جماعة التبليغ وهي فرقة صوفية نشأت في بلاد الهند وقد انتشرت في أنحاء العالم الإسلامي وهم قوم يتبعون محمد إلياس الكاندهلوي المؤسس لهذه الجماعة ترجمة المؤسس : ولد محمد إلياس عام 1302 ه وحفظ القرآن وقرأ الكتب الستة في الحديث على المنهج الديوبندي الحنفي مذهبا الأشعري الماتريدي عقيدة الصوفي طريقةً والطرق التي عندهم هي أربع طرق : 1-النقشبندية 2-السهوردية 3- القادرية 4-الجشتية. أخذ المؤسس الشيخ / محمد إلياس المذكور البيعة الصوفية على يد الشيخ / رشيد الكنكوهي ؛ ثم جددها بعد الشيخ/ رشيد السهارنفوي على يد الشيخ أحمد السهارنغوي ؛ الذي أجازه في المبايعة على النهج الصوفي المعروف , وكان محمد إلياس يجلس في الخلوة عند قبر الشيخ /نور محمد البدايوني المراقبة الجشتية كان عند قبر عبد القدوس الكنكوهي ؛ الذي كانت تسيطر عليه فكرة وحدة الوجود أقام ودرس في دلهي وتوفي بها سنة 1363ه . يرى أبو الحسن الندوي ؛ أن الشيخ محمد إلياس لجأ إلى هذه الطريقة في الدعوة حين أعيته السبل التقليدية في إصلاح أهل منطقته , وينقل الشيخ/ ميان محمد أسلم عن ملفوظات إلياس أنه كشف له عن هذه الطريقة ؛بأن ألقي في المنام تفسير جديد لقوله الله سبحانه ُ( كنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ ( آل عمران 110 يقتضي أن الخروج للدعوة إلى الله لا يتحقق بالإقامة في مكان واحد ؛ بدليل قوله تعالى : << أخرجت >>وأن الإيمان يزداد بالخروج بدليل قوله : << تؤمنون بالله >> بعد قوله << أخرجت للناس >> فيلاحظ على ما سبق : 1 أن القرآن لا يفسر بالكشوفات , والأحلام الصوفية ؛ التي يكون أغلبها بل كلها من وحي الشيطان. 2 يظهر مما سبق أن مؤسس هذه الجماعة ؛ غارق في الصوفية من أخمصه إلى مشاشه , فهو أخذ بيعتين فيها , وفتن بطواغيتها , وامضى وقته بالجلوس على قبورهم 3 أن مؤسس هذه الجماعة قبوري خرافي ؛ يظهر ذلك من قوله : ’’ وكان يجلس في الخلوة عند قبر الشيخ/نور ... إلى أخر ما قال ؛ وذكر عن الثاني ؛ انه كانت تسيطر عليه فكرة وحدة الوجود , وإن عكوفه عند قبر من تسيطر عليه هذه الفكرة ؛ لدليل واضح على أنه يقول بها. 4 أصحاب وحدة الوجود ؛ يزعمون أن الله يتجسد في المرأة الحسناء , والعياذ بالله ,وهذا أمر غاية البشاعة ؛ عليهم من الله ما يستحقون ؛ من اللعائن والغضب.
منهج دعوة التبليغ : يتلخص في ستة أمور أو ستة أصول أو ستة صفات : 1 تحقيق الكلمة الطيبة ( لا إله إلا الله محمد رسول الله ) . 2 الصلاة ذات الخشوع والخضوع . 3 العلم بالفضائل لا المسائل مع الذكر. 4 إكرام المسلم. 5 تصحيح النية. 6 الدعوة إلى الله والخروج في سبيل الله على منهج التبليغ . ولكل من هذه الستة الأصول أو الصفات ؛ مقصد , وفضيلة حصول , فمقصد ( لا إله إلا الله ) على سبيل المثال: إخراج اليقين الفاسد من القلب وإدخال اليقين الصادق على ذات الله , وهم يقصدون بذلك وحدة الوجود.
