعة في كتاب ألفه الحسن بن عبدالله المعروف بلغدة الأصبهاني المتوفي سنة 310هـ تقريباً ، ونشرته ( دار اليمامة للبحث والترجمة والنشر ) محققاً باسم " بلاد العرب " وهو أوسع كتاب وصل إلينا في تحديد المواضع وذكر سكانها .
وهو قائم على أساس ذكر فروع القبائل العدنانية ، وبيان منازلهم ومياههم وأوديتهم وجبالهم .
2-الحسن بن أحمد الهمداني المتوفي في منتصف القرن الرابع الهجري - صاحب كتاب " صفة جزيرة العرب " وغيره من المؤلفات . وقد نشرت ( دار اليمامة ) هذا الكتاب بتحقيق مؤرخ اليمن وعالمه القاضي محمد بن علي الأكوع .
وهذا الكتاب من أمتع ما ألف عن منازل قبائل وسط الجزيرة من عدنانية وقحطانية فقد عول فيا كتب على النقل ، ولهذا وقع في كلامه عن تحديد بعض المواضع من حيث السكان ما يحتاج إلى التحري والدقة في ذلك .
3-أبو الأشعث الكندي في جبال تهامة كذا ذكر ياقوت ، وأبو الأشعث هذا هو راوي رسالة عرام بن الأصبغ السلمي ، من أهل القرن الثاني الهجري ، ورسالة عرّام طبعت مراراً باسم كتاب " أسماه جبال تهامة وسكانها ، وما فيها من القرى ، وما ينبت عليها من الأشجار ، وما فيها من المياه " ومع إيجاز المعلومات التي يحويها هذا الكتاب الذي لا يتجاوز ثلاثة كراريس ، فإن الباحث قل أن يجد مثلها في دقة التحديد ، عن منازل بني سليم جنوب المدينة إلى الطرف الجنوبي لحرة بني سليم ، وعن المواضع الواقعة بين مكة والمدينة .
4-محمد بن إدريس بن أبي حفصة اليمامي - من أهل القرن الثالث الهجري - وآل أبي حفصة من سكان اليمامة - في إقليم في الخرج - منذ عهد عبد الملك بن مروان في القرن الأول الهجري ، إلى ما بعد القرن الرابع ، وبلغني أن لهذه الأسرة بقية لا تزال معروفة في مدينة الرياض .
أما كتاب ابن أبي حفصة فقد سماه ياقوت في " معجم البلدان " : " مناهل العرب " ولكنه سماه في كتابه " المشترك " باسم آخر ، فقد أورد في هذا الكتاب ما نصه :- في الكلام على ذي مرخ -: (قال الحفصي في كتاب " اليمامة " : الخارجة قرية لبني يربوع ، وفيها يمر ذو مرخ وفيها يقول الحطيئة :
ماذا تقول لأفراخ بذي مرخ زغب الحواصل ، لا ماء ولا شجر ؟! وقال في " المعجم " في رسم روض القطا : ( وجدت في كتاب أبي جعفر محمد بن إدريس بن أبي حفصة في " مناهل اليمامة " ) .
وأرى أن صواب اسم الكتاب " مناهل اليمامة " لأن النقول التي وصلت إلينا منه تتعلق بمنطقة اليمامة .
وقد نقل يا قوت فأكثر النقل عن كتاب ابن أبي حفصة - وأوردت طائفة مما نقل في مجلة " العرب "س1 ص769/793 - .
ويظهر من تلك النصوص اعتناء ابن أبي حفصة بتحديد الموضع أكثر من اعتنائه بذكر سكانه ، وهو يعني بذكر طرق اليمامة إلى مكة وإلى هجر وإلى البصرة ، ولا يتوسع في ذكر نواحي الجزيرة ومناطقها .
5-كتاب " النوادر والتعليقات " لأبي علي هارون بن زكرياء الهجري من أهل القرنين الثالث والرابع الهجريين ، وممن عاش في الجزيرة ، وكان مؤدباً لأبناء الأمير طاهر بن يحيى الحسني من أمراء المدينة ، وكان يسكن العقيق .
وكتابه شامل لعلوم اللغة والأدب والشعر والأنساب وتحديد المواضع مما يتعلق بجزيرة العرب ، وهو أجل كتاب ألف عن هذه العلوم بصفة عامة .
وفي الكتاب معلومات قيمة عن تحديد المواضع ، وبيان سكانها ، وقد جمعت قدراً من ذلك مما وصل إلينا من كتاب الهجري وطبعته في كتاب هو " أبو علي الهجري وأبحاثه في تحديد المواضع " .
6-أبو عبيد البكري عبدالله بن عبد العزيز الأندلسي المتوفي سنة 487هـ وكتابه " معجم ما استعجم " معروف وقد نشر مرتين وهو من أغرز المؤلفات مادة في تحديد المواضع وذكر سكانها من القبائل العربية ، مع إيراد الشواهد من الشعر القديم ، مشروحة من قبل قدماء اللغويين ، ممن لم تصل إلينا مؤلفاتهم .
ولو سلم كتاب البكري من تصحيف بعض الأسماء لعُدّ فرداً في موضوعه ، ومع ذلك فقد من تحديد المواضع معلومات قيمة ، ونصوص مطولة عن الأحماء - جمع حمى - وعن مواني بقرب المدينة منقولة عن كتاب الهجري ، ومنسوبة إلى السكوني .
7-كتاب " الجبال والمياه والأماكن للزمخشري محمود بن عمر المتوفي سنة 538هـ وهو كتاب مطبوع ، وعلى صغر حجمه يحوي على معلومات قيمة ، وخاصة ما يرويه الزمخشري عن شيخه السيد علي بن وهاس الحسني المكي ، فهو يتحدث عن علم ومشاهدة .
8-كتاب " الأمكنة والمياه والجبال والآثار ، ونحوها المذكورة في الأخبار والأشعار " تأليف نصر بن عبد الرحمن الإسكندري الفزاري المتوفي سنة 561هـ - والكتاب لا يزال مخطوطاً وهو كتاب مفيد في موضوعه ، مع اختصاره واهتمامه بأسماء المواضع المتشابهة في الخط ، المختلفة في النطق .
9-كتاب " ما اتفق لفظة وافترق مسمى من أسماء المواضع " لأبي بكر محمد بن موسى الحازمي ، المتوفي سنة 548هـ وقد عوِّل فيه على كتاب نصر الإسكندري ، بحيث وصفه ياقوت بأنه اختلس ذلك الكتاب ، ومعلومات الكتابين تكاد تكون متماثلة ، باستثناء مفردات يوردها نصر في آخر كل حرف من الحروف ، لم يذكرها الحازمي وكتاب الحازمي لا يزال مخطوطاً .
10-" معجم البلدان " تأليف ياقوت بن عبدالله الرومي البغدادي الحموي ، المتوفي سنة 626هـ وهو أوسع كتاب ألف في موضوعه وأعمه نفعاً وأجزله فائدة . فقد حوى جل ما في كثير من المؤلفات القديمة التي اطلع عليها مؤلفه . وما أكثر ما اطلع عليه منها مما لا يزال مفقوداً !!
هذه أهم الكتب التي حدد مؤلفوها منازل العرب ، وتحدثوا عنها ، وأوردوا الشواهد من الأشعار والأخبار على ما جرى فيها من الحوادث والوقائع، وأوضحوا ما يتعلق بسكانها من فروع القبائل .
وتحسن الإشارة إلى كتاب جليل في هذا الشأن يتعلق بتفرق القبائل وانتشارهم في الجزيرة ، وهو كتاب " الافتراق " تاليف هشام بن محمد بن السائب الكلبي المتوفي سنة 204هـ تقريباً . ومع أن الكتاب لم يصل إلينا فإن أبا عبيد البكري نقل في مقدمة كتابه " معجم ما استعجم " قدراً صالحاً عن تفرق قبائل معد ، وقضاعة ، كما نقل ياقوت في " معجم البلدان " عنه نقولا كثيرة ، في كلامه على أقاليم الجزيرة كالحجاز ونجد والسروات ، وفي مواضع أخرى من كتابه .
وأعيد القول بأن معرفة منازل القبائل العربية القديمة من أهم ما ينبغي أن يعني به من يتصدى للبحث في أصول القبائل الحديثة ، التي هي في الأصل امتداد وفروع للقبائل القديمة ، هذا من ناحية ، ومن ناحية أخرى فإن كثيرا من القبائل القديمة لا تزال في مساكنها الأولى أو بقربها مثل : ثقيف ، وعدوان ، وفهم ، وبجيلة ( بني مالك ) ، وزهران ، وغامد ، وبالقرن ، وخثعم ، وأكلب ، وبنو سلول ، وناهس ، ورجال الحجر ( بالأحمر وبالأسمر وبنو شهر وبنو عمرو ) وعسير ، ورجال ألمع وجنب وبالإجمال ، فجل قبائل السروات الممتدة من الطائف إلى نهاية سراة عبيدة جنوباً وشرقاً إلى بلاد يام وبلحارث وسنحان ، ثم قبائل اليمن كلها – لا تزال في مواطنها القديمة .
