فيصل عبدالله العلياني الأداره
الدولة : تاريخ التسجيل : 24/07/2010 عدد المساهمات : 1693
| موضوع: عقاب بن مناحي بن عبود آل مسعود ال لجمل جحادر قحطان الإثنين أغسطس 08, 2016 10:42 pm | |
| قراءة في: (موسوعة قحطان.. بني مظيم)- الجزء الأول عقاب بن مناحي بن عبود آل مسعود ال لجمل جحادر قحطان أهدى إليَّ الأخوان مانع بن عايض آل عاطف القحطاني، ومحمد بن مطلق الشامخ آل روق القحطاني الجزء الأول من كتابهما الذي يحمل اسم: (موسوعة قحطان.. بني مظيم)، وأشفقت عليهما فور قراءتي لعنوان الكتاب وأحسست أنهما وضعا على عاتقيهما حملاً ثقيلاً، وذلك لمعرفتي بحجم المسؤولية حيث سبق أن جربت نزراً يسيراً في هذا الجانب عندما نشرت مقالاً موثقاً من ثلاثين صفحة عن مشاركات قبائل الحجادر مع الدولة السعودية الأولى والثانية والثالثة... تمَّ نشره في مجلة الدرعية في عددها الثامن لعام 1420هـ.. ولكونهما حديثي عهد بالتأليف فهذا الجزء هو باكورة إنتاجهما.. فحق لي أن أشفق عليهما.. إلا أنني بعد أن تصفحت هذا الجزء كانت المفاجأة السارة التي أثلجت صدري ولا شك أنها ستثلج صدر كل ذي بصيرة منصف يحكم عن علم ومعرفة.. وليسمح لي القارئ الكريم أن أتجول به في ردهات هذا الجزء الثمين من هذه الموسوعة حيث جاء كما يلي: أولاً: عنوان الكتاب يحمل اسم: (موسوعة قحطان.. بني مظيم) وهذا يعني أن المؤلفين قد عقدا العزم على توثيق تاريخ هذه القبائل القحطانية وما يحتويه من (أنسابها وعاداتها وأعرافها وحِراكها الاجتماعي والسياسي وأعلامها البارزين) وهذا ما أشير له في منهج البحث حيث ذكر أنه تم تقسيم العمل إلى أجزاء: الجزء الأول: يحتوي على: التاريخ القديم لهذه القبائل حتى نهاية القرن التاسع الهجري, والنسب القديم والحديث مشجراً, والجزء الثاني: التاريخ الحديث من بداية القرن العاشر وحتى منتصف القرن الرابع عشر, والجزء الثالث: أعلام القبيلة والحياة الاجتماعية. ثانياً: الجزء الأول الذي تحت أيدينا فقد جاء على قسمين بعد المقدمة ومنهج البحث وأهمية علم النسب... حيث جُزئ القسم الأول إلى سبعة عشر باباً جاءت عناوينه على التوالي: (قحطان الجد الأول الذي تنتسب له القبائل القحطانية - نسب مذحج - تسمية مالك بن ادد ب مذحج - انفراد مذحج بمسمى قحطان دون باقي القبائل القحطانية - مناقب مذحج - بلاد مذحج وأوطانها - أيامهم في الجاهلية - الحياة الدينية لمذحج - دخولها في الإسلام ووفودها على الرسول صلى الله عليه وسلم - الردة وأخبار مذحج فيها - مذحج منذ وفاة الإمام علي حتى زوال دولة بني أمية - مذحج في دولة بني العباس - مشاركة مذحج في الأحداث في اليمن حتى نهاية القرن التاسع - قبائل قحطان الحاليين (الحجادر, جنب, عبيدة, بنو شريف, بشر بن حرب, الحباب, سنحان, رفيدة).. أما القسم الثاني فقُسم إلى عشرة أبواب وهو خاص بمشجرات فروع القبائل المذحجة القحطانة في القديم والحديث وجاءت على التوالي: (مشجرات أنساب قبائل مذحج القديمة - مشجرات أنساب الجحادر - مشجرات أنساب الحباب - مشجرات أنساب عبيدة - مشجرات أنساب شريف - مشجرات أنساب بني هاجر - مشجرات أنساب سنحان - مشجرات أنساب بني بشر - مشجرات أنساب جنب بن سعد - مشجرات أنساب رفيدة) ثم خُِتم