الملاحظات على جماعة التبليغ : 1 أن مؤسس هذه الجماعة , نشأ على الصوفية وأخذ فيها بيعتين. 2 أنه كان يرابط عند القبور ؛ ينتظر الكشف , والفيوظات الفكرية من أصحابها. 3 أنه كان يراقب في المراقبة الجشتية عند قبر عبد القدوس الكنكوهي ؛ الذي كان يؤمن بفكرة وحدة الوجود. 4 المراقبة الجشتية: أن يجلس عند القبر نصف ساعة من كل أسبوع ؛ بتغطية الرأس , والذكر لهذه العبارة: ( الله حاضري ؛ الله ناظري) وهذه العبارة ؛ أو هذا العمل ؛ إذا كان لله , فهو بدعة و وإن كان الخضوع لصاحب القبر , فهو شرك بالله , والأخير هو الظاهر. 5 أن مسجدهم ؛ الذي انطلقت منه دعوتهم , فيه أربعة قبور لهم. 6 أن مؤسس هذه الجماعة يؤمن بالكشف. 7 أن مؤسس هذه الجماعة ؛ قبوري خرافي. 8 أن التبليغيين ؛ يتعبدون بالذكر المبتدع على طريقة الصوفية , وهو تفريق كلمة التوحيد ( لا إله إلا الله) 9 أن من قطع النفي عن الإثبات عمدا ؛ بأن يقول : ( لا إله ( لزمه ذلك الكفر ذكر ذلك الشيخ / حمود التويجري؛ نقلا عن العلماء. 10 أن هؤلاء يجيزون حمل الحروز ؛ التي فيهل طلاسم , وأسماء مجهولة ؛ لعلها أسماء شياطين , وهذالا يجوز.
فإنه وبرغم ما كتبه علماء أهل السنة والجماعة ، وما قالوه في بيان ضلال ( جماعة التبليغ ) ، والتحذير منها ، فلا زال هناك فئة مثبطة لكل متبع ، ودالة على أهل الضلال والبدع ، لما رأت تواتر العلماء وتوافرهم على التحذير من هذه الجماعة ، قالوا لأتباعهم : (( إنما مقصود العلماء التحذير من جماعة التبليغ الذين في خارج المملكة ، وأما الإخوان والأحباب في السعودية فهؤلاء على منهج السلف ، ويدعون إلى التوحيد والسنة كغيرهم من دعاة الحق في هذه البلاد (( ، ولقد كذبوا في هذا كما يكذبون في قصصهم الخرافية التي يضحكون بها على العوام ، ودعوتهم إدعاء كما قاله العلامة المحدث حماد الأنصاري – رحمه الله – حيث يقول : (( جماعة الدعوة ليست جماعة دعوة وإنما جماعة إدعا (( . ولا يستغرب المسلم من هؤلاء أن يحرفوا كلام أهل العلم ، ويفترون عليهم ، فقد افترى كبارهم من أساطين الصوفية على كتاب الله وسنة رسول الله e وسلفنا الصالح الكثير والكثير ، يقول تعالى : {ومن يكسب خطيئة أو إثماً ثم يرم به بريئاً فقد احتمل بهتاناً وإثماً مبينا ً} [ النساء 112] ، يقول العلامة علي الفقيهي - أثابه الله - في رده على الإباضي الخليلي : (( وأي إثم أعظم من أن تنسب إلى شخص قولاً لم يقل )) .
ولقد كان يكفينا دليلاً على أن التبليغ في السعودية صوفية قول الأوزاعي – رحمه الله - : (( من خفيت علينا نحلته لم تخف عنّا إلفته )) ، رواه ابن بطة في " الإبانة " ، لكن ما العمل وهذه الشبهة يبثها رؤوس هذه الفرقة في روع أتباعهم المغفلين !
