أخي الكريم لقد كانت هذه الحادثة قبل 60 سنه ولم يكن في ذلك الزمان دستور او قانون او حقوق انسان وكان الكويت تحت الحماية البريطانية والتي اعتبرت الحادثة شأن داخلي وذكرها المعتمد البريطاني في مذكراته اليومية في الوثائق البريطانية عن نفس الفترة .
أبناء المالك لم يقوموا بإنقلاب .. ماحدث خلاف عائلى
أقرأ بتمعن ولا تكتفي الا بأخر حرف في هذا المتصفح
بقلم الدكتورة وفاء مالك الصباح
لم أتهيب شيئا من كتابة، ما تهيبت من اخراج هذا المقال. فان كل ما اخرجته كان غيري المعروض وانا العارض أو غيري الموصوف وأنا الواصف، أما هذا المقال فأنا العارض والمعروض والواصف والموصوف. والعين لا ترى شخصها الا بمرآة والنفس لا ترى شخصها الا من قول عدو أو صديق أو بمحاولة للتجرد تم توزيعها على شخصيتين: ناظرة ومنظورة، وحاكمة ومحكومة وما اشق ذلك واضناه! ولكن على المرء ان يبذل جهده في تعرف الحق وتحري الصدق ليبرئ نفسه ويريح ضميره ولا يكلف الله نفسا الا وسعها.
ثم ان حديث الانسان عن نفسه – عادة – بغيض ثقيل، لان حب الانسان نفسه كثيرا ما يدعوه ان يشوب حديثه بالمديح ولو عن طريق التواضع او الايماء او التلويح، وفي هذا المديح دلالة على التسامي والتعالي من القائل ومدعاة للاشمئزاز والنفور من القارئ والسامع ولذلك ادعو الله ان يكون حديثي اليكم عن نفسي وعائلتي بضروب من اللباقة وافانين من اللياقة.
نبتت عندي فكرة التحدث الى عقلاء وطني عما استنكره الجميع في الاونة الاخيرة ما حدث من بلبلة اثارتها احدى القنوات الفضائية.
اذ تعرضت هذه القناة لابناء عائلتي – وهم فرع من فروع آل الصباح – فنسبت لاصولهم ادعاءات كاذبة بمحاولة هذا الفرع من الاسرة الحاكمة بالقيام بقلب نظام الحكم لصالحهم مزورين ومشوهين الحقائق التاريخية، الامر الذي يمس فرعا من الاسرة الحاكمة بأبشع التهم، فما ورد على لسان أحد مذيعيها لم يكن صحيحا ولم يتحر فيه ابسط قواعد الاعلام الصحيحة وهي الدقة والامانة الاعلامية.
فلم يقم (أبناء المالك) قط بانقلاب لاحداث تعديل في نظام الحكم، وما حدث بين ابناء الاسرة انما كان خلافا عائليا تصاعد بصورة سريعة جدا اودت الى حادثة شهيرة لـ«أبناء المالك» تسببت بقطيعة دامت عدة سنوات بين اقطاب العائلة، لاسيما ان هذه القطيعة كان لها من الاثر المباشر على ابناء المالك الكثير، سنوات عديدة مما شكل قناعة عند البعض من الشعب ان ابناء المالك لا ينتمون إلى آل الصباح بأي صورة من الصور، وهذا الامر غير صحيح، ولا اود ان اخوض في تفاصيل خلاف عائلي حدث منذ سنوات عديدة، وانما تطاول تلك القناة مس جرحا اعتقدت انه قد دفن مع اجدادي منذ سنوات بعيدة.
وإنما ما حدث أزاح الستار عن حقيقة ما زلت أتلمسها في عيون البعض وهي ضبابية خلاف عائلي لم يفهمه شعبي ولم يدرس بالمدارس، كما ورد على لسان تلك القناة، ولم تطلع السلطة آنذاك أحداً على تفاصيل الخلاف باعتباره شأنا داخلياً عائليا، ولربما كان لذلك أثر سلبي علينا. إذ انه في الوضوح والعلانية أحيانا يتحقق العدل، فلا نريد شطب التاريخ ولا نريد تزويره، كما ادعت تلك القناة، وإنما نريد الحقيقة واضحة جلية، فلا شيء نخجل منه ولا جرم اقترفناه. فالأمر برمته خلاف عائلي حول ملكية أفراد عائلتي لأراض متنازع عليها وتطور الأمر وثار استياء أفراد عائلتي وغضبهم، فتم التعبير عن ذلك بصورة مبالغ فيها، مع تدخل بعض الأطراف الذين كان لهم الأثر السلبي في تهدئة الأزمات، ولا سيما مساهمتهم أدت إلى تصعيد الخلاف بصورة سريعة جدا أدت إلى نتائج لم يتوقعها ولم يودها أحد. مصداقاً لذلك ما جاء في كتاب سيرة الشيخ صباح سالم الصباح أمير الكويت في شأن قضية عائلة المالك: «لم يكن الشيخ صباح السالم مسرورا للطريقة التي عولجت فيها هذه القضية لأن الشيخ صباح السالم تمنى لو تمت معالجة هذا الموضوع بأسلوب أكثر تصالحية، لأن القوة استخدمت بقسوة، ولم يكن بمقدور الشيخ أن يفعل أي شيء في ذلك الوقت، ولكن أول عمل قام به لدى توليه حكم البلاد هو دفع مرتبات تقاعدية لهم في محاولة لتعويضهم عما لحق بهم من أذى بالإضافة إلى رد اعتبارهم وتمكينهم من التمتع بالمزايا مثل باقي أبناء الأسرة، وذلك في محاولة لتصحيح الخطأ الذي شعر الشيخ صباح السالم بأنه اقترف بحقهم أثناء مشكلة المالك، ولم يلعب الشيخ صباح السالم أي دور في هذه القضية لاعتقاده بأن الموقف لم يكن يتطلب استخدام القوة لكن الشيخ صباح السالم أظهر بعد ذلك السيطرة الكاملة على زمام الأمور التي تتعلق بهذه القضية».