الكتاب بأسماء رواة الأنساب والمصادر والمراجع.. والحقيقة أن القارئ للقسم الأول من موسوعة قحطان سوف يجد فيه ما يشبع نهمه من تاريخ هذه القبائل حيث لم يُسبق هذان المؤلفان على جمع هذه المعلومات الموثقة بالمصادر التاريخية وتبويبها وتقديمها للقارئ بتسلسل تاريخي منطقي مع الحرص على إسناد المعلومة لمصدرها وإرجاع القارئ وفي نفس هامش الصفحة للمصدر.. وقد جاء هذا القسم مطولاً وهذا طبيعي لكبر حجم الحراك الاجتماعي والسياسي الذي لعبته هذه القبائل الكبيرة بأفعالها وأعدادها.. أما القسم الثاني الذي خصص لأنساب قبائل قحطان وهو الأكثر حساسية فقد بُذل فيه الكثير من الجهد حيث عُمل على شكل مشجرات ليسهل للقارئ التعرف على فروع كل قبيلة بسهولة.. وهذا الأسلوب كثيراً ما يحيد عنه النسابة لصعوبة التشجير في الأنساب ولقناعتهم بوجود العديد من أسماء الأجداد مفقودة ثم إن السهو والخطأ يكثران في مثل هذه المشجرات، فانحراف خط عن مكانه يعني أن فرعاً كاملاً أُلصق بفرع آخر.. إلا أنني أحسب أن الزميلين قد تحريا الدقة في ذلك وهذا لا يعني عدم وجود الأخطاء نتيجة لورود معلومة لهما غير صحيحة أو عدم ورودها أصلاً أو خطأ مطبعي, وهذا إنجاز يُحسب لهما في الطبعة الأولى من هذا الكتاب وتزكيتي لهذا العمل لم تأت جزافاً وإنما جاءت بناء على ما سمعته من ردود أولية إيجابية عن هذه المشجرات ثم لمعرفتي ببعض فروع القبائل إضافة إلى أنني أحسب أن هذين المؤلفين تتوفر فيهما صفات من يتحمل مسؤولية الأنساب وهي في رأيي ما يلي: 2-1 الميول لمعرفة الأنساب وقوة الذاكرة... فقد نجد شخصاً نساباً وهو لا يقرأ ولا يكتب. 2-2 الذكاء والقدرة على الربط والمقارنة بين المعلومات والتسلسل المنطقي فالمعلومة غير الموثقة في زمنها تتغير مع مرور الزمن ويطرأ عليها الكثير من التحريف وقد تفقد نهائياً... ثم إنه لا يمكن الجزم على أي قبيلة مضى على تكوينها أربعة أو خمسة قرون أنها متسلسلة من رجل واحد وإنما نجد أكثرها من الجد والبقية أحلاف ومع مرور الزمن ينتسبون جميعاً إلى هذه القبيلة ثم إن هناك الكثير من الأجداد الساقطين من العد حيث يُقال فلان ابن فلان وبينه وبين هذا الجد أربعة أو خمسة جدود. 2-3 عدم الاعتماد على راوٍ أو راويين وإنما على أكثر من ذلك وكلما زاد عند النساب زاد الشك في التحري ويعتمد في تفصيل الفروع على الرواة من نفس الفرع. 2-4 أن لا يضع في حسبانه أن شيخ القبيلة لديه الفصل في فروع القبيلة فشيخ القبيلة ما هو إلا فرد من أفراد القبيلة لديه جزء من المعلومة ويكملها له عوارف القبيلة وهذا ليس نقصاً في شيخ القبيلة بل على مر العصور نجد أن لكل قبيلة عوارف هم من يفصلون في مثل هذه الأمور حيث إن الشيخ له مهامه القيادية. 2-5 المعرفة بالوثائق التاريخية والقدرة على تمحيصها ومعرفة الصحيح منها والمزور حيث كثر هذه الأيام خروج العديد من الوثائق المزورة التي للأسف انطلت على الكثير وسلم بها دون التحقق من صحتها. 2-6 أن يتحلى النساب بالصبر والحلم بحيث يتحمل عامة الناس وما يصدر منهم من ردود أفعال تنم عن جهل وحماقة.. حيث يجعلون من الأخطاء الصغيرة كبيرة ويعتبرون ما لديهم من معلومات مقدسة يجب عدم مخالفتها حتى وإن خالفت المنطق والمصادر. 