إذا لم يكن إلا الأسنة مركب فما حيلة المضطر إلا ركوبها
وفي الحقيقة أن هذه الشبهة قد انطلت على عدد غير قليل من أتباع هذه الفرقة الضالة ، ونحن من خلال هذه الورقات نبين بإذن الله تعالى أن ما قالوه باطل ، ولا يعول على كلامهم هذا أبداً ، ولعل الناظر – إن كان طالباً للحق – يجد في هذه الورقات ما يكشف له بطلان شبهتهم هذه بإذن الله تعالى .
وليعلم القاريء أن التبليغ في السعودية يفرحون بالانتساب إلى جماعة التبليغ ولا يأنفون منها ، وإذا ما ذكرت عندهم هذه الجماعة بشيء من النقد ، ارغوا وأزبدوا وانبروا للدفاع عنها بالباطل ، فكيف يقولون عن أنفسهم أنهم ليسوا مثل أخدانهم في الخارج صوفية ؟ رحم الله أبى بكر بن عياش ، يوم أن سئل : يا أبا بكر ! من السني ؟ قال : الذي إذا ذكرت الأهواء لم يغضب لشيء منه )) .
فمن البراهين القوية الدالة على بطلان مقالتهم أن جماعة التبليغ في السعودية على التوحيد والسنة ، وأنهم ليسوا كالتبليغيين خارج السعودية ، ما يلي :
إن الناظر في حال أتباع جماعة التبليغ في السعودية يلحظ أنهم لا يرون غضاضة في شد الرحال إلى مراكز التبليغ الرئيسية في العالم ، كمركزهم في قطر ، وباكستان ، ودلهي ويشاركون التبليغيين هناك في جميع الأنشطة التي يقيمونها ، وهذا الأمر باعتراف التبليغيين في السعودية ، وهو أمر لا ينكرونه بل يفخرون به ، وأنهم خرجوا في سبيل الله لهذه المراكز ، وهم يحضرون معهم في مساجدهم التي فيها أضرحة وقبور ويصلون فيها ، و يوضح هذا حال أحد من خرج معهم فسئل سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز - رحمه الله –
هذا السؤال : خرجت مع جماعة التبليغ للهند وباكستان، وكنا نجتمع ونصلي في مساجد يوجد بها قبور وسمعت أن الصلاة في المسجد الذي يوجد فيه قبر باطلة، فما رأيكم في صلاتي، وهل أعيدها؟ وما حكم الخروج معهم لهذه الأماكن؟
فأجاب سماحة الشيخ – رحمه الله تعالى - : بسم الله والحمد لله، أما بعد: فإن جماعة التبليغ ليس عندهم بصيرة في مسائل العقيدة فلا يجوز الخروج معهم إلا لمن لديه علم وبصيرة بالعقيدة الصحيحة التي عليها أهل السنّة والجماعة حتى يرشدهم وينصحهم ويتعاون معهم على الخير لأنهم نشيطون في عملهم لكنهم يحتاجون إلى المزيد من العلم وإلى من يبصرهم من علماء التوحيد والسنَّة، رزق الله الجميع الفقه في الدين والثبات عليه، أما الصلاة في المساجد التي فيها القبور فلا تصح والواجب عليك إعادة ما صليت فيها لقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: (( لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد )) متفق على صحته. وقوله - صلى الله عليه وسلم- ( ألا وإن من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد، ألا فلا تتخذوا القبور مساجد فإني أنهاكم عن ذلك )) أخرجه مسلم في صحيحه. والأحاديث في هذا الباب كثيرة وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. [ فتوى بتاريخ 2/11/1414ه ]
كما أن التبليغيين في السعودية يستقبلون التبليغيين من خارج المملكة ، ويكرمونهم ، ويقيمون لهم المجالس في المخيمات والاستراحات ، لعقد حلق الذكر – كما يقولون – ؛ وبعد أن كانت الرحلة في طلب العلم والسنن النبوية ، أصبحت الرحلة في سبيل الدعاية لهذه الجماعة الضالة – نسأل الله السلامة والعافية - .
