قبيلة الضياغم :
وهم أولاد ضيغم بن شهوان بن جعفر بن منصور بن ضيغم بن منيف بن ضيغم بن منيف بن جابر بن علي بن عبده بن سليمان بن عبدالرحمن بن الربيع بن سليمان بن روح بن مدرك بن الحارث بن كعب ين مذحج من ولد الحارث أبناء عُبيده ،وقد رحلوا في القرن السابع الهجري و استقروا في شمال الجزيرة العربية وفي جنوبها قرب مأرب ، وهذه بعض من سيرتهم وأخبارهم في منطقة تثليث نفردها بالذكر هنا لما علمناه عنهم من جهة ، ولأن أخبارهم جديرة بالذكر ولم يكتب عنهم من جهة أخرى ، فضلاً عن أنهم سكنوا تثليث وسادوا فيه ، فأقول:
عندما تكاثر بنو الحارث أبناء عبيدة وضاقت بهم سراتهم ، أخذوا في التوسع نحو المنحدرات الشرقية مما يلي أودية جاش ، وطريب حتى استقروا في وادي تثليث ، وكانت قبائل تثليث التي سكنته قبل وفي صدر الاسلام قد نزحت من لسببين :
أولهما : بأسباب المد الإسلامي ، فقد خرجت الكثرة الكاثرة من قبيلة زُبَيْد واستقرت في العراق ، فهم أهل بغداد ، وفي منطقة عربستان ، وهم أهل منطقة الأهواز. وكذلك قبيلة النخع فقد رحل أغلبها مع إخوانهم زبيد ، ومثلهم جعفي ، ومراد فقد رحل بعضهم إلى العراق ومكثت قلة منهم في تثليث ، ورجع البعض الآخر إلى اليمن ، ومثلهم الضياغم وسيأتي بيان ذلك.
وثانيهما : إنه لما كانت أراضي منطقة تثليث صحراوية لا زراعة فيها ، لم يهدأ القوم ولم يحبذوا ذلك ، فهم أهل فلاحة وزراعه، فعادت منهم بطون عدة إلى مواقعها الأولى في غرب مأرب وشماله وممن عاد: أكثر أهل مراد ، وجعفى ، وبعض ولد الحارث الذين خرجوا معهم وهم أهل براد وفي ذلك يقول شاعرهم الذي استقر بسراة عبيدة بعسير :
حنــــا عبيدة ما عبيدة غيـــــــرنا *** إلا عبيدة جنب وأهل بـــــراد
نعود للضياغم فنقول :
سكنو في تثليث بعد إخوانهم المتقدم بيانهم ، فلما قوت شوكتهم أخذوا يتوسعون نحو بيشة غرباً ، ونجران جنوباً وقد سكنوا على أنقاض مدينة الهُـجَـيْرة المذكورة في كتب الهمداني ، فسموها باسم الجعيفرة بالقرب من حمــضـة ، غرب تثليث
ولا تزال معروفة قائمة حتى يومنا هذا ، وحينما ارادوا التوسع قال شاعرهم :
في وادي ٍ ضاق بنا آل ضــيـغم *** صغـــير ونرجي من وراه الزوايد
من أسفله (نجد الجماد) يحدنـا *** ومتعلق بأقصـــى القعـــوم الفرايد
ونجد الجماد هذا : هو الذي يحد قبائل عبيدة من الشمال ، وقد سمي فيما بعد ( نجد الدم ) كما ورد ذلك في أمتاع السامر ص15 الحاشية.