2-7 عندما تصل للنسّاب معلومة تخالف ما أورده فعليه أن يتحرى ويتحقق وإذا ثبت صحتها يتراجع عن ما أورده ويعدل في الطبعات اللاحقة وينوه عنها. 2-8 أن يحرص النسّاب على أن تكون تفاصيل القبيلة وفروعها موثقة ممن يقتنع بمعرفته أي مكتوبة وموقع عليها ويتم عرضها على آخرين للتحقيق والتصحيح والتفصيل في الفروع. 2-9 أن يكون لدى النسّاب الأمانة العلمية ومراعاة الله في كل ما يدونه لكون الأنساب ليست مجالاً للتلاعب والأهواء والمصالح. آراء وملاحظات على الموسوعة يسرني أن أسوق بعض الآراء والملاحظات البسيطة حول هذا الجزء من موسوعة قحطان.. أتمنى أن تكون عوناً للمؤلفين وأن يراعوها عند الطبعة الثانية لهذا الجزء وفي الأجزاء التي تحت الطبع وهي ما يلي: 1- أن يُعاد النظر في تجزئة هذا الجزء حيث جاء في (870) صفحة ولعل من المناسب أن تكون صفحات كل جزء من (200-300) صفحه لتكون أكثر دقة في التبويب وسهولة على القارئ وبخاصة أن الباحثين يتكلمان عن موسوعة لقحطان لا بد أن تكون على أجزاء متعددة. 2- أن يُعاد النظر في آلية سرد المعلومة عن قبائل قحطان حيث أوردت من خلال تسلسل الأحداث التاريخية ومن خلال بعض الإعلام ولعل من المناسب أن تكون من خلال تسلسل الأحداث خصوصاً أنه سيتم إفراد جزء لاحقاً عن الإعلام. 3- عند ورود أسماء تاريخيه لا يُكتفى بالتوقف عند نسب العَلم للفرع مثل المرادي -ا النخعي... إلخ.. وإنما يضاف المذحجى ليُعرف انتسابه للقبائل محل البحث. 4- تم إيراد تفاصيل كثيرة جداً عن بعض الأحداث التاريخية مثل وقعة صفين وغيرها ويفضل إيراد ملخص عن أحداث هذه الوقعات مع إيراد دور القبائل المذحجية فيها وإعادة القارئ للمصدر للتفاصيل إن أراد. 5- في ص (380) تمَّ الدخول في الموضوع دون أن يكون هناك مقدمة له. 6- ذكر تفاصيل القبائل المذحجية القديمة كتابةً ومشجرات ولعل من المناسب توحيد المنهج ويكتفي بالمشجرات. 7- الباب السابع عشر لم يُوضع له عنوان. بقي أن أوجه طلباً لأبناء قبائل قحطان بعد أن قرأت هذا العمل غير المسبوق.. وأقول لهم مثل ما كنا نفاخر بأدوار قبائلنا المشرفة على مر العصور.. فيجب علينا أن نفخر بأن أصبح من أبناء هذه القبائل القحطانية من يدوّن تاريخها المجيد ويحفظ أنسابها حتى لا تختلط بعد دخولنا في المدنية من أوسع أبوابها.. أوجه طلبي لهم أن يقدروا مثل هذا العمل الثمين وما بذل فيه من جهد كبير, وأن يساعدوا الباحثين بتوفير ما لديهم من مصادر ووثائق حتى يوظفوها في هذا العمل الكبير الذي التزما بحمله على كاهليهما وهما أهلٌ له.. ولنعلم أن عملاً مثل هذا لا بد أن يعتريه النقص فلنكن مكملين ويكفينا أننا وجدنا باحثين جادين عارفين نزيهين هكذا نحسبهما - والله حسيبهما - والأخذ بأيديهما ضماناً لاستمرارهما ومشجعاً للآخرين لتناول تاريخ هذه القبائل بشكل شمولي أو إفرادي.. وإنني على يقين أن الكثير من القراء سوف يكون جل اهتمامهم بالمشجرات وهذا جيد، لكن شريطة إذا ما وجد خطأ غير مقصود أن يتم مناقشة الباحثين بأسلوب علمي هادف للوصول للحقيقة.. وفي الختام أقول للباحثين شكراً لكما على هذا العمل المميز وبارك الله فيكما وإلى الأمام وسوف نكون سنداً لكما وأكثر الله من أمثالكما. والله الموفق. | |
|