ومن البراهين : أن التبليغيين في السعودية يسلكون نفس الطرق في الدعوة التي حددها لهم مؤسس الجماعة ، ولكن القوم يتدثرون ب) التقية ) أمام العلماء ، وأمام من يخشون أن يفتضح أمرهم عنده ؛ بل وأمام من لا يثقون به من أتباعهم ، ولما كان العلماء وكثير من طلبة العلم في هذه البلاد – ولله الحمد – من أهم المهمات عندهم العناية بالتوحيد والعقيدة اتجهت أنظار هذه الجماعة – كأختها جماعة الإخوان المسلمين – إلى الشباب ، وخاصة المدارس ( بنين وبنات (لينصبوا فيها شراكهم لأبناء وبنات الموحدين ، وقد انتبه لهذا بعض العلماء ، وبينوا خطره ، ومنهم العلامة عبد الله بن غديان – حفظه الله – حيث يقول : (( في الحقيقة إن الجماعات هذه جاءتنا وعملت حركات في البلد ؛ حركات سيئة ، لأنها تستقطب وبخاصة الشباب ، لأنهم ما يبون [ أي : لا يريدون ] الناس الكبار هذولاء [ أي : هؤلاء ] قضوا منهم مالهم فيهم شغل ! لكن يجون [ أي : يأتون ] أبناء المدارس في المتوسط وأبناء المدارس في الثانوي وأبناء المدارس في الجامعات وهكذا بالنظر للبنات أيضاً . فيه دعوة الآن في جماعة الإخوان المسلمين ، وفيه دعوة لجماعة التبليغ حتى في مدارس البنات . فلماذا لا يكون الإنسان مع الرسول صلى الله عليه وسلم .. الخ )) [ فتاوى العلماء في الجماعات وأثرها على بلاد الحرمين : شريط من إصدار تسجيلان منهاج السنة السمعية بالرياض ] .
ويقول العلامة حمود التويجري – رحمه الله - : (( وقد اغتر بهم [ أي جماعة التبليغ ] بعض الطلاب في المدارس والمعاهد ، فخرجوا معهم ، وتركوا طلب العلم العلوم الشرعية ، وآثروا الجهل والهوى على العلم والهدى ، ويالها من خسارة ! ما أعظمها ! )) .
ويقول أيضاً : (( وقد تسرب هذا الشر المستطير [ أي دعوة جماعة التبليغ ] إلى قلب الجزيرة العربية ، فوقع فيها كثير من السذج والجهال ، ووقع فيها أيضاً بعض المنتسبين إلى العلم ، ولكنهم قليل ولله الحمد )) .
فهل يقول عاقل بعد ذلك أن الشيخين بن غديان والتويجري يحذران من التبليغيين خارج المملكة فقط ؟!
ومن البراهين : نفرتهم من دروس التوحيد وعلماء التوحيد ، وقد لا يصدق البعض أن التبليغيين السعوديين يفرون من العلماء المشهورين بالتركيز على العقيدة والتوحيد ، إذ أن ما يقوله هؤلاء العلماء يحرجهم أمام الأتباع ، ودرس واحد في شرح حديث كحديث الافتراق ، يعصف بكل ما غرسه هؤلاء في قلوب أتباعهم ، ويثير تساؤلات لا يستطيع كبارهم الإجابة عليها ، فهم يعلمون أن أوصاف الفرقة الناجية والطائفة المنصورة لا تنطبق عليهم بحال ؛ فالنتيجة أن هذه الجماعة داخلة تحت تلك الفرق المتوعدة بالنار – والعياذ بالله – ، وهذا مما يقض مضاجع كبار جماعة التبليغ ، ويخشون على أتباعهم من سماعه !
وأذكر هاهنا أمثلة لنفرة هؤلاء التبليغيين السعوديين من علماء التوحيد والعقيدة :
الأول : فرارهم من محاضرة لفضيلة الشيخ صالح الفوزان – حفظه الله تعالى - : وقد ذكر أنه كانت له محاضرة في التوحيد في أحد المساجد ففروا منه .