(راجع في ذلك كتاب سيرة الشيخ صباح السالم الصباح أمير الكويت 1977-1965 سيرة شخصية وسياسية تأليف: روبرت لجيرمان).
أنني وبكل فخر أنتمي لعائلة المالك، والتي هي جزء لا يتجزأ من الأسرة الحاكمة أسرة آل الصباح شاء البعض أم أبى، وخلاف الجزء مع الكل لا ينفي انتماءه لها ولا ينقص من الحقيقة شيئا.
كما انني لست بصدد الحديث هنا عن اثر تلك الحادثة بأبناء عائلتي فبعد ان حبس من حبس مرت اجيال تلو اجيال تعاني من تبعات تلك الحادثة التي ومما لا شك فيه تركت بصمات واضحة على قسمات وجوههم، على قلوبهم، حتى على ردود افعالهم استطاع حكامنا مشكورين مسح آثار ذلك بتقريب الاسرتين بدمجهم دمجا ماديا ومعنويا، وان نجحوا بتحقيق الاول الا انني ارى ان النجاح نفسه لم يتحقق في الثاني.
فظل ابناء المالك يرون تساؤلات عديدة في عيون الشعب لم يستطع ابناء شعبي الكرام التفوه بها، وانما قرأناها في اعينهم، لمسناها من تصرفاتهم، من هي هذه العائلة، وكيف اصبحوا بين ليلة وضحاها جزءاً لا يتجزأ من الاسرة الحاكمة، ظل ابناء اسرتي يرون هذا التساؤل غير قادرين على الرد، تحتبس الكلمات والردود على تلك التساؤلات داخل افواههم فلا يستطيعون التفوه بها، ولا اخفي عليكم، فكتمانهم ولد ضغطا لا يتحمله بشر، لاسيما واننا قررنا ان نترك ذلك للزمن لعله يكون كفيلا بالرد على تساؤلات الناس وقطع دابر كل من تسول له نفسه بتشويه الحقيقة.
وما قامت به تلك القناة تشويه للحقيقة الا انني هذه المرة لم استطع السكوت فكان لابد من التوضيح لإجلاء الغموض الذي بات اغلب الاوقات سيد المواقف. فلكم يا ابناء اسرتي الصبر والقدرة على النسيان، ولكم يا ابناء شعبي كل التحية والاحترام وعذرا لمن لا يلتمس لي ولأسرتي العذر.
فاصل ثم يأتي هذا الصدى
ليكون الجواب الشافي
عملا برسالة الموقع وايماناً منا بعرض تاريخ هذا البلد الحبيب دون تزييف أو اجحاف، أو تحييز وانجراف، واتباعاً للحق، ونقل العلم بأمانة وتجرد، حتى لا تكون حادثة عاشها الكثير ممن يعيش بيننا الآن مادة تاريخية يشكلها كل من أراد تشكيلها بما يتفق وهواه، فهي حادثة تاريخية كسائر حوادث الكويت، ولكن التي وقف التاريخ عندها يتأمل، وسكت عنها قلم المؤرخ .
حادثة 1957م لنا كطاعون 1831م (طاعون البصرة)، وسنة الهيلق، وصعود الشيخ مبارك بن صباح الحكم، وسنة الهدامة، وسنة المجلس، وسنة الجدري، وحرب الجهرة، وحرب الصريف، وحرب هدية، وسنة الغزو، وغيرها من السنين التي نأخذ منها العبر ونتعلم منها الدروس، لا تزيد عنهم ولا تنقص، والله المستعان.
فاصل تاريخي الموضوع بالدليل والبراهين والمدونه في ديوان العرب ( الشعر )والديوان الأميري
كما أشير لك أن هذه المقاله والأخرى ليست من قلمي
وهي للكاتبه الدكتوره وفاء المالك الصباح