عاصي الشعراء العلياني مدير العام


الدولة :  تاريخ التسجيل : 23/07/2010 عدد المساهمات : 3661
 | موضوع: (تقارير الاستخبارات البريطانية عن الجزيرة العربية عام 1916 الأربعاء يناير 18, 2012 5:27 pm | |
|
عدل سابقا من قبل عاصي الشعراء العلياني في الجمعة نوفمبر 03, 2017 4:41 am عدل 3 مرات | |
|
عاصي الشعراء العلياني مدير العام


الدولة :  تاريخ التسجيل : 23/07/2010 عدد المساهمات : 3661
 | موضوع: رد: (تقارير الاستخبارات البريطانية عن الجزيرة العربية عام 1916 الأربعاء يناير 18, 2012 5:31 pm | |
| بفضل من الله وتوفيقه • بقوة مؤلفة من ثمانين رجلاً يمتطون جِمالا زودهم بها شيخ الكويت... انقض عبدالعزيز
على حامية ابن رشيد وقتل ممثله.
• الرحالة البريطاني خليل داوتي كان متعاليا ومتعصبا وحل ضيفا ثقيلا على ابن رشيد
الذي أُرغم على حمايته.
• الكويت تحتضن اجتماع ثلاثة من شيوخ العرب الأقوياء هم: شيخ المحمرة خزعل وشيخ
الكويت وابن سعود حاكم نجد.
• ابن سعود في اجتماع الكويت: العثمانيون يعملون على تفكيك العرب وإضعافهم...
وبريطانيا تستهدف توحيدهم وتقويتهم.
• مغامرة عبدالعزيز الجريئة وتسلقه وثمانية من رفاقه المنتقين أسوار قصر ابن رشيد
في الرياض وسيطرته عليها... مازالت محفورة في ذاكرة البدو
• الشيخ خزعل شيخ المحمرة يقول للبريطانيين: «لقد كان أمرا طيباً لنا أن نرى مدى
قوتكم».
• الكابتن شكسبير أصر على ملازمة ابن سعود في معركته الكبرى مع ابن رشيد ونصب
آلة التصوير ليلتقط صورا للمعركة... إلا أنه هوجم في موقعه وقتل.
• زيارة ابن سعود للبصرة تعد حلقة مهمة في تاريخ الجزيرة العربية شاهد فيها القوات
البريطانية وأبدى اندهاشه بالأسلحة والمعدات... لكنه اندهاش مَن يرغب في التعلم.
• أفكار الشيخين ابن سعود وخزعل كانت توحي بقوة أعظم وأكثر استقرارا من قوة آلة
الحرب... وبتطلعٍ إلى يوم يبسط فيه البريطانيون علوم السلام بدلاً من علوم الدمار.
سوء الطالع الأوروبي
إن الطبيعة الإنسانية واحدة، وهي الطبيعة نفسها لدى العرب كما هي لدى الأوروبيين:
تتسم بالمشاكسة والطمع والطموح، وفي بعض الأحيان تتصف بالإخلاص، ولكنها بشكل
رئيسي تميل إلى الغدر. وفي أحيان أخرى تتسم بالاستنارة، ولكنها دائماً قلقة مولعة
بالقتال. والمعارك القبلية في صحراء الشامية (الواقعة جنوب العراق حتى شمال نجد)
قد يتوقع منها أن تظهر نفس الكر والفر والتغير والتبدل للتحالفات، كما ساد تاريخ العلاقات
بين الدول المختلفة التي تشكل أوروبا.
(ويعرِّف المؤرخون القدامى صحراء الشامية باسم «صحراء السماوة»، ويطلق عليها
علّامة الجزيرة العربية حمد الجاسر اسم «صحراء الحجرة»، ويقول عنها: إنها أرض ذات
آكام وأودية ومناهل متعددة، تقع شمال وادي الباطن والدهناء ممتدة من الجنوب من
الهذاليل إلى وادي الخر شمالاً، وفيها منهل الشعبة، ومنهل الدويد، كما يخترقها طريق
زبيدة طريق الحج المشهور). (المترجم).
والسمة المختلفة للصورة في مجال المقارنة هي قلة إراقة الدماء (حسبما
تشير «نشرة العرب» السرية على لسان غيرترود بيل، وتقارير أخرى).
جرت العادة أن تقوم المعركة العربية على مباغته العدو على حين غِرة من خلال شن
غارة، وحصيلة الإصابات في بعض الأحيان، قد تزيد أو تقل عن عدد الإصابات في مباراة
لكرة القدم، وكقاعدة لا يتم أخذ أسرى. وليس المقصود من عبارة «عدم أخذ أسرى» -
التي تبدو سيئة الطالع بالنسبة لنا نحن الأوروبيين الأكثر بربرية- بأن الأسرى يقتلون،
فالرجل الذي يستسلم يتخلى عن بندقيته وحصانه وحتى ملابسه في ما عدا الحد
الأدنى الذي يستر عورته، وبعد ذلك يترك ليمضي إلى حال سبيله، وفي بعض الأحيان
يستمر القتال من دون هوادة وبلا رحمة وحسب الأعداد المشاركة فيه تكون إراقة الدماء.
«ووترلو» البدو
إن تاريخ هذه المعارك له أهميته الجوهرية وذلك بغض النظر عن أي درس قد يحمله
بشأن احتمال ترابط القبائل معاً تحت تأثير قوة خارجية. وبالنسبة الى المهتمين بذلك فإن
القصة لها معالم عظيمة بالنسبة للبدو كما هي أهمية معركتي هاستنجز Hastings
ووترلو Waterloo بالنسبة إلينا. فمعركتا «هاستنجز» أو «ووترلو» بالنسبة الى ابن رشيد
وابن سويط لا تعدان شيئا بالمقارنة إلى معركة «البردية» أو معركة «نبعة».