الثاني : فرارهم من محاضرة لفضيلة الشيخ حماد الأنصاري – رحمه الله تعالى - : يقول – رحمه الله - : (( ومرة كان لي محاضرة بمسجد في الجرف بالمدينة المنورة فعندما بدأت في إلقاء المحاضرة كان في المسجد جماعة من التبليغ خرجوا كلهم مع بداية المحاضرة )).
الثالث : فرارهم من محاضرة لأحد كبار العلماء في المدينة النبوية :
قال العلامة حمود التويجري – رحمه الله – (( القصة الثامنة والتاسعة : ذكرهما أحد العلماء في مذكرة كتبها في بيان ما عليه التبليغيون من النفرة من الكلام في بيان العقيدة السلفية : وذكر فيها أن أحد كبار العلماء في المدينة المنورة ألقى موعظة في مسجد التبليغيين في المدينة ، وهو الذي يسمون مسجد النور ، فانفض التبليغيون ، وخرجوا من المسجد ، ولم يستمعوا إلى كلامه وموعظته . وذكر أيضاً أن العالم المشار إليه ألقى موعظة في مسجد صياف في الحرة الشرقية بالمدينة ، فانفض التبليغيون ولم يستمعوا إلى كلامه وموعظته )) .
ومن البراهين القوية التي تدل على أن جماعة التبليغ في السعودية صوفية تأدية بعضهم للبيعة الصوفية الطرقية بسلسلتها الرباعية المعروفة في الهند : الجشتية ، والقادرية ، والنقشبندية ، والسهروردية ، يقول العلامة حمود التويجري – رحمه الله - : (( ومن ذلك ما ذكره أحد العلماء المطلعين على أخبار التبليغيين : أن بعض السعوديين الذين كانوا من دعاة جماعة التبليغ اعترفوا له بأنهم بعد سنين من الثبات على الدعوة والالتزام بمنهجها استدرجوا وأوقعوا في البيعة الصوفية الطرقية بسلسلتها الرباعية المعروفة في الهند : الجشتية ، والقادرية ، والنقشبندية ، والسهروردية ؛ مفتتحة بقول الله تعالى : { إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله يد الله فوق أيديهم فمن نكث فإنما ينكث على نفسه } ، وهذه البيعة يتصل سندها من إنعام الحسن إلى محمد إلياس مؤسس جماعة التبليغ )) . فيا لله ما أشد الغربة ، وما أحلك الظلمة ، حتى عشنا في زمان نرى فيه أبناء أهل التوحيد ، يبايعون على الطرق الصوفية المنحرفة ، التي سفكت دماء أجدادهم من أجل محاربتهم لها ونشر التوحيد !
ومن البراهين : ما قاله العلماء في تفنيد هذه الشبهة :
إن شبهة أن التبليغ في السعودية غيرها في الخارج ، كغيرها من الشبه التي فندها العلماء السلفيين بحمد الله وذلك من خلال أمور :
الأول : أن كبار العلماء في السعودية ألفوا في التحذير من جماعة التبليغ لما رأوا من أفرادها داخل المملكة ما هالهم من مخالفة هؤلاء للكتاب والسنة في دعوتهم ، مما أوجب عليهم ألا يسكتوا عن بيان كلمة الحق في أمثال هؤلاء المنحرفين عن الصراط المستقيم ، ومن هؤلاء الذين تكلموا فيهم من السعودية :
. العلامة حمود التويجري – رحمه الله – في كتابه ( القول البليغ في التحذير من جماعة التبليغ ) . . فضيلة الشيخ سعد الحصين – أثابه الله - ، وهو من أعلم الناس بهذه الفرقة ، وقد كتب فيها كتاباً اسمه ( حقيقة الدعوة إلى الله تعالى وما اختصت به جزيرة العرب وتقويم مناهج الدعوات الإسلامية الوافدة إليها ) فضيلة الشيخ محمد بن ناصر العريني – أثابه الله - ، في كتابه ( كشف الستار عما تحمله بعض الدعوات من أخطار ) .