وفي شمال الحجاز جهينة وبلي ، ومن قبائل مكة هذيل ، لا تزال بعض بطونها غير بعيدة عن منازلها القديمة جنوب مكة وفي الأودية الممتدة من سراة الطائف غرباً ، وما حولها . وكذا مزينة وبنو سليم قرب المدينة .
وتتوقف معرفة أصول القبائل العربية الحديثة على التعمق في معرفة أصول القبائل القديمة ، إذا القبائل الحديثة متصلة بها ، فهي متفرعة عنها.
وكانت الأصول في العصور القديمة أصفى منها الآن ، وأصرح ، فقد كان للدين الإسلامي الحنيف أثر قوي في عدم العناية بالأنساب ، حيث ساوى بين الناس مساواة جعلت النظر للاصول لا قيمة له ( فإذا نفخ في الصور فلا انساب بينهم ) .
يضاف إلى هذا كثرة ، التداخل بين فروع القبائل ، ولهذا أسباب كثيرة ، منها الحلف والجوار في المنازل ، وتشابه الأسماء .
ومنها رجوع القبيلتين إلى أصل واحد ، ثم تشتهر إحداهما فتنضوي الأخرى إليها ، لكون الجد الأعلى للقبيلتين واحداً .
ويتضح في المنتسبين إلى عنزة – في عصرنا – من حاضرة نجد ، فكل من كان من بني وائل يمت بنسبة إلى عنزة ، لأن وائلاً يتصل نسبه بجديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان وعنزة هو ابن أسد بن ربيعة .
على أن هناك من النسابين من يزعم أن لوائل ابنا اسمه عناز ، والمتقدمون من علماء النسب يذكرون أن لوائل ابناً اسمه عنز – بالعين المفتوحة والنون الساكنة والزاي – وأنه ذهب إلى جنوب الجزيرة فحالف سكانها ، فأصبح أبناؤه معدودين في قبيلة عسير القحطانية على ما أوضح الهمداني في كتاب " الإكليل ج1 ص 292 حيث قال :
( وأولد عنز بن وائل على ما خبرني بعض من يصالبهم من جنب : رُفيدة وأراشة فأولد رفيدة : ربيعة ومعاوية وعامراً وعبدالله وعمراً وحماراً فأولد ربيعة مالكاً ، فأولد مالك جريهة وتولب وسلامان ، وولد عامر بن رفيدة : عبدالله ووهباً وإياساً ، وولد عمرو بن رفيدة : سلمة وشقيقاً وتميماً وعبد الله ، وأولد أراشة بن عنز : عسيراً وقناناً وجندلة ، فولد عسير : مالكاً وتميماً ، فولد مالك : غنما وحارمة وجدبلاً وتيماً، فولد تيم بن مالك : زهيراً وسلمة – وفيها بنو شيبة – وعضاضة ، وعضاضة من نهم بن ربيعة أيضاً ، وبنو اللقاح ، ولا أدري إلى أين البطنين هم ) .
والتداخل في أنساب القبائل معروف منذ العصور القديمة .
ويحس أن يلم القارئ بشيئ من معرفة أصول القبائل التي لا يزال لها بقية في عصرنا الحاضر .
وتنقسم هذه القبائل أصلين عظيمين هما قحطان وعدنان .
فالقبائل المنتسبة إلى قحطان هي التي كانت تسكن جنوب الجزيرة . ثم انتشرت منها في جميع أقطارها ، بل هاجرت منها خارجها قبائل كثيرة إلى الشام ، وإلى العراق ، وإلى مصر ، وإلى المغرب الأدنى والأوسط والأقصى .
ولا تزال فروع كثيرة من هذه القبائل تسكن في الجزيرة في منازلها منذ صدر الإسلام حتى عهدنا الحاضر ، وقد نأتي على ذكر أشهرها القبائل القحطانية الباقية .
