عاصي الشعراء العلياني مدير العام
الدولة : تاريخ التسجيل : 23/07/2010 عدد المساهمات : 3835
| موضوع: الفارس سالم الشيخي وبر الأبناء الثلاثاء فبراير 08, 2011 12:53 pm | |
| لقد ترددت في كتابة قصة الجلوة للفارس الشاعر سالم الشليخي ولكن وجدت أنه من واجبي إعادة نشرها في شكلها الصحيح نظراً لتخبط الرواة عند روايتها , وكذلك سردهم أحداث القصة بشكل ينتقص من قيمتها الحقيقية في تأصيل قيم بر الوالدين وقيم الصداقة والأخوة التي قد تجدها عند البعيد وتفتقدها عند القريب.
وليست هذه الرواية الوحيدة عن سالم الشليخي التي تعرضت للتحريف فقط! بل هناك غيرها قد تعرضت للتشويه بشكل سيء.
وأما بخصوص هذه القصة فأود أن أعرف بصاحبها أولاً وهو: (الشليخي) سالم بن شنار بن شايع بن الشيخ مشيع (وهو:حمد,أحد قادة الدولة السعودية الأولى إلى جانب الشيخ هادي بن قرمله) بن الشيخ ريحان (صاحب مربط الخزا المشهور بمربط العبيسه) بن الشيخ مسعود (قائد مناخ صبحا) بن بخان (وهو:مانع) بن هادي بن خرشف بن طريف بن سعيد بن عاصم.
حدثت هذه القصة عندما رأى سالم الشليخي في يوم ما رجلان من بعيد وقد وقع بينهما شجاراً بالأيدي فمشى مسرعاً حتى يفرق بينهما وكان يصيح بهما أن تفرقا. فرآه رجلاً اسمه مبارك بن مغيلث من فخذ ال عضيب آل عاصم فجاء مسرعاً من خلف سالم وضربه بمرباعه في غفلة من سالم فسقط سالم مغشياً عليه معتقداً أن سالم يريد الفزعة لأحد الاثنين المتشاجرين حيث كان أحدهما من ال عضيب والآخر من الخراشفه.
أُخذ سالم إلى بيته وعندما أفاق من غيبوبته جاءه أبناؤه وكان أكبرهم مبارك ويليه هزاع فسألوه عما حدث فقال لهم لم يحدث شيء إلا أنهما أصرا فأخبرهم بأن ابن مغيلث لم يكن يقصد وأنه خطأٌ يحدث بين الجميع (وهذا من حلمه وثقته بنفسه وإلا لن يعجز الشيخ الفارس سالم الشليخي أن يأخذ حقه وفروسيته مضرب مثل بين الفرسان) فعقد العزم مبارك وهزاع بأن يأخذا ثأر أبيهما وأخبراه بذلك وأنهما فاعلان ذلك لا محالة وأنهما لن يسكتا عن أخذ حق أبيهم المغدور به. فلما رأى إصرارهما قال: إذاً ارحلا بنا ليلاً حتى نصل العد الفلاني وعندها تعودا إلى غريمكما وتأخذا ثأركما شريطة ألا تغدروه وأن لا تقتلوه وتكون ضربة بضربة.
رحلوا وعندما وصلوا العد المراد عاد مبارك وهزاع إلى ابن مغيلث وناداه الاول (مبارك) بأن يخرج له بعد أن عرف بنفسه ومراده , محذراً إياه في الوقت ذاته بأن يدافع عن نفسه,فخرج ابن مغيلث فضربه مبارك بجنبيته فقطع اذنه وعاد للخلف وتقدم منه هزاع وصاح به ان احتمي نفسك فأنا هزاع ثم ضربه على صابره الا ان ابن مغيلث قد وضع يده متقياً بها فقطع اصابعه ثم عادا أدراجهما.
ومن هنا بدأت جلوة سالم الشليخي وأبنائه بين عدة قبائل (من ضمنها قبيلة عتيبه إذ جاوروا آل ربيعان شيوخ الروقه من عتيبه حيث تزوج مبارك بن سالم الشليخي من آل ربيعان وكذلك قبيلة الخنافر الجحادر وشيوخها آل سفران) و كانت أولهم قبيلة آل روق الجحادر حيث جاور سالم الشليخي ابوزميع الشيخ غيدان من آل ملهبه بن غيدان بن عامر بن روق (وله مع ابو زميع قصة جميلة من قصص الاخوة والوفاء نوردها لاحقاً).
استمر بهم الحال فترة من الزمن حتى أنجبت ابنة سالم الشليخي من زوجها ولد. (وزوجها هو: عبيد بن محمد بن معيكل وهو ليس اخاً لابن مغيلث كما جاء عند العامة بل صلة قرابتهم أنهم من آل عضيب).
وبعد إنجابها لابنها علوش توقفت ابنة سالم عن إرضاع صبيها فوراً وعندما سُئلت أجابتهم أنني لن أرضعه وأبي وإخوتي يقع بهم الظلم وتتكالب عليهم الرجال وأنا أرى ذلك. فأخذوا صبيها عند المرضعات فلفظ الصبي أثدائهم رافضاً أن يرضع منها. فما كان منهم إلا أن وافقوا بدون فضل على التنازل رغم أنها ضربة بضربة,وطلبوا جنبية ابن درعان وفرس ابن ريحان الاصيلة وهي من مربط العبيسة فأعطوهم إياها بدون علم سالم الشليخي , ثم عاد هو وابنائه البررة إلى جماعتهم. هذه هي القصة الحقيقية , وأما قصائد سالم الشليخي فكثيره ونورد بيتين من إحدى قصائده والتي يمدح بهما ابوزميع وهي:
غير ليت الجور لي تثنى عند غيدان
ابوزميع ( ن ) عيدهن اليا اقبلني
من أولاد روق مطوعة كل فسقان
هم زبن منهو عن دناياه جني الكاتب /بن بخان | |
|