هذا بعض مما ألفه علماء السعودية في التحذير منهم ، وأما الفتاوى في بيان ضلال هذه الفرقة فكثيرة ، على رأسها فتاوى سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز – رحمه الله - ، وغيره ممن لا أحصي من كبار أهل العلم . فياليت شعري هل ألف هؤلاء العلماء في السعودية هذه الكتب في التحذير من هذه الجماعة – مع أن منهم من لم يسافر خارج السعودية – ويحكمون عليها بالضلال ، إلا وهم يشهدون بما يعلمون ، وبما رأوه من بعض أبناء هذه البلاد من المتنكرين للدعوة السلفية الحقة ، أولئك الذين يستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير ؛ ولكن الأمر كما قال النبي : (( لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه )) ، قلت ما أشبه حال هؤلاء بحال أولئك الذين أنكر الله تعالى عليهم بقوله : { أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير } [ البقرة : 61 ] .
الثاني : أن بعض العلماء قد صرح بأن جماعة التبليغ في السعودية ، كغيرهم من التبليغيين خارجها ، ومن هؤلاء العلماء :
. العلامة عبد الرزاق عفيفي – رحمه الله - : سئل الشيخ - رحمه الله -: عن خروج جماعة التبليغ لتذكير الناس بعظمة الله؟
فقال الشيخ: (( الواقع أنّهم مبتدعة محرّفون وأصحاب طرق قادرية وغيرهم، وخروجهم ليس في سبيل الله، ولكنه في سبيل إلياس، هم لا يدعون إلى الكتاب والسنَّة ولكن يدعون إلى إلياس شيخهم في بنجلاديش. أما الخروج بقصد الدعوة إلى الله فهو خروج في سبيل الله وليس هذا هو خروج جماعة التبليغ. وأنا أعرف التبليغ من زمان قديم، وهم المبتدعة في أي مكان كانوا هم في مصر، وإسرائيل وأمريكا والسعودية، وكلهم مرتبطون بشيخهم إلياس )) [ فتاوى ورسائل سماحة الشيخ/ عبد الرزاق عفيفي (1/174( ] .
. العلامة حمود التويجري – رحمه الله - : قال – رحمه الله - : (( وأما قول السائل : هل أنصحه بالخروج مع التبليغيين في داخل اليلاد – أي : البلاد السعودية – أو في خارجها أم لا ؟ فجوابه : إني أنصح السائل وأنصح غيره من الذين يحرصون على سلامة دينهم من أدناس الشرك والغلو والبدع والخرافات أن لا ينضموا إلى التبليغيين ، ولا يخرجوا معهم أبداً ، وسواء كان ذلك في البلاد السعودية أو في خارجها ، لأن أهون ما يقال في التبليغيين أنهم أهل بدعة وضلالة وجهالة في عقائدهم وفي سلوكهم ، ومن كانوا بهذه الصفة الذميمة ؛ فلا شك أن السلامة في مجانبتهم والبعد عنهم )) .
. الإمام أحمد – رحمه الله تعالى – قال : إذا رأيت الرجل يسلم على الرجل فاعلم أنه يحبه ، قال عليه الصلاة والسلام : (( أفلا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم ، أفشوا السلام بينكم )) ، مجرد السلام ، أنت ماتسلم إلا على من تحب ، إذا رأيت فيه انحراف فالغالب أنك تعرض عنه تأديباً له ، تزجره ، ما تسلم عليه وتتغاضى حتى يتأدب ، أو يعرف : ليه فلان ما سلم علي ؟ حتى يعلم إنه عنده خطأ ، أرأيت ! .