ويلاحظ أن اسم ( قحطان ) يطلق في عصرنا الحاضر على قبائل هي قحطانية الأصل ، ولكنها لا تختص بهذا الاسم ، وما كان يطلق عليها هذا الاسم في الزمن القديم ، بل كانت تعرف باسم ( مدحج ) .
أما القبائل العدنانية فكان مو طنها الأول الحجاز ، ومنه انتشرت في الجزيرة وخارجها .
وأشهر فروع القبائل العدنانية : مضر ، وربيعة وإياد وأنمار .
فأما إياد فقد تفرقت منذ عصور قديمة ، ولم يبق منها في الجزيرة إلا من التحق بقبيلة أخرى .
وأما أنمار فيذكر علماء النسب المتقدمون أنه خالط القبائل القحطانية فانتسب فيها ، فأصبح معدوداً من الأزد ، أزد السراة .
ومضر هو الجذم العظيم المشهور من أبناء عدنان ، ومنه تفرقت فروع كثيرة من القبائل العدنانية مثل قريش وكنانة وهذيل ومزينة ، وبني سليم وغيرهم من القبائل التي لا تزال منتشرة في الجزيرة من حاضرة وبادية ، وسأشير فيما بعد إلى أشهر القبائل المضرية ممن لا يزال معروفاً في عصرنا ، وإن اختلطت به فروع من قبائل أخرى قحطانية .
أما ربيعة فقد كانت من أعظم الفروع العدنانية ، وربيعة أخو مضر بن نزار بن معد بن عدنان .
وكان انتقال بني ربيعة من الحجاز ، وانتشارهم في نجد قبل ظهور الإسلام بزمن . وقد استوطن بنو ربيعة عالية نجد ، وانتشروا فيها ، حتى حدث بينهم حروب من أشهرها حرب ( البسوس ) فتفرقوا وانتقلوا إلى شرق الجزيرة ثم إلى العراق والشام .
ولم يبق منهم في الجزيرة سوى فروع يسيرة منها :
بنو عنزه : وكانت بلادهم قديماً في جهات خيبر ولا يزال لهم بقية كبيرة هناك مع أن قسما منهم انتقل إلى شرق الجزيرة ، وشارك في الحرب التي بين بني بكر بن وائل ، وبين بني تميم عند ظهور الإسلام ثيتل ، والنباج والشيطين ، وفلج .
كما يفهم هذا من أخبار تلك الحروب ، وقد سجل شاعرهم رشيد بن رميض العنزي طرفاً منها في قصيدته اللامية التي منها :
وما كان بين الشيطين و ( لعلع )لنسوتـنـا إلا منـاقـل أربــع
فجئنا بجمع لم ير النـاس مثلـهيكاد لـه ظهـر الوريعـة يظلـع
بأرعن دهمٍ تنسل البلـق وسطـهله عـارض فيـه المنيـة تلمـع
صبحنا به سعداً وعمـراً ومالكـاًفظل لهم يوم مـن الشـر أشنـع
وذا حسبٍ من آل ضبـة غـادروابجري ، كما يجري الفصيل المفزع
تقصـع يربـوع بسـرة أرضنـاوليـس ليربـوع بهـا متقصـع
وممن بقي من ربيعة في نجد أسر متحضرة في أودية اليمامة ملهم وقران وعرض بني حنيفة ( باطن الرياض ) إلى الخرج ، من قيس بن ثعلبة قوم الأعشى في منفوحة وما حولها .
ومن ربيعة بنو حنيفة – وسأتحدث عنها مفصلاً .
ومن بقايا ربيعة بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان – ممن لا يزال في بلاده القديمة من قبل ظهور الإسلام إلى عهدنا الحاضر :
بنو حنيفة : بن لجيم بن صعب بن علي ابن بكر بن وائل بن قاسط بن هنب بن أفضى بن دعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة .
وكانت حنيفة ممن اعتزل الحروب التي جرت بين بكر وتغلب الفرعين الكبيرين من وايل من ربيعة ، ولهذا قال سعد بن مالك يعرض بالحارث ابن عباد – فارس النعامة – وكان قد اعتزل حرب بكر وتغلب :


بئس الخلائف بعدنـاأولاد يشكر واللقـاح
من فر عن نيرانهـافأنا أبن قيس لا براح

وأراد باللقاح بني حنيفة قبل ظهور الإسلام ، وكان ملكهم هوذة بن علي السحيمي الحنفي ذا مقام عند ملوك عصره ، وخاصة كسرى ملك الفرس الذي كان يرسل التجار من بلاده في خفارة هوذة هذا ، وقد مده الأعشى بقصائد مشهورة منها قوله :
يا

هوذ إنك من قـوم ذوي حسـبلا يفشلون إذا ما آنسـوا فزعـا
هم الخضارم إن غابوا ان شهدواولا يرون إلـى جاراتهـم خنعـا
قـوم بيوتهـم أمـن لجـارهـميوما إذا ضمت المحذورة الفزعـا
وهم إذا الحرب أبدت عن نواجذهامثل الليوث وسـم عاتـق نقعـا
غيـث الأرامـل والأيتـام كلهـملم تطلع الشمس إلا ضرأو نفعـا
من يلق هوذة يسجد غير متئـبإذا تعصب فوق التاج أو وضعـا
لـه أكاليـل بالياقـوت زينـهـاصواعها لا ترى عيبا ولا طبعـا

والسجود لا يكون إلا لله جلا وعلا ، ولكن كان هذا قبل الإسلام ، كانوا يعظمون ملوكهم بالسجود ، ومنهم هوذة هذا ، وقد كتب إليه الرسول صلى الله عليه وسلم يدعوه إلى الإسلام فلم يستجب .
وقد وجدت قبيلة بني حنيفة في وادي العرض المنسوب إليهم – المعروف الآن باسم وادي الباطن – وجدت في هذا الوادي من وفرة المياه ، وخصوبة الأرض ، ومناعة الموقع لكونه في وسط جيل العارض ، وجدت فيه وما يقربه من الأودية مكاناً ملائماً فاستوطنت هذه البلاد ، ونعمت بخبراتها ، وحمتها بشجاعة رجالها من القبائل المحيطة بها التي كانت أكثر عدداً وبذلك افتخر شاعرهم موسى بن جابر الحنفي الملقب بأزيرق اليمامة في قصيدة له من عيون الشعر العربي منها قوله :

وجدنـا أبانـا كـان حـلَّ ببلـدةسوي بين قيس قيس عيلان والفرز
ورابيـة إمـا العـدو فحولـهـامطيف بنا في مثل دائـرة المهـر
فلما نـأت عنـا العشيـرة كلهـاأقمنا وحالفنا السيوف على الدهـر
فما أسلمتنا بعد فـي كـل وقعـةولا نحن أغمدنا السيوف على وتر

سويّ : وسطاً بين بلاد قيس عيلان ، وبلاد بن ي تميم الذين منهم بنو سعد ، ويلقبون بالفرز .
وقد استقر في أودية العرض ، عرض اليمامة ، مع بني حنيفة بعض أخواتهم من بني وائل كبني ثعلبة قوم الأعشى الشاعر في منفوحة وما حولها ، وآخرون غيرهم .
ومعروف أن التحضر يزيل كثير من المميزات القبلية ومنها العناية بحفظ تسلسل الأنساب ، ولهذا جهلت أسر كثيرة من بني حنيفة صلة أنسابهم بجدهم الأعلى ، وأصبح كثير من سكان أودية العارض لا يزيدون عند ذكر انتسابهم على القول بأنهم من بني وائل .
وأشهر أسرة عربية اليوم – بعد أسرة المصطفى علية الصلاة والسلام هي الأسرة السعودية الكريمة ، التي أوضحت في كتاب " جمهرة أنساب الأسرة المتحضرة " وأوضحت نسبتها إلى بني حنيفة .
ومن الأسر المعروفة الآن ، التي من بني حنيفة – بحسب الترتيب الهجائي –
آل حمود ، وآل درع ، وآلدغيثر ، وآل زيد ( في المـصـــانع ) وآل شاشات ، وآل الشمسي ، وآل عثمان ، الذين من آل الدهمش ، وآل مقرن ( في الباطن ) والنمور – من الدروع كل هذه الأسر
في الرياض وما حولها .
وممن كانوا – إلى عهد قريب – من سكان هذه البلاد من الوائليين – الجلاليل أهل المنفوحة ، وآل شعلان الذين منهم دهام بن دواس ، وآل سحيم – في معكال – وآل زرعة – ومنهم من تولى إمارة مقرن ( الرياض الآن ) وآل مديرس ، وكانت لهم إمارة أيضاً .
وممن قبل هؤلاء : آل يزيد وآل مزيد والموالفة والدروع والمردة .
