قبل أن نبدأ الحديث باختصار عن هذه العلاقة التي تحتاج إلى مجلدات ضخمة
لا بد أن نذكر ماقاله صقر الجزيرة الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه
حينما أثنى على هذه القبيلة ومجلسه مكتضاً برؤساء القبائل حيث قال : " أشجع من طارد معي هم السهول "
وفي رواية أخرى : " أشجع من طارد معي هم السهول وبني هاجر "
ويؤيد هذه الرواية إجماع مؤرخي الجزيرة العربية على ذلك
حيث ذكر معالي الشيخ فؤاد حمزة رحمه الله أن السهول جنود ال سعود حينما تحدث عن قبائل المملكة
معطياً إياهم هذه الصفة من بين جميع القبائل ولا شك أن لذلك دلالة كبيرة جداً
فكتابه قلب جزيرة العرب راجعه الأمير عبدالله بن عبدالرحمن رحمه شقيق الملك عبدالعزيز، وكذلك تابع صدوره الملك فيصل رحمه الله،
وللمعلومية ففؤاد حمزة هو وزير دولة ومستشار للملك عبدالعزيز وسفير فوق العادة.
وقبيلة السهول كانت تشكل النواة الأساسية لجيش الملك عبدالعزيز هي وأخوانها من سبيع العارض
بل إن جريدة أم القرى وهي جريدة الدولة الرسمية
أشارت إلى أن لهم منزلة والعديد من المزايا ولهم قواعد ومراتب معروفة في ديوان جلالة الملك عبدالعزيز رحمه الله
وحينما قام المؤرخ النجدي المقيم بالعراق سليمان الدخيل الدوسري بذكر القبائل المناصرة للملك عبدالعزيز
والتي تسمى اصطلاحاً ( قبائل الملك عبدالعزيز)
ذكر قبيلة السهول في مقدمتها ومعها سبيع والدواسر وقحطان
ونفس الموضوع نشره خير الدين الزركلي في شبة الجزيرة ، ج1: 184
حينما قال : عبدالعزيز بن سعود : مقره الرياض وتتبعه قبائل السهول، وسبيع، والدواسر وغيرها من بادية جنوب نجد.
لقد كانت قبيلة السهول من أوائل القبائل التي صاهرها الملك عبدالعزيز في سن مبكرة
وكان ذلك عام 1324هـ حينما زار رحمه الله رويضة العرض
عند أميرها وهق بن علي السهلي حيث تزوج السيدة هيا بنت ناصر بن سيف السمين الظهيري السهلي.
والعلاقة بين السهول والملك عبدالعزيز كانت قبل دخوله الرياض عام 1319هـ بكثير
ففي معركة الصريف أنضم السهول للمعركة ضد أبن رشيد مع الملك عبدالعزيز وأبن صباح
وذكر أبو عقيل الظاهري في كتابه ( مسائل من تاريخ الجزيرة)
أسماء قادة معركة الصريف ومنهم أبن جلعود السهلي.
بل إن الملك عبدالعزيز حينما كان في الكويت كان السهول المقيمين هناك يستحثون هذا البطل لاستعادة ملك آباءه وأجداده
حيث نشر الشيخ التويجري في كتابه ( لسراة الليل هتف الصبح) قصيدة لأحد السهول ( فرزان العبيدي)
الذي قال قصيدة يطلب فيها من عبدالعزيز العودة لنجد واستعادة ملك ال سعود الا أن التويجري لم يذكر أسم فرزان وإنما قال أعرابي
وحينما سأله أخونا الفاضل سلطان بن عبدالهادي في رسالة بريدية عن ذلك
أجابه التويجري بانها لفرزان السهلي
ونشرها ابو عبدالهادي في ضميمته .
وقبل فتح الرياض انضم السهول في الصمان للملك عبدالعزيز هم وسبيع والمرة الا أن الملك عبدالعزيز طلب من هذه القبائل التفرق حتى لا يشك فيه أحد وفي نيته لفتح الرياض.
وفي كتاب أمارة ال رشيد للأستاذ محمد الزعارير ص 203
نشر مشروع وثيقة اتفاقية بين أبن رشيد والملك عبدالعزيز ورد فيها ذكر السهول ضمن قبائل نجد التي لا تخضع لأبن رشيد وإنما تتبع
عبدالعزيز أبن سعود.
لقد كان إخلاص قبيلة السهول للدولة السعودية نابعاً من مبايعتهم للدعوة الاصلاحية حيث أشار أبن غنام رحمه في تاريخه لذلك في أحداث سنة 1199هـ
وبعد فتح الرياض بسنة واحدة تسبب أحد رجال قبيلة السهول من فخذ القبابنة في المساهمة في إنقاذ الرياض من السقوط في يد أبن رشيد
كدليل على مدى إخلاص أبناء هذه القبيلة
وقد أشار لذلك الشيخ محمد العلي العبيد في مخطوطته حينما أشار إلى أنه من حسن الصدف إلى أن رجلاً من قبيلة السهول شاهد عبدالعزيز بن رشيد ليلاً متجهاً للرياض ومعه 200 فارس انتقاهم لهذه المهمة
فلما رآهم السهلي أخذ يسايره بالخفيه من وراء الآكام والجبال فلماء رأى أبن رشيد نزل للمبيت رمى حطبه عن بعيره ودفعه للرياض
يسير حثيثاً من الليل كما يكر الشيخ العبيد إلى أن وصل سور الرياض فوجد الباب مغلقاً على عادته بالليل ومن خلفه الحراس
ونادى أهل الباب : أنا فلان السهلي افتحوا لي أخبركم : جاكم أبن رشيد
وحينئذ نبهوا الامام عبدالرحمن من نومه وأتى الباب وأخبره السهلي بما رأى
ثم أمر بجمع الحطب الكثير وإشعال النار فيه على سطوح المقاصير وفي كل محل عالي
ثم أمر أن يجعل في كل سوق عرضة وتشب عندهم النيران
فلما رأى أبن رشيد النيران قد شبت في سطوح المقاصير وفي المرتفعات من البلد أمر خيله بالرجوع
وقال لجنوده أهل ابلد أنتذروا وليس لنا عليهم قدرة .
هذا نموذج من إخلاص هذه القبيلة وأبناءها للملك عبدالعزيز رحمه الله وإلا فالأمثلة كثيرة
ومن ذلك أن الملك عبدالعزيز حينما كان يريد التنزه يذهب لأماكن الربيع الواقعة في ديارهم ومراعيهم
حيث أوردت صحيفة الرياض بتاريخ 8/8/1419 لقاءً حول وجود لمسجد الملك عبدالعزيز في منطقة الخفس عند نهاية مصب وادي نفيخ في روضتي الخفس التابعة للسهول وغيرها.