أما أن تسلم عليه دائماً يبعث على الألفة بينكم ، يكون سبب من أسباب المحبة ، إفشاء السلام ، سبب من أسباب المحبة ، فكيف بالخلطة والضيافة ، والدخول والخروج ، والدفاع عنهم ، فيه أكثر من هذا علامة على المحبة ، الدفاع عنهم من أكبر العلامات على محبتهم ، ومن كان بهذه الصفة فهل يدافع عنه ؟
الحاصل بارك الله فيكم ، هؤلاء لا يمشي مثل هذا الكلام منهم على أهل العلم ، وعلى من نور الله سبحانه وتعالى بصيرته ، فالولاء لهذه الجماعة لرئيسها العالمي ، أو لرئيسها القطري في البلد ، ورئيسها القطري يكون لمن فوقه ، ومن فوقه يكون لمن فوقه ، فالقضية بارك الله فيكم هي مرتبطة بالأصل ، ولهذا تجدون مصداق ذلك في أنهم لا .. لا يمكن أن يقبلوا نقداً . طيب .. أنت الآن هنا تقول إنهم ليس لهم علاقة بالقبوريين وأهل القبور ، يالله انتقد جماعة التبليغ لأنها جماعة قبورية ، من يقوم عليك ؟ يقوم عليك اللي هنا ، هل سمعك الذي في نظام الدين في ديوبند في الهند في دلهي .. لأ . نظام الدين في دلهي .. نعم عفواً .. هل سمعك الذي في نظام الدين في دلهي ، منطقة نظام الدين ، حي نظام الدين حتى يدافع عن نفسه .. لأ ! الذي ينبري لك ابن أخيك وابن عمك و أخوك ونحو ذلك . الذين هم هنا ، فتعلم حينئذ الرابطة بينهم ، أنه لا يرضى بالانتقاد لهم ، وإن كان بالحق ، لا يرضى بالتحذير من الشرك ، لا يرضى بالتحذير من أهله ، هذا يبقى مخدوش في توحيده ، لأن الولاء والبراء من شروط لا إله إلا الله ، من شروط .. { قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إنا براؤا منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبداً حتى تؤمنوا بالله وحده } هذا موقف إبراهيم ، ونحن لنا فيه أسوة حسنة ، والله جل وعلا يقول : { إن أولى الناس بإبراهيم للذين أتبعوه } اتبعوه على دينه ، وهذا النبي والذين آمنوا والله ولي المؤمنين . فالذين يتبعونه وهذا النبي ومن معه عليه الصلاة والسلام ورضي الله عنهم من أصحابه ومن جاء بعدهم ، هؤلاء أولى الناس بإبراهيم ، وقدوتهم إبراهيم عليه الصلاة والسلام حينما نبذ قومه وخاصمهم وكفر بما يعبدونه من دون الله جل وعلا ؛ فالشرط .. هذا شرط مهم ، الولاء والبراء من الشرك ومن أهله والولاية للتوحيد وأهله ونصرتهم ، فينبغي للمرأ أن يتنبه لهذا ، وأن لا يوالي إلا أهل التوحيد ، وأن يعادي أهل الشرك والبدع والخرافات لأن تحقيقه لذلك تحقيق لشرط من شروط لا إله إلا الله .
ومن البراهين القوية التي تدل على أن جماعة التبليغ في السعودية صوفية : ولاءهم وبرائهم منعقد على هذه الجماعة فهم يحبون ما تحب ، ويكرهون ما تكره ، ويوالون ويعادون فيها رغم ما يعلمونه عن أصل هذه الفرقة ومنهجها المنحرف ، وما فيه من المحادة لله ولرسوله ، قال تعالى : { لا تجد قوماً يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آبائهم أو أبنائهم أو إخوانهم أو عشيرتهم} الآية [ المجادلة:22] ، فإن لم يكن تعظيم القبور والأضرحة وسؤالها والاستغاثة بها من دون الله ، واعتقاد النفع والضر في مشايخ الطرق - عند رؤوس هذه الجماعة وكثير من أفرادها - من المحادة لله ورسوله ، فما هي المحادة إذن ؟!
ومنها : حضورهم للموالد التي يقيمها الصوفية في السر في المدينة النبوية .