سنبدأ من الوقت الذي دحر فيه سعدون باشا زعيم قبيلة المنتفق من شمال الفرات إلى
صحراء الشامية التي أصبحت منطقة نفوذه الخاصة «ديرته». إن عائلة السعدون التي
تقود قبيلة المنتفق الكبيرة لا تعود أصولها إلى العراق بل من أشراف مكة، وقد أقام
سعدون باشا لنفسه سلسلة من الحصون والآبار تمتد من الغباشية عبر كابده وشقراء
حتى أبو غار ونبعة، وهي حلقة تتحدى أي محاولة للأتراك الأغراب أن يعرضوا روحه لذل
الخضوع، وسعدون الكبير تقدم بجيشه وأسلحته ذات مرة حتى أسوار البصرة نفسها.
وعندما قامت القوات التركية المنظمة في النهاية بدحر قواته إلى داخل الصحراء قام
سعدون باشا برفع رايته هناك ونصب نفسه بالفعل كملك للشامية. لكن كان يوجد هناك
أيضا عدو آخر غير الأتراك، فهذه الحصون الصحراوية كانت تشكل خطاً للدفاع ضد الغارات
الحتمية التي قام بها العرب الأعداء، وقاعدة للغارات التي كان يشنها مستأجروها
بأنفسهم.
راية الصحراء
البدوي ليس لديه أي عمل أو لهو، وعمله الوحيد ولهوه الوحيد هو شن الغزوات أو
الغارات. وعلى الرغم من أن الغزوة قد تبدو لنا باعتبارها مجرد سطو، فإنها بالنسبة الى
البدو تمثل غليان الأرواح الشرعي، والغزوات لها قواعد أشد إلزاما لديهم من قواعد
القانون الدولي بالنسبة إلينا.
وعود للحديث عن سعدون، فإن الشخص الوحيد الذي يمكن اعتباره ملكاً للصحراء اكثر
من الآخرين هو ابن رشيد الأمير الشمري، وكان عدوه التقليدي ابن سعود أمير نجد -
وفي ذلك الوقت كان ابن سعود في أدني مستوى من القوة-. ولم يكن هناك من ينافس
ابن رشيد، ولذلك عندما بسط سعدون باشا رايته على الشامية قال ابن رشيد «هذا لا
يمكن أن يكون... لا يمكن أن توجد رايتان مرفوعتان في الصحراء»، ويصعب القول ما إذا
كانت تصرفاته أو تصرفات سعدون كانت تتم بتشجيع سري من جانب الأتراك.
طرد الظفير
وعلى أي حال فمنذ ستة عشر عاما مضت (أي في عام 1901) وصلت الشائعات إلى
حدود الخميسية بأن ابن رشيد كان يجهز لشن غارة على سعدون، ولذلك جمع سعدون
قواته وجهز نفسه استعداداً لرد الهجوم، وبالإضافة إلى قبائل المنتفق انضمت إليه قبيلة
الظفير.
والظفير قبيلة بدوية انحدرت بشكل جزئي من الحجر في شمال الحجاز وقد طردت من
هناك منذ مدة طويلة واستقرت في منطقة بين الكويت وإمارة شمر والفرات، وقد كانت
هذه القبيلة في عهدها قوية ذات سطوة في الشامية. وفي عهد الشيخ سلطان بن
سويط جد الشيخ الحالي (حمود) وفي عهد أخيه جعيلان، اتحدت أفخاذها المتفرقة
بسهولة بتأثير شخصي من الشيخ، ومن دون ذلك النفوذ الشخصي فان إغراءات التفكك
كانت واضحة من وضع القبيلة إذ إنها كانت تتمركز عادة بين شمر والمنتفق، ولذلك كانت
تحتاج إلى أن يكون نفوذها لدى كلا الجانبين.
«البردية» والغبار الغامض
في تلك المناسبة وقف عدد من الظفير مع سعدون، وكثير منهم لم يرغب بالتدخل في
الأمر على الإطلاق، ووقفت قبائل المنتفق وقبيلة الظفير معا على أهبة الاستعداد لكل
الطوارئ، ولكن لم تشن أي غارة. واعتقد رجال القبائل أنهم قد تجمعوا بناءً على إنذار
كاذب، وتفرقت القبائل إلى حد كبير، وظل سعدون بنفسه معسكراً شرق الخميسية
بالقرب من البردية، وكانت هذه هي فرصة ابن رشيد السانحة. وذات يوم لاحظ أتباع
سعدون عمود غبار غامض في الأفق الجنوبي، فأرسلوا الكشافة الاستطلاعية الخاصة
بهم فعادوا يؤكدون بأن القادمين هم شمر. حينذاك سبق السيف العذل، ولم يتمكن أتباع
سعدون من الفرار، أما هو نفسه فقد هرب تجاه الصخرية.
وهزمت شمر الباقين بسهولة واستولت على غنائم كبيرة من الخيل والإبل، وعرفت هذه
المعركة المشهورة بـ«البردية»، وعسكر ابن رشيد لفترة عند تل الجبارة وبعد ذلك عاد
إلى موطنه.
غضبة الشيخ مبارك
رغب سعدون باشا في الانتقام لهزيمته فاستغل وجود خلاف بين مبارك الصباح شيخ
الكويت وابن رشيد لكي يتحالف مع الاول. وكان أحد تجار الكويت المشهورين، وهو يوسف
الإبراهيم قد انشق عن مبارك بعد قتله أخويه (محمد وجراح) فذهب الإبراهيم إلى ابن
رشيد، فغضب الشيخ مبارك لهذا الانشقاق فاستغل جزءا من ثروته لتسليح ابن سعود،
نكاية بابن رشيد، وقبل بكل ترحاب دعوة سعدون لكي يشارك بقواته في قتال العدو
المشترك، إلا أن جعيلان بن سويط شيخ الظفير رفض المشاركة في التحالف.
ودارت معركة في نجد اشتركت فيها قوات الثلاثة وهم: سعدون وابن صباح وابن سعود،
ولكن ابن رشيد كان أقوى منهم وهزم التحالف بسهولة في معركة عرفت
باسم «الطرفية» (الصريف)... نسبة إلى اسم المكان الذي حدثت فيه، وحدث ذلك بعد
عام واحد من معركة البردية.
