الشيخ شريان بن عويضه وكسب ابل القرماوي ثلاثين ناقه حمراء تسمى الحجبا
وتسمية اولده ذيب على الشيخ ذيب بن عبود
الشيخ/جعفر ابن عبود شيخ آل مسعود وال الجمل وأبرز فرسانها من الجحادر قحطان،يقول المؤلف عبدالرحمن بن زبن المرشدي:"آل عايض بن مرزوق:وفيهم شيخة آل مسعود وتشمل كافة آل الجمل في آل عبود"(العرب سنة 29 ص688)وقال"جعفر بن عبود من مشاهيرهم وشيخهم وكان معاصرا للشيخ محمد بن هندي بن حميد وله معه قصة ذكرها فهد المارك رحمه الله في كتابه من شيم العرب"( العرب سنة 29ص689ــ690)والشيخ جعفر إبن عبود يلقب(ببجَّاد نجد)لأنه يقود قبائله من تثليث جنوباً إلى حائل والصمان شمالاً دون خوف من القبائل الآخرى يقول شاعر ال مسعود بن رايعه/
ذيدانا مرباعها الصمان_بين القبايل ما عطانا الشاه
وإن سنّدت تاطا خشوم ذقان_والهضب تشرب برايد ماه
يقول الكاتب التاريخي محمد العلي العبيد في مخطوطته"النجم اللامع للنوادر جامع"أخبار وأشعار القرنين الثالث عشر والرابع عشر ص 327 عندما تطرق لقحطان وبطونها في نجد قال"وقبيلة ال الجمل ورئيسهم ابن عبود وكان يقول شاعر ال عياف حين تحولوا ال محمد(من الجحادر)إلى نجد من ماء لهم يسمى عقيلان وهو قريب من وادي بيشة ونزلوه بعدهم ال الجمل يقول شاعرهم مترك ابن جلمود العيافي:ياعد فرسان القبايل جوك__ال الجمل يتلون ابن عبود"وجاء ذكر قبيلة ال الجمل ايضا في كتاب المغيري(1364هــ)في ذكره آل الجمل من قحطان قال(ومنهم آل مسعود والإمارة في آل عبود ويلحق بهم المساعيد من عتيبة وينقل عنهم أن المقاطعة وقعت بينهم في زمان عجير بن عضيب المسعودي وجعفر بن عبود ولمقاطعتهم سبب(المنتخب ص 119)وجاء أول ذكر لقبيلة ال مسعود في نجد كقبيلة من أشهر القبائل قبل 460 سنه في كتاب البسَّام،حيث كان ال مسعود مشتركين مع قبائل الدواسر في أحداث مناخ الحرملية عام 980هـ حول(عد ماء قريب من القويعية في وسط نجد)تجاور الشيخ جعفر بن عبود شيخ ال مسعود وال الجمل قحطان والشيخ شريان بن عويضه شيخ ال عليان ال الجمل في النصف الثاني من القرن الثالث عشر هجري في الوجيه صوب الحصاه وكان الشيخ جعفر كبير في السن وكان ابنه ذيب فارس لايشق له غبار وهو قائد المعارك وقد رحلوا شمال صوب ديار عتيبه وفي طريقهم في الزيديات وهي من مناطق عتيبه كان امامهم(النفعه)فقامو بغزوهم في صباح عظيم وكان الشيخ ذيب بن عبود هو من يقود المعركه فقام ال مسعود ومعهم الشيخ شريان بن عويضه وشقيقه مشاري بن عويضه بكسب ابل وحلال النفعه وقام الشيخ شريان وكسب في ذاك اليوم ابل القرماوي ثلاثين ناقه حمراء تسمى الحجبا وقامو ال مسعود بكسب ذيدان كثيره وقد استبسل في هذي المعركه فارس من النفعه يسمى(معيض القرماوي)وحاول الحفاظ على المتبقي من ذيدان النفعه وطالت المعركه فلما علم الشيخ جعفر بن عبود ماحصل أتى وقام بمنع النفعه لانه لا يحب القطيعه رحمه الله وقد أعجب بفروسية معيض وهو من القرماويه من النفعه وأمر أبنه الشيخ ذيب بإيقاف الهجوم والأكتفاء بما كسبوا وفي عودتهم لعربهم الا هم يبشرون الشيخ جعفر انه رزق بصبي وفي نفس اليوم يرزق الشيخ شريان بصبي فقام الشيخ جعفر وسمى ولده(معيض)على معيض القرماوي اعجابا منه بفروسيته وسمى الشيخ شريان أبنه (بذيب) على الشيخ ذيب بن عبود فقال ذيب بن عبود ياشريان والله ان تاخذ ضعف كسبك الي كسبته من النفعه اليوم تسماوه مني لك فهذا ان دل يدل على سمو الاخلاق بين فرسان العرب قديما فكانوا يتحاربون ولكن لايهضم احدهم حق الاخر ولا يذم احدهم الاخر بل كانوا يعجبون بفروسية خصمهم وظهر فيما بعد هولاء الفرسان معيض بن عبود وذيب بن شريان واشتهروا بالفروسيه والعلم الطيب والكرم.ويقول الكاتب فهد المارك في كتابه(من شيم العرب)كانت الغزوات بين عتيبة وقخطان مستمرة والحرب سجال يوما لعتيبة ويوما لقحطان وكم وقع بينهم من المعارك الدامية وكم قال شعراءهم من القصائد الحماسية والحربية ورغم هذا كله نجدهم بقدر مايتنافسون في الحرب والصراع القبلي نجدهم يتنافسان على الرجولة والمروءة ويتسابقون على التسامح والكرم والفضل وفعل الجميل فقد غزا غزواٍ من عتيبة على قحطان وصبوا غارتهم على إبل الشيخ(جعفر بن عبود)من قحطان،وعندما صاح الصايح إمتطى الشيخ جعفر صهوة جواده وتوشح بسيفه ولحق بالغزاة الذين أخذو إبله وكونه فارسا لايشق له غبار وثقته بنفسه عظيمة جداً فلم يخبر من ربعه أحد لأن الغزو قليلون حسب رأيه وبقدرته رد إبله لوحده وعنما لحق بالغزو وصال وجال بين الفرسان وأوشك على رد الأبل،تبدل الموقف أمامه فقد كان الشيخ الفارس الشهير محمد بن هندي شيخ عشيرة برقاء من عتيبة قد حضر ومعه فرسان كثيرون العدد وإنضموا الى الغزاة الذين أخذو الأبل،مما جعل الفارس جعفر في موقف عصيب للغاية واحاطوا به الفرسان من كل جانب،ولم يكن أمامه إلا أن يستسلم لهم كأسير حرب،بعد أن رأى القوة الأخيرة التي بهره عدد فرسانها فلم يستطع بن عبود أن يفعل شيئاً،فقد غلب على أمره رغم شجاعته وتاريخه الملئ بالبطولات،فأعتقلوه وساروا به الى الشيخ الفارس محمد بن هندي بن حميد،وعندما رأه مقبلاً بين الرجال الذين أسروه قام بن هندي من فوق الشداد وإستقبله مرحباً به وكأنه ضيفاً عزيزاً،قائلاً له مرحبا ومسهلا يابن عبود،خلوا سبيله يارجال فهذا رجل شهم وفارساً عظيم وهو الأن ضيف وليس أسير وعندما سمع الفارس جعفر بن عبود هذا الكلام من بن هندي تهلل وجهه وإنفرجت سريرته،وعرف أنه قد نجا وأنه أمام رجل كريم وشهم،بعد أن إيقن بأنهم سوف يقتلونه كما جرت العادة بينهم في الحروب لآنه لم يكن أسير بالمعنى الحقيقي،ولكنه مقاتل تم إعتقاله تحت ظلال السيوف وهو مشهراً سيفه لقتل أعداءه فما كان من جعفر بن عبود إلا مقابلة التحية بمثلها،فتعانقا الرجلان الكبيران وجلسا معاً والشداد بينهم وقدمت القهودة العربية ونحرت الذبائح وتبادلوا أطراف الحديث،حيث دار بينهما الحوار التاليSadمحمد بن هندي)حيا الله جعفر الفارس الشجاع(جعفر بن عبود)أبقى الله محمد الفارس الشهم(محمد بن هندي)سمعنا عنك الكثير يابن عبود وهذه فرصة أن نراك فيها بيننا هذا اليوم(جعفر بن عبود)كيف تراني وأراك ونحن لانلتقي إلا على صهوات الخيل ودخان بنادقنا ولميع سيوفنا وغبار المعركة يحجب الشمس؟لقد تمنيت أن أموت في هذه المعركة ولاتراني أسيراً بين يديك يأبن حميد(محمد بن هندي)أنت لست أسيراً أبداً أنت ضيف عزيز وسوف نرد لك جميع إبلك وفرسك وسيفك يابن عبود(جعفر بن عبود)أنت تتشفي مني بهذا يإبن حميد؟لقد أسرنا منكم الكثير في معاركنا الماضية ولن يهداء لي بال حتى أراك عندي في مجالس قحطان أسيراً أتشفى بك كما تتشفى بي اليوم(وهنا يبتسم إبن هندي)ويقول:هذا ليس تشفياً ياجعفر،وأنا أعرف قصة فارسكم قنيفذ بن لبده الذي غنم من خيل عتيبة عشرين فرساً وأكثر،والحرب بيننا سجال يوماً لكم ويوما لنا،وأنت اليوم ضيفي لاأسيري وهنا هدأت ثورة الغضب عند(جعفر بن عبود)وقال:نعم يابن هندي الحرب بيننا سجال وأنا أعرف مدى شجاعتك وكرمك وشهامتك العربية ومقامك الجليل وأرجو أن نراك ضيفاً لاأسيراً كما تمنيت سابقاً،لأنك تستحق التكريم على شهامتك وإكرامك لي(محمد بن هندي) ماسوينا إلا الواجب يابن عبود،فحنا رغم حروبنا نعرف قدر بعض ونحترم بعض(جعفر بن عبود)صدقت ياشيخ،وأنت يابن هندي من أعقل الرجال،ومن دهاة العرب وحكماءهم،أما بخصوص الفرس والأبل فلن أقبلها منك يابن هندي فقد أخذت من المفلا وسوف نأخذ عوضها منكم من المفلا أيضاً(محمد بن هندي)يبدو أنك لازلت مغتاظاً يابن عبود(جعفر بن عبود)نعم وتمنيت أن تصاب فرسي أو أصاب أنا حتى أجد عذراً في أسري عند عشيرتي(محمد بن هندي)ألم يسبق لكم أن أسرتم أحدا من عتيبة ياجعفر؟(جعفر بن عبود)نعم سبق أن أسرنا منكم الكثير وأنت خابر يامحمد(محمد بن هندي)أجل واحده بواحده يا جعفر!(وهنا تجلت أمام جعفر)معاني الرجولة من الشيخ محمد بن هندي الذي أكرمه وعفى عنه وأخذ يلاطفه بالكلام وهو الفارس العظيم الذي يستطيع ان يقتله في الحال ولن يضره شيئاً،وقال في نفسه،لقد أسبغ إبن هندي علي جميلاً كبيراً لن أنساه وله في رقبيتي ديناً لاأستطيع وفاءه،ثم إلتفت الى إبن هندي وقال،لقد غمرتني بكرمك ياشيخ محمد،ولن أقبل الأبل والفرس إلا بشرطين توافقني على أحدهما(فقال إبن هندي)ماهي هذه الشروط ياجعفر؟(قال جعفر)أن تقبل دعوتي لك لزيارتنا لنتمكن من إكرامك كما أكرمتني بشهامتك واخلاقك الأصيلة،أو تقبل الأبل والفرس هدية مني لك(فقال إبن هندي)أجل مادام الأمر كذلك فأنت الأن تختار وأنا ماعندي مانع(فقال جعفر)أختار أن تقبل دعوتي بإسم عشيرتي وتزورنا ياشيخ محمد(قال الشيخ محمد بن هادي)لقد قبلت ذلك شرط أن تقبل الفرس والأبل(قال جعفر)أما الأبل فقد قبلتها،وأما الفرس فهي هدية مني لك ياشيخ.وهنا قدمت الولائم وتناولوا الطعام ثم دارت القهوة العربية بعد ذلك ثم تعانقا الأثنين عناقاً حاراً وقدم جعفر الفرس للشيخ محمد بن هندي وأخذ منه موعداً للزيارة.هذا هو الخلق العربي الأصيل،وهذا هو الأصل الموجود في معادن العرب الذي سيبقى مابقيت الدنيا،وبقي أن نقول ان هذه القصة ومثيلاتها من قصص الحرب والشجاعة والشهامة دارت في زمن التطاحن القبلي،قبل أن يجمع الله شتات هذه الأمة على يد البطل الموحد العظيم الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن طيب الله ثراه.ونسأل الله أن يديم علينا نعمة الأمن والأمان والرخاء.وقال ابن شعواء الخنافر في وقعة عقيلان على راس جعفر بن عبود وبين عتيبة ومن معهم من السبعان على راس محمد بن هندي بن حميد وأنتهت لصالح قوم ابن عبود ومقتل ثلاثة جذعان اولاد ابن هندي ابن حميد:
حر شهر مـن صوب نـجد مطاره_نـوا المطار وقرب الفطر الشيب
ثـور مـن الصخه تـقطع شراره_يتلاه من برقا أسوات العياسيب
وعــلى عقيلان نـوانا أبـغاره_وعما علينا مدنا مـن الاقاريـب
قلط حشيفان يدور سباره_متعلى في نايفات المراقيب
كــانوا علينا والدبـش بـنتشاره_لاد الكريزي ميبسين المشاريب
لحقوا قحاطين أسوات النماره_والكل منهم لفها بالعراقيب
ابشلف مظاربها أسوات الجحاره_ترعى بهـا العرا ويرقى بها الطيب
عاداتنا في الجلب ننقي أخياره_ثلاثة الجذعان غصب بلا طيب
اللي شرد وخلا الحويا أيساره_واللي نصا رنيه يدور معازيب
عزالله أنها حجة بعتماره_نطاحت الوكحا انجوم المغاييب
يامسوي الفنجال كثر ابهاره_عده على عروان وثنه لبو ذيب
وعدة على الشاوى متيّه أبكاره_ضويحي شوق البنات الرعابيب
وقال محمد بن طايع آل مسعود مسندها لجعفر بن عبود عندما كان ال مسعود في نجد ويبغون المسناد صوب تثليث:
ياراكب من فوق ست تبارى_ومغفلات في الليالي المخاضير
من فوقها مثل الصقور الحرارى_والزهبة اللي من حسين التغاير
منصاك أبو ذيب زبون الثبارى_حامي عقاب الجيش لاجت طوابير
ذي ديرة تحفي سخيف البكارى_قامت تهايف مثل جيش معاير
طالبك ليل زامي به بكارى_تصبح قنوفه غب وبله مزابير
يسقي لنا راس استن والزبارى_مربى الغزال اللي يرب الدعاثير
نبرا لهـا من فوق قب المهارى_لين يتساوا خلفها والمعاشير
شفي عقيلان ومنه يسارى_وميرادها من عند حيد الدواوير
وقصيدة الشيخ زيد بن سالم بن شفلوت شيخ عبيده في حدود عام 1300هـ في بعض شيوخ قحطان في نجد (الجحادر) ومناسبتها انه حال بعبيده عموما والفهر خصوصا لنجد من الجنوب في وقت الربيع فقال هذه الابيات:
مندوب سلّم على ابوذيب--وهزاع اللي لابته تتلاه
ويامن عيّن لي مقيم الطيب--اللي فقارين الملا تتلاه
شينان راعي شامخات النيب--كريم سبلا والعرب تنصاه
سعد الطروش اللي مع الغيب--ويشبع وسيع البطن من عشاه
وقنيفذ سقم الحريب--......................
وامّا ابن سفران مغنّ الطيب--وإعداه تشكي مـن طعـن يمناه
وأمّا ابن علّ ماله صيب--ياعلّ ذيب مكلّبه يمعاه
شرح القصيدة:
(ابو ذيب)الشيخ الفارس جعفر بن منيس بن عبود شيخ قبائل ال مسعود وال الجمل.
(هزاع)الشيخ الفارس هزاع بن عمر بن هادي بن قرمله شيخ قبائل السحمة.
(شينان)الشيخ الفارس شينان بن مبارك بن سعيدان شيخ قبائل ال عاطف.
(قنيفذ)الشيخ الفارس قنيفذ بن غصاب بن لبده شيخ قبائل ال سعد.
(ابن سفران)الشيخ الفارس حسن بن ناصر بن سفران شيخ قبائل الخنافر.
(ابن)احد فرسان قحطان وعتب عليه الشيخ الفارس زيد بن شفلوت بعد فعله لامر لانستطيع ذكره فالموضوع.
(مكلّبه)جبال في ديار قبيلة عتيبه.