ولما أحسوا أن لهم قوة وسيادة عقدوا العزم على حرب من حولهم والاستيلاء على بلدانهم ، فسلط الله عليهم عَشيِّـة اجتماعهم سيول عارمة ، فأخذت ما يملكون من أموال وخيول وإبل وغنم ، ولم يبقى منهم إلا الناجي بنفسه ، بل ان السيول جرفت النساء والذراري ، ولما نزل بهم ما نزل من أمر سبحانه القوي المتعال ، فما كان من أمرهم إلا أن رحلوا نحو شمال
الجزيرة ليسلموا من شماتت القبائل المجاورة ، ومن السطو عليهم بعد أن حل الضعف محل القوة فيهم ، وفي ذلك يقول شاعرهم بعد أن أصبحوا فلا يرى إلا أماكنهم :
غدا بآل عبــد الــرب براق ليـلة *** يحت الحصى من عاليات النوايلي
فذا مربط الدهما وذا مركز القنا *** وذا ملعب الخفرات سمر الجدايلي
وشاهد آخر يؤكد لنا هو قول أحد شيوخهم وهو : عرار في صاحبته :
شبَّهت ميثا سدرة تحــت (طاهم) *** لا هبَّت أنواد الصفــــاري فنـــودهـا
وشبَّهت ميثــا والقنـا يردع القنا *** مُخَّـة قَــنَـاةٍ طار منها عــمودهـــــا
عبيــديـَّة ماهيب عَنــباً طويلـــة *** ولا بعريانٍ من الجســم عودهـــــــا
ان وقـفـت دقّ العـسـيلي وركها *** وإن دَنَّـقـت ما ردَّه إلا نهــــودهــــا
أما طــاهم فيقال له أيضاا : طاهن وهو أحد روافد وادي تثليث وينحدر من جبال القهرة شرق تثليث ، متجها إلى الشمال ثم إلى الشمال الشرقي ليصب في تثليث مثيله مثيل شعب درع .
ولعل قائل يقول : من هم آل عبد الرب ؟! فنقووول :
هم الضياغم ويلقبون بآل عبد الرب ، وهم ثلاثة أقسام آل راشد ، وآل شهوان ، وآل صهبه ، ولما وصلوا أرض الجبلين دخل آل راشد ، وآل شهوان في شمر المذحجية أبنا عمومتهم طيّ ، ودخل الصهبة في مطير ، ولما خرجوا من تثليث كان يقود جموعهم الشيخان : عرار ، وعمير ابني راشد بن شهوان
أما عن قبائل الجحادر ، وتثليث : فإنه عندما أحست قبائل الجحادر بالقوة والكثرة أرادت هي الأخرى التوسع ، وكان اندفاعا طبيعيًّا فهي تريد أملاك أبناء عمومتها ، وكان يبدو أن قبيلة (نــاهس) الخثعمية ، تريد ما تريده الجحادر أيضا حيث طمعت في تثليث بعد نزوح الضياغم – آل عبد الرب.
فلما علمت الجحادر بما تريده ناهس ، بعثوا أحد مشائخهم إلى أعالي تثليث للإرتياد واستطلاع الطريق ،
وهو الشيخ : علي بن حلبوب
ويعرف في التاريخ بـ : علي خد العذراء وهو : المفضل بن نهار المشعلي ثم الجحدري فقد ظل يلاحق تنقل قبيلة ناهس ،
وفي أحد المرات اكتشفته ابنة الشيخ ( حناظل ) شيخ ناهس، إذ إنها كانت تنظر في مرآتها وقت بزوغ الشمس ، فانعكست
صورة الشيخ علي هذا في المرآة فقد كان مختبئاً بالقرب منهم ، فقامت البنت ونبهت القبيلة وقالت لأبيها وقومها أنها نظرت
رجلاً إما أنه يأكل أو يخصف نعله في مكان كذا .