ومنها : قيامهم بالأذكار البدعية الجماعية في المساجد التي يجتمعون فيها كمسجد النور المعروف في المدينة ، قال العلامة حمود التويجري – رحمه الله - : (( وأما القصة الرابعة من بدع التبليغيين وضلالاتهم ؛ فهي ما جاء في مذكرة الشيخ المدني الذي تقدمت الإشارة إليه ، وهي أن أحد الثقات السعوديين شهد عنده ؛ قال الشيخ " (( وكان قد أحب الجماعة – أي : التبليغيين - ، وصار من دعاتهم قريباً من ثلاث سنين ، ثم فارقهم عندما رأى رؤساهم في إحدى الليالي – وبدون أن يشعروا به – رآهم وهم يذكرون في منتصف الليل على الطريقة الصوفية المعروفة : هو ! هو ! هو ! وكان ذلك في مسجدهم في العوالي بالمدينة ، وهو الذي يسمونه مسجد النور )) .
ومنها : حضورهم في المساجد التي فيها أضرحة في الخارج وصلاتهم فيها ، وسكوتهم على ما فيها من الشرك والبدع .
ومنها : بغضهم لولاة الأمر في السعودية والدعوة السلفية وإن أظهروا خلاف ذلك فإنه من باب التقية ، جاء في كتاب القول البليغ للشيخ حمود التويجري – رحمه الله – ما نصه : (( وحسبما بلغني عن بعض الثقات أنهم يرون أن لا طاعة لولاة الأمور عليهم ، ولذا يبيحون الغش والخديعة والتزوير ، وفعلاً يستغل دهاتهم بلههم باسم التبليغ في التجارات المنحرفة والتزوير ومخالفة القوانين وتعدد الجوازات لشخص واحد على أساس الكذب والزور ... إلى آخر ما هنالك من المخالفات .
ولذا يعرف عن هؤلاء أنهم يتربصون بالحكومة السعودية والجامعة الإسلامية والحركة الوهابية والغريزة الجهادية – أي : لاعداد العدة واستعمال القوة لإعلاء كلمة الله - ؛ يتربصون بها الدوائر – عليهم دائرة السوء - ، وذلك كله لإعجابهم ببدعتهم ، وغفلة الناس عن بدعتهم هذه ومداها )) .
ومنها : حميتهم لجماعة التبليغ في الخارج ، وتفانيهم في الدفاع عنهم .
ومنها : حرصهم على اقتناء كتب هذه الجماعة ككتاب الصحابة للكاندهلوي التبليغي الصوفي . وغير ذلك من الأمور التي تجدها مبسوطة بأدلتها في الكتب التي ذكرت لك ، حتى لا يبقى أي مجال لتصديق كذبتهم المشهورة أن تبليغ السعودية غير تبليغ خارج السعودية ، وأن العلماء إنما حذروا من التبليغ في الخارج ، فعليك بكتاب الله وسنة رسوله e على فهم سلفك الصالح ودع عنك بنيات الطريق ، وإياك أن تجالس أحد من جماعة التبليغ ، ولا أي مبتدع ، سعودياً كان أو غيره ، فأن أبيت إلا ذلك فإن توحيدك وعقيدتك على خطر عظيم ، قال أبو قلابة – رحمه الله - : (( لا تجالسوا أهل الأهواء ، ولا تجادلوهم ؛ فإنني لا آمن أن يغمسوكم في ضلالتهم ، أو يلبسوا ما تعرفون )) .
والله أعلم وأحكم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن استن بسنته ، واقتفى أثره إلى يوم الدين . آمين .</SPAN></SPAN>
_________________ تــوقــيـع
|
لاتحسبنًي بشتكـي مـن مساويـــــــــك= مـن دون حدًي بحكمك في حدوديماني ونالعاصـي تضـن الرجـاء فيـك=رجــــاي بالله والـخـلايـق شـهــوديفيني طناخه يافتى الجــــود وطغيـك = أبــــك إقحطانـن كـلهـم لـي سنـودي |