الجيره لم تكن وليدة اللحظه أو حديثة النشأه فقد كانت منذ القدم بين القبائل العربيه من عصر
الجاهليه وبداية العصر الإسلامي وصدر الإسلام وحتى يومنا هذا وقد وردت قصص كثيره عن
الجيره عند العرب فكانت القبائل العربيه تهتم بأمر الجيره وهي طلب الأمان بعد الله إما بفعل
حادثه إرتكبها العربي أو جناية أدت إلى هاذا الجوار؟
ولعلنا نأخذ مثالاوقع في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم 00
أشهر جوار عرفناه جوار مطعم بن عدي للرسول صلى الله عليه وسلم عندما عاد من رحلته
إلى الطائف ومالقيه من مصاعب في تلك الرحله عندما عزم الرسول صلى الله عليه وسلم دخول
مكه وأرسل في طلب جوار الأخنس بن شريق فجبن ولم يحظى بهاذا الشرف العظيم وتعلل بأنه حليف
والحليف لايجير (فالله در حقيب آل عاطف الذي سن الجيره وسيأتي ذكره لاحقا بإذن الله )
بعد ذلك طلب جوارسهيل بن عمرو فرفض بحجه أن بني عمرو لاتجيرعلى بني كعب وأخيرا أرسل
في طلب جوار بن المطعم بن عدي فاستجاب لذلك وتهيأولبس سلاحه هو وبنوه وكان اولاده عشره
وأخذ يرتجز بهاذا البيت فالله دره (من لاينتخي بخوته وعياله ساوم الرجال قتله وأخذ ماله )
ودخل المسج\د فلما رآه أبو جهل قال أمجيرأم تابع ؟ قال بل مجير قال أجرنا من أجرت يامطعم
فرد إليه مشيرا إلى أنفه رغم أنفك يا أباجهل ثم دخل الرسول صلى الله عليه وسلم فانتهى إلى
الركن فاستلمه وصلى ركعتين وانصرف إلى بيته ومطعم وأولاده يحيطون به فداه أمي وأبي
قال حسان بن ثابت رضي الله عنه ؟
أجرت رسول الله منهم فأصبحو=عبيدك مالبى مهل وأحرما
فلو سلت عنه معدًبأسرها=وقحطان أوباقي بقية جرهما
لقالو هو الموفي بخفرة جاره= وذمته يوما إذا ماتذمما
الجيره في اللغه 00
في القاموس المحيط00جار واستجار أي يجار وأجاره00أنقذه وأعاده
في المصباح المنير00استجاره0 طلب منه أن يحفظه فأجاره والمعنى امنه
وفي اصطلاح المفسرين00
يقول صاحب تفسير(فتح البان في مقاصد القران)العلامه القنوجي عن آيه (وإن أحد من المشركين استجارك فأجره
حتى يسمع كلام الله ثم أبلغه مأمنه0000)أي الناقضين للعهد الذين أمرت بالتعرض لهم 0أستأمنك من القتل فأجره
يقال استجرت فلانا أي طلبت أن يكون جارا محاميا ومحافظا من أن يظلمني او يتعرض لي أحد من المتعرضين ؟
الجيره عند قبائل قحطان .
يسمونها إعطاء الوجه أو ردية الشان وتعتبر من أبرز مايميز المجتمعات القبليه وهذه العاده موجوده عند قبائل قحطان
خاصه ولدى قبائل العرب عامة حيث إنهاتميزهم عن غيرهم من الأمم وتجعلهم على قمة أرقى الشعوب لكونها عاده طيبه
عرفتها العرب لما فيها من حقن الدماء وخمود نار الفتنه؟
والجوار بالمعنى المعروف هو لجوء المطالب بالثار إلى أحد أبناء القبيله يطلب منه الجيره أو إعطاء الوجه أو رد الشان
وكلها معاني متقاربه عندها يصبح في حماية القبيله كلها إلى أن يفصل في الأمر إما عن طريق الإحتكام إلى الشرع أو الصلح
القبلى بالسلوم المعترف بها حاليا أو انتهاء مدة الجوار ؟
مدة الجيره
للجوار عند قحطان أنواع متعدده من الأوجه التي يتحكم فيها نوع الجرم المرتكب فيحدد مدتها خاصه عند قبائل عبيدة
وقبائل العرين ومثال ذالك 00
1- جيرة الدم 00وهي القتل 0000ومدتها سنه وشهران 0
وأول من حدد هذه الجيره هم قبائل عبيده0
وأول من سنها واسس قواعدها في نجد هو حقيب من آل شريم آل عاطف الجحادر قحطان عام 1100تقريبا لاتحديدا
وتعرف الآن هذه الجيره بجيرة (حقيب)
2- جيرة الأسود00 وهو الشخص الذي يرتكب جرما مثل قطع طريق أو أي قضيه جنائيه تخل بالشرف ومدتها ثلاثة أيام
إلى ثمانية أيام 00
3- جيرة الفعل 00وهي جيرة الإصابه الناتجه عن مشاجرة كالكسور والجروح وفيها إسالة دم 00000ومدتها ستة أشهر
4-جيرة العصا00وهي الاعتداء على الخصم بضربه بالعصا أو مد اليد كارثمه على عرنون خشمه بدون إسالة دم 000
ومدتها ثلاثة أشهر ؟وفي هذه الجيره لايحق له تجديد الجيره عند نفس القبيله المجيره إذا انتهت مدة الجيره قبل الصلح0
من المعروفعن الجيره في قبيلة قحطان احترام هذا العرف فلايمكن أن يتعدى على جوار من أجاره حتى يخرج من جيرته