بنو حچيم
وبعد ذلك خيّمت فترة هدوء في الأحداث المهمة؛ وعلى الرغم من استمرار الغارات، فإن
المنطقة لم تشهد دورانا لرحى حرب ذات أهمية. ونشب لاحقا خلاف بين ابن صباح
وسعدون. فقد قام فخذ السعيد من الظفير وهم أصدقاء لسعدون بالاستيلاء على عدد من
ابل ابن صباح، وطلب ابن صباح من سعدون أن يتدبر أمر إعادة الإبل، وقد رفض الأخير
ذلك، وأدى رفضه إلى أن يطلب ابن صباح مساعدة ابن سعود، ولم يكن ابن سعود قوياً،
لأن قبيلتين من قبائله قد تخلتا عنه، وهما مطير والعجمان، ولذلك أرسل قوة هزيلة
لمساعدة ابن صباح، وعلى هذا الحال وصلت قواتهم بالقرب من الرخيمية، حيث فوجئوا
بجماعة مشتركة من قبائل: الظفير، والزياد، والمنتفق (بما فيها البدور) تحت زعامة
سعدون.
بالنسبة الى قبيلة الزياد فهي ليست إحدى قبائل المنتفق، وتنتمي إلى تحالف يعرف
باسم بني حكيم (حچيم)، وتقطن مناطق جنوب وحول السماوة، ولكن صداقة الزياد مع
الظفير تعود إلى سنوات كثيرة مضت، وكان للزياد على الدوام دور فعال في معارك
الشامية.
غارة الصباح والمطران
ولم تنشب معركة حقيقية في تلك المناسبة، ولقد تم أسر قوات ابن صباح وابن سعود
من دون مقاومة تذكر؛ ولهذا فانه يطلق على هذا الحدث اسم «هدية»، وهذه الأحداث
ممكنة وهي مفهومة لمن يعرف المسافة والسرعة التي يمكن للعرب أن يجتازوها عند
نيتهم القيام بغارة، وقد حدثت وقعة هدية في الربيع قبل تسع سنوات... (أي في عام
1908).
وفي الصيف التالي ذهب سعدون إلى زيارة والي بغداد كاظم باشا، وقد سمعت قبيلة
مطير -وهي قبيلة نجدية من أتباع ابن سعود- عن ذلك ورأت أنها فرصة طيبة لشن غارة،
فجاء رجالها إلى ابن صباح وقالوا له «لقد ذهب سعدون إلى بغداد وتوجد فرصة عظيمة
للإغارة على الظفير والمنتفق، دعنا نشن غارة عليهم»، وحيث إنه لم يكن ليرفض
الانتقام من قبيلة الظفير بسبب هزيمتها الأخيرة له؛ قام ابن صباح وقبيلة مطير بشن
غارة كبيرة على الظفير في شقراء ونجحوا في الاستيلاء على غنائم كثيرة، ووصلت
أخبار الغارة إلى سعدون أثناء وجوده في بغداد وتم إبلاغها إلى الوالي.
تحالف الظفير وابن صباح
عرض الوالي على سعدون أن ينصبه أميرا على قبائل العراق والكويت إذا تمكن من
الإطاحة بابن صباح، وطموح سعدون الدائم دفعه إلى الموافقة على المشروع، وشرع
في تجميع قواته، وانضمت قبيلة الظفير وآخرون إليه. ووصلت قواته حتى الشقق، بين
سفوان والجهراء، من ناحية الغرب. وعندما سمع ابن صباح باقترابهم، وقد كان على
الدوام على اتصال بقبيلة الظفير لدرجة أنه كان يسمح لهم بأخذ «خاوة» (ضريبة) على
البضائع الذاهبة من الكويت أو يدفع لهم مبلغاً معيناً في حالة تخليهم عن أخذ الخاوة.
وأجرى ابن صباح اتصالات سرية بقادة هذه القبيلة، وكان الظفير قد قتلوا فرس يوسف
المنصور أحد وجهاء السعدون مما جعل هناك مسوغاً للشقاق الذي نتج عنه أن تخلت
قبيلة الظفير عن سعدون وأحبطت مشروعه. وتخلي سعدون عن مسعاه، ولكن على
الرغم من أنه ظل ظاهرياً على ود مع قبيلة الظفير فلقد قرر الانتقام منها بسبب غدرها
به وعدم مساندته بإطاحة ابن صباح.
رهائن ابن رشيد
كتب السعدون سراً إلى ابن رشيد يدعوه إلى التعاون لعقاب قبيلة الظفير، فإذا وافق
على ذلك يجب أن يظهر مع أتباعه في الدهناء- وهي صحراء رملية في وسط أراضي
شمر. وفي هذه الأثناء سيرحل سعدون بنفسه وأتباعه بالإضافة إلى قبيلة الظفير إلى
الدهناء، ووافق ابن رشيد على هذه الخطة والتقت الأطراف في الدهناء. واستدعى ابن
رشيد قادة قبيلة الظفير إليه وطلب منهم تفسيراً للتصرف الذي قاموا به. ويبدو أن ابن
رشيد لم يقبل أعذارهم فأمر بمصادرة 500 بعير كغرامة. وبذلك تم الإيقاع بالظفير
واضطروا إلى الإذعان لذلك. ولكن سعدون كان يعرف جيداً انه لن يترك ابن رشيد يغادر
المكان دون أن يأخذ ضمانات إضافية ضد ردود الأفعال المستقبلية لتلك القبيلة، ولذلك تم
الترتيب لأخذ خمسة من رؤساء الظفير كرهائن لدى ابن رشيد، وعلى هذا تفرقت
الأطراف.
تحدث مشايخ شمر إلى الأمير ابن رشيد، سواء بإرادتهم الحرة أو بناءً على إقناع سري
من أسرى الظفير، عن قسوة حكمه على الظفير. وقالوا: ألم يدفع الظفير الغرامة التي
فرضت عليهم وهي 500 بعير؟ فهل من العدل بعد ذلك أن تأخذ خمسة من مشايخهم
كأسرى؟ واقتنع الأمير بحججهم وفك أسر الرهائن بعد يومين من أخذهم.
ومثلما هو متوقع أسرع الشيوخ المحررون إلى قبيلتهم عازمين على الانتقام وجمعوا
الخيل والجيش لملاحقة سعدون وباغتوه عند جريبيعات جنوب شقراء وهزموه واستردوا
ما أُخذ منهم.
