اهل العوجا ، سبب تسمية حكام ال سعود بأهل العوجا ، معنى هل العوجا ، ماهي العوجا
الملك عبدالعزيز يؤدي رقصة السيف قرب قصر الحكم وعن يساره سمو الأمير مساعد والأمير مشعل عام 1937م
الرياض - «الرياض»
الجمعة 5 ذوالقعده 1433 هـ - 21 سبتمبر 2012م - العدد 16160
نخوة العوجا نخوة مهمة ترتبط بأسرة آل سعود وبمنطقة العارض، وقد يعود ارتباطها لآل سعود قبل قيام الدولة السعودية الأولى، ثم ارتبطت بجميع ما ينضوي تحت لواء الدولة السعودية، وكانت النخوة في المعارك والحروب التي خاضتها الدولة السعودية بأدوارها الثلاثة حتى في عهد الملك عبدالعزيز، ومثلها مثل أي نخوة أخرى فإنها لابد أن تكون مرتبطة بمعنى ودلالة، ولا شك أن الدرعية التي هي حسب ما أشارت إليه القصائد الشعرية المعاصرة كانت بمثابة المكان الذي تنتخي به أسرة آل سعود التي انشأت هذا المكان وكان المنطلق لإنشاء دولة قوية نشرت الأمن والاستقرار في الجزيرة العربية، وأيدت الدعوة الإصلاحية التي تقوم على أساس الدين الصحيح، كما جاء في القرآن الكريم وسنّة نبيه المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــ
الأمير سلمان حسم الجدل التاريخي والشعر وثّقه
توضيح الأمير سلمان
وأوضح صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع رئيس مجلس إدارة دارة الملك عبدالعزيز أن من الآراء التي طُرحت أن العوجا يقصد بها كلمة لا إله إلا الله محمد رسول الله، وذلك عندما جاء الشيخ محمد بن عبدالوهاب -رحمه الله- بدعوته إلى التوحيد قيل له: إن هذه عوجاء، والناظر إلى هذا التفسير تبدو أمامه عدد من التساؤلات، منها أن هذه الدعوة جاءت في بلاد الإسلام، وكان الناس على الإسلام وإنما كانت هناك ممارسات شركية في الدرعية وغيرها من البلدان أشار إليها المؤرخون؛ فقام الشيخ محمد بن عبدالوهاب بالعمل على تصحيحها وإزالتها، ولقد بدأت هذه الدعوة في حريملاء ثم في العيينة، ثم أيدها الإمام محمد بن سعود وإخوانه مشاري وثنيان الذين كانوا طلاباً على يد الشيخ محمد بن عبدالوهاب في العيينة، وكذلك العلماء مثل قاضي الدرعية حمد بن سويلم، ولم يرد في المصادر أن دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب عندما انطلقت في العيينة وصفت بأنها عوجاء.
الملك فهد يردد بيته الشهير: حنا هل العوجا
ولا به مراواة شرب المصايب عندنا مثل شرب الفناجيل
وقال سموه معقباً على ما نشرته مجلة اليمامة في العدد المؤرخ في ١٦/١/١٤٣١ه، وما ورد فيه من ردود على ما نشرته الدارة حيال تلك النخوة «إن إطلاق لقب (العوجا) على الدعوة مخالف لما حصل للدعوة من قبول وتأييد، وليس من المنطق أن يصف أولئك كلمة التوحيد بهذا الوصف وهم على علمهم بأهميتها وقيمتها الدينية».
وأضاف:»أما ارتباط هذ النخوة بالدعوة، والدين فهو واضح وليس فيه لبس، لأن المقصود بالنخوة هو الدرعية التي اشتهرت بسبب الدعوة ونصرة الدين، وأصبحت القلب النابض لتلك الدعوة الإصلاحية، وارتبطت النخوة بآل سعود الذين أيدوا هذه الدعوة وأسسوا الدرعية؛ فارتباط النخوة هنا بدأ مع الدعوة، حيث أصبح المكان وهو الدرعية المنطلق والأساس لها».