كما أن هناك من الأسر الوائلية في حريملاء ، وحرمة ، وفي الشقة في القصيم ، وفي البرة ، وفي البير – من قرى المحمل – كآل أبي رباع ، وآل عقيل ، والصارا ، وآل وائل ، وفي الزبير آل نصر الله .
وممن ينسب إلى ربيعة – في شرق الجزيرة – بنو عتبة – سكان البحرين ( أوال ) قديماً ومنهم الجلاعمة ( الجلاهمة ) ونسبهم بعض النسابين إلى قضاعة خطأ ، فقد رأيت نسبتهم في كتاب " جمهرة النسب " لابن الكلبي إلى بني وائل من ربيعة صريحاً ، كما نقلته من مختصر هذا الكتاب – مخطوطة ( مكتبة راغب باشا في اسطنبول ) وأريته أحد أدباء القطيف ممن يعنى بالأدب والبحث ، فنقله أيضاً ، وقد فقدت ما نقلته ، مع ما فقدت من كتبي وأوراقي أثناء قيام حوادث بيروت – وما أعز ما فقدت!!
ومن الجلاهمة من رؤسائهم البطل المشهور رحمة بن جابر بن عذبي الجلهمي العتبي – المتوفي شهيداً في جمادي الأولى سنة 1242هـ ، وقد ترجمه ابن بشر في " عنوان المجد " وأطال الثناء عليه لمناصرته للدولة السعودية الأولى ، ولصدق ولائه وحسن عقيدته في موازرة الدعوة السلفية ، وأورد خبر موته أثناء معركة بحرية ، وذكر من شعره قصيدة قالها بعد هدم الدرعية سنة 1233هـ من قبل إبراهيم باشا ، يقول فيها :


جزأ الله بالخيرات عنـا آئمـةدعونا إلى التوحيد من هو الردى

وفي كتاب " دليل الخليج " القسم التاريخي أطراف من أخباره ، وينبغي لمن اطلع عليها التثبت وعدم الأخذ بما ورد في بعضا من تنقص له ، ووصفه بأنه من ( القراصنة ) ، فمؤلفو ذلك الكتاب كثيراً ما وضفوا بعض أعداء الانجليز من أهل الخليج بـ ( القرصنة ) .
ومن العتوب في البحرين وقطر والكويت أسر كثيرة
.
ومما يلاحظ أن كثيرا من الأسر التي تنتسب إلى قبيلة بني حنيفة أو غيرها من فروع ربيعة تعتزي الآن إلى قبيلة عنزة ، وسبب هذا أن من عادة العرب إذا اشتهر فرع من فروع القبيلة التي يجمعها أصل واد ، فإن بقية الفروع تنتسب إلى ذلك الفرع ، ومثل هذا في القبائل المعاصرة مثل قبيلة شمّر – فقد كان هذا الفرع يطلق على فرع قليل العدد ، من قبيلة طيئ ، ذات الفروع الكثيرة الشهيرة ، غير أن أكثر تلك الفروع غادرت الجزيرة سوى فرع شمر ، وفروع قليلة من طيئ ، انتسبت إلى شمر فيما بعد ، فأصبحت فروع طيئ في نجد داخلة في فرع شمر ، وأن لم يجمعها في هذا الفرع سوى الجد الأعلى وهو طيئ الذي انحصر في فرع صغيرة من فروع تلك القبيلة يعيش في العراق .
وهذا الأمر تدفع إليه الحياة التي كانت قبائل العرب تحياها داخل الجزيرة ، فهي بحاجة إلى نوع من العصبية لكي تحمي نفسها قبل استتباب الأمن في هذه الربوع ، بقيام الحكم السعودي الميمون فيها .
وقل مثل هذا في ربيعة الجذم من العرب العدنانية ، فقد تفرعت منه قبائل كثيرة ، منها بكر ووائل ، وعنزة وعبد القيس ، أهل البحرين ( المنطقة الشرقية الآن ) والنمر ، ومن وائل : بنو عنز الذين دخلوا في قبائل عسير ، في جنوب الجزيرة ، وبنو حنيفة الذين استقروا في واديهم منذ عصر ما قبل الإسلام إلى عصرنا الحاضر ، حيث لا تزال أسر كثيرة في قرى هذا الوادي من بني حنيفة .
