سليمان هو ابن داوود - عليهما السلام -
قال تعالى { و ورث سليمان داوود }
و قد قال - صلى الله عليه و سلم - { نحن معشر الأنبياء لا نورث ما تركناه فهو صدقة } أو كما قال صلى الله عليه و سلم
نفهم من هذا أن سليمان لم يرث الملك من أبيه إنما ورث النبوة أي أصبح نبياً بعده و سأل سليمان - عليه السلام - ربه ملكاً لا ينبغي لأحد من بعده فوهبه الله ذلك
فقد كان يكلم الطير و يفهم لغتهم و لم يكن داوود سوى فاهماً للغة الطير لكن لم يكن يستطيع الكلام معهم
أما سليمان فقد زاد على أبيه بقدرته على الكلام مع الطيور
و ليس هذا فقط بل كان قادراً على فهم لغة النمل و سماع كلامهم
و لا نتوقف هنا بل نستمر إلى الرياح حيث كان سليمان يتحكم في الريح بإذن الله و يستطيع أن يركبها مع جنوده
و أيضاً سخر الله لسليمان الجن و الشياطين فقد أعطاه القدرة على تشغيل الجن و تعذيبهم إن عصوا أمره بل و أعطاه القدرة على ربطهم بالسلاسل و كانت الشياطين تبني له القصور و المحاريب و تستخرج له اللؤلؤ من قاع البحر و من يعصي أمره كان يربطه و يقيده في السلاسل .
كل هذا جزء صغير من ملك سليمان - عليه السلام –
قصة سليمان مع الخيول
كان سليمان – عليه السلام - كثير الذكر لله و دائم في ذكره و كان حريصاً على الصلاة في وقتها و لكنها فاتته مرة واحدة و هذه قصة فوات هذه الصلاة
أن سليمان كان مشغولاً بالإعداد للحرب فأخذ يستعرض الخيل و كان محباً للخيل ثم تنبه بفوات الصلاة فصلى
و أمر أن يردوا له الخيل و هنا تأتي روايتان الأولى تقول
أنه قتلها كلها
و الثانية و هي الصحيحة
أنه فقط مسح على أعناقها
--- قصة سليمان مع النمل كان سليمان مع جيشه متجهين إلى معركة
و كان سليمان في مقدمة جيشه فسمع نملة تقول
كما قال الله تعالى { يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم لا يحطمنكم سليمان و جنوده و هم لا يشعرون } و قال العلماء
الشيء الكثير عن هذه النملة ( ما أفصحها من نملة فقد جلبت الكثير من قواعد اللغة في جملة واحدة فنادت بيا و نبهت بأيها و أمرت بادخلوا و نهت بلا يحطمنكم و خصت بسليمان و عمت بجنوده و اعتذرت بلا يشعرون )
و عندما سمعها سليمان ابتسم من قولها و ابتعدوا عن قرية النمل
سليمان و كلمة إن شاء الله
في أحد المرات نوى سليمان – عليه السلام – أن يطوف و يمر بكل زوجاته و كان عدد زوجاته كما في الروايات تسع و تسعين زوجة فنوى أن يطف بهن في ليلة واحدة و قال ( لتأتين كل واحدة منهن بولد يقاتل في سبيل الله )
و كان الله قد أعطاه القوة لذلك و للأسف لم يقل إن شاء الله
و فعل ذلك سليمان فلم تنجب إلا واحدة منهن
و جاءت بولد بغير أطراف أي بغير ذراعين
و رجلين فعلم سليمان خطأه و تاب إلى الله
قال – صلى الله عليه و سلم - { لو قال إن شاء الله لجاهدوا جميعاً }
سليمان و الهدهد و بلقيس
خرج في يوم سليمان يتفقد جيوشه من كل الأجناس فافتقد الهدهد
وتفقد الطير فقال ما لي لا ارى الهدهد ام كان من الغائبين
( و انظر إلى القدرة كيف عرف من كل هؤلاء أن الهدهد مفقود ) فسأل عنه فعلم أنه غير موجود
لاعذبنه عذابا شديدا او لاذبحنه او لياتيني بسلطان مبين
و غاب بغير إذن فنوى أن يعذبه أو يذبحه إن لم يأتي بسبب لغيابه فعندما جاء الهدهد ذهب إلى سليمان و قال له :
( فمكث غير بعيد فقال احطت بما لم تحط به وجئتك من سبا بنبا يقين
اني وجدت امراه تملكهم واوتيت من كل شيء ولها عرش عظيم
وجدتها وقومها يسجدون للشمس من دون الله وزين لهم الشيطان اعمالهم فصدهم عن السبيل فهم لا يهتدون
الا يسجدوا لله الذي يخرج الخبء في السماوات والارض ويعلم ما تخفون وما تعلنون )
و لكم أن تتصوروا المعجزة أن الهدهد مفطور من ربه
على الاستنكار على العبادات الشركية
فكان رد سليمان على الهدهد بكل حكمة
فقال له (قال سننظر اصدقت ام كنت من الكاذبين )
أي أنه لم يصدقه و لم يكذبه حتى يتأكد
فأرسل لهم سليمان كتاباً مع الهدهد و أمره أن يلقيه عليهم و يسمع ماذا يردون على كتابه و فعل الهدهد ذلك
اذهب بكتابي هذا فالقه اليهم ثم تول عنهم فانظر ماذا يرجعون
و في الكتاب كلمات مختصرات من سليمان و هي (انه من سليمان وانه بسم الله الرحمن الرحيم
الا تعلوا علي واتوني مسلمين )
فطلبت بلقيس رأي وزرائهاوقالت