وبعدها يصبح المجير في حل من حماية المستجير به بعد ويظن البعض ان الجيره ماهي إلا إخفاء للمجرم وجريمته والتستر عليه
والصحيح إنما هي منع للثأر وخمود للفتنه وحقن للدماء حتى تحل القضيه بالصلح أو تنقل الجيره؟
تعني الأمن والحماية المتعارف عليها بين افراد القبيله والقبائل الأخرى والجيره تحمي بها القبيله افرادها ومن لجأ إليها من القبائل
ومدتها تختلف حسب المتعارف عليه ثلاث فترات ؟
أولا- سنه وشهرين وهذا في قضية القتل0
ثانيا-ستة شهور فيما دون القتل مثل الكسور والجروح الكبيره
ثالثا-ثلاثة اشهر في قضية الضرب سواء بعصاء او بآله حاده وغير ذالك
والجيره من العادات القديمه الموروثه عند قبائل قحطان منذ قرون عديده متوارثه أبا عن جد حتا يومنا هذاإنتهى
الفصل الأول وسوف يأتي بعده الفصل الثاني عن رد الشان - والقرعي -والحق - والمغضب وحقوق الخوي وخوي
الجنب-والعزاوي والألقاب-والعدود المائيه للبدو الرحل ومنها( حفيرة البندقاني )ماء واقع في شمالي الحصاة ؟
المراجع والمصادر00
القرأن الكريم 000سورة التوبه
القاموس المحيط 00للفيروز آبادي
المصباح المنير00للزمخشري
العرين بلاد قحطان 00محمد سعد النهاري
سراة عبيدة00السحيم
جيرة حقيب العاطفي
هذة القصة من حياة فارس سطر اسمة في سجلات التاريخ :
سوف نذكر لكم قصة حقيب التاريخية ولكن الاطراف الاخرى التي في القصة من احدى قبائل قحطان وسوف نتجنب عن ذكر اسم القبيلة حفاظاً على مشاعر ابناء العمومة من ذكر قصص انتهىزمنها ..ونحن اخوان وابناء عم ... لقد قتل احد شيوخ ال حشر ال عاصم رجلاً من قبيلة (...) وذلك عند بئر ولا اعلم سبب القتل تحديداً وبعد تحشدت قبيلة الرجل المقتول
وعزمت ان تغزي على ال عاصم وكانوا ال عاصم قليلين العدد مقارنة بتلك القبيلة المعادية وبعد ذلك ذهبت نازحة للدخول في جيرة احد قبائل قحطان بالرغم انه مسبقاً كانت هناك محاولات
للصلح ولكن قوبل بالرفض من قبيلة الرجل المقتول .. وذهب ال عاصم على عدد من قبائل قحطان ولكن كانت جيرة كل قبيلة لاتتجاوز ثلاثة آيام وبعد هموا للذهاب الى الشمال نحو العراق وماجاورها لعل تنطفي نار الحرب ويعود الصلح .. وخلال رحلتهم كان هناك رجلاً فوق شجرة في يده فاروعة يكسر بها اغصان الشجر ليعشي غنمة وهذا الرجل هو ( حقيب )
وكانت له خيمة صغيرة وزريبة للغنم وذلك لفقرة الشديد .. وعندما علم حقيب بقصتهم وهو فوق شجرتة يكسر اغصان الشجر .. صاح بصوته عالياً اللي يبغى الجيرة (ينزل شده وزان خيمتي ) وتكلم احد رجال ال عاصم مستهزيء به وقال كيف تجيرنا يا راعي الغنم وبعض من شيوخ وفرسان قحطان ما جورونا .. نظر اليه حقيب ثم رفع صوته عالياً
اللي يبغى جيرتي ينزل وزان خيمتي ) وقالوا ال حشر شيوخ ال عاصم هذا الرجل اما مخبول والا شجاع فنزلوا عند ( حقيب ) ونوخوا ركابهم ... ونزل حقيب من اعلى الشجرة
ودخل زريبته وقام بذبح جميع اغنامة .. وكل ماذبح ذبيحة عطاها ضيوفة من ال عاصم وقال عشى عشرة .. عشى عشرة ... يعني كل ذبيحة عليها عشرة اشخاص
وهكذا حتى افناها كلها وبعدما عشاهم و اكرمهم نشدهم عن مكان القبيلة المعادية لهم فأشاروا الى جهتهم ... فطلب حقيب منهم فرس حتى يذهب اليهم فأعطوه فرس زمعاً ثنيه مابعد غارت اي نكور ..و كانوا قاصدين هذا الشيء ليروا
مدى فروسية حقيب ... وقالوا فيما بينهم ان طرحت حقيب ترانا بنسري من عندة وان عسفها عزالله اننا زبنا .
وركب حقيب الفرس فحاولت ان تطرحه فقام بضربها بالفاروعة حتى ثناها وروضها
وانطلق بها الى القبيلة المعادية وعند وصولة اليهم قال لهم : يالربع تراكم مقروعين من ضيوفي وانا حقيب .. ثلاث شهور وعندما دبر منهم عائداً قال احد منهم مستهزءاً بـ حقيب ( لعنبوا ذا التورة ) اي يقصد مؤخرتة فرجع لهم حقيب وقال من الذي سب تورتي فلم يجاوبه احد .فقال لهم وثلاث شهور مسريات اصبحت ست شهور ونكف مدبراً منهم الا رجلاً منهم نطق و قال ( لعنبوا ذا الزمعاء )
فألتفت اليهم وقال من سب ذيل فرسي ولم يجاوبه احد ... فرد عليهم وقال وثلاث مهربات اصبحت تسع شهور وثلاث شهور آخرى حتى يعود الى اهاليهم سالمين غانمين واصبحت جميعها