فهبت القبيلة على الفور وعلى غرة منه ، فطوقته وقتلته ، فهاجت قبائل الجحـــــادر ، واندفعت إلى منطقة تثليث ، وخاضت
مع نــاهس معارك كبيرة ومنعتها من احتلال تثليث ، وقد وصف أحد شعراء الجحادر ، رحلة الجحادر إلى تثليث والحرب فقال:
قال الصبي المشعلي هـاض قاف *** هاض الغنا من راس عالي صلوقه
سرحنـا بلثنين من عنـد أهلنــــا *** كل أبلــج طيبــــات أو فوقــــــــــه
أول مسانا ( بفرشـــة نقيــــــل) *** يا شبه نو ٍ تلاحــــــت بروقــــــــه
وثاني مسانا (بالأمـواه) عـــــد *** عشانا (بـر ٍ) حــــــلا ما نذوقـــــه
وثالث مسانا (برغـوان) عــــد *** يوم المبنـــــدق يوفــــــــي سحوقه
ورابع مسانــا (بشرقي بجـــاد) *** يوم الردي بـــــــــات ينفخ شدوقه
وخامس مسانا (صباح عليهم) *** على نـــــاهس مشرعين نوقــــــه
فخمسين منا وتسعيـــــن منهم *** مثل النخل يوم تصـــــــرم عذوقه
لعينا علي ٍ رعينا (خــــــراف) *** ورعينا (القزع) مايــلات عذوقه
ولعينا علي ٍ ذبحنـــــــا حناظل *** وجعلنا صعد العرينــــــي غبوقه
فغير ول يا شيخ بــدو وحضر *** واليا عطا شي ٍ غدا فـي مروقه
ويوم غدا فيـــــــه للوى عليّ *** بماجة نهــــار تخـــالف بـــروقه
فرشة نقيل : هي فرشة قحطان التهامية الحالية وهي لجنب بن سعد العشيرة.
الامواه : مركز تابع لتثليث ، ويعرف بتثليث الأعلى فيه سوق اسبوعي هو يوم الأربعاء،وقد أسس على ماء البعقة المشهورة.
البر : هو القمح
رغوان : منهل من مناهل تثليث مما يلي الحمضة .
بجاد : هو الجبل الكبير الواقع جنوب سوق تثليث من جانب الوادي الشرقي وفيه ماء (الهاين) المشهور .
صباح عليهم : في ذلك الموقع الذي وقع فيه الصباح أقيمت هجرة المصبح للشيخ ابن بخيتان.
خراف : شعيب يقع أعلى وادي تثليث من الشمال الغربي ، وهو غابات من السدر والأراك.
ولما وصلت هذه القصيدة إلى ناهس ، قام أحد كبارهم ، وقد قيل أنه على قدر كبير من السيادة، فجاوبه بهذه القصيدة قائلا ً :
يا سَـمحة الحمراء لا واعــــذري لي *** خطول الرجل نابيـــــة الســــنـام
أوي والله ليتنـــا حلنــــا عليــــهـــــا *** في سحرة من بين عوج العـجام
غير اعترض لي بالحـكايــــا ربـــــع *** وقالوا ما يفدي بابلنا نمر القعام
فراح النمر قــــد كفـــــــــــه خضيب *** ويتخيــــر في عراياها الجســـام
جانا البلا من دعــــــوى ( دهيــــم ) *** جد مـــــا تسمى بــه لســـــــــام
والموت لما زهم في دعـوى(محمد) *** مثل المـرســل تغشوته الظــوام
واما آل(الجمــــــل) جمع زحــــــوم *** مبنـــدقـــهم تعـــــدى كـــــل رام
شبهت حنـــاظل مقـــدم نــــــــهاره *** هدود الشــــول لازمه البغــــــام
وشبهت حنـــاظل تـالي نهــــــــاره *** هدود الشول قاصفـه الهيـــــــام
خذيت سبعــــــه في دقــــــل قومي *** وخذيت الثلاثـــة في الإنهــــزام
منهم راعي الجوخة الصفرا جفيته *** بشلــفـــا ما تورعها العظــــــام
آل دهيم : هم الخنافر ، والسحمة ، والمشاعلة ، وآل عاطف.
آل محمد : وهم آل سعد ، آل روق ، والخنافر ، والسحمه ، والمشاعلة وآل عاطف.
آل الجمل : هم آل مسعود ، وآل سويدان ، وآل شبوة ، والعجارش ، وآل عليان ، وآل مريتع ، وآل عياف .
راجع منطقة تثليث وما حولها من 650- 1414هـ
_________________ تــوقــيـع
|
 لاتحسبنًي بشتكـي مـن مساويـــــــــك= مـن دون حدًي بحكمك في حدوديماني ونالعاصـي تضـن الرجـاء فيـك=رجــــاي بالله والـخـلايـق شـهــوديفيني طناخه يافتى الجــــود وطغيـك = أبــــك إقحطانـن كـلهـم لـي سنـودي |