(يتبع)

صورة نادرة للشيخ مبارك وسعدون باشا شيخ المنتفق

شيوخ المنتفق من اليمين جالساً الشيخ مطشر عجمي السعدون وإلى يمينه الشيخ سعود السعدون

القصر الأحمر في صحراء الجهراء
_________________ تــوقــيـع
| رجــواي بالله مــارجيت الحاكم = لــوهو مــلك الــمملكه ســلماني كيف أرتجي مخلوق حالي حاله = مــايــمــتكن ردالــقــدرلاحــاني لاكــن له الطاعه قديم وحاضر = مــانخلع الطاعه مثل الإخواني رجــواي بالله مارجيت العصبه = الــعصبه الــلي شانهم لي شاني رجــواي فــي للي لاأمرسبحانه = ســبحان من أمره يكون وكاني عــزًزني الله والــزياده عــندي = إســم الله الأعــظم هوالرحماني عاصي الشــعراء العلياني أنت الزائر |
عدل سابقا من قبل عاصي الشعراء العلياني في الأحد أغسطس 28, 2016 4:56 am عدل 1 مرات | |
|
عاصي الشعراء العلياني مدير العام


الدولة :  تاريخ التسجيل : 23/07/2010 عدد المساهمات : 3661
 | موضوع: رد: (تقارير الاستخبارات البريطانية عن الجزيرة العربية عام 1916 الأربعاء يناير 18, 2012 5:34 pm | |
|
• أقام سعدون باشا سلسلة من الحصون والآبار تتحدى أي محاولة للأتراك الأغراب أن يعرضوا روحه لذل الخضوع.
• معارك القبائل كانت أقل دموية واتسمت بالنبل فليس هناك احتفاظ بالأسرى أو قتلهم وهم ليسوا مثل الأوروبيين الأكثر بربرية.
• أسير الحروب البدوية يتخلى عن بندقيته وحصانه وحتى ملابسه فيما عدا الحد الأدنى الذي يستر عورته... وبعد ذلك يُترك ليمضي إلى حال سبيله.
• عندما بسط سعدون باشا رايته على الشامية قال ابن رشيد: «هذا لا يمكن أن يكون... لا يمكن أن توجد رايتان مرفوعتان في الصحراء».
• رغب سعدون باشا في الانتقام لهزيمته في معركة «البردية» فاستغل وجود خلاف بين مبارك الصباح شيخ الكويت وابن رشيد لكي يتحالف مع الاول.
• مشايخ قبيلة شمر يتدخلون عند ابن رشيد لإطلاق سراح شيوخ ظفير المأسورين والاكتفاء بتغريمهم 500 بعير.
• تعرضت قوات ابن صباح وابن سعود للأسر من دون مقاومة تذكر في معركتهما ضد سعدون باشا... ولهذا أطلق على هذا الحدث اسم «هدية».
• البدوي ليس لديه أي عمل أو لهو، وعمله ولهوه الوحيدان هما شن الغزوات أو الغارات.
إنني إذ أقدم على تعريب هذه التقارير إلى اللغة العربية، فإن ذلك لا يعني أنني متفق مع ما جاءت به الكاتبة من آراء واستنتاجات، ولكنني أقدمت على تعريب هذه التقارير لأن الكاتبة قدمت معلومات توثيقية عن أحداث مهمة مر عليها ما يقرب من تسعة عقود وقد اطلعت فئة قليلة على هذه المعلومات... لذا وددت تعميم الفائدة لكسر حاجز اللغة آملا بهذا العمل أن أكون قد أضفت جديداً إلى المكتبة العربية.
الروح العاصفة
عاد سعدون باشا (من الدهناء إثر انتهاء خطته مع ابن رشيد لعقاب قبيلة الظفير) إلى الخميسية، بينما استقرت قبيلة الظفير في البقاع المجاورة للزبير عند سفوان وكويبدة، وقد كان فخذ من قبيلة الظفير، وهم «السعيد»، مع قبيلة شمر في ذلك الوقت، ولكنهم جاءوا الآن لكي يلحقوا بسعدون عند الخميسية، وتحرك سعدون وأتباعه، بالإضافة إلى «السعيد» إلى منطقة علوي، وقد كانوا على مسافة قريبة من قبيلة الظفير الذين قاموا مباشرة بجمع قواتهم وطردوا سعدون ثم عادوا إلى مضاربهم.
انتهز الأتراك هذه الفرصة لكي يرسلوا عملاءهم إلى البصرة للاتصال بسعدون بشأن مسألة جعله أميرا على ديرة المنتفق على شط الحي. وقد كان مبارك الصباح في ذلك الحين في المحمرة فاتصل بالسيد طالب (النقيب)، وقيل إنه عرض على السيد طالب 3000 ليرة لإقناع الحكومة بالقبض على سعدون ووضعه في السجن، ووافق السيد طالب وبيّن للعملاء الأتراك مدى بشاعة السياسة التي قد تجعل من الروح العاصفة مثل سعدون زعيماً لجماعة من القبائل تنفر من رعونته، وقال: «دعوني احضر سعدون إلى البصرة والبقية سهلة».
حادث بيت النقيب
ما حدث بعد ذلك مشهور في التاريخ العربي، فقد انصاع العملاء الأتراك للاقتراح الشائن من السيد طالب، وتمت دعوة سعدون إلى منزل السيد طالب، وهو معروف باسم «بيت النقيب»، وقَبِل الدعوة من دون شك وحضر في موعده.