وفروع أخرى من بني وائل ومن بني تغلب في نعام والأفلاج ونواحيها ، ولكن جل الفروع هاجرت من الجزيرة ولم يبق فيها ربيعة من البادية سوى فروع يسيرة منها عنزة في حرار خيبر ونواحيها .
وتحضر القبيلة يفقدها أهم وسائل القوة التي كانت تتخذ منها القبائل البدوية أبرز ميزات البداوة ، وهي الانتماء إلى العنصر – الأصل – الذي به تحافظ على بقائها ، وحدة متماسكة ، وكانت قبيلة عنزة هي القبيلة التي بقيت داخل الجزيرة متمسكة ببداويتها وبمميزاتها القبلية ولهذا فلابد للفروع التي تمت لها بصلة من بني وائل من الانتساب إليها ، حتى وإن كانت من قبيلة أشهر منها كقبيلة بني حنيفة .
وممن ينتسب إلى ربيعة جذم كبير من قبيلة الدواسر ينتمي إلى تغلب بن بكر بن وائل .
وقد سبق أن نشرت في " اليمامة " قبل أربعين عاما مقالاً عن قبيلة الدواسر ذهبت فيه ألى أن تغلب الذي ينتسب إليه ذلك الفرع من قبيلة الدواسر هو من تغلب قضاعة ، واستدللت على ذلك بأن وادي الدواسر كان في القديم يسمى ( عقيق جرم ) نسبة لقبيلة ( جرم ) القضاعية ، وفي بني قضاعة بنو تغلب بنو حلوان بن عمران بن الحافي بن قضاعة ، وقضاعة قبيلة قحطانية كما هو معروف ، وتغلب الذي ينتسب إليه ذلك الفرع من ربيعة من عدنان .
وجرم وتغلب القضاعيان أخوان ، هما ابناء حلوان ، وجل فروع قبيلة الدواسر من قحطان ممن انتقلوا من بلاد اليمن .
ولكن أحد الأخوة من تلك القبيلة يكتب إلي مستنكراً ذلك الرأي ومورداً عدد من الأقوال شعرا وأخبارا بأن تغلب الذين يكونون أحد جذمى قبيلة تغلب الدواسر هم من تغلب بن ربيعة .
وقد سبق الإشارة إلى أن فروعاً من ربيعة ، من بكر وتغلب كانت منتشرة في جبال عارض اليمامة من بلاد ملهم وماحولها إلى بلاد الإفلاج.
وإذن فليس من المستبعد أن تكون بعض هذه الأسر التي تنسب إلى تغلب ربيعة الأصل ، أو أن الاتفاق في الاسم سبب اندماجا بين من سمي به من العدنانيين ومن القحطانيين وهذه سنة معروفة عند قبائل العرب كما تقدمت الإشارة إلى ذلك .
ومن بقايا قبيلة ربيعة بنو عبد القيس الذين انتشروا في بلاد البحرين ( المنطقة الشرقية ) قبل الإسلام ، وجاورهم طوائف بني عمومتهم من بني وائل ، واستقروا في تلك البلاد إلى عصور متأخرة .
وكان من أشهر فروع عبد القيس بنو عامر ، الذين عرفوا في عصور متقدمة باسم ( العمور ) ثم بعد ذلك عرفوا مؤخراً باسم ( العماير ) وانتسبوا إلى بني خالد .
ولا شك أن كثيراً من فروع قبيلة بني خالد التي كانت تحل بلاد المنطقة الشرقية ترجع إلى عبد القيس ، وأنه وقع عند كثير من النسابين المتأخرين خلط بين بني عامر ، الذين يرجعوان إلى عبد القيس ، وبين بني عامر بن صعصعة بن معاوية الذين يتصل نسبهم بمضر فتخيل بعض من نسب بني عامر الذين في بلاد البحرين إلى عامر بن صعصعة ، والحقيقة أنهم من عامر عبد القيس ثم من ربيعة وليسوا من مضر .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
مقال مفيد لحمد الجاسر عن اصول القبائل
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» المؤرخ التاريخي ابراهيم بن صالح العيسى القحطاني من تلاميذه الجاسر
» قصيدة في مدح القبائل السعوديه
» رموز القبائل الجديده
» موسوعة الاصول و القبائل العربية
» القبائل العربيه بالحروف الأبجديه

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
شبكة حصاة قحطان :: المـجـــالــس التـاريخـيـه :: مجلس أخبار و تاريخ و أنساب وشعراء القبائل والاسر العربيه-
انتقل الى: