عاصي الشعراء العلياني مدير العام
الدولة : تاريخ التسجيل : 23/07/2010 عدد المساهمات : 3909
| موضوع: وقعة نقير ربيع الثاني 1348هـ (رواية بتال الجدعي) (كتاب ديكسون) (وثائق بريطانية) الجمعة يوليو 15, 2011 6:59 pm | |
| تقول رواية الشيخ بتال الجدعي رحمه الله وهو أحد شهود العيان :
(كان تحركنا من (شظف) ونزلنا (النقيرة) وهي منهل يقع شمال النعيرية وغرب السفانية. فقال الدويش : يا بن دغيثر (حسينياً من أهل الأرطاوية) يدعى فهد. فقال : نعم. فقال له الدويش : اركب وتطلع سرية إبن سعود والعوازم. فذهب الحسيني ، وعندما جاء بعد العصر وإذا به عائد. فقال للدويش : أنت أرسلتني أدور بعيداً والعوازم وسريتهم موجودون على (نقير) ومعهم ابن جعيري وجماعته. فقال الدويش : شب النار قدام البيت ، واركب يا خيال وإذهب إلى الحثلين وأبلغهم أن يأتوننا. فحضروا برئاسة نايف بن محمد بن حثلين (أبا الكلاب) ، وحزام بن فوران ، وخالد بن محمد (سحمان) ، وينزلون عند الدويش يشربون القهوة والمجلس يمتلئ بالرجال. فقال الدويش : يا أخوالي نحن دفعنا لنا عيوناً قداماً ، نحسب أن العوازم وسريتهم بعيدين ، وتبين لنا أنهم على (نقير) ونحن وراءنا قاعدة على (عرق) وهو منهل يقع شمال غرب تخاديد على بعد 20 كيلاً وجنوب منهل شظف ، ولم تصل إلينا. فقالوا شيوخ العجمان : إنخوا لجعة إللي قعد ما منه أي فايدة يا فيصل. فقال الدويش : يا أخوالي حطوا السعة من بالكم ، السرية والعوازم ما عاد هم معودين ، ثم يلتفت الدويش إلى الحاضرين من مطير ويختارني أنا يا (بتال الجدعي). فقال لي : اركب وأنا أبوك وأخبر مطير والعجمان وانظر فرحان بن مشهور ومرضي الرفدي وراء (عرق) ومحمد البدر الدويش شمالاً منهم. قلت : إنشاء الله ، وأركب ذلولي في الليلة القمراء من الثلاث البيض ، وعندما ظهرت على (عرق) يعلم الله أني كأنني أرى ضيانهم مثل عيون البوم في تلك السهلة ، وأنا أطنب بالصياح في الليل ، يا أهل الخيل ، يا أهل الجيش ، وأن الخيال خيال ، والجياش جياش ، ثبت يا صياح ، ثبت يا صياح. فقلت : يا مطير ، فيصل الدويش يسلم عليكم ، وهذه حزة النفعة العوازم والسرية ، هؤلاء هم على (نقير). وأنتم يا العجمان : يسلمون عليكم الحثلين ، وهذه حزة النفعة لا تخلون ربعكم ، ثم يرددون بصوت واحد : يا سعدهم يا سعدهم. فقلت لهم : أين إبن مشهور والرفدي ؟ فقالوا : قدامك. ثم ذهبت إليهم وعندما وصلتهم أطلقت ثلاث طلقات في الهواء وكان الوقت ليلاً ، وإذا الخيال لاحق من الخلف ، فوقفت له. وهو يقول : ويش أنت يا رجل ؟ فقلت له : رجال الدويش ، أريد إبن مشهور والرفدي. فقال لي : خلافك ؟ فقلت له : أبلغهم بأن الدويش يسلم عليهم ، وينتظرهم غداً على ماء (النقيرة). وأنا أواصل طريقي لإبن بدر الدويش ، وعندما جئت حوله أطلقت عدة طلقات ليلاً ، ولم يجبني أحد ، وأنا في آخر الليل ، فأنزل عن الذلول ، وأربط حبلها في يدي ، وأتوسد هاك القشعة ، وأرقد وهي تديرني تأكل من الرمام ، ثم قمت وتيممت ، وأذنت وصليت الفجر ، وعندما أصبحت ذهبت إلى محمد بن بدر الدويش وسلمت عليه ، وأخبرته بأن خاله فيصل الدويش يسلم عليه ويقول لا يخلينا ، العوازم والسرية على (نقير). فقال : أنا ولد بدر حمدان. ثم قال : يا بنت سلطان. قالت والدته (وضحى بن سلطان الدويش شقيقة فيصل) : يا خير. فقال : خذوا على زملكم واتبعونا. ثم يستلجم فرسه وكذلك خليل والمهدي ، وأنا على ذلولي ولا نأتي إلى الدويش إلا عند صلاة العصر ، وأن مطير والعجمان ، وإبن مشهور والرفدي قد جوهم. فقلت : يا الدويش ، أنا أستأذنك ما في وحده. فقال : ما قصرت وأنا أبوك ، إذهب بها واسقها ثم اربطها وعلق عليها شعير. فقلت : الفشق البارحة راح ما عاد معي شيء. فقال : إذهب لمحمد الغلام يعطيك فشق. وأنا أذهب للغلام ويعطيني فشق ، ويوم أصبحنا وتشد المضاهير ، وعندما ظهرنا عليهم أوقفنا الدويش وطق رأس الرحول وكل ينزل من اقبله ، وعندما حان وقت العصر ، قال محمد بن بدر الدويش : أنا أريد أذهب بالخيل عليهم. وقد سمح له الدويش بذلك ، وتركض عليهم الخيل ، ولم يظهر منهم أحد ، وتعود الخيل ، وعندما جئنا ليلاً قال الدويش : شوفوا والله يا واحد يذكر لي راكب ذلول إني لأجعله من العوازم ، ماهو منا إلا راعي الفرس ، ثم جاء وقت الفجر ، وصلينا ومشينا عليهم ويوم أسفرنا وعساك ما أنت معهم كل من هو في نحرنا ذهب أهل المتاريس وأهل البيوت وحامل بيرقنا زبن بن حزمي البريعصي يوم شرع في البيوت ، وهي تضربه وأنه هناك ، ويحمل البيرق في الحال محمد بن حطاب من الدوشان ، وهو يورده والجموع من خلفه ، ونحن نضربهم ونظهر من قبل ثم نركز البيارق من ورائهم ، السرية داستها الخيل وراحت ، الزعوب والعوازم أكلتهم النار الحمراء ، والطرش قوض ناير وتلحقه خيلنا وترده ، وحمالوا البيارق ركزوا بيارقهم وراحوا مع البيوت بيرق الدويش وبيرق إبن مشهور وبيرق الرفدي ، وبيرق إبن لامي وبيرق إبن عشوان ، خمسة تطارخ وراء بيوت العوازم بعد ما سهجناهم (انتصرنا عليهم) ، العجمان ما أتونا أثريهم عندما تلاقوا مع خصومهم من العوازم اطفحوهم واكسروهم ، وذبحوا حزام بن فوران بن حثلين وقطعوا ساقتنا بهم خلاف ، وعندما رجعنا وجدنا الدويش قد ذبح ثلاثة من العوازم بالقرب من خيمته ونركز بيرق الدويش أمام الخيمة ، وفي الغد يأتون شيوخ العوازم للدويش وهم : إبن جامع ، وإبن دريع ، وإبن خفرة ، والملعبي ، ويدخلون عليه في الخيمة وينخونه تكفى يا أبو عبدالعزيز والله ما عاد وراءنا إلا محارمنا وأطفالنا. فقال الدويش : لعنة الله عليكم ، أنتم ما أنتم بالعوازم ، لماذا أتيتم مع سرية إبن سعود ؟ ما الذي غيركم ؟ ما تقولون هذا حظ الحضري الذي اذهبكم واذهب حلالكم وذراريكم ؟ قالوا : تكفى يا فيصل ، دخل الدخيل ، وسلم والله ما عاد نعتادها. ويعفو عنهم الدويش بشرط أن يرتحلوا إلى الكويت ففعلوا ، وصارت خيراً لهم. _________________ تــوقــيـع
| لاتحسبنًي بشتكـي مـن مساويـــــــــك= مـن دون حدًي بحكمك في حدوديماني ونالعاصـي تضـن الرجـاء فيـك=رجــــاي بالله والـخـلايـق شـهــوديفيني طناخه يافتى الجــــود وطغيـك = أبــــك إقحطانـن كـلهـم لـي سنـودي |
| |
|
عاصي الشعراء العلياني مدير العام
الدولة : تاريخ التسجيل : 23/07/2010 عدد المساهمات : 3909
| موضوع: رد: وقعة نقير ربيع الثاني 1348هـ (رواية بتال الجدعي) (كتاب ديكسون) (وثائق بريطانية) الجمعة يوليو 15, 2011 7:13 pm | |
| قــال ديــكــســون عــن الأمير ؛؛ فيصل بن سلطان الــدويــش ؛
قال ديكسون في كتابه (عرب الصحراء) عن فيصل الدويش ما نصه :
{ومن أشهر معارفي من كبار المغيرين فيصل الدويش الشيخ السابق لعموم قبائل مطير والذي
كان ملكاً حقيقياً بين البدو وهو الرجل الذي فعل مالم يفعله عربي آخر لمساعدة ابن سعود
للوصول إلى السلطة والشهرة وهو نفسه الذي فتح المدينة لإبن سعود وربما يكون بعد ابن سعود
نفسه أعظم رجال الإستراتيجية البدو الذين أنجبتهم الجزيرة العربية في هذا القرن .
أما من حيث المظهر فقد كان رجلاً قصيراً عريض المنكبين كبير الأنف والرأس بشكل ملحوظ
وكان رجلاً صارماً سكوتاً ، ونادراً ما كان يتكلم مع من يحيطون به ، ومع ذلك فإن رجال عشيرته
الدوشان يحبونه حباً يشبه العبادة ، وكذلك رجال قبيلة مطير في جميع مناطق سكناهم فقد كانوا
يعتبرونه بطلاً عظيماً وقائداً فذاً ، وعندما كان ينهض للسير كان يخيل للناظر أنه محدوب الظهر
قليلاً ولكنه يعرج بشكل ملحوظ من جراء جرح أصيب به في رجله ، وقد مات سجيناً في الرياض
عام 1932م ، تغمده الله برحمته .
وكان أول لقاء لي به في الحادي والثلاثين من شهر أغسطس عام 1929م ، خلال تمرد الإخوان
في ذلك العام على ابن سعود عندما اجتاز الحدود مع جميع القوات المتمردة من قبائل مطير
والعجمان وخيموا حول آبار الصبيحية في الأراضي الكويتية ، وكان جيشه جائعاً ويفتقر إلى
المؤن وكان يأمل أن يسمح له بشراء الطعام من ميناء الكويت ، وبلغ عدد خيامه ثلاث آلاف خيمة
تقريباً ، أما عدد الإبل المرافقة للقوة فلم يكن يقل عن مائة ألف ، وكان منظراً مهيباً لن أنساه ما
حييت .
وبعد أن أبلغت الجهات المسئولة بعبور هذه القوة الهائلة حدود دولة الكويت أمرني ممثل التاج
البريطاني في الخليج أن أرسل تحذيراً لفيصل الدويش العظيم بالإنسحاب من حدود الكويت خلال
ثمان وأربعين ساعة وإلا فإن قوات الطيران الملكية البريطانية المرابطة في الشعيبة (البصرة)
ستمطره هو ورجاله بالقنابل ، فركبت سيارتي واتجهت إلى (ملح) حيث طلبت من فيصل الدويش
أن يقابلني (وكان أمير الكويت قد حذرني بشدة من الذهاب للقائه خشية أن يغدر بي) ، وفي
اللحظة الأخيرة تبعني شيخ الكويت مع أربعة من عبيده ، حتى إن أصابني شر ، كما قال يصيبه ما
يصيبني ، وصل فيصل الدويش إلى المكان الذي تواعدنا فيه على اللقاء بمصاحبة كبار رجال
الإخوان وهم فئة من الرجال المتعصبين الأشداء الذين كان فيصل يسيطر عليهم سيطرة تامة ،
وبعد أن أطلعته على الإنذار الذي أحمله أضفت بأنني قد أقنعت قائد القوات الجوية البريطانية أن
يتوقف عن الضرب لمدة يومين خوفاً على حياة النساء والأطفال الذين كانوا يرافقونهم ، ورجوت
فيصل الدويش أن يعطيني كلمة شرف بأن ينسحب عبر الحدود خلال المدة المحددة حرصاً على
سلامة النساء والأطفال ، ظل فيصل الدويش متردداً ساعة كاملة ، محتجاً بأنه لا يوجد أي خلاف
بينه وبين الحكومة البريطانية وأنه هو وقومه كانوا من رعايا دولة الكويت السابقين وأنهم
يرغبون بتجديد ولائهم لأمير الكويت ، وأنهم كانوا يعانون من نقص شديد في المؤن ، وبالرغم
من تأثري الشديد لم أتزحزح عن موقفي وتمكنت من إقناعه أخيراً أن يعدني بتنفيذ طلبي ،
وعندما وعدني بذلك كان قرص الشمس الأحمر يغيب وراء تلال المناقيش البعيدة ويضفي على
الأفق حلة من المهابة ، وعندها قال فيصل بأنه ينوي الصلاة ، وأذن هو نفسه للصلاة وأم الصلاة
هو نفسه أيضاً ، وكلهم يصطفون وراءه على طريقة الإخوان ، وقد وضع كلم منهم بندقيته أمامه
على الأرض بحيث تلمس فوهة البندقية وعقبها فوهة وعقب البندقية المجاورة وهكذا ، وعند
إنتهاء الصلاة استدار فيصل وهو لا يزال على ركبتيه وقال : أعد بشرفي أن أفعل ما طلبته مني ،
اذهب بسلام ، وكان يعني أنه سوف ينسحب خلال ثمان وأربعين ساعة ، وأكدت له أنا بدوري
عندما نهض من الصلاة واقترب مني ، أن طائرة ستمر خلال الفترة المحدودة لإستطلاع قواته ،
حافظ فيصل الدويش على وعده ، وكان وداعنا لحظة مشهودة ، فقد شعرت عندها أنني كنت في
حضرة زعيم حقيقي للصحراء ، ولم أعد أرى فيصل الدويش ثانية إلى حين استسلامه في
الجهراء بعد خمسة أشهر في الثامن من يناير 1930م ، عندما شققت طريقي من خلال قنابل
القوات الجوية البريطانية التي كانت تنفجر من حول مخيمه ورجوته أن يستسلم خلال ساعتين
للقوات الجوية الملكية البريطانية وأن لا يحاول اختراق طوق الحصار كما كان ينوي أن يفعل
ويحاول التفاهم مع القوات السعودية التي كانت تربض في إنتظاره على الحدود الجنوبية للكويت
، وكان موقفه يائساً فقد كانت طائرات السلاح الجوي البريطاني والقوات البرية تطارده لعبوره
حدود الكويت مخالفاً بذلك أوامر ممثل صاحب الجلالة ملك بريطانيا ، وكان أمله بالنجاة ضئيلاً ،
أطاع فيصل نصيحتي (مع أن أحداً غيري وغيره لم يكن يعرف الدور الذي لعبته في الموضوع)
وانطلق بعد وداع مؤثر إلى معسكر قائد السلاح الجوي الملكي البريطاني وقائد القوات المرابطة
في العراق نائب مارشال سلاح الجو الملكي البريطاني (السير س.س. بيرنت) الذي كان يدير
العمليات وسلمه سيفه ، وقبل نقل فيصل إلى البصرة بالطائرة كسجين (في آخر النهار) عهد لي
بزوجته وأخواته الثلاث وطفليه الصغيرين وسبعة وعشرين من قريباته الإناث وهو يوصيني بهم
قائلاً : أهلي في ذمتك يا أبا سعود ، فاضطلعت بمسئولية إحدى وثلاثين سيدة عربية شريفة
وأطفالهن ونزل الجميع ضيوفاً علي في الكويت ما يزيد عن شهر كامل إلى أن أرسل الملك
عبدالعزيز آل سعود الشاحنات والخدم لنقلهم إلى عاصمته ، وقد قدر لي الملك صنيعي وأرسل
يشكرني بحرارة على ما فعلته أنا وزوجتي لهؤلاء السيدات الشريفات ، إذ أن ابن سعود في هذه
الأمور كان في غاية الشهامة والمروءة .