قالت يا ايها الملا افتوني في امري ما كنت قاطعه امرا حتى تشهدون
فأجابوها :
( قالوا نحن اولوا قوه واولوا باس شديد والامر اليك فانظري ماذا تامرين )
فقد كانت هي الحكيمة فيهم و دل على ذلك ردها :
( قالت ان الملوك اذا دخلوا قريه افسدوها وجعلوا اعزه اهلها اذله وكذلك يفعلون )
و قد كان كلامها صحيحاً بشهادة الله الذي قال بعد ردها : { و كذلك يفعلون } فقررت أن ترسل لسليمان هدية لترى مدى تأثير هذه الهدية
واني مرسله اليهم بهديه فناظره بم يرجع المرسلون
و عندما ذهب الرسل إلى سليمان استعرض سليمان جيشه أمامهم و بهتوا و ذهلوا لما رأوه و قدموا هديتهم المكونة من الذهب لسليمان فقال لهم متعجباً و ساخراً كما في قوله تعالى :
{ فلما جاء سليمان قال اتمدونن بمال فما اتاني الله خير مما اتاكم بل انتم بهديتكم تفرحون
ارجع اليهم فلناتينهم بجنود لا قبل لهم بها ولنخرجنهم منها اذله وهم صاغرون }
فذهب الرسل و عندها تكلم سليمان مع حاشيته بعد أن سمع بعرشها العظيم كما قال تعالى { قال يا ايها الملا ايكم ياتيني بعرشها قبل ان ياتوني مسلمين
} العرش هنا كرسي الحكم
فوقف عفريت من الجن و قال له : (قال عفريت من الجن انا اتيك به قبل ان تقوم من مقامك واني عليه لقوي امين ) يعني ساعة بالكثير و يكون عندك
و وقف رجل عنده علم من الله و اختلف في هذا العلم و قيل أنه كان عنده علم باسم الله الأعظم الذي إذا دعي به استجاب فقال : ( قال الذي عنده علم من الكتاب انا اتيك به قبل ان يرتد اليك طرفك فلما راه مستقرا عنده قال هذا من فضل ربي ليبلوني ااشكر ام اكفر ومن شكر فانما يشكر لنفسه ومن كفر فان ربي غني كريم) و بالفعل وجد سليمان كرسي عرشها أمامه فقال سليمان
(قال نكروا لها عرشها ننظر اتهتدي ام تكون من الذين لا يهتدون
) و شكر ربه فلم يكن مغروراً بما معه من قوة و أمر سليمان البنائين أن يبنوا قصراً من زجاج شديد الصلابة فوق مياه البحر و تمر من تحته الأمواج و أمر للذين معه من حاشيته أن ينكروا لها عرشها
أي يغيروا فيه قليلاً من أماكن المجوهرات و ما شابه فلما جاءت بلقيس سألوها حاشية سليمان بذكاء بالغ
( فلما جاءت قيل اهكذا عرشك قالت كانه هو واوتينا العلم من قبلها وكنا مسلمين ) و لم يقولوا أ هذا عرشك حتى لا تعرف ما حدث فاحتارت فهو يشبه عرشها كثيراً و لكن غير معقول أنه هو لأنها تركته في مكان حكمها في اليمن و كانت بلقيس تحكم اليمن فأجابت برد يدل على هذه الحكمة التي لديها و جمعت في الرد بين التأكيد أنه عرشها و النفي بأنه ليس عرشها
: ( قيل لها ادخلي الصرح فلما راته حسبته لجه وكشفت عن ساقيها قال انه صرح ممرد من قوارير قالت رب اني ظلمت نفسي واسلمت مع سليمان لله رب العالمين ) فتعجب سليمان و قال ( لقد أوتينا العلم من قبلها و كنا مسلمين ) تعجب سليمان من أن هذا العقل لم يهديها للإسلام
فأدخلها سليمان إلى القصر الذي فوق الماء و أمرها بالدخول فراحت ترفع ثوبها تظنه بحراً فداست فلم تجد شيئاً من الماء عليها فتعجبت فقال لها سليمان كما في قوله تعالى { إنه صرح ممرد بقوارير } فعلمت أن هذا ليس بقدرة الإنس
فأعلنت بلقيس إسلامها و دخولها في حكم سليمان و قيل أنها تزوجت سليمان و قيل أنها تزوجت أحد رجاله و الله أعلم
و هنا تنتهي قصة بلقيس مع سليمان
موت سليمان – عليه السلام
كان الناس يتحدثون عن أن الجن تعلم الغيب فأراد الله بموت نبيه أن يبين لهم عكس ذلك ففي يوم من الأيام سخر سليمان الجن تسخيراً شديداً و جعلهم يعملون أعمالاً شاقة و بدأ يراقبهم و هو متكئ على عصاه و فاتح عينيه
ففي تلك اللحظة قبض سليمان و مات و بقي الجن يعملون مدة ذكر في الروايات أنها سنة كاملة و لم يعلموا أنه ميت فبدأوا يشكون في موته لأنه لم يتحرك أبدا لكنهم خائفون من محاولة التأكد حتى أتت دابة الأرض و هي النملة آكلة الخشب فأكلت عصا سليمان فسقط فعلم الجن أنه مات و علم الناس أن الجن لا يعلمون الغيب
هذه قصة أعظم من حكم الأرض فأي فخر أن تكون حاكم الأرض و تحكمها بالإسلام و أنت نبي
_________________ تــوقــيـع
|
لاتحسبنًي بشتكـي مـن مساويـــــــــك= مـن دون حدًي بحكمك في حدوديماني ونالعاصـي تضـن الرجـاء فيـك=رجــــاي بالله والـخـلايـق شـهــوديفيني طناخه يافتى الجــــود وطغيـك = أبــــك إقحطانـن كـلهـم لـي سنـودي |