وبناء على ترتيبات من السيد طالب كان من المفترض ترك سعدون ينام آمنا خلال الليل وأن يتم دعوته في الصباح لتناول الطعام، بينما السيد طالب يبدي اعتذاره بأن لديه أمرا يشغله مع الحريم، وعندما تناول سعدون وجبته أرسل العملاء الأتراك رجالاً متخفين في زي مبعوثين من الوالي لدعوته إلى الحضور أمام الوالي في السراي. وتم تنفيذ الخطة بنجاح، وغادر سعدون بيت النقيب مع المبعوثين المزعومين التابعين للوالي، ولكنهم عندما وصلوا إلى السراي تم إبلاغهم أن الوالي قد ذهب إلى العشار. وسعدون الذي لم يساوره الشك في الأمر جرى اقتياده في «بَلَم» (قارب تقليدي في المنطقة) إلى العشار، ومن هناك اقتيد مباشرة إلى مركب حربي تركي حيث أُبلغ بأنه سجين. وغادر المركب الشاطئ في هدوء الليل وعند وصوله إلى بغداد، حيث اقتيد سعدون إلى حلب وبقي هناك مسجوناً حتى مات لاحقا. ومن وقت قيام السيد طالب بالعملية الخادعة، فان زعيم المنتفق الكبير اختفى من التاريخ واحتل مكانه ابنه الثاني عجمي.
طلب الحماية
حاصر رجال قبيلة البدور عجمي (ابن سعدون باشا) في ذلك الوقت في حصن في الشمال الغربي من الناصرية عند المايعة، وتمكن العملاء الأتراك من فك حصاره وتركوه يذهب، فهرب إلى قبيلة آل غزي، ولكن شيخ قبيلة آل غزي، وهو ابن حبيِّب، لم يكن مستعداً أن يحمل على عاتقه مسؤولية حماية هذه الروح القلقة وأجبر عجمي على السعي إلى الحصول على الحماية من مكان آخر.
وعلى الرغم من أنه أعزل فإنه كان غير يائس، إذ امتطى ذلوله وحيدا ميمما حائل... وهناك أناخ ذلوله أمام أميرها ابن رشيد وقال: «أيها الأمير اطلب حمايتك وعونك على أن تنتقم لي من أعدائي، فلي حق عليك فبينما كان والدي سعدون تحت حمايتك اعتُدي عليه وقُهر من قبل الظفير».
المراعي الصيفية
بقي زعيم المنتفق الجديد عجمي بن سعدون في حائل لبعض الوقت حتى وافق أخيرا ابن رشيد على مساعدته على مهاجمة قبيلة الظفير، وذهب عجمي يطلب العون من قبيلة الجوارين، وفي أول فرصة التقى فيها ابن رشيد بالعدو ولى الأدبار واستدعى لمعاونته ضاري بن طواله شيخ الأسلم من شمر، وبعد ذلك عاد للقتال وهاجم وهزم الجمع المحتشد من قبيلة الظفير والبدور بين شقراء وأبو غار، ووصل عجمي متأخراً بيوم بعد ذلك، وعاد ابن رشيد إلى حائل وترك المطران الذين كان قد استدعاهم أيضاً لمساعدته وذلك كحماية لعجمي.
كان ذلك في ربيع عام 1913، وفي الشتاء التالي عادت قبائل الظفير والبدور من مراعيها الصيفية في شمال وغرب الناصرية. وكان عجمي مازال قادراً على استدعاء قبيلة مطير، ولكنه كان يخشى بأنه لم يكن قوياً بدرجة كافية لصد الهجمات، توسل إلى بني مالك، إحدى عشائر المنتفق، واستمالهم إلى جانبه، والتقت القوات المتحاربة في مكان ما بين شقراء والرخيمية، ولكن قبل التقائهم دخلت قبيلة البدور في مفاوضات سرية مع بني مالك لأن قبيلة البدور هي أيضا إحدى قبائل المنتفق.
بيت مال مزيد
فرَّ بنو مالك من المعركة أو أظهروا مقاومة ضعيفة، مما أدى إلى حصار عجمي وقبيلة مطير وتم الاستيلاء على متاعهم ورحلهم، وفر عجمي مع فلول قواته إلى سفوان، حيث بقي هناك حتى نهاية فصل الصيف، وبعد ذلك انتقل إلى الغباشية حيث دبَّر بطريقة بشعة سرقة مال من أحد أقاربه- ابن عم والده-واسمه مزيد (الفالح) وكان قد أودع في مبنى معروف باسم «بيت مال مزيد» مبلغ 60000 ليرة، واستولى عجمي على المبلغ الكبير بالكامل وانتقل إلى شط الحي. وجاء شتاء آخر وبدأت قبيلة الظفير كالمعتاد في التحرك جنوباً تجاه أماكن استقرارهم المعروفة في: الدريسية، ودافنه، وأبو غار، والصليبية. وكان مزيد الذي يتطلع حوله باحثاً عن فرص للانتقام قد ذهب إلى قبيلة الظفير وتوسل إليهم لكي يعاونوه.
رقصة الموت
في غضون ذلك عبر عجمي نهر الفرات، وهو يضمر الانتقام بسبب هزيمته الأخيرة. وكان على الدوام جوَّاداً بالمال مهما كان مصدره فلقد كان قادراً -بالمبلغ الذي سرقه من مزيد- أن يجمع عصابة تقدر بأربعمئة فرد من المرتزقة من جهات مختلفة، وتألفت قواته من أفراد من: مطير وشمر وبني مالك ومرتزقة آخرين، وبهؤلاء قام بغزو مناطق الظفير واعترض طريق فريق من قبيلة الظفير وقبيلة البدور عند نبعة، وجرت بعد ذلك أشد المعارك ضراوة في تاريخ الحروب القبلية في صحراء الشامية، وقد أوقعت قبيلة الظفير وقبيلة البدور هزيمة قاسية بعجمي وأتباعه، ويقال إنهم قد قتلوا نحو ثلاثمئة فرد منهم، بينما كانت خسائر الظفير والبدور لا تزيد على الأربعين قتيلاً. في اليوم التالي امتطى مزيد صهوة حصانه مبتهجاً بنتيجة المعركة وأخذ يقفز بحصانه أمام العرب المنتصرين، وهذا التصرف لم يلق القبول من الأعداء ولسوء الطالع أن هذا الرجل المسن، كان في الثمانين من عمره، سقط عن ظهر حصانه ودقت عنقه.