وقد وجه لفيصل الدويش الكثير من النقد الجارح وأحيانا عبارات الذم المريرة وبخاصة من
الناس الذين قاسوا على يديه من سكان العراق ، وخوفاً من أن لا ينصفه المؤرخون من بعدي ،
فإني أسجل هنا بأنني شخصياً لم أرى منه سوى كل ما جميل ، وكنت أحد اثنين من الإنجليز (على
ما أعتقد) الذين قابلاه وكان لهما اتصال مباشر معه قبل استسلامه ، وكان لي شرف التحدث معه
حديثاً ودياً مرتين مما مكنني من تفهم شخصيته .
ومما لا شك فيه أن فيصل كان من كبار قادة الصحراء ، وكان قومه يحبونه إلى درجة العبادة وكان
يحمل أفكاراً عظيمة لمستقبل الجزيرة العربية ، وقد وقع الخلاف بينه وبين ملكه وسيده ابن
سعود لأنه كان يحمل أفكاراً جادة ولم يستطع أن يرى الأمور من وجهة النظر السياسية ، وكان
يلعب لعبة خطرة ومزدوجة بإقامة علاقات ودية مع الإنجليز الكفرة ، ولم يستطع التوفيق بين
سياسة ملكه وبين العقيدة الوهابية الصارمة كما يفهمها ويدعو إليها الإخوان ، ومع أن فيصل
الدويش في الفترة الأخيرة عارض ابن سعود إلا أنني أعتقد جازماً بأن الملك سيظل لذكراه
ويحترمه أكثر من إحترامه لأي شخص آخر في مملكته إلى أن يموت ، وسيظل يتذكر الصبي الذي
كان فيصل في أيام طفولته في الكويت ، والمحارب العظيم والقائد الفذ الذي صار إليه فيما بعد ،
وبالإضافة إلى الأنصار الثلاثة والعشرين الكبار الذين ساعدوا ابن سعود في استعادة عاصمته
الرياض ، فإن فيصل الدويش كان في الحقيقة صديقه المخلص ومستشاره الأمين وقائده الفذ في
عشرات المهمات العسكرية التي مكنت ابن سعود من العودة إلى مملكته .
والحق أن فيصل الدويش كان قائداً أعظم من أن ينسى .
وربما كانت أشهر غزوات فيصل الدويش تلك الغزوة التي وصل فيها إلى البحر الأحمر من
عاصمته الأرطاوية ، وقد قص علي تفاصيل هذه الغزوة ابن مسيلم شيخ الرشايدة في الكويت في
السابع والعشرين من يناير 1935م ، وكنا حينئذ نتحدث عن الغزوات طويلة المدى وسألته إن
كان قد قام بشيء مميز في هذا الميدان فأجاب بالنفي ، ولكنه أشار إلى رجل في خيمته وأمره أن
يخبرني بأمر غزوة فيصل الدويش العظيمة التي قام بها منذ ثمان سنوات واستغرقت أربعة أشهر
، فإستجاب الرجل بسرور وأخبرنا كيف غادرت جماعته الأرطاوية بقيادة فيصل الدويش على
البحر الأحمر ، ثم إتجهت جماعة الغزاة شمالاً وهاجمت تجمعاً لقبيلة بلى ، وهاجمت بعض
مضارب بني عطية ، وعادت أخيراً بمقدار عظيم من أسلاب الإبل عن طريق لينة عن طريق لينة
الرخيمية وحفرالباطن والصمان ، وقد إستغرقت الغزوة أربعة أشهر بالضبط من بدايتها إلى
نهايتها ، قطعوا خلالها مالا يقل عن ألف خمسمائة ميل ..
(ولكن هذا كان في أيام الإخوان العظيمة) أضاف الرجل وعيناه تلمعان بالفرح .
المصدر : كتاب (عرب الصحراء) لديكسون ، ترجمة سعود الجمران ، الطبعة الأولى ،عام 1997م _________________ تــوقــيـع
| لاتحسبنًي بشتكـي مـن مساويـــــــــك= مـن دون حدًي بحكمك في حدوديماني ونالعاصـي تضـن الرجـاء فيـك=رجــــاي بالله والـخـلايـق شـهــوديفيني طناخه يافتى الجــــود وطغيـك = أبــــك إقحطانـن كـلهـم لـي سنـودي |
| |
|