أكرم هل العوجا مدابيس الظلام هم درعك الضافي إلى بار الصّحيب
ليا قيل أبوتركي من العوجا ظهر تزلزلت نجد ورقص شيطانها
واشار سموه إلى أنه وردت الكثير من الآراء التي قالت بأن هذه النخوة تعني الملة الحنيفية، والتي قالت بأنها تعود لاسم لفَرَس عربي مشهورة، أو انها تعود لاسم قطيع من الإبل المشهورة وغير ذلك من الآراء، إلاّ أن المصادر التي توافرت لنا من خلال الشعر الذي قيل في أيام الدولة السعودية الأولى ثم في عهد الملك عبدالعزيز -رحمه الله- يدل دلالة قطعية وليست ظنية على أن العوجا هي الدرعية، مثل ما قالته موضي الدهلاوية في عام ١٢٣٢ه أثناء حصار جيوش إبراهيم باشا لمدينة الرس:
سر وملفاك العوجا مسيرة
ديرة الشيخ بلغه السلام
فهذا البيت يدل دلالة واضحة على أن الدرعية هي المقصود بها العوجا، واستخدام الشاعرة لهذه النخوة دليل على أن المقصود بها الدرعية في ذلك الوقت.
وقال الشاعر محمد أبونهية في قصيدته المشهورة أيام سقوط الدرعية عام ١٢٣٣ه:
وأبكي على عوجا ربينا بربعها
صغار كبار نشتري ونبيع
دار إلى جاها الغريب يوالف
وجنابها للممحلين ربيع
وهذا دليل آخر على أن المقصود بالعوجا هي الدرعية التي تحدث بها هنا الشاعر
محمد أبو نهية بكل وضوح.
وقال الشاعر محمد العوني أيضاً في قصيدة له يوم معركة البكيرية سنة ١٣٢٢ه:
مني عليكم ياهل العوجا سلام
واختص أبوتركي عمى عين الحريب
أكرم هل العوجا مدابيس الظلام
هم درعك الضافي إلى بار الصِّحيب
وقال الشاعر فهد بن دحيّم وهو شاعر العرضة المعروف:
ليا قيل أبوتركي من العوجا ظهر
تزلزلت نجد ورقص شيطانها
وفي هذا دلالة على أن هذا الشاعر أيضاً استمر في استخدام العوجا بكل وضوح قاصداً الدرعية، مثلما استخدمها قبله الشعراء المشار إليهم آنفاً.
ويتأكد المقصد مرة أخرى في بيته القائل:
يا راكب حمرا من العوجا هميم
تجفل إلى شافت سمار ظلالها
وقوله أيضاً:
نو من العوجا تظهر له رباب
فيه الغضب والغيظ غاد له صهيل
وأكد الأمير سلمان في تعقيبه على أن هذه الأبيات تدل دلالة واضحة بصفتها مصدراً يقودها إلى فهم المقصود بالعوجا منذ أيام الدولة السعودية الأولى، وتحسم أي جدل يظهر بشأن المعاني الأخرى لها، مشيراً إلى أن الروايات التي كتبت وأشارت إليها صحيفة أم القرى، وخير الدين الزركلي، وعبدالله بن خميس وغيرهم تظل اجتهادات يشكرون عليها جميعاً، وكانت بمثابة الآراء غير القاطعة.
وقال سموه:»من خلال الرجوع إلى هذه الأبيات، ومن خلال ما أعرفه شخصياً عن هذا الموضوع؛ فإنه ليس لدي شك بأن العوجا هي الدرعية التي كانت نخوة لأسرة آل سعود، ثم لأهل العارض جميعاً، ثم امتدت لتشمل جميع نواحي الدولة السعودية والمملكة العربية السعودية»، موضحاً أن هذه النخوة (العوجا) ترتبط بالمكان وهي الدرعية وبالدعوة التي على أساسها قامت الدولة السعودية وعاصمتها الدرعية، واشتهرت بها وأصبحت الأساس لها إلى يومنا هذا، وبهذا تكون هذه النخوة هي للمكان والدعوة التي انطلقت منه بشكل متلازم.
_________________ تــوقــيـع
|
لاتحسبنًي بشتكـي مـن مساويـــــــــك= مـن دون حدًي بحكمك في حدوديماني ونالعاصـي تضـن الرجـاء فيـك=رجــــاي بالله والـخـلايـق شـهــوديفيني طناخه يافتى الجــــود وطغيـك = أبــــك إقحطانـن كـلهـم لـي سنـودي |