فرصة انتقام رائعة
أوشكت موارد عجمي ابن سعدون باشا على الانتهاء، لذا اضطر إلى التصالح مع أعدائه، فدعا حمود بن سويط شيخ قبيلة الظفير لكي يشاركه الإقامة بالقرب من كابدة، ووافق حمود واستقر بجواره في حوالي خمسين بيت شعر. واستهجنت بقية قبيلة الظفير هذا التصرف منه. ومن الصعوبة بمكان التكهن في ما إذا كان عجمي قد دبّر أصلا الخيانة أو كان مدفوعاً إلى ما عمله بسبب عدم الود من بقية قبيلة الظفير. وعلى أية حال فلقد أرسل سراً إلى قبيلة مطير يعرض عليهم هذه الفرصة الرائعة للانتقام، ووصلت قبيلة مطير، وهي مستعدة تماماً لشن الغارة، واحتج حمود بن سويط على عجمي بسبب خيانته الشائنة. وقام عجمي وهو نادم بمحاولة تفريق مطير، ولكنهم كانوا عنيدين فلقد جاءوا لشن غارة أو القتال بناءً على دعوة صريحة منه، وكانوا مصممين على المضي في ذلك الأمر، واضطر عجمي للخضوع لما دبره وارتد إلى نيته الأصلية لدعوة قبيلة مطير، وأصبح مثلا سائرا بين العرب مرتبطا بعجمي «قَلَب (انقلب) علي ابن سويط»، وأصبح حمود والخمسون بيت شعر معه فريسة سهلة لقبيلة مطير، ولقد عرف ذلك الأمر منذ ذلك الوقت باسم «القَلْبَة».
قتال البدو
وحلّ بعجمي انتقام سريع، فلقد وصلت أخبار الحدث بسرعة إلى قبيلة البدور، وهم أصدقاء قدامى لقبيلة الظفير وملجأهم وقت الشدة، وبعد شهرين من «القَلْبَة» نال الظفير والبدور من عجمي وهزموه في شقراء.
ومهما اشتد اقتتال البدو؛ لا يمكن أن يضعف من القبيلة... فالكثير من أسرى المعارك يُطلَق سراحهم ويعودون إلى القتال مرة أخرى... لذلك لا أمل في أن يهدأ لعجمي بال؛ وكان مكتئباً إلى حد ما بسبب هزيمته الأخيرة.
لم يمضِ أكثر من شهرين بعد ذلك حتى شارك ابن رشيد بالإغارة على فخذ العريف من قبيلة الظفير في تقيد، ثم شارك مع قبيلة مطير بهزيمة السويط في القصير.
«يتبع»

الأمير الشاب سعود العبدالعزيز الرشيد

السلطان عبدالعزيز آل سعود ومرافقان إنكليزيان في إحدى الثكنات البريطانية

شيوخ وزعماء قبيلة شمر في مطلع القرن العشرين
_________________ تــوقــيـع
| رجــواي بالله مــارجيت الحاكم = لــوهو مــلك الــمملكه ســلماني كيف أرتجي مخلوق حالي حاله = مــايــمــتكن ردالــقــدرلاحــاني لاكــن له الطاعه قديم وحاضر = مــانخلع الطاعه مثل الإخواني رجــواي بالله مارجيت العصبه = الــعصبه الــلي شانهم لي شاني رجــواي فــي للي لاأمرسبحانه = ســبحان من أمره يكون وكاني عــزًزني الله والــزياده عــندي = إســم الله الأعــظم هوالرحماني عاصي الشــعراء العلياني أنت الزائر |
عدل سابقا من قبل عاصي الشعراء العلياني في الأحد أغسطس 28, 2016 4:56 am عدل 1 مرات | |
|
عاصي الشعراء العلياني مدير العام


الدولة :  تاريخ التسجيل : 23/07/2010 عدد المساهمات : 3661
 | موضوع: رد: (تقارير الاستخبارات البريطانية عن الجزيرة العربية عام 1916 الأربعاء يناير 18, 2012 5:36 pm | |
| ملخص الحلقة السابقة
• غيرترود: يقال إن الشيخ مبارك الصباح اتصل بالسيد طالب النقيب، وعرض عليه 3000 ليرة لإقناع الحكومة التركية بالقبض على سعدون ووضعه في السجن.
• إثر تناول سعدون وجبته أرسل العملاء الأتراك رجالاً متخفين في زي مبعوثين من الوالي لدعوته إلى الحضور أمام الوالي في السراي، واقتيد بعدها إلى السجن في حلب ومات هناك.
• منذ قيام السيد طالب بالعملية الخادعة، اختفى زعيم المنتفق الكبير من التاريخ واحتل مكانه ابنه الثاني عجمي.
• رجال قبيلة البدور يحاصرون عجمي الذي يخلصه الأتراك ليسعى إلى البحث عن حماية.
• وقعت أشد المعارك ضراوة في تاريخ الحروب القبلية في صحراء الجزيرة العربية، حين لقنت قبيلتا الظفير والبدور درسا قاسيا لعجمي وأتباعه... ويقال إنهم قتلوا 300 فرد منهم، بينما لم تزد خسائرهما على الأربعين قتيلاً.
• عجمي يمتطي ذلوله وحيدا ميمما حائل لطلب الحماية من الأمير ابن رشيد.
• بعد تحالفهم مع عجمي، فرَّ بنو مالك من معركة جرت بين شقراء والرخيمية ما أدى إلى حصاره وقبيلة مطير وتم الاستيلاء على متاعهم ورحلهم.
• انتقل عجمي إلى الغباشية ودبَّر الاستيلاء على 60 ألف ليرة كان ابن عم والده قد أودعها في مبني معروف باسم «بيت مال مزيد».
الحلقه التاسعه
اندلاع الحرب العالمية الأولى
بينما كانت معارك البدو في صحراء الشامية (الواقعة جنوب العراق حتى شمال نجد) تدور على أشهدها، وفي غضون تلك الفترة كانت شبه الجزيرة العربية تشهد أحداثا عظاما أكثر أهمية من أي خلافات قبلية. فقد أعلنت تركيا الحرب على بريطانيا العظمى، والأتراك الذين كان يشاركهم عجمي بأكثر من 250 فارساً دُحروا تدريجياً في الفاو والبصرة. ولكن أحداثا أخرى بدأت في التطور، قد لا تكون ذات شأن عالمي على الرغم من أهميتها لجزيرة العرب. وهي أحداث تتعلق بعناصر الخلافات، لكنها ليست ضمن مجال هذا التقرير الذي يهتم بصحراء الشامية بشكل رئيس، ولكن من المفيد وصف أحد الصراعات الكبيرة لشرح عناصر معينة لا يمكن أن تخرج على الإطلاق عن صلتها بصحراء الشامية، وهي تلك الحرب المشهورة بين ابن سعود وابن رشيد.
الولاءات القديمة
تفصيل تلك الأحداث كما يلي: فقد أرسل ابن سعود إنذارا نهائيا إلى قبيلة مطير، التي كانت بالفعل إحدى القبائل التابعة له على الرغم من أن المطران انضموا أخيراً إلى ابن رشيد أو عجمي عندما عرضا عليهم فرصاً للقيام بغزوات، وقد طلب منهم العودة إلى تبعيته وإلا فإنهم سوف يكسبون عداوته الدائمة.
وقرر المطران العودة إلى ولائهم القديم واحتفلوا بهذه المناسبة بالاستيلاء على قافلة مكونة من 1000 بعير لأتباع ابن طواله زعيم عشيرة الأسلم من شمر، كانت في طريقها قادمة من الزبير. وكانوا حينئذ مستعدين إلى العودة إلى وطنهم والمشاركة مع قوات ابن سعود.
هروب النقيب عبر الكويت
حاول الأتراك إقناع ابن رشيد بمهاجمة ابن سعود في بداية حربهم مع بريطانيا العظمي، ووافق ابن رشيد على ذلك وجمع قواته، وفي هذه الأثناء غيَّر الأتراك رأيهم، ورأوا أنه من الأفضل لو استطاعوا إقناع ابن رشيد بأن يحتفظ بقواته في العراق، ويقوم ابن سعود بمهاجمة الكويت، وفي الوقت نفسه يتمكنون من إخضاع العرب في العراق مما يترتب على ذلك الإطاحة بقاعدة قوية لبريطانيا.
وبناءً على ذلك قرر الأتراك تكليف السيد طالب النقيب بمهمة الاتصال بابن سعود لحثه على التعاون معهم. وكان السيد طالب حينذاك مشغولاً بعرض خدماته علينا (الإنكليز) بناء على شروط مسرفة، وأثناء تردده في أن يخفف من شروطه، تسارعت الأحداث وأعلنت الحرب بشكل مفاجئ فأصبح في موقف خطر، ووفرت له مهمة قيامه بالاتصال بابن سعود وسيلة ثمينة للهروب، وعند وصوله إلى ابن سعود اتصل بالسلطات البريطانية التي سمحت له بالقدوم إلى الهند عبر الكويت.
العدو التقليدي
في غضون ذلك، أصبح من المرجح إمكانية دخول تركيا الحرب. وقررت حكومة صاحب الجلالة (بريطانيا) أن ترسل مبعوثاً إلى ابن سعود بشأن مصالحنا في شخص الكابتن شكسبير Shakespeare، وهو وكيل سياسي سابق في الكويت، وكان في إنكلترا آنذاك، وعند وصوله إلى الخليج (العربي) أُعلنت الحرب، ومع ذلك أبدت الحكومة رغبتها في الاتصال بابن سعود، وإن أمكن جعله يتحرك نحو العراق خدمة لمصالحنا، وبناءً على ذلك تحرك الكابتن شكسبير من الكويت لأداء هذه المهمة ووجد ابن سعود يتحرك بقوات كبيرة نحو بلاد شمر لمهاجمة ابن رشيد، وهو واثق جداً من النجاح.
وقد اشتملت قواته على فرقة مهيبة من قبيلة العجمان- على الرغم من الجفوة التي سادت علاقتها مع ابن سعود مدة طويلة، لكنها ظلت تدين له بالولاء وتطيع أوامره لتحقيق الاتحاد العام للقوات. وكانت قبيلة مطير أيضاً في طريقها للمشاركة، وفي ظل تلك الظروف ساد اعتقاد بين أهل البادية بأن ابن سعود كان قادراً على هزيمة عدوه التقليدي (ابن رشيد)، بالإضافة إلى الأعداد الكبيرة من رجاله المقاتلين، كان معه ثلاثة أو أربعة مدافع جبلية يديرها رماة ماهرون. ولكن هناك عامل وحيد في أي معركة عربية يخرج عن نطاق التنبؤ ألا وهو الخيانة.
ضربة قاسية لابن سعود
ويعتقد أنه لا يمكن أن يكون هناك شك في نتيجة المعركة لمصلحة ابن سعود لولا (حسب قصص البدو) موقف العجمان المفاجئ، ويقال إنهم انقلبوا عليه في مرحلة حرجة من الصراع وقتلوا أعدادا كبيرة، وأربكوا البقية، وخرجوا بغنائم كبيرة من الإبل.
وأتباع كلا الجانبين روّوا روايات مختلفة عمّا دار، ولكن ليس هناك شك في أنه على الرغم من أن كلا الجانبين قد عانى بشكل خطير الصدمة بسبب عدم المواجهة وعمليات الاستيلاء التي قام بها العجمان وآخرون؛ فإن ابن سعود قد تلقي أقسى ضربة أضعفته كثيرا في حينها.
في هذا السياق كان الكابتن شكسبير الذي أصر على الحضور بصفته مراقباً مهتماً بالأمر وعلى الرغم من نصيحة أصدقائه ومضيفه بأن يبتعد عن جو المعركة لقي نهايته الأليمة، وتختلف الروايات بشأن ظروف موته ولا توجد رواية واحدة دقيقة. وإلى أن ينجلي غبار المعركة ونتمكن من التوصل إلى مصادر يعتمد عليها من كلا الجانبين بناءً على شروط السلام، فإنه من الصعب التيقن الآن بتأكيد رواية أو أخرى.
ذلول ابن رشيد
وعود إلى الحديث عن المعركة: كان رجال قبيلة مطير على مسافة بعيدة عندما بدأ القتال، وعندما اقتربوا وسمعوا صوت الطلقات التفوا في البدء حول ميدان المعركة من الجهة الجنوبية ثم تحركوا إلى أن وصلوا إلى مؤخرة قوات قبيلة شمر، حيث كانوا قد تركوا إبلهم التي استولى عليها المطران وحصلوا على غنائم كبيرة، ثم عادوا إلى موطنهم وذهبوا إلى ابن سعود المنسحب، وقالوا له: «لماذا انسحبت؟ انظر لقد أسرنا ذلول ابن رشيد نفسه!»... وبالفعل كانوا قد فعلوا ذلك.
ويلاحظ من خلال هذا التاريخ الموجز للخلافات القبلية أن البدور قاموا على الدوام بإنقاذ الظفير من الكوارث، وبالفعل يدين الظفير للبدور بكل شيء. وهناك قبائل معينة مثل الأزيرج يعَّدون مقاتلين متميزين على أرضهم ولكنهم ضعفاء في الميادين الخارجية، والأمر ليس كذلك بالنسبة الى البدور فهم في أرضهم أو في خارجها يظهرون القدر نفسه من الجرأة. إن لهم طابعا خاصا في القتال يميزهم: فهم يتجمعون تحت لواء قائدهم في مواجهة العدو المشترك متناسين خلافاتهم الداخلية ويتسم قتالهم إلى حد ما بالوحشية، ويختلف الأمر مع قبيلة أخرى مماثلة، وهي قبيلة الجوارين التي لا يجد رجالها حالياً زعيماً يلتفون حوله عند الحاجة، وكذلك الأمر مع الزيَاد الشجعان كمقاتلين؛ فهم منشقون إلى أقسام كثيرة لا وحدة بينهم، لدرجة أن المرء لا يتصور أنهم يتجمعون تحت راية واحدة.
مصدر المؤامرات
معظم رجال قبائل الشامية قد شارك في واحدة أو أكثر من هذه الغارات أو المعارك الكثيرة، وتلك المعارك سطَّر سجلها: الظفير والبدور والجوارين وآل غزي والزياد، ولكن الأبطال في هذه المعارك القبلية هم الظفير والبدور، وهو تحالف عجيب، لافت للنظر بين قبيلة بدوية من أصحاب الإبل (الظفير) وقبيلة بدوية من المنتفق من أصحاب الأغنام (البدور)، وكلتا القبيلتين نشأتا على عداء دموي ضد عدو مشترك هو عجمي السعدون.
وحتى يتم إزالة ذلك الشخص من صحراء الشامية سواء بالإغراء أو بالقوة فإنه سيظل -على الرغم من عدم أهميته العسكرية- مصدراً مزمناً للمؤامرات ومركزا للقلاقل؛ وعليه فهو مصدر إزعاج لنا ومكسب ثمين للأتراك. وهذا أمر أكيد لدرجة أنه يقال إن ابن رشيد يتنافس مع عجمي لنيل رضا الأتراك، وفي الوقت نفسه فإن العلاقات ما بين الاثنين متوترة جداً، وربما يعود ذلك إلى أنهم أدركوا عدم التناسب بين هذين العنصرين.
استمالة الزياد
ودعا الأتراك ابن رشيد لكي يضايقنا (الإنكليز) في صحراء الشامية، لكنهم طلبوا منه أخيرا العودة إلى حائل والانتظار حتى تأتي فرصة أفضل للقيام بزيارة ثانية إلى العراق، وبالنسبة الى عجمي فقد استمال قبيلة الزياد القوية إلى جانبه، وهي لا تستطيع أن تسامح شمر بأي ثمن.
ويقال الكثير عن سطوع نجم عجمي حتى أنه على الرغم من أن ابن رشيد قد ترك الأمر فإن أتباعه الذين بقوا في العراق على صلة وثيقة بعجمي أكثر من صلتهم بسيدهم القديم (ابن رشيد)، وحتى ضاري بن طواله الذي يعرف عجمي وشوهد معه قبل عام فقد أشاد بشخصية عجمي بتردد قائلا: عجمي عبارة عن «نفر» تحسب لشخصيته الحساب.
يتبع
_________________ تــوقــيـع
| رجــواي بالله مــارجيت الحاكم = لــوهو مــلك الــمملكه ســلماني كيف أرتجي مخلوق حالي حاله = مــايــمــتكن ردالــقــدرلاحــاني لاكــن له الطاعه قديم وحاضر = مــانخلع الطاعه مثل الإخواني رجــواي بالله مارجيت العصبه = الــعصبه الــلي شانهم لي شاني رجــواي فــي للي لاأمرسبحانه = ســبحان من أمره يكون وكاني عــزًزني الله والــزياده عــندي = إســم الله الأعــظم هوالرحماني عاصي الشــعراء العلياني أنت الزائر |
عدل سابقا من قبل عاصي الشعراء العلياني في الأحد أغسطس 28, 2016 4:55 am عدل 1 مرات | |
|
عاصي الشعراء العلياني مدير العام


الدولة :  تاريخ التسجيل : 23/07/2010 عدد المساهمات : 3661
 | موضوع: رد: (تقارير الاستخبارات البريطانية عن الجزيرة العربية عام 1916 الأربعاء يناير 18, 2012 5:42 pm | |
| مصدره من صحيفه كويتيه وتوقف الكاتب من نقل الباقي مع العلم هو من كتب يتبع و لكن لم يكمل قبل شهور حملت الكتاب وهو عندي وفعلا الكتاب ينتهي من حيث مانقلت وهذا الكتاب كامل.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
وحياكم الله
_________________ تــوقــيـع
| رجــواي بالله مــارجيت الحاكم = لــوهو مــلك الــمملكه ســلماني كيف أرتجي مخلوق حالي حاله = مــايــمــتكن ردالــقــدرلاحــاني لاكــن له الطاعه قديم وحاضر = مــانخلع الطاعه مثل الإخواني رجــواي بالله مارجيت العصبه = الــعصبه الــلي شانهم لي شاني رجــواي فــي للي لاأمرسبحانه = ســبحان من أمره يكون وكاني عــزًزني الله والــزياده عــندي = إســم الله الأعــظم هوالرحماني عاصي الشــعراء العلياني أنت الزائر |
| |
|